أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة














المزيد.....

مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على عكس بريقها السياحى، وشهرتها العالمية باعتبارها أحد أجمل المنتجعات وربما أجمل مقصد لهواة "الغطس"، اكتسبت شرم الشيخ سمعة سياسية لا تبعث على السرور ، حيث ارتبط اسمها بعدد من "القمم" والمؤتمرات غير الناجحة، حتى أصبح مجرد الإعلان عن انعقاد مؤتمر إقليمى جديد فى شرم الشيخ نذير شؤم بالنسبة للكثيرين.
وكان نصيب مؤتمر الاثنين الماضى من التشاؤم أكثر من كل المؤتمرات السابقة عليه.
ولم يكن هذا التشاؤم نابعا من فراغ، بل كان له ما يبرره بكل تأكيد.
لانه يأتى فى سياق التطورات المأساوية والكارثية التى حدثت فى فلسطين المحتلة، والتى شهدت انتهاك كل الخطوط الحمراء، أو التى كنا نتصور انها حمراء ولا يمكن التفكير – مجرد التفكير – فى تجاوزها، وفى مقدمتها حرمة الدم الفلسطينى. فاذا بالاخوة الفلسطينيين من الطبقة السياسية يتفوقون على أنفسهم، وعلى أعدائهم، فى التنكيل ببعضهم البعض بصورة وحشية وغير مسئولة أدت إلى هذا الوضع المزرى الذى نراه، والذى وصل إلى تمزيق الشعب الفلسطينى المسكين الى كيانين وشعبين و"دولتين" متناحرتين بينما الجميع رازح تحت نير الاحتلال الذى يفرك يديه من السعادة وهو يرى الطبقة السياسية الفلسطينية تنوب عنه فى القيام بمهامه خير قيام!
ولم يكن هذا الانهيار فضيحة للطبقة السياسية الفلسطينية فقط بل كان فضيحة للنظام العربى الرسمى أيضا، حيث أثبت عجزا مزمنا عن القيام بأى مبادرة إيجابية جادة فيما يتعلق بالصراع الفلسطينى الإسرائيلي، ولم يكتف بهذا العجز المخزى بل ان بعض أطرافه تورطت فى التواطؤ مع العدو الإسرائيلي فى تنفيذ سياساته الاستعمارية سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حتى ان هذا النظام العربى الرسمى قد شارك بنشاط فى تنفيذ الخطة الأمريكية – الإسرائيلية الرامية الى حصار الشعب الفلسطينى وتجويعه عقابا له على خياره الديموقراطي، بل إن بعض الأطراف العربية شاركت – بحماس- فى تعميق الخلافات الفلسطينية بالانحياز لهذا الفريق أو لذاك وتأليب هؤلاء عن أولئك.
وكانت الثمرة المرة لذلك كله هو ذلك الانقلاب المروع القى قامت به حماس فى قطاع غزه وما انطوى عليه هذا الانقلاب من تفاصيل بربرية ومقززة.
ورغم ذلك لم أكن من المعجبين برد الفعل الدبلوماسى المصرى على هذه الممارسات الفجة والفظة لحركة حماس، ابتداء من نقل السفارة وانتهاء باحتضان مؤتمر شرم الشيخ الأخير الذى حضره العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهوت أولمرت فى ضيافة الرئيس حسنى مبارك.
وكانت كل التوقعات وكل الحسابات لمعظم المراقبين المصريين والعرب والأجانب تشير الى ان "تركيبة" القمة الرباعية، وتوقيتها، تنبئ بأن هدف هذه القمة الرباعية يكاد يتطابق مع الرؤية الأمريكية الإسرائيلية فيما يتعلق بوضع ومستقبل القضية الفلسطينية، وأن هذه القمة الرباعية ستكون بمثابة إشارة البدء لتصفيه كل العناصر المناوئة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي.
لكن المفاجأة ، وهى مفاجأة سياسية حقيقية، إن الإدارة المصرية تصرفت بصورة مختلفة ، وعلى عكس الأقلام والأصوات المحسوبة على الحكومة المصرية والتى لعبت فى الأيام السابقة على مؤتمر شرم الشيخ دورا تهييجيا وصل إلى حد الهستيريا وصب الزيت على النار المشتعلة فعلا .. على عكس هذه الأقلام وتلك الأصوات جاء الدور المصرى فى قمة شرم الشيخ مستهدفا اطفاء الحريق لا تأجيجه، وكانت كلمة السر فى هذا الموقف المصرى هى إحياء الدعوة الى توحيد الصف الفلسطينى من خلال الحوار وإنهاء العنف بين الطرفين، أى بين فتح وحماس.
وهذا كلام مهم جدا وإيجابي للغاية ويتسم بالمسئولية السياسية ليس فقط فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الملف الفلسطينى، وإنما أيضا فيما يتعلق بعمق النظرة إلى أمن مصر القومى.
فرغم ان ما فعلته حماس غير مقبول بالمرة، ورغم أن سلوك هذه الحركة يعزز المخاوف التى طالما حذرنا منها فيما يتعلق بالخلط بين الدين والسياسة، فانه لم يكن مقبولا بالمثل أن يتماهى رد الفعل المصرى مع الموقف الإسرائيلي والأمريكي ولم يكن مقبولا بالمثل أن تكتفى كثير من الأصوات والأقلام المحسوبة على الحكومة بالتحذير من قيام إمارة إسلامية على حدود مصر الشرقية، وكأن مصر تفضل وجود "دولة يهودية" على حدودها الشرقية!
ورغم أن هذه الأصوات وتلك الاقلام لا تكف عن المطالبة باعطاء فرصة- للمرة المليون – للحوار مع العدو الإسرائيلي وحليفه الاستراتيجي الأمريكي رغم كل ما يفعلون بنا، فان هذه الأصوات ذاتها كانت شديدة التصلب ضد فتح صفة جديدة للحوار بين الأشقاء الفلسطينيين!
ومن هنا تأتى الأهمية القصوى لهذا الموقف المصرى فى القمة الربعاية الذى عبر عنه الرئيس مبارك بتأكيده على ضرورة توحيد الصف الفلسطينى من خلال الحوار وإنهاء العنف بين الطرفين.
هذا الموقف .. يمثل مفاجأة بالفعل، سواء للإسرائيليين أو لاعداء إسرائيل.. وهذه المفاجأة أربكت بالفعل حسابات الكثيرين.
ولكن الأهم .. هو أن تنطلق الدبلوماسية المصرية من هذا المرتكز الجديد لتعيد تصحيح مواقفها وتبنى على هذه الانطلاقة "المفاجئة" لدور مصرى جديد يتسم بإرادة سياسية أكبر وممانعة أوضح للتوجهات الإمبراطورية الأمريكية والمشروعات الاستعمارية الإسرائيلية التى تريد إشعال حريق شامل فى المنطقة بأسرها وإطلاق سيناريو الفوضى "غير الخلاقة" من عقاله .. الذى نرى بالفعل بوادره المشئومة هنا وهناك.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -
- الحكومة تخالف القانون مع سبق الإصرار والترصد
- بكوات .. وهوانم جاردن سيتى 2
- نقش معاصر علي جدارية عريقة
- بكوات و.. هوانم جاردن سيتى (1)
- محنة المسيرى
- القطن المصرى .. عزيز قوم ذل!
- كربلاء المصريين!
- تعليق أخير على الثقافة المحاصرة
- من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!
- الجبهة الديموقراطية.. أمل جديد
- حتى لا تكون حماية المستهلك مجرد شعار
- العِبَارة .. فى العبَّارة!


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة