أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - جذور عميقة لتمايزات مضللة















المزيد.....

جذور عميقة لتمايزات مضللة


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشبه الأكثرية والأقلية في لبنان –لناحية التمايز بينهما –صحني : جظ مظ..الأول من بيض وبندورة والثاني من بندورة وبيض ..من هذه الناحية أتفهم حيرة من يبحث عن الاختلاف بين الصحنين..خصوصا إذا كان ممن لم تغسل له رأسه حرب تموز الأخيرة, ولا مقتل الحريري قبلها ..
على مسار التجربة البشرية تعطي دراما الخطأ/الصواب للبشر الفرصة لتحسين شرطهم البشري وانتاج وجودهم الاجتماعي على نحو أفضل بإضافة تحسين هنا وترقيع مايتعذر رتقه هناك ..ننفرد نحن سكان مهبط الديانات السماوية( لسوء الحظ)بخروجنا عن هذا السياق . رغم اننا نكرر صباح مساء هذه التعويذة : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . أغامر وأقدم تفسيرا لهذا الستاتيكو: المؤمن يلدغ من جحر إيمانه تحديدا ..ذلك لأن الحذر يؤخذ من مأمنه ..ولا أظن مأمنا أكثر أمنا يمكن ان توفره جهة منافسة للإيمان إلا الشك وقانا الله منه ومن مسؤولياته الثقيلة على العقل ..لذلك لامندوحة لنا إلا احتمال اللدغ من نفس الجحر الى ما شاء الله ..
لقد أنتج صمود المقاومة في تموز ما سبق أن أنتجه استشهاد الحريري قبلها!! ( تعميق الإنقسام الشيعي/ السني) حول تمايز إيماني , عمره أربعة عشر قرنا ولا زال في ميعة الصبا ..
ترى أليس من الأفضل لنا أن نصبح بلا ذاكرة ؟ سيما والتمايز السني /الشيعي من جنس التمايز أعلاه (تمايز صحني الجظ مظ )..
ليس بين الامبراطوريتين : الصفوية الشيعية, والعثمانية السنية المتزامنتان .أو بين الخلافتين : الفاطمية الشيعية وتوأمها السني :الخلافة العباسية, فوارق لاهوتية أكثر حدة ووضوحا مما بين الجظ مظ أعلاه , أدامه الله نعمة على فقرائه.
.إذا ضربنا كشحا عما يتصارخ به مشايخ الطرفين( السني/ الشيعي ) على الفضائيات . وهو في معظمه مستنبت على حالة عقلية أقترح لها - والله ولي التوفيق- هذا المصطلح: صرمالوجيا..و.. (لمنع الالتباس : المصطلح : لعب على القرابة اللفظية بين مفهوم : الصرامة العقلية وتعريفها بحسب المفكر البولوني الأصل ميلتون روكيش :
(عدم قدرة الشخص على تغيير جهازه الفكري أو العقلي عندما تتطلب الشروط الموضوعية ذلك , وعدم القدرة على إعادة ترتيب أو تركيب حقل ما , تتواجد فيه عدة حلول لمشكلة واحدة ,وذلك بهدف حل المشكلة بفاعلية أكبر )(1) وبين الصرماية. وهي حذاء حلبي أبا عن جد والله أعلم . وتذييل ما تقدم ب :(لوجيا ) أي علم بالإفرنجي.. صرمالوجيا طاب لها المقام بين ظهرانينا. وأغلقت علينا فضاءنا العقلي بالضبة والمفتاح ....
إذا جربنا أن نضرب كشحا - على سبيل التمرين الذهني - عما تقدم . وقررنا التقليب الموضوعي في ملفات الإمبراطوريات الأربعة الموزعة على مقلبي الإسلام ,بحثا عن الفوارق التي تستحق التمسك بها( إعلاءً للحق) إذا استعرنا لغة التجييش التي توارث مشايخ الطرفين إتقان استخدامها ,فلن نعود بأكثر مما عاد به حنين : خفين الفارق بينهما من جنس الفارق بين القدمين ..
في فذلكته النظرية لمقدمة تاريخه: تاريخ الأمم ..يقول ابن مسكويه - توفي:415 ه/1030م - أنه قد أقصى الخوارق ومعاجز الأنبياء والرسل عن كتابه لانتفاء الانتفاع بها ..وأنه اقتصر على سرد الوقائع المطابقة للمعقول نظرا لقدرة البشر على محاكاتها والانتفاع بها..تشير هذه الفذلكة لمؤرخ من القرن الرابع الهجري الى محاولات مبكرة للعقلانية العربية- الإسلامية ( وابن مسكويه والتوحيدي من الجيل الذي تأوجت على يديه هذه العقلانية ).. للإفلات من دوغما المقدس التي سيجت النتاج العقلي للبشر بالمناطق المحرمة..
قدم لنا ابن مسكويه تاريخا مغربلا من زؤان المدهش والعجيب , يغطي وقائع الإسلام المبكر وصولا الى حواف الخامس الهجري..فاذا باللاهوت الاسلامي وقودا محسنا ًلمكنة التنافس على انشاء الامبراطوريات الخراجية -بدءا من التنافس بين بطون قريش على إدارة دولة المدينة التي أسسها النبي محمد (الفتنتين الصغرى والكبرى ) ولاحقا بين القبائل العربية بعد أن اكتشفت هذه الاخيرة دورها المركزي في تحويل دولة المدينة الى إمبراطورية واسعة الأرجاء( الانشقاق الخارجي ) ..
في الجدلية التي يعريها ابن مسكويه من تزويقات المدهش والعجيب- التزويقات التي تلقت جرعة مقويات من نظرية الوحي. جعلتها بعيد هزيمة الرشدية في ربوعنا وانتقالها الى الضفة الشمالية للمتوسط تزداد شبابا –
تظهر العناصر الحقيقية على المسرح :
- الطاقة الحربية للقبائل الرعوية في شبه الجزيرة العربية
- الاسلام كعقيدة دينية تحاول أن تلعب دور المايسترو الذي يضبط السلوك التعبوي للقبائل .
- الممانعة المستمرة بأشكال متنوعة التي تبديها التراثات الأوليه (2) للمجتمعات التي طالها الفتح الاسلامي , بوجه الثقافة المتعالمة التي تنتجها النخبة الملتحقة باستراتيجيات سلطة الدولة ..
- التفاعل المثمرالمنتج للامبراطوريات : بين العصبيات ذات الشوكة بالمصطلح الخلدوني ..التي تنتجها التراثات الأولية, وبين التراث المكتوب بمعنييه : الكتابات المقدسة /التثبيت الحرفي للكلام الشفهي المؤدي الى انتصارالعقل الكتابي( انظر السيرورات المتشابهة لثلاثة إثنيات شفهية ذات شوكة :العرب والمغول والترك ).
- الضغط الذي يتلقاه الرأسمال الرمزي للاسلام بغاية تقاسمه, في سياق تنافس العصبيات ذات الشوكة, وعلى خلفية حاجتها الاستراتيجية إليه كملاط لبناء هذه الامبراطورية أو تلك (انظر في هذا المجال تسنن العثمانيين وتشيع الصفويين في مجرى تنافسهما الإمبراطوري. أو تحول العباسيين التدريجي الى التسنن في وجه مطامح الفرع الطالبي الى الخلافة )..

أعود الى ما سقته في المقدمة ..لم يستند التمايز السني / الشيعي على تمايز في المعنى .ولم يفض الى ما يثريه .بل كان استجابة لحاجات العصبيات ذات الشوكة.. وهي في الشرط التاريخي ما قبل الراسمالي : عصبيات رعوية .(لاحظ في هذا السياق المآلات المتشابهة للعرب والترك والمغول كعصبيات رعوية . لجهة التحول من البداوة الى التحضر . ولجهة ماأفضت اليه مشاريعهم الامبراطورية من تجديد شباب نمط الانتاج الخراجي كلما تأزم على خلفية استقرار وتحضر الموجة الرعويةالسابقة ) ..وإلا ما معنى الاشكالية الراهنة للاسلام على تنوع مذاهبه مع العصر؟
فيما عدا تمايز العبادات : وهو تمايز أنتجته طبقة رجال الدين الملتحقة باستراتيجية سلطة الدولة وفقا لاحتياجات الضبط والربط للرعية ولاصباغ مشروعية مخلوطة بالمقدس على النخبة الحاكمة بانتاج وحدة حال لاهوتية تجمع الطرفين : الحاكم والمحكوم ..
وخارج سياق تقاسم رموز الاسلام التدشيني ( النبي وذريته من فاطمة والصحابة والتابعين) وهو تقاسم سبق وأن اشرنا الى ارتباطه باستراتيجيات هذه العصبية الرعوية او تلك, الطامحة الى الملك ..لايتبقى في صحن الخلاف السني/الشيعي سوى نظرية الوحي (السماء تأمر الأرض/الأرض تأتمر بالسماء )..
فيما عدا ذلك يتشاطر الخطابان الأصوليان : السني / الشيعي صيغة مشتركة ( لتجذيرالتاريخ الحاضر لهذه المجتمعات وغرسه في العصر الافتتاحي-عصر الرسول -)(3) مستفيدين مما تم ترسيبه عبر القرون في المخيال الجمعي للمسلمين عن هذا العصر ..عصر يقف (.. خارج شروط المبادلات المادية وأشكال الاستغلال والتعبير التي تحدد في كل مرحلة تاريخية الآليات الحقيقية لتوليد أي مجتمع بشري .إنه يبدو –عصر الرسول –عصر مثالي يقف فوق التاريخ ويتعالى عليه ..)(4) هذه اللعبة التي يمارسها الخطاب الاصولي مع عصر الرسول تتيح له إخفاء أشكال الاستغلال والشروط الراهنة للمبادلات المادية التي انغمس فيها حتى لحيته عن طيب خاطر ( انظر في هذا المجال النشاطات المالية لكبار رموز هذا الخطاب, وقارن مع بعض من المبشرين بالجنة من الصحابة اللذين أفلتت فضائحهم المالية من عمليات الغربلة التي خضع لها التراث الشفهي عند تدوينه) عن عين المؤمن المعاصر ..


هامش:
1- محمد اركون –الفكر الاسلامي - قراءة علمية-ص- 5
2-محمد اركون –الفكر الاسلامي – قراءة علمية-ص69
3- = = - الفكر الاسلامي- قراءة علمية- ص-70
4- = = = = = = = =



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة التحول الى الديمقراطية
- قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية
- تطييف الحداثة
- خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة
- محاوله لتصويب التحالفات
- فيصل الديمقراطيه
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية
- بين السطور
- بين بينين
- قانامن جديد
- مأزق الليبرالية العربية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - جذور عميقة لتمايزات مضللة