أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضير الخزرجي - حراس البوابة الشرقية من حماية العرب الى حماية الروم!















المزيد.....

حراس البوابة الشرقية من حماية العرب الى حماية الروم!


نضير الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 597 - 2003 / 9 / 20 - 06:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ربما لم يدر في خلد الكاتب المصري جمال الغيطاني وهو يخط كتابه الموسوم (حراس البوابة الشرقية) الصادر عام 1975 ، ان هؤلاء الحراس سيزج بهم في حرب ضروس مع الجارة ايران واخرى مع الكويت ويفرض على هذا الحارس الحرب الأخيرة التي انتهت بسقوط بغداد في 9/4/2003 بيد القوات الامريكية البريطانية , ناهيك عن الحروب الداخلية في جبال العراق شمالا واهواره جنوبا, فالغيطاني في كتابه حاول تدوين بطولات للجيش العراقي على الجبهة العربية الاسرائيلية في حرب رمضان عام 1973م من باب ارجاع الحق الى نصابه وانصاف الجيش العراقي الذي حاول الاعلام العربي تضييع دوره كما جاء في المقدمة.

ومن المفارقات الفكهة الباعثة على الغثيان ان عنوان الكتاب تحول الى ماركة مسجلة في دائرة الطابو العراقية اذ صار (حراس البوابة الشرقية) شعار السلطة في بغداد التي تداعت من عندياتها الى حماية الدول العربية بوصف العراق بوابة العرب الشرقية التي ان أمن جانبها أمن العرب سلامة أوطانهم، وان طرقت مقبضها في شط العرب عنوة تداعت لها سائر العواصم العربية بالسهر والحمى, فكانت حرب الثمان سنوات والمليوني قتيل وجريح من الطرفين المسلمين.

ولكن البوابة هذه سقطت على العتبة الشرقية وسالت الدماء في الكويت وفي كربلاء والبصرة وتبعتها دماء في محافظات العراق, ثم كانت سنوات الحصار العجاف التي توجت بالحرب الامريكية البريطانية  للبحث عن الكنز الكيمياوي والبيولوجي المخزون خلف مصراعي البوابة والتي تأمل واشنطن العثور عليه يوما ما‍!

لقد انتجت الماكنة الاعلامية لعهد صدام حسين اسطورة البوابة الشرقية من اجل سوق الجيش العراقي الى حروب خارجية وداخلية تحت مدعى حماية العرب والدول العربية من الخطر الفارسي يوما ومن الخطر الإسرائيلي يوما آخر, لكن البوابة الشرقية سقطت لكن ليس على ايدي الفرس وانما بأيدي الروم, وان كانت قد سقطت من قبل في 2/8/1990 عندما دخل الحرس الكويت التي كانت هي وغيرها من اخواتها من دول المجلس التعاون الخليجي الوازع الذي دعا السلطة في بغداد الى التغني بالبوابة الشرقية الحامية لحمى الاوطان الخليجية والعربية.

سقطت بغداد في ساحة الفردوس امام عدسات المصورين ومعها سقط صدام نظاما وصنما.. ولكن هل سقطت شماعة البوابة الشرقية , وهل تناثرت فزاعة البوابة الشرقية , وهل أمن الحراس من السوق مرة اخرى الى حرب او حروب اخرى درءا للبوابة من انتهاك حرمتها ثانية وثالثة؟

لقد تنفس حراس البوابة الشرقية الصعداء بانتهاء عهد صدام حسين, وتيقن الحراس من ذلك بحل الجيش العراقي بقرار امريكي صححه قليلون وخطأه كثيرون, واخذت الدول الخائفة من سادن البوابة الشرقية نفسا عميقا بعد سقوط بغداد, واستبشر العراقيون وجيران العراق خيرا بعودة الامن والامان للمنطقة فلا حرب عراقية ايرانية ولا حرب إبادة في الأهوار ولا حرب تصفية في الجبال ولا غزو للكويت، ولا تهديد للجيران, ولا مطبخ للانقلابات في العواصم العربية والاسلامية.

هذه اللاءات التي انتظرها العراقيون طويلا , يراد لها ان تكون كلاءات الخرطوم الثلاث حبرا على ورق مفرغة من مضامينها يفرض عليهم نشدانها في محافلهم ونواديهم فقط يتسمرون حولها تسمّر الرواد حول مومياءات الفراعنة  يعدون الأيام لحروب اخرى وبقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، ينشدون يوسف في المحافل العربية والدولية، ليفتح لهم طلاسم أحلامهم ورؤاهم، وإلا ما معنى الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي جورج بوش الثاني امام اعضاء الكونغرس الامريكي يوم 7/9/2003 عندما وصف العراق بانه الجبهة الامامية للحرب على الإرهاب , فقوله:(منذ عامين قلت للكونغرس ان مكافحة الارهاب ستكون حربا طويلة وصعبة، حربا من نوع مختلف تجري على عدة جبهات وفي عدة أماكن، أصبح العراق جبهته الرئيسية) , يخفي رغبة اكيدة لاشعال حروب يكون العراق منطلقها خصوصا وان ايران وسوريا موضوعتان على قائمة دول محور الشر ضمن الاجندة الامريكية.

ويعزز هذا المنحى المقالة التي نشرها (بول بريمر) رئيس الادارة الامريكية المدنية في صحيفة الشرق الاوسط لعدد الاربعاء (10/9/2003) عندما ذهب مذهب بوش واصفا العراق بانه الجبهة الامامية للحرب على الارهاب بنص قوله: (قرر الارهابيون تحويل العراق الى ساحة رئيسية لحربنا ضدهم).

ان هذا التناغم بين الرئيس الامريكي ورئيس الادارة المدنية الامريكية في العراق يتناقض تماما مع الرغبة التي تبديها واشنطن للانسحاب من العراق في اقرب فرصة ممكنة , اذ كيف يمكن التوليف بين الرغبة في الانسحاب والاعلان عن جعل العراق جبهة امامية للحرب على الارهاب, فالعراق لا يعاني ما تعانيه افغانستان او بعض دول امريكا الجنوبية خصوصا وان سلطة صدام حسين صارت في خبر كان، الا ان يراد للعراق ان يكون كأفغانستان مما يعطي الرغبة لدى الادارة الامريكية للبقاء مدة اطول في العراق بزعم محاربة الارهاب, او ان يساق حراس البوابة الشرقية الى حرب اخرى بارادة امريكية، ليعود العراق الى دوامة الحروب ومواكب النعوش السيارة والراجلة حاملا على اكتافه وزر العرب والعجم والروم , ليتسع حجم مسؤولية الحراس من حماية البوابة الشرقية للعرب الى حراسة الحديقة الخلفية للروم.

بالامس غير القريب جاءت القوات البريطانية الى العراق عبر مياه الخليج بجنود من ما وراء نهر الهند والسند وشعارها (سنقاتل حتى آخر جندي هندي)، فهل تريد امريكا ان تحارب الارهاب في المنطقة حتى آخر جندي عراقي؟!

تساؤل بريء في زمن رديء, نتمنى ان يبطل الله سحره والا ترحم الناس على ايام بوش الأب كما ترحم أهل المدينة على دفان القبور الأب!

 



#نضير_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق للعراقيين .. شعار حلو يستبطن علقما


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضير الخزرجي - حراس البوابة الشرقية من حماية العرب الى حماية الروم!