أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - تمرّين ..وهذا دمي















المزيد.....


تمرّين ..وهذا دمي


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


تمرينَ..
خيط من الصمتِ..
أو من دمي..
يتلألأفي شرقك المتوسطِ..
في الجهة الغاربه..
حجر من سبات السنين البعيدةِ..
في أرضك اللاهبه..
يتها المنتمية للعشبِ..
أو..للنوافذ في عمقها..
أو.. للذهولْ..
يتها المستحيلة في خطوها السامريِّ..هنا..
عتبات البدايةِ..
ماء الغرابةِ..
ثلج السعير /الفصولْ..
يتهاالـ…
تمرينَ..
هل تشتهي الأرض أكثرمن غيمك الشجريِ
العصافير..هل تنتمي..هاهناكَ..
لغير سماك الشريدةِ..
والنمل..هل يرتدي غير أغصانك الشاحبه..؟!
يتهاالـ…
تمرين..
هل قارب من نداك يشق دمي..
غيرهذاالفضاءالذي تتركين خطاك تجمِّعه في الشمالِ..
هناكَ..
وهذاالمدى المتبدد في غيم أرجائه المائله..؟
هل شجر يترجل حزنك في..
ثم يرتد بي..جهة الغربِِ..
أو..جهة العمقِِ..
أو..جهة التربة القاحله..؟
تمرين..
يكتمل الله في الأفقِِ..
والدورة الدموية توقف أسماكها..
في البعيدِ..
وهذاالفضاء المغرد صدركِ..
يمتد في وجع الأرضِ..
في النار زاحفةً..
في أقحوان الصدى..
وصهيل الخيول التي..في الغيوم هنا..ذاهله..
تمرين..
بيت من الصلوات السعيدةِ..
في الأفق ..يبدأ سجدتهُ..
بيوتٌ ..
قرى تتوهج فيَ..
شوارع أيضا..تغوص إلى الداخل الغجريِ..
مدائن من قوس هذا المكان النديِ..
يلف حجارتها..
حجرا..
حجرا..
في الرصيفْ..
يتها المنتمية للشرقِ..
أو..للجنوب المهيئ آيته..للرحيلِ../
الغروبْ..
يتها الأرض في سروها الوثنيِ..هنا..
سرها في الصعود إلى قزح الروحِ..
أو فزع العمرِ..
أو ..شاهقات الحروبْ
أين لي..أن أمد يدي..
قدمي..في الغروب مسمرةٌ..
والصدى لايؤوبْ..؟!
أين لي أن أمد دمي..
والثلوج تراكم فيَ اشتعالاتها..
وخرائبها..في الدروبْ..؟!
أين لي أن أمد المكان إلى صحوهِ..
والغيوم/العواصف تشتد في كتفيَّ
وهذاالمدى بصري..
صخرةٌ..
هائله..؟!
يتهاالـ…
تمرين..
لاوجه للأرضِ..
لاشرق للغربِ..
لاكف لي..
ولا تربةً ترتوي جسدي..
وحدك الآن..شاهدةٌ..
والقبور تضم يدي..
وحدك الآن..شاردةٌ..
والغروب الذي..ماانتهى..
سيكونْ..
وحدك الآن ماردةٌ
والدروب الني مر خطوك فيها..
سنينا..
تخونْ..
يتها الـ…
تمرين..
ثوبك هذا الذي طرزته العصافيرُ..
شعرك هذا الذي يتماوج في غيمه الوتريِ..
أنامل كفيك هذي التي تتسرب بين الضلوعِ..
ابتسامتك الحجليةُ..
لفتة عينيك حين ترج السهول الوطيئةَ..
أو ..ترتمي..
فتهد الجبالْ..
كلها..
كل هذا الذي كان من ضمإ الأرض في..
شجرا..
شجرا..
من جنون السؤالِ..!
القوارير فارغةٌ..
والثواني التي هيأتك احتمالاتها..
ثم شدت على كتفيَّ رحى الصمتِ..
فارعةٌ..
والطريق هنا ..موصده
كلها..
كل هذاالذي خانني..في العراء/الغمامْ..
وترا..
وترا..
من غبار الأزقةِ..
أو..من شحوب الغزالْ..
ثم مد جداول نيرانهِ..
عقرب الوقتِ..
حاصرني بالرمال الشقيةِ..
شوكِ المدى..
ورماد الدم المهرق الآنَ..
في عشبة الإنتظارْ..
كلها..
كل هذا الذي كانني..غربةً..
هجرة في فيافي خطاكِ..
هنا الضاربه..
لمني..
ثم فتت أحجاره..في دمي..
ومضى..
مرة..
ثانيه..
إلى أين تمضي..؟!
تناسل من تربة القحط خيط السؤالِ..
إلى أين تأخذني..؟!
أيها المتواصل في ظلمة الموجِ..
في صخرة من هواء الجفاف الملوث بالزرقةِ
الطحلبيةِ..
أين أنا..؟!
كان طير من الآه يخفق في الركبتينِ..
وكانت على الشفتبن حروف اسمها..قاحله ..
أين كفي..أرى..؟!
حطب ..قدماي..
وجذعي احتراق المسافاتِ..
رأسي انتشار الحروبِ..
وهذا المدى..
ضيقٌ..
وبخيل..
أين أمضي ..إذن..؟!
سألت ريحها الكلماتُ..
استدار إلى العمق ظلي..
استطالَ..
استطالَ..
ولكنها النملة اللولبية في القلبِ..
تحفرُ..
صارت جحورا..مضلعةً..
والطحالب سيف يشق هنا..كتفيَّ..
المساءات طعم المشانق حين تلف ارتماءاتها الناحبه
أيهذا الضرير..هنا..
أين تمضي..؟!
أرى غربتينِ..
أراك..هنا..
وهناك..أرى..
ولا وقت للشجر المتوثب أقمارها.
ولا وقت للنهر..جفت ينابيعهُ..
ولا عشب في حرها الساحليِّ..هنا..
ملحها يتناثر في كل شيئ..
كل هذا المدى..
جهةً..
جهةً..
صار صدري..صدى..
وضلوعي السهام التي تتمدد في العمقِِ..
أين أنا..؟!
خاصرة الركض فيها..تجرجرني..
والسراديب تفتح فيَ حرائقها الشاهقه..
صرت وحدي..
أرى ساعديَّ يغوصان في طينها النرجسيِّ..
الرصيف المقابل أشرعة من دخان السواحلِ..
والحائط المتوسد نسمتها..غابة..من دمي..
كنت وحدي..هنا..
في المكانْ..
كان لي..وتدٌ..
هل أرى وتدا غير هذا الرصيف الذي عبدته خطاها..؟!
كنت وحدي..هنا..
كان لي سفر..ضمني..من سنه..
حين عانقت خضرتها..في العيون الشريدةِ..
جر دمي..
قطرةً..
قطرةً..
سار نحو الصعود إلى ساقها الزعتريِّ..
انتشى واحة..من حرائق شارعها..
والجفون التي.. ما ارتوتْ..
تتبدد حين تمر بزهو شذاها الطريدْ..
كنت وحدي..هنا..
في المكانْ..
كان لي.. أحدٌ..
هل أرى أحدا غير أسماكها الوثنية ترتج بي..؟!
كان لي ..شجر..لفني..من سنه..
حين واجهت غيمتها..ترتديني..
وأين.. أنا..؟!
لاشمس للأرضِ..
وحدي..الظلام يعددني..
ولا جزر للشاطئ الآنَ..
لامدَّ..
لا..
وحيدا..توزعني الأرصفه..!
أين أمضي..إذن؟!
صحارى الجليد..أمامي..
وخلفي..
على الجانبين الرمال تجردني..من مدايَ..
وهذي السماء..هنا..
أضرحه..
ولا قربةً للغريب يشرد فيَ انكساراتهِ..
لاطريق إليَّ..هنا..
لاغروبَ..
ولا ..
لاشروقْ..!
أين أمضي..؟!
فتحت الجهات..جميعا..
ولكنني..لم أجد..جهة..واحده..!
ثم إني تكورتُ..
سرت بعيدا.. أدحرجني فوق هذا الحصى العامريِّ الذي يرتدي ظلها..
أشد على الأرض كفي..
أوسدها..ذرة..من غبار الصهيلِ..
وأجري..
أرى ..حيث كانت..هناكَ..
هنا..
في الفجاج البعيدةِ..
في شجر القحطِ..
في الخمرة الحجريةِ..
ريحا تلم عظامي..إلى بعضها..
وتدورْ..
أين أمضي..
ولا أفقَ..
لاشمسَ..
لابحر..لا..
دماء تنز من الكفِّ..
شوك على الصدرِ..
في القلب ينغرز الآنَ..
لانهرَ..لا..
رمادا..تمدد جسمي على الأرضِ..
والنار تحتي..عميقا..تخض المفاصلَ..
كفي..
فؤوسا تقطّع جذعي.
أرى الكف في الوحلِ..
والرأس..في الصخرة المائله..
أرى الرجل تهرب مني..
الذراع هناك..أمام الجدارالمسيج صمتي..
الضلوع تغوصُ..
فمي..ورق من خريف المكانِ..
ووحدي.. أرى..
كيف لي أن أصيح..هنا..
أو ..أسيرَ..
أصيرَالأمامَ..
وهذي يدي الآن..مفصولة..عن ذراعي..
وساقي استحالت صدى..؟!
كيف لي..أن أرى؟!
تذكرت أن الرصيف يميل قليلاإلى الغرب أيعد من خطوتينِ..
وأن شذاهابرائحة الفيجل البلدي..
تحرك أنفي..
سريعا..مضى في اتجاه الشذى..
أين أنتِ..؟!
النوافذ مغلغةٌ..
خشب الباب مدصلابتهُ
والطريق ارتمت في لهيب الصخورْ..
أين لي أن أوجه نبضي..؟!
هنا موجة لاتلينُ..
هناك السرابُ..
هنا..وهناكَ..
هناك هنا..
يتيبس حلقي..
لساني يلوب..أرى..
كيف لي أن أرى..؟
تتلوى الأفاعي على عنقي..
تبدأ الرقصة الدمويةَ..
لحمي النسور تمزقهُ..
أين لي أن أوجهني..؟
أين أنتِ..؟!
أسائل عتبة بابكِ..
رمل سماكِ..
فضاء انتظاراتك الباقيه..
وهناك.. هناَ..
أرش اخضرار الذبابِ..
أرافق خيط الدم المتبقي بضلعي..
لعلك تبتدئين هنا نقطة الخلقِِ..
بسمتك العامريةَ..
شعرَكِ موجَ الغروبِ..
وعينيك غيم الجنوبِ..
امد اضطراب الدروب.أرى..
كيف لي أن أرى..؟!
أسائل رجفة كفيكِ..
هذا الضبابَ..
غرابة صوتك حين التعجبِ..
هذا المتاهَ..
سواد الثياب التي ترتدينَ..
مساء اللقاء الذي شق صدري..
وألقى على شهقة القلب أحجارهُ..
وأرى ..
كيف لي أن أرى..؟!
أين أنتِ..؟!
أسائل هذي الفجاج التي لاترومُ..
الثعابين أسمعها نبض صدري..
الذئاب التي في الكهوف أصادقها..
والطيور أغرد فيها سماء الظنونِ

تمرين .. كنتِ..
ولا.. لاتمر خطاكِ..
أقول لعلك تنتعلين الفضاء..أرى..
لعلك تبتدئين الحشائش..أيضا..أرى..
أقلب غصن المسافاتِ..
أجنحة الطيرأرفعها..وأرى..
ليس من بسمة لك.. فيها..
ولا نسمة تعتري جسدي..من نداكِ..
ولا كف تُرضعني..
لاخُطاكِ الصدى..!
أين أنت..؟!
أسدد جمجمتي في اتجاه الرصيف الذي سيميل إلى الشرقِ..
أرسي الأظافر صدر اليسارِ..
وأستل من قفصي ما يشابه إجاصة العمرِ..
أركض وحدي..إلى اللامكانْ
رئتاي الفحيحُ..
الطحال الزفير الذي سيجدُّ..
وبنكرياس غيمي..حصيرْ..
هل أنام..إذن..؟!
شوكك الرفضُ..
تغريبة العمر فيك السماء هنا الأرضُ..
والرجل متسع..للخيالِ..

تمرين..كنتِ..
ولا ..لايمر بهاكِ..
أقول سأمشي..إذن..
أبدأ الخطوة الحجريةَ..
ترتفع الأرصفه..
والمباني التي في الأعالي..تغورْ..
يترضرض عظمي..وأسقطُ..
فوقي ركام من الحرِّ..
تحتي الدماء..أرى..
أحاول جرِّي.. إلى الخلفِ..
أو..في اتجاه الأمامِ..
يسارا..يمينا..
تشد الضلوع التي في العميق السماءُ
أصيح: أيا فالق الصخرِ..
يا منشئ الدود في جسدي..
ويا غارسا شجر الليل في عنقي..
أين لي أن أكون التلالْ؟!
لاترد الخيول التي في الحنينِ..
السيول التي في الأنين هنا..لاتردُّ..
ولا ..لاترد الجبالْ..
أين أنت..؟!
أجمِّع كل الأصابعِ..
سعف النخيل ألمُّ..
اقرِّب شمس الظهيرة من حمإ الجرحِ..
ترقوتاي انكسار..هنا..
وهناكَ..
ووجهي انتشار الدمارِ..

تمرين..كنت..
ولا..لايمر نداك..هنا..
أين أنت؟!
الجدار الذي بيننا.. لايردُّ..
المدى.. مغلقٌ..
شرفة البيت أيضا..هنا..لاتردُّ..
ولا..
أين انت؟!
الحصان الذي يفتح الأرض في كبدي..
يتقدمُ..
ضاربتان سدى قدماه اللتان هنا..في الأمامِ..
هنا..لايردُّ..
اللجام الذي سيفر..غريبا..
دما..
رغوةً..
موجة في الصهيل العجاج..هنا..
لايردُّ..
أسائل عنك الشتاء البعيدَ. .
الخريف الذي كانني..
والربيع الخراب..أرى..
يتساقط شعري الذي ابيضَّ من ثلجهِ..
تتساقط مني الأصابعُ..
كل الجهات إليَّ تسيرُ..
أرى الأرض تصعدُ..
أيضا سمائي تقرِّب زرقتها من حنيني..هنا..
يطْبق الكون اركانهُ..
جثتي.. هاربه

تمرين..كنتِ..
ولا.. لايمر صداك..هنا..
أين أنت؟
أسائل عتبة بابكِ..
قحط سماكِ..
الحصار الذي ضمني..لايردُّ..
الصدى ..محرقٌ..
والقنافذ في العمق..أيضا..هنا..لاتردُّ..
الغبار الذي يبدأ الأرض من جسدي..
يتقدمُ..
شاسعة في قميصي الذي مزقته المسافات أحجارهُ..
لايردُّ..
التراب الذي استفَّ ظلي..ظلاما..
خريفا حزينا..
قرى تتموج بي..تعبا..
لايردُّ..

تمرين..كنتِ..
وإني..هناك..هنا..
تتعرى المساءات من خطوتي..
والبكاء الذي كان لي في الظهيرةِ..
يُسْرج صيف احتمالاتهِ..
يتعرى من الدمعِ..
كل الدروب استوت..هاهناكَ..
أراني.. وحيدا..
ولا غيم يدنو..إلى..جثتي..
يقفل الليل أبوابهُ..
لغتي..غاربه !

تمرين ..كنتِ..
وإني..هنا..
أرش الأصابعَ..
أزحف وحدي..
النتوء الذي في الجدار..يقيدني..
أحتمي بالفضاءِ..
أصيح:أيا جاعل العشب ماءً..
ويا موقظ الأرض من نومها..
ويا زارعا شفة الريح في..
إن زندي..هناك استحالت هباء..
كتفي..تتمزق أوصالها..
والدماء على التربة الآنَ..
شوق شديد إلى كفها..
هل تراني انتقلت إلى اللاصعود..هناكَ.
هنا..
هل تراني انتهيت إلى سدرتكْ..
أيها المتعالْ..
جثتي.. ماترى..
أم..شهيق السؤال..؟!

تمرين ..كنت..
وأين أراكِ..؟!
أسد الشقوق التي في يديَّ..هناكَ..
وأبدأ ترتيلة العاشقينَ..
أغني.. مداكِ..
أغني الشرايين في القلبِ..
أفتحها الأورده..
ثم ألتف بالزئبق الجسديِّ..هنا..
ركبتي.. أتسمرها..
وأين..أراكِ..؟!
هناك..هنا..
أترنح خمرا..
وجمرا.. أصيرُ..
أصيح:أيا واهب البحر للزرقة الأبديةِ..
والنهر للماءِ..
والعشب للبردِ..
والصوت..لا.
إن صوتي..نحيفٌ..
ولوني..رهيفٌ..
وأنتَ.. أبي..
هل أقول أبي..؟!
رددت ريحها الفلواتْ..
كان ثلج من البعد يأتي..
عواصف من حمإ تترصدني..
إبر ومخاريز تثقب جلدي..
وكنت..أبي..
هل أعيد أبي؟!
مددت عريها السنواتْ..
كان وقت من القرب يأتي..
شوارع من شجر يتكامل في عمرها..
هل أعيد أبي؟!
…………………………………………………
………………………………………………………
لم أجد لي..صدى..
كنت وحدي..إذن..

تمرين..كنت..
وأين..أراكِ..؟!
تزملت بالحجرالساحليِّ..
أراك..لعلَّ..
رفعت الكثيرَ..
الكثيرَ..
يدي..قاحله..
تعلمتها الموجة المرمريةُ..
غصت إلى العمق..علِّي أرى..شفتيكِ..
ذراعي..هنا ..زائله..
أصيح:أيا واهب الأرض للبحرِ..
والشمس للزهرِ..
والزند للكفِّ..
إن جسمي ..نحيلٌ..
وخطوي.. عليلٌ..
وأنت.. أبي..
……………………………………………
………………………………………………….
ولا..لم أجدلي..أحدْ..
كنت وحدي..إذن..!

تمرين كنت..
وأين أراكِ..؟!
تسلقت كل الجبال التي رددتكِ..
التلال التي عانقت وردك الوتريَّ..
مداك..هنا..
أو..هناكَ..
تغربت أكثر من غربتي..
تشرقت أكثر من شرقك الوجليِّ..هنا..
شيبتني الحروب التي وجنتاكِ..
الدروب التي.. مقلتاكِ..
وها إن عينيكِ..
هذا السواد الذي يحتويكِِ..
الثياب التي تلبسينَ..
ولا ..لم أجد لي..جسدْ..
وزعتني الفيافي..هنا..
وهناكَ..
وهذا الجدار الذي بيننا..لايردُّ..
النوافذ لاتنتمي..ليديَّ/الخريرْ..
عتبة البيت..ليست هنا..
إنها ..في الكبدْ..
ولا..لم أجد لي..بلدْ..
أحمل الآن كفي..
أتيه..شمالا..
جنوبا..
وشرقا ..وغربا..
وأغرس غيمة روحي..هنا..كالوتدْ..
ولا..لاأحدْ..
أنتِ.. لست..هناكَ..
ولست..هنا..
أين أنت؟أصيحُ..
ولا..لاأحدْ..
الجدار الذي بيننا..
عتبة البيتِ..
أقفالهُ..
والنوافذ أيضا..
وأرصفة الجرحِ..
هذاالفضاء/الحريقُ..
الصدى..
كلها..لاتردُّ.
الذئاب التي في الشعابِ..
الثعالبُ..
أفعى المتاهِ..
الضفادعُ..
بط الشمالِ..
وشمس الظهيرةِ..
لام الليالي البعيدةِ..
ياء الرياح التي في الأعالي..هناك..
وصخر المساء المتيم بالسمرة الغجريةِ..
سرب القطا ضاربا في الفجاج..هناكَ..
هنا..
وفزاعة الحقلِ..
رملي..هنا..
كلها.. لاتردُّ..
وأين أنا..؟
أبن أنت..؟!
المدى..لايردُّ..
الصباح الذي جرني لاتباع خطاك التي ركضتني..
وهذا الضباب الذي في اتجاهكِ..
منحدر الأرضِ..
هذا اليباب هناكَ..
هناَ كَ..
القصور التي تتطاول في الجانبين..هنا..
كلها.. لاتردُّ..
حذائي ..أسيرٌ..
وهذا المدى..مستبدُّ..
وأين.. أنا..؟!
الحصى في الطريق..تفتتني..
ولا غيم للأرضِ..
لابحر لي..
وليس هناك/هنا..
شجر يتدفأ بي..
أورغيف يسلمني نبضهُ
أوطيور..تغردني..
ليس في الأفق غير المرايا..
انعكاسي هنا..
حجرٌ..
في الحريقِِ..
وأين هنا..؟!
أين أنت..هنا..؟!
وحدها الأكمات التي في البعيد انتظاري..
وهذي الضباع التي غازلتني..
الفيافي السعيدة بي..تشتهيني..
أرش على شاهدات القبور..دمي..
وظلي..على الصخر..أنشرهُ..
ولا ظل لي..
يتصبب جسمي جسوما تشابهني..
تسقط الحشرجات على جسدي..
والرياح التي في الجنوب..تهبُّ..
الثلوج التي في الشمال..تهبُّ..
ووحدي أرى البرقَ..
أسمع رعد الجنون يشتتني..
والرمال علىمفرق الأرض تعوي..
الصواعق تضرب عمقي..هنا..
وأين هنا..؟!
أين أنت..؟!
ولا عشب يحمي خطايَ..
السواقي تئن..بعيدا..
بعيدا..
وسنبلة اللهث في رئتي..
تتقدم نحو اليسار..بطيئا..
بطيئا..
ولا خمر لي..كي أعانق هذا اليمينَ..
أعتِّقَ ذاتي..
وأسفل/أعلى..
أرى الجلجله..
أمد ذراعيَّ..
رأسي أطأطئهُ..
والسجون التي قدماكِ..
السياط التي شفتاكِ..
أرتل فيها ..دمي..ها هناكَ..
وأين هناكَ..؟!
أنا..أين..أنتِ..؟!
وأين هنا..؟!
ولا..
كلها..لاتردُّ..
ولا مدَّ..
لاجزرَ..
لاغيم للأرضِ..
لاشط للبحرِ..
لاخمر لي..
تناسلت شوقا غزيرا..
غديرا من الصمت في رئتيَّ..
تحسست كفيَّ..
رأسي/التراب..هنا..
بقايا دمي..
قِدْر هذا القفارِ..
تعمقت أكثر في الجذعِ..
حا ولت أن أتلمس هذا الرمادَ..
الغبار الذي لمني..
حاولت أكثرَ..
كان الندى..حجرا..
كالسراب..هنا..
كانت الأرض نائيةً..
والمياه التي شربت رجتي..تتبخرُ..
هذا أنا..أين أنتِ..؟!
وأين أنا..؟!
شفتي..لاتردُّ..
ولا..لاأحدْ..
أنت لست هناك/هنا..
وأنا..لست أيضا هناك/هنا..
ولا..
لم يعد لي..
جسدْ..
لم..
يعد..
لي..
جـ..
سـ..
دْ..!!




#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغان لتراب الطفولة
- العمدة
- أوتار للفرح الصعب
- أحزان المربي الذي..كان سعيدا
- لقاء مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب طهوري
- الأصوليات الإسلامية وادعاءها تقليدنا الغرب
- !أيها الغرب، أنقذنا من تقليدك
- الموتى.. يهاجرون أيضا
- رحيق الأفعى
- الأصولية،الاستبداد والغرب الرأسمالي
- الطريق
- نهايات طللية
- مهاباد مهداة إلى عبد الله أوجلان
- العرب بيت الديكتاتورية والفهم المتخلف للدين


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - تمرّين ..وهذا دمي