أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كاظم محمد احمد - دار الحنان وتداعياته الإنسانية والادارية















المزيد.....


دار الحنان وتداعياته الإنسانية والادارية


كاظم محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 09:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


قامت الحكومة العراقية باتخاذ اجراءات حازمة وفورية للتحقيق في حقيقة الصور التي التقطت لإحدى دور الأيتام في بغداد، وتسمى (دار الحنان للأطفال شديدي العوق) ، وبدا على اطفال الدار أنهم مصابون باختلالات عقلية وعاهات ولادية. وذكرت تقارير لاحقة أن للملجأ مقرين منفصلين بعد أن تم فصل الأولاد عن الفتيات قبل شهر ، وتم نقلهم من مقرهم في منطقة "العطيفية"" إلى المبنى الراهن في منطقة الشالجية حيث تم اكتشافهم.

وتشكلت على الفور لجنة تحقيقية حول الموضوع ، كما صرح المكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء د.سلام الزوبعي الذي امر بتشكيل لجنة تحقيقة بشأن الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن وجود خروقات انسانية في احد دور الايتام المخصص للاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، مع تاكيده على ضرورة محاسبة المقصرين بشدة بعد انتهاء اعمال لجنة تقصي الحقائق والوقوف على حيثيات المسألة والتباحث مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية وزير حقوق الانسان وبعض المسؤولين في الوزارتين. كما اعلن الزوبعي عن تخصيص مبلغ مالي بصورة عاجلة لدعم الدار وسد احتياجات الاطفال المقيمين فيه.

هذا المشهد الانساني لاطفال من ذوي الحاجات الخاصة يتواجدون عراة في غرفة مظلمة بدون شبابيك ، مع وجود مخزون جيد من الطعام والثياب في مخزن الدار، وهم يعانون من الإهمال والجوع الشديدين وبعضهم مقيد الى سريره .
(دار الحنان) هي إحدى دور الأيتام التابعة لدائرة الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية لمؤسسة حكومية عراقية ، يقع في شمال غربي بغداد، وقبل عشرة أيام نشرته قناة الـ (سي بي اس) تقريرها حول ماساة انسانية هزت مشاعر العالم بعد مشاهدة الصور والفلم وما يرافقهما من وصف وكلمات طرحتها القناة ، بعد ان قام الجيش الامريكي بتسرب هذه القضية لقناة (سي بي اس) الامريكية وهو ما صرحت به محطة الـ (بي بي سي) في تقريرها.

وكانت التفاصيل كالاتي ( كشف الجيش الأمريكي في يوم الأربعاء 20 /6/ 2007 في بيان نشره ، أن دورية امريكية عراقية اكتشفت ملجأ للأيتام في حي الفجر، شمال غربي بغداد قبل عشرة ايام ، والملجأ تابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، ووجدت فيه 24 صبياً تعرضوا إلى انتهاكات جسدية ، وتتراوح أعمارهم بين سن الثالثة والخامسة عشرة ، وهم يفترشون الأرض وسط مخلفاتهم الإنسانية في غرفة مظلمة دون نوافذ ومقيدين إلى أسرتهم في ملجأ "الحنان" وكانوا من الجوع والضعف بحيث لم يتمكنوا من الوقوف دون مساعدة.. وهذا ما اكده ايضا مراسل شبكة CBS الأمريكية نقلا عن السيرجنت مايكل غيبسون، من الفرقة 82 المحمولة جواً والذي قال بإن دورية أمريكية عراقية عثرت على الأطفال بعد ان نظرت من فوق حائط المبنى لتشاهد الأجساد الضيئلة ممدة على أرضية المنشأة دون حراك ، مشيرا الى ان الجيش الأمريكي إتخذ ترتيبات لنقل الأطفال والذين يقدر عددهم بعشرة إلى ملجأ آخر وتوظيف المزيد من العاملين للعناية بهم ، مبينا بان الكادر الطبي قام بفحصهم وانه تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج حالياً.
وأضاف المراسل "للوهلة الأولى، اعتقد الجنود أن الاطفال موتى لكنهم قرروا إلقاء كرة للتأكد من أنهم على قيد الحياة، عندها رفع أحدهم رأسه وسرعان ما خفضه مجدداً.."
وفي رواية اخرى صرح احد أفراد الدورية للمحطة التلفزيونية قائلا: "رأينا في البداية عدداً كبيراً من الأجساد العارية لأطفال وهم متكومين فوق بعضهم البعض على الأرضية الاسمنتية في دار الأيتام وظننا أنهم موتى ورمينا كرة سلة نحوهم لمعرفة ما اذا كانوا أحياء أم أموات، وفعلا رفع احدهم رأسه ونظر نحونا ثم عاد إلى الاستلقاء".
وقال الملازم ستيفن دابير إن ما شاهدناه كان مفزعا، فقد كان الأطفال مربوطين وعراة وجسدهم مغطى ببرازهم".
ووضحت الصور التي بثتها القناة بان عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وقد كانوا في وضع مزر وهم هزيلون للغاية لانهم يعانون من اهمال متعمد وسوء التغذية التصقت جلودهم بالعظام، ولم يستطيعوا الحراك وبلا تعابير على وجوههم."
وقيد بعض الأطفال الى اسرتهم وهم عراة ، وقد غطت فضلاتهم الانسانية أجسادهم حيث وضح التقرير : "انهم كانوا على حافة الموت وان بعضهم لا يغادر السرير لعدم قدرته على التحرك ، وبعضهم تركوا عراة تماما على ارض الأسمنتية وهم ملوثون ببرازهم بسبب ربطهم بالأسرة بواسطة سلاسل معدنية".

وقد بثت محطة تلفزيون CBS الأمريكية شريطا مصورا لهؤلاء الأطفال وتناقلتها محطات التلفزة حول العالم كما ذكرت قناة الحرة بان الاطفال تعرضوا للانتهاك الجنسي ولا اعلم من اين استقوا هذه الصفة الشنيعة .

ان هذه القصة التي سربتها القوات الامريكية الى الصحافة والى العالم لاسباب كثيرة - انسانية وسياسية واخلاقية – وعلي ان اعتمد حسن النية من قبلها لاهمية الموضوع الانساني الذي تتناوله .

اعتبرها بعض الساسة والكتاب بان القوات الامريكية نشرت صورة اعلامية تريد منها تشويه صورة الحكومة بعد ان نشر الاعلام تصريحات يتبين من خلالها بان الادارة الامريكية وضعت جدولا لتقييم ما حققته من تقدم في بعض المشاريع السياسية التي تخص المصالحة الوطنية في ايلول المقبل ، وبعضهم اعتبرها تلميع للصورة الاعلامية التي تحيط بالجندي الامريكي فهو يتمتع بالانسانية وينفذ رسالة بلده في نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط ، صورة يراد لها محو جرائم موثقة مثل جريمة سجن ابو غريب واغتصاب فتاة في المحمودية وقتل الابرياء في حديثة.

ولكنني اعتقد بان المقصود من نشر هذه الصور بالدرجة الاولى هو رصد حالة الفساد الاداري الحكومي ، وتنبيه المعنيين في الحكومة الى خطورة هذه الظاهرة لاتخاذ ما يلزم من الاجراءات القانونية والادارية لمحاسبة المقصرين ورفع الحيف عن الاطفال الابرياء في هذا الملجأ المتواضع ومعالجة وضعهم المزري ، ومعرفة وتبيان مدى معاناة الطفولة في ظل عراق المفخخات والارهابيين .

وهذا الامر لا يخفى على المواطن العراقي فقد تفشى الفساد الاداري في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية منذ تولي احدى الوزيرات مسؤولية العمل فيها والتي لا يزال التحقيق مستمرا معها حول قضايا تتعلق بالفساد الاداري والمالي الذي طغى على اعمال هذه الوزارة في عهدها.

لقد ادعى البعض بان الهدف من نشر هذه الفضيحة والتي تم توظيفها سياسيا -عربيا وعالميا- هو اظهار فشل القائمين على ادارة هذا البلد ، وبيان قلة كفاءة السياسيين بسبب الفساد واهدارهم للمال العام ،
وكذلك العمل على اثارة الفتنة بين الشعب العراقي وحكومته المنتخبة ، واظهار مدى ما وصل اليه هذا الشعب من قسوة وما يتمتع به من موت الضمير الاخلاقي وشعوره الانساني حتى على اطفاله المعاقين عقليا واللذين هم بأمس الحاجة للرعاية والاهتمام الحقيقي ، ولكنني أجد بان الاجراءات السريعة من قبل السيد رئيس الوزراء كان لها الاثرا الفاعل في لجم الاصوات النشاز هنا وهناك.

وقد اثارت تصريحات وتبريرات السيد وزير العمل والشؤون الاجتماعية العجولة غضبا ولغطا حول ملابسات حادث الاطفال من ذوي الحاجات الخاصة ولكنه فعل حسنا في المبادرة بتشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة الشؤون الادارية في مثل هذه الدور وتحديد المسؤوليات والمقصرين وضرورة اعلان النتائج للجمهور ، بهدف حماية الاطفال من الانتهاكات اللا انسانية واللا اخلاقية وضمان تقديم الخدمة المتميزة لهم .

توجيه اللوم الى الجهات الحكومة
نعم ، يمكن لنا ويتمكن الجميع ايضا من توجيه اللوم وحث الحكومة والوزارات المعنية على مضاعفة جهودها لتقصي حالات الفساد الاداري والمالي ومحاربتها والقضاء عليها ، لكي لا تتكرر الاخطاء ونضمن عدم العود اليها مستقبلا .
كما نؤكد بان وزير العمل والشؤون الاجتماعية ومديريه العامون يتحملون المسؤولية المباشرة والتضامنية ، كل حسب اختصاصه ومسؤوليته .
ويمكن توجية اصابع الاتهام الى المسؤولين بالتقصير المباشر ، ولا نكتفي بادعاءهم الجهل بما حصل او يحصل ، لان احد واجبات الوزارة اداء الخدمات الانسانية بافضل واحسن وجه .
وهنا يمكننا ان نتساءل عن اسباب اهمال القوات العراقية المشاركة مع قوات الامريكية في عدم الاخبار عن هذا الموضوع في حينه بالاضافة الى ان مراسل اصوات العراق بين لنا من خلال مصدره في مستشفى الاسكان التعليمي ان الاطفال عولجوا قبل شهر من الاعلان عن الفضيحة ، ولم تعرف مرجعيتهم لمدة يومين وكأنهم اقبلوا من القمر. ولا يخفى ان ممثلين من المجلس البلدي حضروا في عملية مداهمة الدار فأين هم من اخبار الجهات المسؤولة.
وقد أكد ذلك الجيش الأميركي في بيانه الذي صدر بخصوص الواقعة ، أن عملية الدخول إلى دار الأيتام، تمت «بوجود أعضاء من المجلس البلدي للمنطقة التي تقع فيها الدار، للوقوف على حقيقة الوضع».

استفسار مشروع
وعلينا ان نتسأل عن موقف قوات التحالف في ضرورة إعلام الجهات المسؤولة عن هذا الكشف ، وهي التي دخلت الى الدار او الملجأ بدون إذن رسمي من الحكومة العراقية او الجهات المسؤولة عن الدار .
هل قامت القوات المشتركة باعلام الحكومة عن هذه الانتهاكات ، وهي الشريك والناصح وبينهما هدف مشترك ألا وهو اعادة بناء المؤسسات الحكومية الفاعلة والكفوءة على اسس مهنية وعلمية ؟.
ولماذا سكتت طيلة هذه الفترة ما بين 10 حزيران ولغاية 19/6/2007 حيث نشر الخبر على موقع الـ (بي بي سي) ، ويوم 21/6 على الـ (سي ان ان) فكان الكشف وكانت الفضيحة بعد اكثر من اسبوع.

الم تتمكن جهة حكومية مسؤولة من الابلاغ عن هذه الحالة لاتخاذ الاجراءات الضرورية من قبل الجهات ذات العلاقة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وعند عدم الاهتمام يتم الكشف والفضح خصوصا اذا علمنا بان هنالك قوات عراقية برفقة القوات الامريكية.

إن ما ذكره مراسل اصوات العراق مهم جدا بان مصدرا في مستشفى ( الإسكان التعليمي للأطفال) قال :" إن حادثة هؤلاء الأطفال مضى عليها حوالي الشهر وأن القوات الأمريكية حضرت، قبل حوالي الشهر، إلى مستشفى الأطفال التعليمي في منطقة الإسكان وجلبت معها ( 22) طفلا عراة، وحالتهم الصحية متعبة نسبيا... وبعضهم على جسمه آثار ضرب، وتركوهم في المستشفى."
واضاف المصدر بأن بعض الموظفين والمراجعين "تبرعوا بالملابس للأطفال، وقاموا بتزويدهم بالألعاب والحلويات... وظلوا تحت عناية المستشفى ليومين، وكانت إدارة المستشفى في حيرة عن المرجعية التي يجب تسليم الأطفال لها... كون حالتهم كشديدي عوق لا تعود علاجها لاختصاص المستشفى، وهو ما دعا القوات الأمريكية للحضور بعد يومين لأخذ الأطفال ثانية، بعد أن استردوا جزءا من عافيتهم." وذكر المصدر أنه لا يعرف الوجهة التي أخذ الأمريكيون الأطفال إليها.

وأشار المراسل الى بيان القوات الأمريكية والذي بينوا فيه قيامهم " بإحضار ثلاث سيارات إسعاف لنقل الأطفال إلى (مستشفى الإسكان للأطفال) القريب من مكان موقع دار الأيتام، من أجل تلقيهم العلاج اللازم ونقل الأطفال إلى دار أخرى وبدؤوا باستعادة صحتهم".


ان هذه الحادثة محاسنها اكثر من مساوئها خصوصا اذا عالجنا مواطن الخلل والانتهاك التي تعرض لها هذه الشريحة من المواطنيين وحاولنا تعميم الاجراءات الوقائية لمحاربة الفساد الاداري في كل دوائر الدولة ، ولذلك لابد من وقفة قصيرة مع هذه الحادثة لتحليلها من عدة وجوه وهي :

1. ان دار الحنان ليس دارا للايتام فحسب ، بل ملجا لذوي الحاجات الانسانية ولعينة من الاطفال الذين يعانون من العوق الشديد وربما يكونون ايتاما او تخلص منهم ذووهم ، وبذلك يختلف عن دور الايتام الاخرى لاسباب منها ان ذويهم تخلصوا منهم لاسباب كثيرة منها الجزع وعدم القدرة على تامين الرعاية الصحية المناسبة او صعوبة التعامل مع التشوه الخلقي وفقدان العقل كما اكدت ذلك مديرة الدار كريمة داود خضير حيث قالت ليس جميع المستفيدين، وهم 24 ذكرا و76 انثى، ايتاما، فبعضهم يستغني اهلهم عنهم او يتطلق الوالدان فلا يستطيعان تقديم الرعاية لهم . واضافت بان «بعض الاهالي يهملون اطفالهم تماما، فغفران الموسوي (13 عاما) لم يأت ذووها لتسلم جثتها من المستشفى بعد موتها بالسرطان». وفي هذا السياق، قالت سهام حسين، والدة احدى المريضات لا نستطيع توفير متطلبات ابنتي، واسمها وسن عباس، او شراء الحفاظات لها .

2. اين تقع هذه الدار فقد اختلفت الروايات في تحديد موقعها، هل هو في العطيفية ام الشالجية ، كما وسميت المنطقة بالفجر شمال غربي بغداد ، وهذا الامر يحتاج الى توضيح اجاب عليه احد الاطفال واسمه احمد عبدالله (17 عاما) هنا افضل من مكاننا السابق (في اشارة الى دار البنين المستحدثة في الشالجية). وتاكد فيما بعد ان كانت دار الحنان في العطيفية كانت تؤوي المعوقين ذهنيا وجسديا من الجنسين ، لكن المسؤولين نقلوا الذكور الى دار اخرى تم افتتاحها في 16 مايو الماضي في منطقة الشالجية (شمال بغداد).

3. اما من ادعى بان العاملين في هذا الملجا هم من المتدينين فاعتقد انه خاطيء فموظفوه من الذين يسعون الى كسب رزقهم من خلال الوظيفة ، كما هو حال الجميع ، والتدين الظاهري لايمنع من الجريمة .

4. هل ضمت اللجان التحقيقية في عضويتها خبراء من ذوي الاختصاص في الصحة والاجتماع ، للتحقق مما حصل في الدار ، لكي نحاسب مديره وموظفيه، ويتحمل المدير العام والوزير المختص المسؤولية التضامنية مع موظفيه اخلاقيا واداريا وجزائيا، ولا ننسى دور وزارة الصحة وغيرها من الوزارات في تحمل المسؤولية كل حسب واجبه المكلف به.

5. واخيرا هل يتحمل موظفو دار الحنان المقبوض عليهم او الهاربين المسؤولية لوحدهم ؟

6. توضيح حدود المسؤولية الادارية والتنظيمية والتخطيطية لوزارة الصحة ووزارة التربية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة حقوق الانسان في المراقبة والتفتيش وتزويد دور الرعاية الاجتماعية بالخبرات العملية التدريبية والتاهيلية والاجهزة الصحية وغيرها من المتطلبات الضرورية.

7. ذكرت صحيفة القبس الكويتية بان بعض الاطفال تعرضوا للاعتداء الجسدي بينما نشرت في مكان اخر من تحقيقها بخصوص الموضوع : "ومن الصعوبة بمكان توجيه سؤال للاطفال لانهم متخلفون عقليا لدرجة يتعذر معها محاورتهم، فبعضهم كان يضرب وجهه بيده لكن مروة (9 اعوام) ونورة (10 اعوام) اجابتا بالنفي على سؤال حول تعرضهما للضرب ، لكن احد فارس (13 عاما) اجاب بنعم، فيما اومأت امل (10 اعوام) برأسها ايجابا لدى سؤالها عن اضطرارهم الى خلع ملابسهم ليلا بسبب انقطاع الكهرباء".

8. هل تم التحقق من ادعاءات الاعتداء الجنسي ، حيث ان هيئة علماء المسلمين في بيانها المرقم 436 تعاملت مع الموضوع كحقيقة ثابته، تبعها في ذلك بعض المغرضين ، وهي رسالة واضحة الى الارهابيين للقتل والانتقام وستسمى عمليات الثار او عمليات النصرة الخ. حيث جاء في بيانها المذكور آنفا: "إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذا الفعل الشنيع فإنها تعده ضمن جرائم الإبادة الإنسانية التي تمارس بحق أبناء الرافدين، وتطالب الحكومة بترك مواقعها إن بقي لديها وازع من ضمير أو حس إنساني". وتضيف :" إن الهيئة تدعو العالم الحر ومنه العالم العربي والإسلامي بما فيه من حكومات ومنظمات إنسانية إلى أخذ دورهم في انتشال العراق وشعبه مما هم فيه من ظلم الاحتلال واستبداد الحكومة التي نصبها."

ملاحظات مهمة اضافية لابد منها:
1. ولاكمال الموضوع لابد لنا من ان نتحدث عن تقصير وزارة الصحة في اعمار وبناء مستشفيات حديثة وجديدة وتطوير كادرها التمريضي والطبي والتخصصي.

2. توفير الادوية والمستلزمات الطبية الضرورية في مستشفيات العراق كافة ومحاربة حالات تسرب الادوية الى الاسواق المحلية ، بينما نجد من يموت امام اعيننا وامام كاميرة احد قنوات الفضائيات العربية المعادية للعراق الجديد ، بسبب عدم وجود ابرة او كيس مغذي بسيطة الثمن جدا.

3. اين مكان وكفاءة دوائر الرقابة والمتابعة والتفتيش في مؤسسات الدولة التي تضع الاسس السليمة في اداء الواجبات وتحمل المسؤوليات لكي لا يعتقد الموظف المقصر بانه في منأى عن العقاب.

4. يجب ايقاف صفقات الفساد السياسي والاداري وغيرها والتي تمنع من تقديم يد العون المادي والمالي والانساني من قبل المنظمات الانسانية العالمية ومنها التابعة للامم المتحدة مثل الـ USAID.

5. وعلى موظفي الجهات الراعية ان يتواجدوا داخل العراق لكي تتم مراقبة اعمالهم ومشاريعهم وضمان مطابقتها للمواصفات التعاقدية والفنية من قبلهم وتحت اشرافهم ورعايتهم .

6. الاعلام الفاعل : ان المشرفين على هذه الدور كلهم عراقيون المدير والمساعد والعاملات والحراس ومن كان يعلم بالخلل ويسكت ، وهؤلاء كلهم ابناء المجتمع العراقي ، وعليه فالمجتمع بكامله يكون مسؤولا عن هذه الجرائم الاجتماعية ، العراقيون بكاملهم هم المسؤول الاول عن ذلك بالمتابعة والنصح والاخبار عن مواطن الخلل ومواطن القوة ايضا ، ولو زاول المجتمع مسؤولياته لتمكن في خلق المواطن الصالح الذي يستند على قوة القانون وهيبة الدولة والذي يقف بوجه مثل هذه الجرائم البشعة.

7. لا تمتلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التقييم الفني والاداري الاولي لدور الايتام والمعوقين وذوي العاهات والاحتياجات الخاصة ، والمبالغ اللازمة لاعمارها وتاهيلها من الناحية الصحية والاجتماعية وتوفير الشروط والمواصفات العالمية في مثل هذه الدور وكذلك يجب دراسة الواقع المزري لدور الايتام في المحافظات فالموجود في الناصرية والعمارة عبارة عن انقاض وتحتاج الى 250 الف دولار لترميم وتاهيل وشراء اجهزة كهربائية ومستلزمات طبية. وهنالك منظمات انسانية كثيرة منها (آي ام سي) المستقلة التي ترعى بناء دور للايتام في بابل وكربلاء والقادسية والناصرية والعمارة كما انها تقوم بتدريب الكادر فنيا واجتماعيا على اسس الصحة النفسية ، ولكنها اليوم تواجه مشكلات ادارية وفنية من قبل الجانب العراقي مما يعرقل صرف اموال لها بحدود 400 الف دولار يتوجب صرفها خلال الشهرين القادمين.

8. يجب نشر الواقع الفعلي لدور الايتام وذوي الحاجات الخاصة فقد لوحظ عدم توفر الرعاية اللازمة لهم وبالخصوص الايتام من الاناث ، في المحافظات الجنوب ولعدم وجود بناية مخصصة لهن يضطر المسؤولون لتسفيرهن الى البصرة ، كما لا يتوفر دار للايتام في الموصل وكركوك .

9. تقوم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بحجب المعلومات والامتناع عن تزويد المنظمات الانسانية بالاحصائيات الخاصة باعداد الايتام ومكانات تواجدهم وضروفهم الاجتماعية الخاصة بهم وربما بذويهم ، وبذلك لا تتمكن هذه المنظمات من صرف المبالغ التي تتناسب واعداد الايتام في كل محافظة او تزويد هذه الدور بالاثاث والمعدات الفنية الضرورية .

10. ضرورة قيادة التنسيق الفني والهندسي من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نفسها ، اي التنسيق بين مهندس الوزارة ومهندس المنظمة ومهندس المقاول ، للقضاء على الاتفاقيات الجانبية كالرشوة أوتجهيز مواد خارج حدود المواصفات المطلوبة أو تنفيذ المشاريع الوهمية واخيرا عدم تقديم الاولويات.

11. الدوائر المستفيدة في المحافظات لا يسهلون عمل هذه المنظمات الراعية والحصول على الموافقات الاصولية والقانونية الا بعد اخذ عمولة مالية وعقد اتفاقيات جانبية.

12. يجب الاسراع في اصدار تشريع لحماية الطفولة من الاستغلال في اعمال التسول والسرقة والاستغلال الجنسي والدعارة ، وتركهم للدراسة. والدولة ممثلة بتعليمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حريصة جدا في هذا المجال فيما يخص السلوك الانساني والاخلاقي مع دور الايتام الخاصة بالاناث ولذلك تمتنع عن اعطاء اجازة ترخيص لدور ايتام اهلية.
13. تنظيم عمل دور الايتام الاهلية ومراقبتها واصدار القوانين التي تحكم هذه الدور، والموجود منها اليوم يجب ان يغلق فورا وضمن القانون العراقي النافذ، فهي اليوم تستقبل المساعدات من الناس ومن بعض المنظمات العربية والاجنبية وبدون رقابة حكومية شديدة وبذلك يتزايد الخوف على دور ايتام البنات ، مما يقتضي ضرورة حمايتها من الاستغلال في الدعارة والمآسي الانسانية التي ربما تحصل ، وهذه مسؤولية الوزارة للقيام بواجباتها.

14. مدراء الدور هم من الايتام السابقين او مسلكية وبعضهم عنده شهادة الاعدادية او الدبلوم ، وبذلك يكون الدار سكنا دائما له وفندقا ، وعندما يعين في الدار او الملجأ كمشرف فقد تتم العملية بدون قواعد علمية او تاهيلية ، فنتساءل هنا ، هل يتمكن هذا الانسان من قيادة تنمية المهارات التربوية والرعاية العاطفية لليتيم؟.

15. اين برامج الصحة النفسية والدراسات الاجتماعية عن حالة كل يتيم وكيفية التعاون الانساني مع كل فرد منهم ومع ذويهم الذين يتركونهم للقدر.

16. كما ان علينا ان لاننسى الظروف الامنية المحيطة اليوم بالبلد والتي تحدد من الامكانيات والقابليات وتحدد الحركة ، اضافة الى الخبرة العملية الضئيلة أو انعدامها كما ان اعداد الخفراء والعاملين قليل .




شكر وتقدير : اشكر جميع السادة الذين ساندوا هذا التقرير بالتحرير والمعلومات خدمة للوطن والانسانية ، كما لايسعني الا ان احيي الكتاب والمفكرين الذين شحذوا اقلامهم للدفاع عن الطفولة وقيم الشرف والاخلاق ، كما ونأمل من الحكومة العراقية التي وضعت الاسس السليمة في محاربة الفساد الاداري والمالي ان تبادر سريعا الى الاعلان عن نتائج تقريرها التحقيقي الخاص بالواقعة مع الاخذ بنظر الاعتبار النقاط التي وردت في التقرير .



المصادر
اعتمدت على ما نشرته وكالات الانباء والمواقع الخبرية المهمة كالـ (سي ان ان) والـ (بي بي سي) والـ (سي بي اس) ووكالتي رويترز والاسيوشيتدبرس للانباء اضافة الى مانشرته المواقع الاعلامية العراقية كصوت العراق واصوات العراق وجريدة الحياة والقبس والشرق الاوسط واذاعة سوا وقناة الحرة والعراقية وللفترة من 19 الى 22 / حزيران / 2007 .



#كاظم_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يراد اسقاط حكومة المالكي وماهي ضمانات التغيير؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كاظم محمد احمد - دار الحنان وتداعياته الإنسانية والادارية