أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - أوهام السلام الإسرائيلي















المزيد.....

أوهام السلام الإسرائيلي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعجبني قول (يوسي ساريد) لمجلة كل العرب يوم 22/6/2007م
" ستظلُّ إسرائيل مستمرة في بيع أوهام السلام للعرب "
" الفلسطينيون يستمتعون دائما بالوقوع في الفخ الإسرائيلي "
" اعتادت إسرائيل أن تغرق الرئيس عباس بالأقوال والثرثرة ، ما دامت الأقوال تظل في الهواء "
بعد أقوال يوسي سريد السابقة وهو وزير التعليم الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست ومسؤول كتلة ميرتس الإسرائيلية ما يزال كثيرٌ من الفلسطينيين والعرب يعتقدون بأن إسرائيل تسعى للسلام ، وهؤلاء يجهلون أو يتغاضون عن حقيقة قاسية وهي : " إن( السلام) هوأكبر مهددات الوجود الإسرائيلي"
فمن المعلوم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تموت بالسلام وتحيا بالحرب ، لأن كل استراتيجيات هذه الدولة أُقيمت على أسس حربية، فقد ولدت أحزابها الكبرى من (رحم) الجيش ، كما أن قادة إسرائيل الأقوياء جميعهم قادة حرب عسكريون أو خريجو التنظيمات الإرهابية شتيرن وليحي وهاغناه ، وقد سقط عمير بيرتس مؤخرا لأنه الوحيد الذي تولى وزارة الدفاع من خارج المؤسسة الأمنية العسكرية .
فقد كانت بداية بناء إسرائيل ترتكز على الجيش ، وكان ذلك أمرا طبيعيا بالنسبة لإسرائيل ، حينئذ رفع بن غريون شعارا يقول : " مجتمع من الجيش ، لا مجتمع من الكوهانيم" لم يكن بن غريون يرمي إلى إقصاء الحريديم المتدينين بقدر ما كان يرمي إلى تأسيس المجتمع الإسرائيلي الحربي العسكري ، حتى أن التيار الحريدي الأرثوذكسي الإسرائيلي بجناحيه : الديني الصهيوني والأغودات غير الصهيوني أسسا (دفيئات عسكرية) على الرغم من أن ذلك يتنافي مع تعاليم الدين اليهودي الذي يؤمن به الحريديم ، إذ أن الانخراط في العسكرية عند هؤلاء هو إلغاءٌ للدين لأن النظام العسكري والتدريبات يشرف عليها العلمانيون الصهيونيون ، وهم غير جديرين بالطاعة ، كما أن التدريب لا يكون إلا تدريبا على التوراة والتلمود ، كما أن التدريب العسكري يمزج بين الرجال والنساء ، ويفرض الجيشُ بعض التدريبات التي تتناقض مع الدين اليهودي ، وهي لبس البنطلونات للنساء ، ويتم التدريب على التنفس (فم لفم) بين المجندات والمجندين ! وهذا كله محظور في الدين اليهودي .
على الرغم من كل ما سبق فقد نجح المفدال وهو التيار القومي الديني الصهيوني في تأسيس دفيئات عسكرية خاصة به وأسس " كتيبة الناحل" وهي كتيبة عسكرية خاصة تعتمدعلى جواز سفك الدم غير اليهودي !
إذن فقد كانت الخطة تقتضي بإبقاء المجتمع الإسرائيلي مجتمعا من الجنود فقط ، فهو مجتمعٌ ينقسم إلى قسمين : جنود تحت الخدمة ، وجنود ينتظرون الخدمة ، أو جنود في الميدان ، وجنود في الاحتياط
ولكي نعرف أهمية إبقاء المجتمع الإسرائيلي مجتمعا حربيا علينا أن نعرف بأن (السلام) يفكك مكونات المجتع الإسرائيلي إلى فسيفسائه الأولى مما يعني بروز العنصريات والطبقيات والأصول والأعراق ، وهذا يعيد المجتمع الإسرائيلي إلى حالة ( الشرذمة) الأولى .
وما أزال أذكر في الأعوام التي حوَّم فيها شبح السلام على إسرائيل من عام 95 إلى عام 99 كيف بدأ هذا المجتمع يتفكك إلى حالته الأولى مما فرض على الإسرائيليين أن يعيدوه مرة أخرى إلى حالة الحرب من جديد حتى ولو كنا نحن الفلسطينيين لا نعي هذه الحقيقة وكنا حتى نساعدهم على إيجادها عندما نجح الإسرائيليون في تحويل الانتفاضة (الحجرية) التي هزت العالم وأثرت فيه وجعلته يتبنى قضيتنا ويضغط على إسرائيل لكي تعترف بحقوقنا الفلسطينية المشروعة إلى انتفاضة عسكرية حربية يتقاتل فيها جيشان ، ونسي العالم بأن جيشنا ليس كجيش إسرائيل ، عندما أعلنا للعالم بأننا نملك صواريخ عابرة للمدن الإسرائيلية وقادرة على قصم ظهر إسرائيل نصفين ، فصار العالم مؤمنا بأن إسرائيل معذورة في الدفاع عن حدودها .
ففي فترة (حلم السلام) انتعشت العنصريات في إسرائيل انتعاشا كبيرا لدرجة أن صحيفة يدعوت أحرونوت ومعاريف نشرت يوم 10/11/1998 خبرا يقول :
" وُجد المهاجر الروسي (يان شافشوبيتس) مقتولا في كريات ملاخي أمس الأول ، وبعد التحقيق اتضح أنه قتل لأنه كان يتحدث باللغة الروسية في أحد المقاهي ، مما دفع شابا إلى قتله "
(من كتاب الصراع في إسرائيل لتوفيق أبو شومر ص 274 الطبعة الأولى 2006 ).
ولا يجب أن ننسى بأن اغتيال الزعيم العسكري الإسرائيلي الكبير اسحق رابين جاء على خلفية اتفاق السلام أيضا ، فهو الوحيد الذي مسَّ جوهر الدولة الحربية اليهودية ، فاغتاله الأصولي " يغئال عامير"
ليكون أول اغتيال إسرائيلي لإسرائيلي في العصر الحديث والسبب أنه حاول أن يقرِّب الدولة من خانة السلام ، ولو بالشروط الإسرائيلية .
ويجب أيضا أن نعترف اعترافا آخر بأن ألدَّ أعداء إسرائيل من الزعماء العرب ، لم يكن عبد الناصر بالطبع أو حافظ الأسد أو حتى صدام حسين ، بل كان العدو الأول اللدود هو الرئيس المصري [ أنور السادات] لأنه أدرك بأن إسرائيل والسلام قطبان متنافران لا يلتقيان أبدا ، فزار إسرائيل ، ووقع معها اتفاق سلام ، وفجأة تم اغتيال الرئيس السادات اغتيالا لم تتضح أبعاده الحقيقية والدقيقة والصحيحة بعد ، لأن الاغتيال كان يعني فقط اغتيال من فهموا نقطة الضعف الإسرائيلية هي [ السلام] !
كما أن اغتيال أبو عمار جاء على الخلفية نفسها فهو واحد من [ مجرمي] أوسلو وفق تعبير الحريديم المتزمتين الإسرائيليين ، فقد نشرت يدعوت أحرونوت في 30/4/2002 :
تمكن أربعون أستاذا جامعيا من جامعة بن غريون في النقب من منع (يوسي بيلن) شريك رابين في حزب العمل من إلقاء محاضرة في الجامعة ، وكان المحرض أستاذا جامعيا وهو (البرفسور غولد بيلد المشرف على تأسيس مفاعل ديمونا ) ومعه أستاذ آخر هو زريتسكي الذي قال :
" أنا لا أخجل يجب تقديم كل من ساهم في اتفاق أوسلو للمحكمة ، فهم مجرمون لأنهم فاوضوا منظمة التحرير الفلسطينية ، وما قاموا به يعتبر خيانة عقوبتها الموت أو السجن المؤبد "
كما أن كثيرين لا يعرفون بأن الأساس الأول للاقتصاد الإسرائيلي هو الصادرات الحربية ، وتأتي صادرات اللأسلحة الإسرائيلية قبل السياحة والزراعة وغيرها من مجالات الإنتاج ، فإسرائيل تصدر اليوم تكنلوجيا المركبات الفضائية والطائرات بلا طيار وتحتكر الشركات الإسرائيلي الأمنية تدريب كل طواقم الطائرات في العالم على التصدي للخاطفين !
إذن :
فإنني أعتبر أقوال يوسي سريد أقوالا صادقة تعبر عن فهم دقيق لمفهوم السلام في إسرائيل ، ومن المتوقع أن تظل إسرائيل تبيعنا منتجاتها (اللسانية) من السلام إلى أن نشبع ، مع أنني أشك في أننا قد نشبع !
كما أنني توقفتُ أيضا عند القول الثاني ليوسي سريد وهو أننا نحن الفلسطينيين سنظل (ندمن) الوقوع في شباك إسرائيل المرة تلو المرة ، ولا نستفيد من تجاربنا السابقة :
فمن الغريب أننا أقرب البشر إلى فهم المجتمع الإسرائيلي بحكم قربنا وعملنا واتصالنا بهذا المجتمع ، مع أن الأكثرية منا في الوقت نفسه أبعد الناس فهما لهذا المجتمع ، فنحن لم نبلور سياسة وخطة نستطيع بها أن نفهم الأحاجي الإسرائيلية وأولها :
أن إسرائيل لن تعطينا إلا ما تريده هي ، فلا يمكنها أن تسمح بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة إلى جوارها وتساعدها على النهوض والانتعاش وتساهم في إنجاح خططها المستقبلية ، فلو فعلت إسرائيل ذلك لما بقيت .. ولكان المخططون الإسرائيليون أغبياء !
وها نحن الفلسطينيين نساعد إسرائيل في إنجاح مخططها فقد أثبتنا للعالم بأننا عازمون على إبقاء الصراع بيننا مقدما على قضايانا الجوهرية .
وقد اثبتنا للعالم بأننا لا نريد من إسرائيل إلا أن تُزيل لنا الحواجز ، وتفتح لنا الحدود وتدفع لنا مستحقاتنا الضريبية باعتبارها [ مِنَّةً ] ومنحة وتزيل بعض مقاطع الجدار الفاصل لأنها تعوقنا من الوصول إلى زيتوننا .
وبرهنا بأننا لسنا مختلفين فقط ، بل متنافرون تنافرا تاما ، ولنا برنامجان متناقضان ، وطريقان مختلفان ، بل اكثر من طريقين وبرنامجين .
وقد أثبتنا أيضا بأن شراءنا أسهل بكثير من شراء بضاعة من السوق ، وبرهنا على قدراتنا الجدلية وأعدنا منطق أرسطو الجدلي من جديد إلى المائدة الفلسطينية ، وأصبح كثيرون منا قادرين على إثبات بأن الحق باطلٌ والباطل حقٌ وأرجو من الله ألا نتمكن من إعادة بعث فلسفة المشائين الأرسطية او إعادة تأسيس أكاديموس أفلاطون من جديد لنحول قضيتنا برمتها إلى مشروع للنقاش بين " الهيولى والصورة " !.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاك الديموقراطية في فلسطين
- اغتيال النشء الفلسطيني
- العملاء واغتيال الروح الفلسطينية
- رسالة من غزة إلى حفيدي
- رسالة إلى حفيدي
- الغيرة وما أدراك ؟!!
- هل هناك مؤامرة على الترجمةإلى اللغة العربية ؟
- من فنون اللجوء الفلسطيني
- عجائب ثقافية
- بلاد الفرز ... والحراسات
- ابتسم .. أنت في غزة
- وجادلهم ..... بالمتفجرات
- علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني
- هل الإحباط مرض عربيٌ ؟
- هل أنظمة الاختبارات التقليدية إرهاب ؟
- المرأة بين الحقيقة والخيال
- المبدعون قرون استشعار
- إحراق الكتب في فلسطين


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - أوهام السلام الإسرائيلي