أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمود جلبوط - رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق














المزيد.....

رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 05:53
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ما الحكمة المستخلصة من محاكمات صدام ورجالاته ؟ وهل هناك حقا من حكمة يمكن استخلاصها رغم ركام مهزلتها وهزليتها ؟

على الرغم من إدراك الأكثرية لسكان المواقع الجغرافية الشبيهة والمحاذية للموقع الجغرافي العراقي السابق(عهد صدام) لضرورة الخلاص من نير الطغيان المحلي و للتغيير , إلا أنها باتت تدرك وبسبب ما شاهدته على مساحة المشهد العراقي وما جرى من تغيير عن طريق الغزو الخارجي لقوى الطغيان العالمية هو دنس وأبعد ما يكون عن الخلاص من نير شر الطغيان المحلي , وأن ما كان من شر وطغيان سائدين أساسا كانا برعاية هذا الشر والطغيان العالميين وعلى أساس ارتباطه العضوي والبنيوي معه وفيه .

وبالرغم من تباين الآراء الموضوعية المنتقدة للمحاكمات إياها , إلا أنها قد اتفقت على أنها قد فوتت الفرصة وربما وإلى الأبد لترسيخ مسألتين اثنتين تعتبران من وجهة نظرهم هامة لبناء عراق موحد بلا طغيان : أولا : أنه كان من الأجدى أن يحاكموا بناءا على أجندات وطنية وعلى ما اقترفوا و ارتكبوا من جرائم وسياسات وممارسات قد سحقت العراق تحت أقدام القائد الأول والزعيم الأبدي والرئيس الفذ , وقتلت الروح الإنسانية لمواطني العراق لصالح مشروع أقلاوي متعصب دموي شوفوني ولأهداف شخصية مريضة سيطرت عليها نزعة نرجسية مريضة وجنون عظمة لشخص لم يكن يرتوي إلا بالدم , ينتشي عندما يقف معجبا بهامته وسط جماجم المعارضين والرافضين لعبادته , أو عندما يطل من كوة في قصره على الأجساد المعذبة في أقبيته تثير صرخات الضحايا تحت التعذيب فيه نشوة سادية , وعلى طريق تحقيق ذلك أهدر الثروة الضخمة , وأفسد المجتمع وشقه وفتته لطوائف وعشائر وأثنيات بل قضى على أبسط النوازع البشرية العادية والإنسانية للمواطن حتى بات غير قادر على الحياة إلا بالاعتماد على غرائزه البدائية البسيطة للاستمرار في الحياة , والتي قد تابعناها عبر وسائل الإعلام تتدفق بحيوانية بادية إلى الشوارع بعد أن اطمأنت لسقوط الصنم .
لا أن تبتسر المحاكمات لأجندات المحتل وعملائه الذين فاقوه إجراما في ممارساتهم واستباحتهم للمواطن والهوية العراقية ككل , أو لتشفي عدو قومي مذهبي يسكن جواره كان قد قاتله بتحريض من الأمريكي نفسه ومن حكام الكيانات المجاورة خشية تصدير المباديء الخمينية إليه وإليهم , أولأجندة طائفية مذهبية محلية مقرفة وضيعة , أو ثأرا وانتقاما لتصفياته لأفراد اعتبرت نفسها أنها مقدسة لادعائها الانتساب لآل البيت .
وثانيا : كان من المفترض لمحاكمات هؤلاء أن تؤسس لعراق جديد , أن تعيد الاعتبار للدولة التي سحقت لصالح عبادة شخص الحاكم حتى غدا هو الدولة والدولة هو , دولة يسوده عقدا اجتماعيا دنويا يرعى حقوق المواطنين ويحفظ كرامتهم بالتساوي والتكافؤ , ويرسخ لقيم جديدة تسعى لأن تنزع عن الناس والأفراد كل نزعات التربية السابقة في ظل النظام السابق , وتسمح لهم بالدخول في هدوء عالم البشر الذي كان قد انتزعه عنهم حاكمهم السابق , ويرسخ لديهم معنى الوطن في ظل القانون والمواطنة , ومعنى الحياة , والعدل والحرية وقيمة الحياة واحترام الروح البشرية عن طريق إلغاء حكم الإعدام المعتمد سابقا , ولو حتى شمل هذا الحفاظ على الحياة البشرية أرواح رجالات النظام السابق.
كثيرون يقولون , والحق معهم , أن قوات الاحتلال الأمريكية المخلّصة مع عملائها حكام العراق الحاليين وميليشياتهم أكثر فسادا وسرقة , فهم يسرقون الثروة ويتوازعونها فيما بينهم تماما كما كان حاصلا دائما ويبقى المواطن جائعا ولم يتغير الأمر بالنسبة له في شيء , بل أن أمنه أصبح أسوأ لأن قوات الاحتلال ورجالاته وميليشياته أكثر إجراما من صدام ورجالاته , ففي فترة قياسية لا تتجاوز الأربع سنوات قتلوا ما قتل الدكتاتور طوال فترة حكمه , ولا يهم هنا التمييز بين من يقتل أكثر إن كانت قوات الاحتلال أو الميلشيات المتعددة إن كانت سنية أم شيعية أم بشمركة كردية , أم عرب مصدرين من الجوار العربي أم إيرانيين مصدرين من إيران .
إذا أين الحكمة تكمن بين ركام ما سبق؟
الحكمة هي في أنه مهما طال عهد الظلم واشتد الجور في المشاهد المجاورة للعراق فلابد من زواله , ولكن ينبغي العمل لزواله بقوى داخلية تجهد لامتلاك مقومات و وسائل التغيير الذاتية حتى يجري التغيير لأجنداتها الداخلية , ولكي يعاد بناء الوطن الغائب في قصور السلطان ولي النعمة , أو القائد الفذ وأقبية تعذيبه .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترجمة مقال من اللغة الألمانية للعربية لداعية السلام المناضل ...
- أسئلة ولدي الصغير الصعبة
- في المشهد الفلسطيني
- سقوط الورقة الأخيرة
- إعلان
- مرة أخرى في المشهد السوري
- ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح
- مايجري خلف المشهد السوري الأخير
- نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمود جلبوط - رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق