أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المرحلة الثانية من مشروع تصفية المشروع الوطني الفلسطيني















المزيد.....

المرحلة الثانية من مشروع تصفية المشروع الوطني الفلسطيني


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 08:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


-الاستنزاف والتدمير الذاتي-
وأخيرا نجح تحالف الـتآمر الخارجي مع الجهل والفساد والتواطؤ السياسي الداخلي في إنجاز المرحلة الأولى من مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني ،نجحوا في الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة سياسيا ونفسيا بعد أن باعد الاحتلال بينهم جغرافيا ،وبكل ألم نقول إن الأمور ربما وصلت لدرجة ألا عودة. الانقلاب على السلطة الذي استُدِرجت إليه حركة حماس في غزة معتقدة أنها تحقق انتصارا فيما هي تعرف بأن غالبية المنخرطين بالأجهزة الأمنية وغالبية أعضاء ومؤيدي حركة فتح لم يشاركوا في هذه الحرب العبثية بل لم تكن عندهم أية أوامر أو تعليمات بالقتال لأن كبار الحركة جزء من المؤامرة،وأن اقل من 10% من منتسبي الأجهزة وتنظيم فتح هم الذين شاركوا بالقتال،هذا الانقلاب وبغض النظر عن التبريرات التي قدمتها حركة حماس فإن هذا الانقلاب أو التحرك العسكري كما تسميه حركة حماس ،لم يكن بهدف محاصرة ومعاقبة من سمتهم بالتيار الانقلابي في حركة فتح ولو أن حركة حماس قامت باعتقال ومحاكمة هؤلاء على ما تنسبه لهم من جرائم فربما كان تصرفها مقبولا ومفهوما بل لوجدت من يصفق لها من داخل حركة فتح ،ولكن الغريب أن كتائب القسام قامت بهجومها وهي تعرف أن كل قيادات حركة فتح في الخارج ،ومن اعتقلتهم من قيادات الصف الثاني أطلقت سراحهم ،وفي المقابل قامت باقتحام المقرات والمؤسسات الأمنية والمدنية للسلطة بما في ذلك بيت ومقر الرئيس أبو مازن وبيت الرئيس الراحل أبو عمار مما يعني القطيعة مع السلطة الوطنية التي قامت مع توقيع اتفاقية أوسلو والتي تتعامل مع الضفة وعزة كوحدة سياسية واحدة ـوكل ذلك يؤكد وجود مخطط معد مسبقا لصيرورة الأمور لما آلت إليه .ثم جاءت قرارات الرئيس أبو مازن من حل لحكومة الوحدة الوطنية وإعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ كرد على ما جرى في عزة لتعزز من القطيعة والفصل السياسي بين الضفة وغزة ، وخصوصا أن هذه الأحداث الدراماتيكية تصاحبت مع عمليات تصفية ممنهجة لمؤسسات ومراكز السلطة وحركة فتح في القطاع وعمليات تصفية لمراكز ومؤسسات حركة حماس في الضفة الغربية ـبمعنى قطع أي إمكانية للشراكة أو التعاون بين الحركتين حتى على مستوى كل شطر من شطري الوطن المحتل .

الواقع يقول - وهو واقع نرفضه ويرفضه كل فلسطيني وطني مخلص لقضيته الوطنية- بأن هناك سلطة لحماس في غزة والتي تمثل 1،5% من مساحة فلسطين و6% من مساحة الأراضي المحتلة عام 1967 وفيها 1،5 مليون نسمة ،وهناك سلطة ورئيس وحكومة لفتح فيما تبقى من الضفة الغربية والمنطقتان تخضعان للاحتلال والحصار الاقتصادي بنسب متفاوتة ، وفي المنطقتين لا يحكم سياسيون بل ميليشيات مسلحة ،أو بصيغة أخرى حكم العسكر بواجهات سياسية.فما هي آفاق المستقبل وكيف ستتصرف حكومتا وسلطتا الأمر الواقع ؟.

لقد بات واضحا أن الضحية الأولى لهذا الصراع الدامي بين حركتي فتح وحماس هو المشروع الوطني الفلسطيني الذي يقول بدولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين ،فمن سيفكر اليوم بتسوية تقوم على هذا الأساس في ظل وجود حكومتين وسلطتين،بل مَن سيفكر بحل لصراع فلسطيني إسرائيلي في ظل احتدام الصراع الفلسطيني/ الفلسطيني ؟ ولان أعداء المشروع الوطني والمتواطئين معهم من النخبة الفلسطينية لا يريدون نجاح هذا المشروع الوطني فسيعملون بكل جهدهم على استمرارية الخلافات الداخلية الفلسطينية .
إذن بعد نجاح الفصل الأول من المخطط ،ولأننا نعتقد بان ما يجرى هو نتاج مخطط، فما زال في جعبة المخططين ما يقومون به للتعامل مع الحالة الجديدة ،ونعتقد بأن المخططين الخارجيين والمحليين سيُفشِلون أي محاولة لرأب الصدع في الصف الفلسطيني وسيعززون حالة الفصل مع تقديم مقترحات وحلول لكل طرف من طرفي المعادلة الفلسطيني لمنحه شيئا من الشرعية والدعم ولكن بالقدر الذي يجعله قادر على مواجهة الطرف الثاني (العدو الداخلي) فقط، وفي نقس الوقت سيعملون على استنزاف كل حالة فلسطينية على حده.فمن حيث العلاقات الخارجية سيتم التخفيف من حالة الحصار على الضفة الغربية وقد يرفع نهائيا وفي نفس الوقت لن يموت الفلسطينيون جوعا في قطاع غزة لأن المطلوب ليس إخراج حركة حماس من السلطة والحكم في قطاع غزة بل إبقائها ولكن محاصرة وضعيفة ومنهكة بالمشاكل الداخلية وليجعلوا من حكم حركة حماس نموذجا سيئا لحكم الجماعات الإسلامية وللاستقلال الفلسطيني ،ومن حيث العلاقة مع إسرائيل فمن المتوقع أن تعزز هذه الأخيرة من حال الفصل بالتعامل مع كل طرف بطريقة خاصة ،فمن المتوقع بحث مسألة الهدنة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة وهو ما يرضي الطرفين فإسرائيل ستؤمن حدودها مع قطاع غزة وحماس لن تكون مضطرة للاعتراف بإسرائيل،ومن جهة أخرى من المتوقع بدء مفاوضات بين حركة حماس ومصر بوساطة أطراف عربية مشاركة في مخطط الفصل وبقبول إسرائيلي ـوقي هذه الحالة ستقرض مصر شروطا مقابل هذا التعامل وهي ستكون شروطا مشددة تصل لدرجة الوصاية على القطاع ، وفي الضفة سيتم تعزيز العلاقة مع السلطة والحكومة هناك وتسهيل الأمور الحياتية على السكان وفي نفس الوقت سيتعزز الدور الأردني المشارك في مخطط الفصل . ولكن ما نخشاه وهو الأشد خطرا وتقصد بذلك الاستنزاف أو التدمير الذاتي ،فالقوى المعادية للمشروع الوطني ستعمل على تحريك عملائها في قطاع غزة أو ستقوم عناصر فتحاوية بالانتقام لما جرى لحركة فتح، وذلك بقيام الطرفين (دون تنسيق بالضرورة) بأعمال تخريب واغتيال ضد رموز ومؤسسات حركة حماس مما سيدفع كتائب القسام والتنفيذية للرد بعمليات اقتحام للبيوت واعتقال وتشديد القبضة الأمنية وهو ما سيحول قطاع غزة لنظام قمع وإرهاب وحالة من الفوضى ،ونفس الأمر سيحدث في الضفة الغربية حيث سيتحرك عملاء إسرائيل وستتحرك عناصر من حركة حماس للانتقام من السلطة (أيضا دون تنسيق بالضرورة) ،وذلك بالقيام بعمليات اغتيال وتخريب ،وسترد عليها كتائب الأقصى بالقمع والاعتقالات الخ ،وفي جميع الحالات سيتم استنزاف الحركتين باقتتال داخلي مدمر .

كم كنا نأمل أن نجد خيرا فيما جرى حتى نفتح نافذة للأمل بالمستقبل ،ولكن الصورة تبدو قاتمة والجزء الثاني من المخطط قد يكون الأسوأ ،ومع ذلك ولأنها قضية شعب أكبر من فتح وحماس ولأننا نتمسك بموقفنا وموقعنا كمثقفين ومفكرين علينا أن نبحث عن كل ما يوحد الشعب ويحافظ على ثوابت القضية بعيدا عن كل تعصب حزبي أو ترجيح لهذا الطرف أو ذاك حتى ،نقول بأن هناك ما يمكن فعله لتجنب الأسوأ أو التخفيف منه،وفي هذا السياق نتمنى وقف التحريض المخجل والخطير والذي يستعمل مصطلحات التخوين والتكفير ،ووقف عمليات المداهمة والاغتيالات والانتقام والاستئصال المتبادل ونعتقد أن عند الطرفين من العقلاء وممن تربطهم علاقات صداقة وتفاهم مَن يمكنهم البدء بنسج اتصالات وعلاقات حول هذه الأمور وحول قضايا إنسانية واجتماعية عسى ولعل أن تخفف من حدة الاحتقان .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الرئيس أبو مازن: عجز أم حكمة لا ندركها؟
- : صعوبة المهمة وغموض الهدف الدور المصري الراهن في القضية الف ...
- حق تقرير المصير بين القانون والسياسة
- ماذا تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني؟
- بعد الاقتتال في غزة :ماذا تبقى من المشروع الوطني ؟
- الأصولية والعلمانية :جدل الفكر والواقع
- جدلية الإرهاب والاصلاح :المغرب تموذجا
- ما وراء استقالة وزير داخلية السلطة الفلسطينية
- حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتغيير مرتكزات التسوية
- حذار من فشل تفاهمات مكة
- مقابلة صحفية بعنوان - المراة والحجاب
- أجهاد ومقاومة في سبيل الله والوطن أم في سبيل السلطة؟
- في الذكرى الثانية والاربعين لانطلاق حركة فتح:فتح الفكرة وفتح ...
- صدام حسين ضحية المستحيل المشروع
- تقرير بيكر-هاملتون :تلميحات إيجابية ولكن يجب عدم المراهنة عل ...
- حكومة وحدة وطنية أم حكومة رفع حصار؟
- ما هي الثوابت الوطنية ؟ومَن يحددها ؟
- توطين الإسلام السياسي -من ثنائية الوطني والقومي لثنائية الوط ...
- النقد الذاتي بعد ست سنوات من الانتفاضة
- ترجيديا تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المرحلة الثانية من مشروع تصفية المشروع الوطني الفلسطيني