أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية 3















المزيد.....

مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية 3


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 07:18
المحور: الادب والفن
    



مقدمة لا بد منها
قبل البدء توصلت برسالة من طرف الاستاذ فائز عزيز الحاملة للعديد من المغالطات والاساءات الى مقدساتنا الاسلامية و في مقدمتها الرسول الاكرم عليه الصلاة و السلام و انني سارد على هذا الاستاذ المحترم في القريب العاجل حسب امكاناتي الفكرية المتواضعة و حسب فهمي الخاص لديني الاسلامي و انني استنكر بشدة هذه الرسالة الهادفة الى تحطيم الاسلام كقيم و مبادئ و كما قلت بانني سارد عليه في القريب العاجل .
ان الفن الامازيغي بشكل عام يحمل رسائل مختلفة حسب الازمان و الظروف السياسية و الايديولوجية التي عاشها المغرب فمثلا فن الروايس قد حمل رسائل متعددة كرسالة الحفاظ على الدين و رسالة مقاومة الاستعمار و الدفاع عن النضال الامازيغي الخ.
و يشرفني في هذا اليوم ان اتطرق مرة اخرى الى فن من فنوننا الجديدة و الحاملة لهويتنا الامازيغية و الحاملة لقيمنا الاسلامية كذلك و كما نعلم فهذا الفن انطلق في اوائل عقد التسعينات اي في خضم النقاشات الفكرية حول القضية الامازيغية كثقافة و كلغة لكن هناك مجموعة من الاكاذيب التاريخية التي وضعت و مازالت تضع مجموعة من العراقيل الكثيرة امام نضالنا الامازيغي المشروع و طبعا من بين هذه الاكاذيب اكذوبة الظهير البربري القامعة للامازيغية بكل ابعادها الثقافية و الدينية و الفدرالية .
كما نعلم فهذا الفن هو من طبيعة الحال السينما الامازيغية التي لم تنطلق من منطلق اضحاك الناس او نشر الفساد الاخلاقي بل انطلقت هذه الاخيرة من منطلق اظهار الحقائق التي تتعارض مع اكذوبة الظهير البربري المعتبر بان الامازيغية ضد الدين الاسلامي و الامازيغيون ارادوا القضاء على الاسلام من اجل الدخول الى الديانة المسيحية المحترمة و غيرها من الاتهامات البعيدة عن الواقع الاجتماعي و الثقافي الامازيغي .
و في هذا السياق التاريخي ولد اول فيلم امازيغي في 1991 بمنطقة سوس التي انجبت العديد من الفنون الجميلة و اسم هذا الفيلم المفضل لدي هو تامغارت ؤورغ لمخرجه الاستاذ الحسين بيزكارن الذي يستحق منا كل التكريم و التقدير على عمله الابداعي و هذا الاخير يحمل عدة قراءات رمزية بالنسبة لي و المتعلقة اساسا بالاستغلال عن طريق المقدس الديني لقمع التطور و الحداثة الفكرية او العلمانية الفكرية التي وصلها نضالنا الامازيغي و الاستغلال عن طريق المقدس الديني هو موضوع طويل فهناك امثلة كثيرة على هذا الاستغلال كمنع الاسماء الامازيغية بدعوة انها اسماء الشيطان او اليهود المحترمين او بدعوة تفضيل الاسماء التي ذكرت في القران الكريم او اسماء الصحابة الكرام لكن الاسماء الامازيغية هي ايضا جزء من تاريخنا المغربي قبل الاسلام و بعده و هي جزء من الهوية الامازيغية التي ساهمت بشكل كبير في بناء اسلامنا الخصوصي كشعب مغربي و انا لا اقول هذا من فراغ بل هو حقيقة تاريخية و حقيقة اجتماعية واضحة .
و هناك مسالة الفكر الخرافي المتواجد اساسا في العالم القروي بشكل خاص و هذا الاخير قد وجد مساندة من الذين ارادوا قمع التطور النافع و ارادوا اقبار الامازيغية تحت شعار الحفاظ على الوحدة الوطنية و الحفاظ على شعار العروبة و اسلام الحركة الوطنية و الفكر الخرافي ساهم في عقود الستينات و السبعينات في جعل اغلب الامازيغيين يؤمنون و يقدسون الخرافة و القبور و شيخ فلان او فقيه فلان مع احترامي الشديد لفقهاءنا بسوس خصوصا و المغرب عموما .
ان فيلم تامغارت ؤورغ يحمل عدة قراءات رمزية كما اشرت سالفا من بين هذه القراءات ما اسميه بالبعد الديني لدى الامازيغيين و هو واضح في هذا الابداع الذي اعطى صورة صريحة بان الامازيغيين هم مجتمع متدين يخاف على عرضه من الكسر او التحطيم و هذا الفيلم هو وثيقة ثمينة تتعارض مع اكذوبة الظهير البربري التي كانت و مازالت تقول بان النضال الامازيغي هو ضد الدين وانه يسعى الى اعتناق المسيحية او الى الالحاد كما تقول بعض التيارات الاسلاموية الان و التي
لم ترى الذين لا يعترفون بالدين الاسلامي اصلا .

و هكذا بدات السينما الامازيغية المناضلة بحكم غياب اي اهتمام رسمي بالامازيغية كثقافة و كلغة في ذلك الوقت و برغم من هذا الوضع فالسينما الامازيغية استطاعت ان تعطي صورة مشرفة للثقافة الامازيغية و الانسان الامازيغي غير ان بعض هذه الافلام عن قصد او بدون قصد تحطم الامازيغيين من حيث انها تجعل المشاهد المغربي يعتقد بان الامازيغيين اناس ليس لديهم اي مستوى فكري او ثقافي يجعلهم واعين بقضاياهم المجتمعية و الهوياتية و الوطنية الخ.
و هذه الافلام تجعلنا نرجع الى زمان كان فيه الامازيغي يبحث عن خبز العيش فقط لا غير و لا اعني بان البحث عن خبز العيش هو عيب في حد ذاته لكنني اعني بان البحث عن خبز العيش ليس كل شيء في هذه الحياة بل هناك اشياء اخرى كالوعي و السؤال عن اين وصلنا كشعب مغربي في مجالات حقوق الانسان و تعزيز الديمقراطية و التنمية البشرية و غيرها.

لكن بالمقابل فالسينما الامازيغية حملت منذ بداياتها رسائل مختلفة و متعددة كرسالة الدفاع عن الهوية الامازيغية و رسالة التعريف بقيمنا الامازيغية التي شربت كثيرا من ديننا الاسلامي الحبيب و التي اخذت تموت شيئا فشيئا في ظل العولمة الدخيلة الينا من الغرب و من المشرق على حد السواء فهذه العولمة لا تعترف بشيء اسمه الحدود و لا بشيء اسمه الاخلاق بل تعترف هذه الاخيرة بقيمها الغريبة عنا كمجتمعات اسلامية مثل الدعارة و الخيانة الزوجية و الزواج بالنسبة لنا كمجتمع امازيغي مبني على ميثاق مقدس بين الزوجين و اسسه هو الاخلاص و الوفاء و الحفاظ على الاسرار الزوجية و غيرها من هذه الاسس العظيمة اذن السينما الامازيغية تجسد هذه القيم السامية .
ان دور الاعلام في اي بلد من بلدان العالم هو دور كبير و متعدد الاهداف و الغايات و من بين هذه الغايات هي الحفاظ على الخصوصيات الدينية و الثقافية و اللغوية و كما نعلم فالمغرب قطع اشواط هامة في تحرير قطاع السمعي البصري و ادماج الثقافة الامازيغية في قنواتنا التلفزيونية بفضل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية لكن نلاحظ بان السينما الامازيغية مازالت تعاني من الاقصاء و التهميش بحيث انها تبث نادرا في هذه القنوات التي تشجع المسلسلات المكسيكية الحاملة لتقاليد غريبة عنا و هذا يعتبر باننا نجري دائما الى الدخيل و ننسى الاصول منذ قديم الزمان.
و خلاصة القول بان السينما الامازيغية هي نافذة نرى من خلالها قيمنا و ادبياتنا الاجتماعية و نتمنى من قنواتنا التلفزيونية ان تهتم بشكل كبير بهذا الفن الجديد من فنوننا الامازيغية.
و في مقالي القادم ساتطرق الى شخصية اعطت الشيء الكثير للثقافة الامازيغية بمنطقة سوس و التي وضعت الحجر الاساسي لظهور الموسيقى الامازيغية المعاصرة .



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامي ...
- مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في قيمنا الاسلامية الجز ...
- مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامي ...
- هل الهوية الامازيغية ضد الدين الاسلامي ام لا؟
- مشروع احداث القناة الامازيغية بين الحلم و انتظارات الامازيغي ...
- وضعية الاشخاص المعاقين في العالم القروي واقع و افاق
- هل نحن مسلمين فعلا ام احفاد الاستعمار الاجنبي
- اهداف مشروعي الفكري
- من وحي التقاليد الامازيغية بمنطقة سوس بين المعاني و الرموز ا ...
- فاطمة تاباعمرانت جوهرة الغناء الامازيغي ببعده الهادف
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- مقال حول الذكرى الستينية لوفاة الحاج بلعيد
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الام ...
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- في بحور تاملاتي الشخصية
- المعاق و التخلف
- معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
- قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية 3