أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - عندما يكون وزير الثقافة قاتلاً ، فماذا ينتظر الشعب من حكومته ؟














المزيد.....

عندما يكون وزير الثقافة قاتلاً ، فماذا ينتظر الشعب من حكومته ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تناولت وكالة أنباء [كونا] عن مصادر الحكومة العراقية خبر صدور مذكرة اعتقال بحق وزير الثقافة العراقي [اسعد الهاشمي] على خلفية اعترافات أدلى بها معتقلون قتلة أشارت إلى تورط الوزيرالهاشمي وأفراد حمايته باغتيال الشهيدين أبناء النائب السيد مثال الآلوسي. وأفاد الخبر أن قوات عراقية أمريكية دهمت أمس مبنى وزارة الثقافة في بغداد، واعتقلت عددا من أفراد حماية الوزير بينما تعذرالقبض على الوزير الهمام الهاشمي لوجوده خارج العراق!!.
لقد تلقى المثقفون العراقيون هذا الخبر المفجع الذي نزل عليهم وعلى الجميع كالصاعقة، فهو يشير إلى هذا الدرك المخيف من الهاوية الذي وصل إليها العراق كدولة ونظام حكم ، وكمجتمع.
فإذا كان أحد وزراء الدولة من لابسي الجبة والعمامة ، والذي كان قبل استزاره بموجب المحاصصة الطائفية السيئة الصيت عن قائمة التوافق إماماً للمسلمين ويشغل حالياً منصب وزير الثقافة ، وتلك هي لعمري قمة المأساة ، ومهزلة المهازل في عراقنا الديمقراطي المتحرر اليوم !!!
أنه العار الأكبر أن يقود وزارة الثقافة العراقية عدو للثقافة ، وعدو للإنسانية ، ولو قلدوه منصب وزير الداخلية ، أو وزير الأمن القومي لهان الأمر فهذه الوزارات تمارس أعمال القتل والاغتيال في الدول الديمقراطية بعالمنا العربي !!، أما أن يكون وزيراً للثقافة التي من أولى مهامها النهوض بالمجتمع العراقي من خلال نشر ثقافة المحبة والتسامح ، واحترام الرأي الآخر، والأيمان بالحوار سبيلاً أوحداً لحل الخلافات بين أبناء المجتمع والوصول به إلى شاطئ السلام ، بدلاً من هذا الصراع الدموي الذي يجري اليوم في الوطن المنكوب بهؤلاء الطائفيين والمتخلفين والمتوحشين الذين او صولوا الشعب العراقي إلى الحرب الطائفية المدمرة ، وكل ذلك يجري باسم الدين والطائفة الذين يقودون السلطة في عراقنا الديمقراطي ، قادة الأحزاب الدينية الطائفية والشوفينية بشقيها الشيعي والسني.
إن هذه الحالة المزرية التي يمر بها العراق تعبر أدق التعبير عن الانهيار العميق للبينة الاجتماعية العراقية ، هذا الانهيار الذي بدأ على عهد طاغية العراق صدام حسين وزمرته المتوحشة من خلال حروبه الكارثية ، وتسببه في فرض الحصار الكارثي على المجتمع العراقي، والذي دام ثلاثة عشر عاماً من الفقر والعوز والحاجة ، وانهيار العملة العراقية، وفقدانها لقوتها الشرائية، هي التي كان لها التأثير الفعّال في انهيار القيم الاجتماعية النبيلة والأصيلة ، لتحل محلها قيم وسلوكيات على النقيض منها ، حيث تسود اليوم قيم الكراهية والعدوان والقتل والسرقة والاغتصاب والتعذيب والكذب والغش وخيانة الأمانة وغيرها من السلوكيات الشائنة الأخرى التي كانت غريبة عن المجتمع العراقي قبل أن حل طاعون البعث في العراق عام 1963 لينشر الخراب والدمار في المجتمع العراقي قبل الخراب المادي والاقتصادي.
إن عملية بناء البنية الاقتصادية للعراق ربما تتم خلال عشر سنوات إذا ساد الأمن والنظام في ربوع البلاد ، لكن إعادة بناء البنية الاجتماعية سيكون أمر في غاية الصعوبة ويتطلب عقوداً عديدة من العمل التربوي المثابر، ومنذ المراحل الأولى للطفولة ، ذلك أن عملية البناء للمجتمع تتطلب إلغاء عادات وقيم وسلوكيات سيئة سادت المجمتع في ظل تلك الظروف الشاذة ، وإحلال قيم وعادات وسلوكيات جديدة نبيلة ، قيم إنسانية ناضلت البشرية لقرون عديدة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في البلدان المتقدمة بعالمنا اليوم .
إن العراق اليوم يغط في ظلام دامس لم يشهد له مثيلاً في كل تاريخه المعاصر، وليس هناك أي ضوء يمكن مشاهدته في آخر هذا النفق المظلم ، وما بناه المحتلون من سلطة ودولة ونظام وبرلمان ودستور وحكومة تقف كلها عاجزة عن الوصول بالعراق إلى شاطئ الأمن والسلام والحرية والديمقراطية الحقيقية ، والمثل الذي يقول بأن فاقد الشئ لا يعطيه ينطبق على وضعنا العراقي 100% دون أدنى شك .
وستبقى سلطات الاحتلال والحكومة الصورية التي نصبوها ، وبرلمانهم ودستورهم عاجزة كلها عن إخراج الشعب العراقي من محنته القاسية التي يعيشها اليوم ، ولا حل لأزمة العراق المستعصية إلا بإلغاء الطائفية بكل صورها وأشكالها ، وإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية من جديد بعيداً عن الحزبية والطائفية والمليشياوية وحل البرلمان وإسقاط الدستور ، وتشكيل حكومة مستقلة غير حزبية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ، وذات سلطة حقيقية ، لتتولى مهمة إعادة بناء سلطة جديدة بعيدة عن الطائفية والرجعية والتخلف ، وإعادة بناء جيش قوي يدين بالولاء للعراق وحده، وتسليحه بأسلحة حديثة وثقيلة كي يصبح قادراً على التصدي للإرهاب الداخلي، والتدخل الإقليمي من أي جهة كانت.إن الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية فيما آلت إليه أوضاع العراق ، وما حل فيه من خراب ودمار في كافة المجالات ، وعليها أن تصحح أخطائها الجسيمة منذ أن ولت على العراق بول بريمر وما أصدره من قرارات كارثية اوصلت البلاد إلى هذه الحالة المزرية، وإلا ستبقى هي الأخرى غائصة في هذه الكارثة التي صنعتها بأيديها .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ ، لعل الذكرى تنفع حكومة المالكي - إضراب عما ...
- في ذكرى اربعينية الشهيد المناضل مثنى محمد لطيف
- في الذكرى الأربعين لحرب الخامس من حزيران 67 هل تتعلم الولاي ...
- مَنْ يتحمل مسؤولية عودة البعثيين إلى الواجهة من جديد؟
- أعداء لبنان يسعون إلى تحويله إلى عراق جديد
- أوقفوا جرائم الظلاميين القتلة بحق اخوتنا المسيحيين والمندائي ...
- لا تستفزوا مشاعر الشعب العراقي!!
- قوى الظلام والفاشية تغتال المناضل الوطني الشجاع مثنى محمد لط ...
- الوطنية العراقية أو الحرب الأهلية المدمرة!
- تحية للحزب الشيوعي في عيد ميلاده الثالث والسبعين
- أمريكا والحرب الكارثية على العر اق
- سيعود شارع المتنبي من جديد رغم أف قوى الظلام والفاشية
- محنة المرأة العراقية في القرن الحادي والعشرين
- مصداقية الإدارة الأمريكية في تبرير الحرب على العراق
- هل ستوصل الخطة الأمنية الجديدة العراق إلى شاطئ السلام ؟
- مناهج ديمقراطية علمانية لا مناهج دينية طائفية أو تكفيرية
- سنوات الجحيم كتاب جديد للباحث حامد الحمداني
- ماذا لو افلح الديمقراطيون في حملتهم لسحب القوات الأمريكية من ...
- هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟
- خطة الرئيس بوش في العراق تفتقد أهم ركائز نجاحها


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - عندما يكون وزير الثقافة قاتلاً ، فماذا ينتظر الشعب من حكومته ؟