أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم عباس نتو - أعجوبة الزمان هيلين كيلر:المعاقة التي هزمت العوائق!ا















المزيد.....

أعجوبة الزمان هيلين كيلر:المعاقة التي هزمت العوائق!ا


ابراهيم عباس نتو

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:54
المحور: سيرة ذاتية
    


إحدى أكبر مشاهير العالم السيدة هيلين كيلر كانت قد أصيبت بحمى في طفولتها المبكرة جداً أتت على سمعها و بصرها و نطقها. و لكن هيلين لم تستسلم حتى وهي طفلة، ثم لم تتوان طيلة حياتها المديدة عن المثابرة والتطور والارتقاء..و السعي الدؤوب الى الخروج من غياهب ظلمات الرؤية، و العزل السماعي، و العجز التخاطبي.ا

هيلين، معجزة الدهر التي اعتبرت من عجائب الدنيا في زمانها..و لا تزال، عملت على تخطي كل تلك الحواجز و العوائق بفضل عزمها و مثابرتها و جدها واجتهادها الدائب المتواصل.. بل و المتنامي في الكفاح!ا

و لكن كل هذا الإطراء سيكون ناقصاً إذا نحن أغفلنا أهمية "التدريب والتطوير"، ..حيث لا يمكن أن ننسى او أن نتناسى الدور الفاعل والجوهري الذي قامت به معلمتها الفاذة آن سوليفـَن، و بالطبع دور أبويْ هيلين؛..و بذلك يكتمل مثلثٌ متساوي الأضلاع ساهم كل ضلع منه في تحقيق المعجزة: هيلين، و أبواها، و معلمتها.

ولدت هيلين كيلر في مدينة بمدينة توسكامبيا بشمال ولاية ألاباما (واحدة من الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية)، قبيل مطلع القرن العشرين(كان مولدها في 27 من يونية،عام 1880م).. في عائلة جاءت جذورها من أصول سويسرية،..و كانت قد قدمت الى امريكا قبل الحرب الأهلية الأمريكية.ا

لقثد كان الثالوث المشار اليه اعلاه متماسك الجوانب في شكل صلد، و في تركيبة قوية، و مضمون ثابت..ساهمت جوانبه الثلاثة في تخلق و تخليق شخصية و عظمة هيلين كيلر بحيث اصبحت احدى عجائب الوجود. و إن كان لنا من ترجيح هنا، فإني أجد نفسي أرجح كفة المعلمة السيدة آن سوليفـَن، السيدة الفاضلة التي رافقتها في مراحل عمرها الحساسة،من طفلة مشاكسة و شبه منغلقة،الى يافعة متعلمة، الى شابة مثقفة، الى سيدة ناضجة موفورة العطاء. فأصبحت هيلين رمز الأمل و قدوة لا مثيل لها ليس فقط لبقية المعاقين.. بل و نبراساً لعموم "الأسوياء" و غير الأسوياء في البشرية جمعاء.ا

نشأت هيلين وحيدة أبويها نشأةً جمعت بين المودة والحنو-من ناحية، و العمل الدؤوب من ناحية أخرى؛ و لم يتوان والداها(توفي والدها و هي في سن السادسة عشرة) و لم يأليا جهداً في المحاولات المستمرة المضنية لتمكينها من تخطي الحواجز الواحد تلو الأخر، لتمكينها من العلم و التعلم والنشأة الأقرب الى "السوية" كإنسانة وأيضاً كمواطنة متكاملة النمو، طبيعية المنوال رغم صعوبات و محددات طبيعة الحال. و لقد حرص أبواها كل الحرص على العمل على تمكينها من "القراءة" و "الكتابة"، و "الاستماع"،..في كل بمعنى.ا

و لقد كان من العجيب، و بالتأكيد من خارج المعتاد بشرياً، ان تلك الفتاة العمياء، الصماء، البكماء..دأبت على تحسس الحياة بمختلف مناحيها و أبعادها: لمساً، و سماعاً، و تذوقاً..و تعايشاً كاملاً..اكثر بكثير مما يتحقق عند الواحد منا المحسوبين على "الأسوياء".ا

و بينما يصعب اختيار "العنصر الواحد" و الأساسي الذي سبب تكوين المعجزة هيلين كيلر، فإني أود التركيز على دور المعلمة السيدة آن مانزفيلد سوليفن..التي صاحبت هيلين في سني تنشئتها منذ أن كانت في سنها السابعة. كما اسهم المخترع الكبير "اليكزندر هاملتُن بيل" المتصلة شهرته باختراع الهاتف، بعدة مشورات مباشرة و اسهامات غير مباشرة..مثل التوصية ببرنامج في معهد هنا او بمدرس هناك.ا

و رغم الصعوبات الجمة في تعلم أي شيء في حياة هيلين الا أن والديها لم يكتفيا بما يسمى "محو الامية"، و تعليم القراءة و الكتابة؛ بل واصلا الاهتمام الحثيث والمتوسع والعميق بما شمل كافة ما يمكن من مواد دراسية في مختلف العلوم و الرياضيات والآداب، حتى أن هيلين درست مختلف المواد بما في ذلك شيكسبير وغيره؛ .. بل و حتى في الفنون الجميلة بما شمل الموسيقى..دراسة و وحضوراً و استماعاً..و استمتاعاً!ا

كانت بدايات التعليم و التعلم، بقيام المعلمة السيدة الفاضلة "آن سوليفن" بتدريب هيلين على "نطق" الحروف و الكلمات..و ذلك بـ"هجائها" بأطراف أصابعها على يد (يديْ) الطفلة هيلين. و في البدايات استخدمت المعلمة آن كل ما أمكن و توافر من "وسائل" متاحة في البيئة المحيطة؛ فمثلاً، عند تعليم كلمة "ماء"، قامت المعلمة بـ"تهجئة" الكلمة على إحدى يديْ الطفلة هيلين..بينما كانت تصب الماء على اليد الأخرى..بهدوء و بطء في البداية..ثم بعد ذلك في إيقاع متسارع..لتلمس هيلين الماء المنعش على يد..و تتحسس حروف م. ا.ء. في اليد الأخرى.اثم شرعت هيلين -مثل بقية الدارسين العاديين المعاقين بصرياًُ،باستعمال وسيلة و طريقة "بريل" في الكتابة /الطباعة.ا


و في سنوات يفوعها، انضمت الى مدرسة كامبريج للتحضير للتقدم للقبول الى جامعة هارفرد!..فأخذت دروساً في اللغة و التاريخ و أيضاً الألمانية و اللاتينية والأدب الانكليزي، مع دروس متقدمة في الانشاء باللاتينية، وكذلك في الحساب (اعترفت هيلين بأن "الرياضيات" لم تكن ضمن نطاقات قواها). و فيما بعد درَست مستويين آخرين في الالمانية و الفرنسية و اليونانية و التاريخ الروماني..و نجحت فيها كلها بمستويات مرموقة، مع منزلة الشرف في الألمانية و الانكليزية.أ
و تمكنت هيلين ايضاً من التمكن من الخوض في بحور "الإلياذة" و قصة "تروي" الاغريقيـّتين ..مع الاستمتاع بهما!ا

و إن من عجب، فها هي هيلين تقول: "قرأت اول قصة متكاملة في مايو 1887م، حينما كنت في السن السابعة، و منذها الى الآن(1902م) قمتُ بالتهام كل شيئ في شكله المكتوب وصل الى متناول يدي و الى ملمس اصابعي؛...لم ادرس بتواصل معتاد خلال سنوات عمري الدراسية الأولى، بل و لم أقرأ بناءً على قواعد معينة." (لعلها تقصد الطرائق المألوفة).ا


كـُتب العديد من الكتب في انحاء العالم عن الاعجوبة هيلين كيلر، و قامت هي بالقاء المحاضرات العامة في انحاء الولايات المتحدة و في خارجها؛ وزارت مصر في اواسط القرن العشرين، و عمدت الى مقابلة المرحوم الدكتور طه حسين، نبراس أمتنا و رفيق هيلين في مكافحة إعاقة البصر و في النبوغ.ا

كما قامت بكتابة كتاب يوجز قصة حياتها، في 23 فصلاً و 152 صفحة، بعنوان قصة حياتي، في 1902م، و نشر في انحاء العالم في العديد من اللغات، و أعيد طبعه في عدة طبعات، كانت منها الطبعة التي قرأتها، في سنة 1980م من نشر دار "ووترميل"، في مدينة "ماهواه" في ولاية نيوجرزي،و كان اهداؤها للمخترع العظيم ألكزندَر هاميلتـُن بيل.ا

ما اود أن اختم به هنا هو إشارة هيلين الى دور المحبة..في قولها "المعرفة هي الحب والنور والرؤية"؛ كما أن من العبارات الخالدة التي تذكرتها عن معلمتها الملهَمة الملهِمة استعمالها مرة كلمة "الحب" في عبارة
"I love Helen"
بعد ان كانت قد فهمت الكلمة و أحست بها حينما تلقتها من أبويها!



#ابراهيم_عباس_نتو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المناسبة الأربعين لمصيبة 67
- زواجات ..زواجات..!ا
- لن تنسحب أمريكا من العراق..!
- -أسامة- بن لادن،..أما آن لك أن تخجل؟!
- كونسِرفَتوار سعودي..معهد عالي للموسيقى
- مَحَطّاتٌ مِفْصَلية في عِراقِ ما بَعد صَد ّام 2003-2005م في ...
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- ديموقراطيةُ المشاركةِ الشعبية تَبزُغُ في العراق!
- الديموقراطيا
- عما جاء في مقال الدكتور وحيد حسب الله في -الحوار المتمدن- عن ...
- -إقرأ-..لفظة ٌقـُرآنية لها معنى غير -القراءة-
- الموسيقـَى غِذاءُ الرُّوح!
- قرارٌ أمريكيٌ قد يؤذي مستقبلنا في المملكة العربية السعودية!
- سياقة ُالمرأةِ سيّارتـَها حَـقٌ طبيعي
- قصيدة اعملوا.
- المرأة و الفئات المتزمِّتة!
- قصيدة / إلى ما وراء عاشوراء
- أول روائية سعودية تكتب عن الإرهاب
- الانتخاب على الباب: بدء الديموقراطيا في السعودية
- بَدءُ الديموقراطيا و الانتخابات السعودية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم عباس نتو - أعجوبة الزمان هيلين كيلر:المعاقة التي هزمت العوائق!ا