أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاطف سلامة - قوات بدر .. ملف يفتح من جديد















المزيد.....

قوات بدر .. ملف يفتح من جديد


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن قوات لواء بدر تتأهب للعودة من الأردن إلى الضفة الغربية ، وهي في انتظار ساعة الصفر ،بعد أن وصلتها الأوامر بإجراء الترتيبات اللازمة للرحيل فورا بمجرد صدور الأمر النهائي للتحرك.
قصة لواء بدر قديمة جديدة ،تفتح كلما اشتدت الحاجة إليها ،ولكن يبدو هذه المرة أن الموافقة الإسرائيلية باتت قاب قوسين أو أدنى ، غير أن بعض التفاصيل الفنية المتعلقة بالتجهيزات اللوجستية ،خاصة نوعية الذخائر والأسلحة التي ستحملها هي التي تحول دون إعطاء الضوء الأخضر لذلك.
ثلاثة أطراف هذه المرة تتولى عملية التنسيق والاتصالات الخاصة بطبيعة وتوقيت وممر اللواء وخارطة توزيعه في مدن الضفة الغربية(القدس العربي 28/6/2007) حيث تسعى إسرائيل للتدخل في ذلك إضافة إلى إدخالها على دفعات وليس على دفعة واحدة، الأمر الذي لا يعجب الفلسطينيين والأردنيين
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى الأوامر لقوات الأمن الوطني الفلسطيني بالانتشار على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي منعا لإطلاق الصواريخ وتطبيقا للتهدئة،التي توافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية وهي :وقف إطلاق الصواريخ من الأراضي الفلسطينية باتجاه البلدات الإسرائيلية المجاورة مقابل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ،ووقف الاغتيالات و الإجتياحات ،ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي ،وعدم التعرض بإطلاق النار على المتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري0
رسالة عباس الجدية آنذاك أنعشت الأمل من جديد لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بإجراء محادثات سلام بين الجانبين بعد الهزيمة النكراء التي تلقاها الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة على لبنان ، وكان أولمرت قد أعرب عن رغبته هذه في أكثر من مناسبة ،خاصة بعد تهديد سكان الجنوب الإسرائيلي بالرحيل عنه ما لم يتوقف سقوط الصواريخ الفلسطينية0
لم يتوقف الطلب الفلسطيني حينها عند هذا الحد ،بل تجاوز ذلك الى درجة الإلحاح المتكرر بالسماح لقوات بدر بالعودة في كل مناسبة ولكل زائر ،وكذلك إدخال الأمريكيين والمصريين والأردنيين على الخط كوسطاء يمكن سماعهم و الاستجابة لطلبهم لدى الإسرائيليين 0
ويمكن القول أن الإدارة الأمريكية قد استجابت حينها ،واتضح ذلك حين أعادت وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس"آنذاك التأكيد على نفس الطلب والذي اعتبرته طلبا شخصيا من الحكومة الإسرائيلية0بالإضافة الى تأكد الجنرال "كيث دايتون" المنسق الأمني الأمريكي في المنطقة "بأن قرار عودة لواء بدر يجب أن يتخذ من جانب حكومات كل من :الأردن وإسرائيل والفلسطينيين وأضاف :"أمريكا من جهتها ستؤيد السماح بنشر لواء بدر في قطاع غزة أو الضفة الغربية لتعزيز القوات الموالية للرئيس محمود عباس تعزيزا للتهدئة، [انطلاقا من أن اللواء يتشكل في معظمه من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس] ،فيما لم يحدد موعدا لنشر هذه القوة " 0فيما ذكر مصدر فلسطيني وقتها لوسائل الإعلام [رفض ذكر اسمه] :"أن قسما من هذه القوات سيرابط على حدود المناطق المحتلة عام1948 مع غزة ،في حين أن الجزء الآخر سيرابط على الحدود ما بين المناطق المحتلة عام 1948 والضفة الغربية0
السفير الفلسطيني في الأردن عطا خيري أكد أيضا الأنباء التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية قائلا: "لواء بدر التابع لجيش التحرير الفلسطيني يجري الترتيبات الأخيرة استعدادا لانتشاره في قطاع غزة، فيما أكد الشيخ نادر التميمي مفتي جيش التحرير الفلسطيني :"أن الاستعدادات جارية لسحب قوات جيش التحرير من الأردن إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، وأضاف :"أن هدف هذه القوات [التي أصبح عددها الآن بعد التجنيد الأخير يربو على الثلاثة آلاف] سيكون حفظ الأمن على الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين بالاشتراك مع القوات الفلسطينية الموجودة أصلا في الداخل0
يذكر أن قوات بدر تشكلت كجزء من جيش التحرير الفلسطيني عام 1993من ألفي عنصر ، لتكون على جاهزية عالية تمهيدا لعودتها الى فلسطين عام 1994 لدى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، غير أن إسرائيل سمحت آنذاك بعودة ألف منها فقط ، وتشير المعلومات الى إضافة ما يقارب الألف تم تدريبهم أيضا تمهيدا لعودتهم بغرض حفظ الأمن في قطاع غزة وتعزيزا للقوات المتواجدة أصلا، أما الأسلحة المزودة بها هذه القوات فهي أسلحة مشاة وحراسة خفيفة ولا تصنف ضمن القوات المقاتلة ،بل المعنية حصريا بالحفاظ على الأمن وتحديدا أمن المرافق وتسليحها خفيف ولا يتجاوز بنادق وذخائر من طراز (ام 16) مع مناظير ليلية وأسلحة فردية هجومية ومدرعات خاصة عددها محدود.

الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة قال في حينه :"إن موضوع قوات بدر هو موضوع مطروح وأي خطوة نعتقد أنها تدعم السلطة الوطنية الفلسطينية وتساهم في تحقيق الأمن حتى ولو بشكل غير مباشر في خلق البيئة المناسبة لمزيد من الأمن والاستقرار فبطبيعة الحال الأردن لن يتردد"0
كل ما ورد من تصريحات يؤكد الموافقة الإسرائيلية على عودة لواء بدر ولكن ذلك لم يتم في حينه لأسباب خاصة بالتخوفات الإسرائيلية من أن هذه القوات ستنضم إلى كتائب شهداء الأقصى في أقرب وقت ممكن.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اعترضت في بادئ الأمر ورفضت الطلب الفلسطيني عدة مرات واضعة شروط قاسية وهى :أن تدخل القوات دون عائلاتها وأن تخرج حينما تطلب إسرائيل منها المغادرة ،وأن يوافق الملك عبد الله الثاني ملك الأردن على ذلك0
ومع توالى الضغوط [الأمريكية،الأردنية،المصرية والفلسطينية]عاد مرة أخرى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليؤكد :"أن إسرائيل تفكر بالاستجابة لطلب السيد أبو مازن والموافقة على نشر القوة في قطاع غزة0وكان من المفترض أن يوافق أولمرت على الطلب الفلسطيني المصري الأردني الأمريكي قبل زيارته قبل الأخيرة إلى واشنطن ، وكانت مصادر أمريكية مطلعة قد صرحت قبل لقاء اولمرت بوش ،أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترغب في أن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على السماح لتلك القوات بالدخول الى قطاع غزة قبل زيارته لواشنطن0
وعادت مصادر أمنية إسرائيلية لتؤكد مرة أخرى لفضائية "الحرة" :" لو لم تكن كل هذه الضغوط التي مورست على الحكومة الإسرائيلية لما وافقت [من حيث المبدأ] على نشر قوات أمن فلسطينية في قطاع غزة، أسمتها إسرائيل بالموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتريدها كذلك للمساعدة في استمرار تطبيق التهدئة التي وعد بها عباس ، وكذلك إنعاش الأمل لدى إسرائيل بإجراء محادثات سلام بين الجانبين0
وتأتي هذه التسهيلات التي يقدمها أولمرت لأمريكا بالأساس في محاولة لإعادة تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين بشرط رعاية الولايات المتحدة لها ، وقبل أن تفلت زمام المبادرة منها،وأن اولمرت سيكون مستعدا لأن يحث المحادثات بهدف الوصول في غضون أشهر الى إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وأنه مستعد لمواصلة إخلاء المستوطنات من مراكز السكان الفلسطينية والتفاوض على بقاء الكتل الاستيطانية بيد اسرائيل0
الرئيس محمود عباس في حينه لم يطلع فيصل الفاهوم قائد جيش التحرير الفلسطيني على آخر ما توصل إليه مع الجانب الإسرائيلي بشأن عودة لواء بدر الى فلسطين ،لكنه اكتفى بترفيعه من رتبة عميد الى لواء، ما يعتبر بشرى واضحة بقرب العودة ،في حين نفى الفاهوم" أن تكون لديه أية معلومات فيما يتعلق بالأخبار والتقارير التي نشرتها صحف إسرائيلية،
الجميع هنا يتطلع لمصالحة في المنطقة بشأن عودة لواء بدر ،فالولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الفكرة منطقية على الصعيد السياسي والعسكري وترى في نشر هذه القوات تعزيزا لموقف أبو مازن في المواجهة الدائرة بين حركتي فتح و حماس ومساعدة لإسرائيل في وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية وإنقاذا للسكان اليهود في البلدات الإسرائيلية التي تطالها الصواريخ الفلسطينية ،والاهم هو محاولة لإنقاذ خارطة الطريق التي لا زالت أميركا تتمسك بها لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين،
تتفق معها إسرائيل في ذلك غير أنها متخوفة من أن هذه القوات ستنقلب ضدها في أقرب مواجهة معها ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى يريد أولمرت استعادة شعبيته التي تراجعت عن طريق التمهيد لعودة المفاوضات مع الفلسطينيين0 والتي وعد بها علنا في الآونة الأخيرة0
أما الرئيس أبو مازن فيرى أن عودة لواء بدر هو حق مشروع لكل فلسطيني بالعودة الى وطنه أولا ،وثانيا ة لتعزيز قوات أمن الرئاسة الفلسطينية التي يعتبرها أبو مازن المسئولة عن تطبيق التهدئة التي وعد أولمرت بالعمل على استمرارها والمحافظة على حالة الهدوء قائمة وإرضاء للأوربيين والأمريكيين والأشقاء العرب ورابعا فإن الأردن ومصر لا تريدان أن تمر أية صفقة دون موافقتهما ولعبهما دورا فيها 0
الجدير بالذكر أن الرئيس عباس عاد لينشط المطالبة مرة جديدة (خاصة بعد الحسم العسكري الذي حدث في قطاع غزة وسيطرة حماس على القطاع بأكمله) لمساندته في السيطرة الأمنية والعسكرية التامة على الوضع الأمني في مدن الضفة الغربية ،حيث استعد الجانب الأردني لتقديم كل ما يلزم لوجستيا لتنفيذ هذه المهمة ومساندة لواء بدر الذي سيكون له الدور الأساس في تنفيذ قرار عباس بخصوص الحظر التام لكل المجموعات المسلحة في مدن الضفة الغربية.
ومع وصول قوات بدر فهل تستطيع الحفاظ على التهدئة في الضفة الغربية وتطبيق قرارات الرئيس في ظل غياب مشروع سياسي جاد للتسوية يقبل به الفلسطينيون والإسرائيليون ؟
وفي الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية هجرة للعقول ،فهل تستطيع قوات بدر التأقلم في وطن يهجره قاطنيه؟؟ وهل ستسير هذه القوات إلى قطاع غزة لاستعادة ما فقدته حركة فتح هناك ؟ وهل ستكون إسرائيل جادة هذه المرة ؟ هذا متروك للأيام القريبة لنستوضح الأمر !



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاطف سلامة - قوات بدر .. ملف يفتح من جديد