أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاضل سوداني - خيال الظل العربي الاسلامي















المزيد.....



خيال الظل العربي الاسلامي


فاضل سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خيال الظل العربي ـ الاسلامي ... تقنياته ووسائله الفنية
من القرن الثالث عشر ـ بداية القرن العشرين

العراقي ابن دانيال اول مخايل عربي في القرن الثالث عشر

تؤكد جميع الدراسات التي كُـتبت عن خيال الظل ، على أن موطنه الأول هو بلدان الشرق القديم ، حيث امتدت جذوره التاريخية إلى الهند والصين، غير إن هذه الدراسات اقتصرت على كونها تحليلات ومتابعات من وجهة نظر تاريخيةـ تراثية. وعلى هذا الأساس فإن الدراسات الفنية والتقنية التفصيلية لأشكال وتنوع وتكنيك هذا النوع الشعبي و الفرجوي ـ المسرحي ، تعتبر نزيرة ، وان وجدت فتأخذ طابع الاستنتاجات الشخصية .
والسبب في هذا يعود إلى إن الذين تابعوا تطور خيال الظل تاريخيا وكتبوا عنه ، كانوا من المؤرخين والدبلوماسيين والمستشرقيين الأوربيين ، وليس من المختصين بالدراسات التراثية والمسرحية او الفنية عموما . وهذا واضح من طبيعة الدراسات التاريخية والانطباعات العديدة التي كتبها علماء الآثار الهولنديين عن خيال الظل الاندنوسي والذي كان معروفا باسمه الأصلي wayang . إضافة الى اسباب اخرى كفترات المنع التي كان يتعرض لها خيال الظل في مختلف الأزمنة والمجتمعات.
غير اننا نجد في الهند إشارة واضحة عن خيال الظل في النصوص السنسكريتية المسماة تيري جانا ( أغاني الراهبات) والتي كتبت في فترة ما قبل الميلاد ، وكذلك وردت إشارة أخرى في ا لنصوص الهندية المقد سه ( المهابهاراتا) . وفي جزيرة جاوه تؤكد بعض المصادر على تقديم طقوس خيال الظل الوايانج wayang أيضا . وبالرغم من ان الصين عرفت خيال الظل في عهد الامبراطور ( وو ) الذي عاش بين عام 140 –87 قبل الميلاد ، إلا ان الانسكلوبيديا الصينية تشير إلى وجوده في القرن الحادي عشر الميلادي ايضا.
وفي اليونان تمتد جذوره إلى التاريخ الإغريقي القديم ، بالرغم من أن البحوث والدراسات لم تحسم هذا الأمر بشكل قاطع . فالدراسات التي تناولت تاريخ نشوء الكراكوز اليوناني¨، اتسمت بعدم الاتفاق بين باحثيها حول وجود خيال الظل كجزء من المسرح المستيري اليوناني القديم ، والسبب في هذا يعود إلى إن مثل هذه الدراسات لم تأتِ بالأدلة الحاسمة والشواهد التاريخية .
فبالرغم من أهمية كتاب "الكراكوز " الذي قام بنشره الفرنسي " لويس رو شل" عام 1921 غير أنه لم يثير إهتمام المختصين اليونانيين ويحفزهم على استمرارية البحث والدراسة انطلاقا من النتائج التي توصل لها الباحث في كتابه . وركز باحث أجنبي آخر"جوليو كايمي " في عام 1935 اهتمامه بموضوعة الكراكوز مرة أخرى عندما طبع كتابه بالفرنسية تحت عنوان " الكراكوز… أو المسرح الإغريقي في روح مسرح خيال الظل " . والكتابان يمتلكان أهميتهما التاريخية والتراثية حتى يومنا هذا ، لأننا نستطيع من خلالهما الحصول على معلومات مهمة عن خيال الظل في مراحله الأولى وتطور عروضه الطقسية وربرتواره الفني .
وفي ذات الوقت نشرت أيضا دراسات صغيرة مهمة حول ذات الموضوعة . الأولى كتبهاN-LASKARI, ونشرت في القاموس الفرنسي ـ اليوناني أولا ومن ثم في القاموس الانسكلوبيدي عام 1929 . أما الدراسة الاخرى فكانت لروشل ونشرت في الانسكلوبيديا الشاملة عام 1933 .
إن افتقار هذه الدراسات للأدلة والشواهد التاريخية تجعلها تفقد قيمتها العلمية في مناقشتها لجذور خيال الظل اليوناني .إضافة إلى هذا فقد نشرت دراسات أكثر أهمية أيضا قام بها القس الفرنسي A.Due,وكذلك عالم اللسانيات PEZEYLUSKI عام1935. وكل هذه الدراسات لم تتفق فيما بينها ايضا حول وجود بعض أشكال مسرح خيال الظل في التاريخ الإغريقي القديم وتميزت بعدم القدرة على تأكيد او نفي العلاقة بينه والمسرحيات المستيرية الإغريقية القديمة . ولكن اهتمام المختصين اليونان بموضوعة خيال الظل بدأ يظهر فقط بعد الحرب العالمية الثانية . ¨ ¨

خيال الظل في المجتمع العربي ـ الاسلامي
أما في الشرق الأوسط فإن المجتمع الإسلامي – العربي كأي مجتمع آخر يمتلك مميزاته وخصائصه و يخضع لتطور تحكمه جملة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذلك العوامل الموضوعية والذاتية الأخرى ، ومن المنطقي القول بأن تغّير الظروف التاريخية والتطور الذي فرض على بنية المجتمع العربي القديم عند ظهور الإسلام وبروزه كنقلة تاريخية ونوعية جديدة ، حتمت تغييرا في البنية الفوقية والتحتية للمجتمع، من خلال ظهور منهج فكري جديد أثر على تركيبة العقل الإسلامي والعربي خاصة مما أدى إلي خلق وعي متميز في تفسير الظواهر الاجتماعية التي فرضها التطور ، فاندثرت الكثير من العادات والأشكال والطقوس الاجتماعية والدينية القديمة وحلت محلها عادات اجتماعية وفعاليات ثقافية وطقوسية جديدة ، عكست الجوانب الروحية والفكرية التي ميزت المجتمع الاسلامي الجديد .
لهذا فأن المجتمع الإسلامي القديم عرف بعض الأشكال والممارسات التي تحتوي على الكثير من العناصر
ما قبل الدرامية ، والتي مورست كطقوس وفعاليات ثقافية ، مثل الطقوس والأغاني الدينية المختلفة والرقصات الصوفية الفردية والجماعية، والحركات الإيقاعية التعبيرية، وبعد ذلك الأشكال البدائية ما قبل المسرحية وغيرها .
لكن الطقوس والاشكال التي لها علاقة بالدرامية والاحتفالية والفرجة هي طقوس كانت تمارس لوقت قريب مثل خيال الظل والحكواتي ، واهمها التعازي ، باعتباره طقس ديني ودرامي يخلق الفرجة الشعبية التي تتحقق من خلال العناصر الدرامية الموجودة في هذا الطقس الذي يذكرنا ببعض الطقوس التراجيدية البابلية أو اليونانية القديمة. (1)
وتعتبر هذه الاشكال وخاصة خيال الظل ، تعبيرا ديناميكيا عن طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية في المجتمع الإسلامي القديم ، لأنها تعكس الواقع بكل قسوته ، وتشير إلى المشاكل السياسية والاجتماعية مما يُغني ويحفز الرغبات الداخلية المشحونة بالمواقف النقدية التي يتبناها الإنسان في علاقته بالقوى الفوقية والسلطة معكوسة من خلال التركيز على الجانب ألا متاعي والترفيهي والذي يعد تذوقا جماليا متماشيا مع مقاييس المجتمع القديم . وهذا هو السبب الأساسي لديمومتها في حياة المجتمع الشرقي بالرغم من تعرض القائمين عليها لأشكال مختلفة من الاضطهاد والمنع .
و كما اسلفنا فأن خيال الظل نشا في حضارات غير عربية ، إلا أنه وبمرور الزمن أصبح فناً عربيا شعبياً ، واتسمت شخصياته وحكاياته ووسائله الفنية بالتزام اخلاقيات الطابع النقدي للمجتمع العربي القديم الا انه يعد احيانا خروجا عنها .

تقنيات خيال الظل واشكاله المختلفة
إن هذه المهمة تفرض علينا معرفة اشكال خيال الظل في بعض مواطنه وجذوره القديمة وخاصة في إندنوسيا، وبالرغم من تشابهها إلا إننا يمكن ملاحظة بعض الاختلافات . ولهذا فآن أكثر الدمى انتشارا هي الدمى الملونة المرسومة على الجلد الرقيق والتي تكون عادة متصلة بخشبه رقيقة تساعد اللاعب على تحريكها عندما يقوم بضغطها على شاشة بيضاء مضاءة من الخلف ، يصاحبها الحوار والغناء والموسيقى .
وهنالك نوع آخر تستخدم فيه دمية مجسدة ومتكاملة وغير مرسومة تدعى Wayang ، ومن أجل السيطرة على تحريكها فإن اللاعب يجلس على الأرض خلف الشاشة المضاءة . ويمارس هذا النوع بشكل كبير في إ ندنوسيا وآسيا الصغرى .
أما النوع الثالث فيعتمد على دمية كبيرة الحجم مصنوعة من الجلد وتكون عادة بحجم ألانسان وهي مرتبطة بقطعة خشب سميكة ويقوم بحملها وتحريكها أكثر من لاعب ، ويتحتم عليهم تقريبها جداً من الشاشة التي يكون ارتفاعها 2 م ، مما يدفعهم هذا إلى الجلوس تحت الشاشة وليس خلفها ، حتى يتمكنوا من سرد الحكاية التي تقوم الدمية بأدائها أمام جمهورها المندهش بهذه المخلوقات الغريبة والجميلة التي تتحرك أمامه على شاشة الأحلام هذه ، فتغزو خياله الذي لا يتوقف عند حدود الواقع ، لينكشف أمامه عالم إ سطوري وعجائبي غريب .
عندما يحلل الباحث الامريكي فبيون باورز عروض خيال الظل في أندنوسيا في كتابه (المسرح في الشرق ) فإنه يؤكد بأنها تبدأ في الليل وتستمر حتى الفجر بسبب طابعها ألطقوسي ، فيشاهد الجمهور الدمى وهي تتحرك كظلال ملونة على شاشة بيضاء رقيقة تصاحبها حكايات تاريخية إسطورية وأخرى دينية كالملحمة الشعرية المقدسة المهابهاراتا التي لها تأثيرها في وعي الجمهور الآسيوي عندما يقوم الراوي الذي يدعى دالا نج (Dalang ) بسردها.
والشيء المثير هو أن بعض عروض خيال الظل وخاصة ( وايانج أومج ) كانت تستخدم تقنيات بشرية متنوعة سواء في حركة الشخصيات او طبيعة المواضيع التي تعالجها ، حيث بدل الدمى يكون الممثل الحي هو مركز هذه العروض ، وبهذا فإنها تمزج بين تقنيات دمى خيال الظل والممثل الحي كما في المسرح الدرامي التقليدي .
صراع في مجتمع الدمى
إن عالم خيال الظل( Wayang ) في الشرق الآسيوي وخاصة في جزيرة يافا في اندنوسيا كان غنياً ومتنوعا مثل :
أولا : وايانج كوليت
عرف هذا الشكل من خيال الظل وا شتهر في جزيرة "بالي" أيضاً . ويقوم الراوي (Dalang ) في هذه العروض بسرد الحكايات التاريخية المثيرة وإدارة الحوارات الفلسفية أحيانا بين الدمى المتحركة أمام الجمهور الذي يكون واقفاً بمواجهة الشاشة أو خلفها ، ويمكن القول بان جميع أحداث ومواضيع "وايانج كوليت" مأخوذة من التراث والأساطير والملاحم الاندنوسية القديمة المتأثرة بالتاريخ الهندي المقدس ، مع تغيرات ضرورية تنسجم مع السيكولوجية الاجتماعية والثقافية والتاريخية للمجتمع الاندنوسي . وينقسم خيال الظل في هذه الجزيرة الاندنوسية إلى أشكال لها تقاليدها وجمهورها مثل :
1 ـ وايانج القديم :
كان هذا النوع معروفا باسم "وايانج باروا " وهذه التسمية مأخوذة من الأقسام الرئيسية من المها بهاراتا الهندية ولهذا فان مواضيعه تعتمد على أربعة مصادر مختلفة من الأساطير والملاحم القديمة وهي :
المواضيع التي تأخذ مصادرها من أساطير المهابهاراتا الهندية المتداخلة بالأساطير والملاحم الاندنوسية القديمة ، نتيجة للتأثيرات الدينية والاجتماعية .
الأساطير المعروفة باسم "ساسرا باوا " تتناول حياة بعض أبطال ملحمة " الرامايانا " والربط وخلق العلاقة بينها وبين أبطال ملحمة المهابهاراتا الهنديتين .
مواضيع مأخوذة من الرامايانا مباشرة بدون إسقاطات اجتماعية .
حكايات عن أبطال الملاحم الهندية المقدسة المعروفين لدى الشعب الاندنوسي والذين يحضون بقدسية وارتباط بحياة الإنسان الاندنوسي .
وتعتبر هذه المواضيع والحكايات الأكثر إنتشاراً في ربتوار مسرح خيال الظل في هذه المنطقة.
2 ـ وايانج كدوج:
تختلف الدمى المستخدمة في هذا النوع من مسرح خيال الظل عن مثيلاتها في " الوايانج القديم في بعض التفصيلات التي ترسم على الدمية.
3ـ وايانج مادتا :
إن موضوعات وحكايات هذا النوع من خيال الظل تعتمد في أساسها الشعر الصوفي ـ الملحمي للشاعر "رانجا فارستيه"، حيث إن جوهر موضوعات شعره تدور عن الإله "جايا بايا" في يافا الشرقية.
ثانيا: وايانج كولك
تعالج موضوعات هذا النوع من خيال الظل في يافا الوسطى في أندنوسيا ، حياة وبطولات الأمير حمزة عم النبي محمد(ص) نتيجة للتأثير الإسلامي في المنطقة .وكذلك تقدم عروضا مأخوذة من "الرامايانا" و " المهابهاراتا".
وبشكل عام فإن الوظيفة الجوهرية لاستخدام الأسطورة في خيال الظل الاندنوسي هو خلق طقوس تعبيرية لها تأثيرها الديني في وعي الجمهور من خلال التطرق إلى دور آلهة الخصب في المثيولوجيا الهندوسية ، وقدرتها على تقرير مصير الإنسان ، والهدف هو التقرب من الآلهة من أجل أن يعم الخصب لديمومة الحياة على الأرض.( ¨¨¨)
فمن خلال الغناء والرقص والصراعات والتضحيات التي تقوم بها الظلال الملونة لآلهة الخير في صراعها مع آلهة الشر حتى تنتصر عليها ، كل هذا يدفع بالإنسان إلى الشعور باللامان . فإيمان الإنسان بقدرة الآلهة على فعل الخير، هو هدف مقدس يخلق علاقة جديدة تؤدي إلى تمسك الإنسان بآلهته. إن ارتباط موضوعات هذه الدمى بتراجيدية الآلهة ومصير الإنسان ، جعل تأثيرها كبيرا على الجمهور المؤمن بالاله المخّلص الذي يضحي من اجل الإنسان .
إذن ما هي الوسائل والتقنيات الفنية التي يمتاز بها خيال الظل العربي ـ الاسلامي ؟
يكتب د. عبد الحميد يونس في كتابه (مسرح خيال الظل ـ الذي اعتمدنا عليه في التعرف على التقنيات الفنية لهذا الشكل) بأن عروض خيال الظل في المجتمع العربي القديم تتم بأن توضع شاشة بيضاء من القماش الرقيق ، وتضاء من الخلف بواسطة مصباح أو نار أو ضوء الشمس ، وتتحرك بين الشاشة والمصباح رسوم من الجلد على شكل دمى شفافة ملونة .
ويقوم بالعرض كاملا أربعة أو خمسة لاعبين بينهم غلام لتمثيل دور النساء . وعادة يحرك هذه الدمى لاعبان بواسطة عصى دقيقة . وأمام الضوء تبدو هذه الدمى زاهية تثير الخيال ، وتتم هذه العروض عادة في الليل .
ويؤكد د. عبد الحميد يونس بأن عروض خيال الظل أما أن تكون متنقلة أو ثابته فالنوع الأول يقوم به عدد من الأفراد يطفون المدن أو الأرياف وينصبون خيمتهم لتقديم عروضهم . أما العروض الثابتة فتقام عادة أما في المقهى أو البيت ، حيث تنصب شاشة بيضاء لعرض الخيالات المثيرة .
ويبدأ عرض خيال الظل عادة بتمهيد للحكاية ( بابه أو لعبة ) ثم ينقطع لجمع النقود من الجمهور الصاخب والمندهش ، ومن ثم تركيز انتباهه إلى حدث أو جملة ما، ويقوم بهذا لاعب ماهر يدعى المُقدِ م. وهنالك لاعب آخر يقوم بدور المهرج ويدعى الرخم . وتقوم الشخصية بتقديم نفسها الى الجمهور وتعريفه بدورها ومهمتها المسرحية بحيث لايتم التقمص الكامل لسلوكها او الاندماج في فعلها كما هو الحال في المسرح التقليدي ...ولهذا فان عروض مسرح خيال الظل تعتمد على علاقة جدلية مع الجمهور . فالممثل ـ محرك الدمى ـ غالبا مايقوم بالخروج عن الحدث و دوره وتغريب سلوك الشخصية وفعلها وكذلك سلوك الدمية . اما الرئيس او المعلم فهو الذي يأخذ دور المخرج فينظم حركة الشخصيات ويربط بين سياق الاحداث ويهتم بالجوانب التقنية والادبية .( ان هذه التقنيات ناخوذة من تكايك العرض والكتابة التي مان يقوم بها النغترب العراقي بن دانيال في القرن الثالث عشر ) "2"
إن الأحداث وطبيعة الشخصيات المستقاة من التاريخ ، تتطلب مهارة فائقة من محركي دمى خيال الظل من أجل أن يتناسب مع دور الشخصيات وسير الأحداث ، وكما اكد عبد الرزاق الذهبي ( احد لاعبي خيال الظل المعاصرين في سوريا ) بان لاعب خيال الظل يجب ان يكون ( قادرا على تقليد أصوات الطفل والشيخ والرجل والمرأة ، ومجيد لعدة لهجات ، كما يعكس بصوته مختلف المؤثرات الصوتية . ويجب أن يتمتع بحس موسيقي نامٍ وان يجيد الغناء والعزف على العود و يكون عارفا بالعادات والتقاليد الشعبية. ولعرض خيال الظل ميزة التواصل الحميمي مع الجمهور، إذ يعكس مشاكلهم ، ويضع لها الحلول حسب إمكانية اللاعب ) (3) ، وبهذا فانه يجب ان يتميزبكونه اكثر من ممثل او محرك دمى.

المشاكل الأثيرة لعروض خيال الظل
العراقي بن دانيال أول مخايل في القرن الثالث عشر

اعتمد مسرح خيال الظل على الكوميديا والنقد الاجتماعي من خلال استخدام الإيماءة والشعر والنثر والغناء والموسيقى ولهذا فان معرفة تكنيك خيال الظل يدفعنا للإطلاع على طبيعة الموضوعات التي يعالجها ، فبعضها ارتبط بالشعائر الدينية والمناسبات الاجتماعية . وبعض البابات تناولت بيئة ما بكل تناقضاتها ، وهذا واضح من خلال دراسة بابات طبيب العيون العراقي شمس الدين بن دانيال (الذي يعتبر أقدم مخايل عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، عراقي المولد من الموصل ونزح من العراق إلى القاهرة اضطرارا أثناء غزو التتر ، ومات هناك عام 1211م ويعتبر أول مؤسس لما عرف بعد ذلك بمسرح خيال الظل وقد وصلتنا من نصوصه الكثيرة ثلاث بابات فقط ) ( ¨¨¨¨)
و نستطيع ان نستنتج بان اسلوب خيال الظل كان يعتمد على الكوميديا والغروتسك والنقد الاجتماعي واستخدام الايماءة والرسم والموسيقى والكلمة والشعر . ومن خلال هذا التكنيك يفرض مسرح خيال الظل التعليمية بالحقائق والظواهر الغريبة في الحياة حيث نرى دائما بان العرض يبدأ باغنية تعليمية للجمهور ، اضافة الى شرح الاحداث وموضوع المسرحية كما في بابات ابن دانيال ( 4) وخاصة بابة "عجيب وغريب " التي اتسمت بالنقد الاجتماعي ، وقد أخذ المؤلف شخصياته من الواقع والأسواق والحارات الشعبية ، بحيث يتحول المكان إلى مسرح تتصارع فيه هذه الشخصيات مع أقدارها .
إضافة إلى إن هذا المغترب العراقي كتب بابة " طيف الخيال" و " المُتَيَمْ " . وقد اتسم إسلوبه فيها بالهجاء والنقد الذي يثير الضحك والسخرية ايضا ، واعتمد الغناء والموسيقى للتأثير على الجمهور وكذلك المزج بين الشعر والنثر العامي والفصيح وهذا واضح من موضوعات شعره .

منع الخيال العربي
إن خيال الظل في المجتمع العربي القديم وحتى توقفه نهائيا في النصف الأول من هذا القرن كان يعتبر تسلية للفئات الفقيرة التي تهمها مناقشة مشاكلها الاجتماعية والسياسية ، حيث يتطرق القائمون عليه الى اهم المشاكل التي تفضح استغلال النظام السياسي او الأغنياء للفقراء . مما حدى بهذه الفئات الى اثارة حفيظة السلطات وتألبها ضد خيال الظل والدعوة الى قيام الحد على محركيه . فمنعت عروضه لمرات عديدة وفي فترات زمنية مختلفة (هنالك الكثير من شواهد المنع في مختلف المصادر القديمة لا يتسع الوقت للتطرق اليها )
فمن خلال ألاعيب وحيل الشخصية الشعبية الرئيسية الفقيرة في خيال الظل القديم ( كرا كوز ) والنقد اللاذع الذي يوجهه لاعدائه ، تتورط ـ الشخصيات الأخرى وهي عادة من أصحاب السلطة والطبقات الغنية ـ داخل شبكة من المشاكل المعقدة التي يعانيها الانسان الفقير ، فتُظهر غبائها الحقيقي وعدم قدرتها على مواجهتها او تحملها ، مما تثير البهجة في قلوب جمهور الفقراء . أما كرا كوز فيجد دائما الحيلة المناسبة للخروج سالما من هذه المشاكل والشباك التي ينصبها للشخصيات الأخرى .
اذن لاسباب كثيرة توقف خيال الظل عن الاستمرار كشكل تراثي له علاقة بالفرجة التي تتناسب مع المجتمع العربي القديم ، وتحول الى ظاهرة ومهنة غير محترمة ، واقتصر على تسلية الاطفال والمناسبات . فلم يتحول إلى فن شعبي معاصر او يتطور الى شكل متميز للمسرح التراثي العربي .

خيمة كراكوز والايام الخوالي في القرن العشرين
ينقل لنا سعد الله ونوس شهادة عيانية للسياسي فخري الدين البارودي( في مقدمة كتاب خيال الظل وأصل المسرح العربي لحسين سليم حجازي ) عن تسليات الحياة الاجتماعية في دمشق في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي ( كنا نتردد على محلات خيال الظل المعروف باسم قهوة كرا كوز، وهي طليعة السينما اليوم. فكان مدير اللعبة يضع في صدر المقهى ستارا من قماش في وسطها قطعة مدورة من القماش الأبيض .في أسفلها رف من خشب يوضع عليه سراج من فخار ينار بزيت الزيتون ، ويقف الرجل خلف الستارة التي يسمونها ( الخيمة) ويمسك بيده عصا رفيعة يحرك رسوم أشخاص من الجلد ، إذا وضعت على الشاشة ظهر خيالها مجسما من عكس النور عليها من الخلف ، ثم يتكلم الرجل ويحرك الخيال ، فيبدو وكأنه يتكلم ، وكان يبدل صوته حسب أصوات الرسوم ) . (أن تسمية خيال الظل تتداخل أحيانا مع تسمية كراكوز وخاصة في تركيا واليونان ، حيث يحملان ذات التسمية.واعتقد بان هذا هو السبب الذي جعل من عروض خيال الظل تعرف بخيمة كرا كوز في سوريا)
وتعتبر هذه شهادة معاصرة قياسا إلى بداية معرفة المجتمع العربي الاسلامي بخيال الظل التي ترجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي . ومن خلالها نستطيع أن نؤكد بأن تقنيات خيال الظل القديم والمعاصر سواء كان ذلك في المجتمع العربي أو في مجتمعات شرق آسيا هي واحدة تقريبا . باختلاف بعض التكنيك والمواضيع التي ترتبط بطبيعة ذلك المجتمع .
وبشكل عام فأن خيال الظل في المجتمع العربي القديم بالرغم من انه تناول الكثير من القصص والحكايات التاريخية إلا أنه عمد إلى نقد الواقع ومناقشة أهم المشاكل السياسية والاجتماعية مع جمهوره، وتعتبر هذه ميزة أساسية تميزه عن مثيله الاندنوسي الذي ظل محافظا على سرد الأساطير والحكايات التاريخية والملاحم الدينية التي لها تاثيرها الكبير على الجمهور .
عقدة النقص الحضارية والعرض التراثي الشعبي
ان الطقوس والاشكال والملاحم و المقامات وألف ليلة وليله والتاريخ الأسطوري ودرامية الشعر والادب العربي القديم وغيرها ، يمكن ان تشكل أفق تراثي ممتع لمواضيع العرض المسرحي التراثي العربي ، وكذلك فان الامكانيات الفنية والفرجوية الموجودة في خيال الظل وطقوس التعازي يجعلها اكثر قربا من المسرح المعاصر . لان هذه الاشكال التراثية تفرض البناء الدرامي لتكنيك المسرح المفتوح و تعتمد على المتعة الفرجوية ( التي من الضروري ان تلتزم الابداع الفني بدون ان يتحول المسرح الى سجال او دعاية سياسية مباشرة ) يمكن ان تمد العرض المسرحي المعاصر بجوهر اساسي في تكامل العملية الفنية ، وهو الروح الشعبية اولا ، و طبيعة العلاقة الحميمية المفتوحة مع الجمهور العربي ثانيا .
فاستخدام بعض إلامكانيات الفنية والتكنيكية لهذه الاشكال كان يمكن ان تخلق أساسا مختلفا لبدايات المسرح العربي ، فتجعل منها أكثر غنى وشعبية من البداية المفتعلة التي بدأها الرواد في نهاية القرن التاسع عشر
( بالرغم من عظمة واهمية التجربة التي قاموا بها في تلك الفترة وخاصة مارون النقاش) الذين اعتمدوا التأثر والنقل الحرفي لتقنيات المسرح الأوربي مما أدى إلى فرض ظاهرة المسرح بمفهومها الغربي وادى ايضا الى تجاهل لهذا المخزون الغني والمتنوع من طقوس وتراث واشكال درامية وما قبل المسرحية في التراث العربي القديم . غير ان كل ظاهرة تؤخذ بسياقها الثقافي والاجتماعي والتاريخي والظروف المحيطة بها .
ولكن اذا كان خيال الظل وسيلة فرجوية مهمة في المجتمع القديم انسجمت مع زمنها ، فانها اصبحت تتميز بمتحفيتها في الوقت الحاضر ، بالرغم من الجهود الجليلة التي بذلها سعدالله ونوس وعز الدين المدني وعبد الكريم برشيد والطيب الصديقي وغيرهم من الذين يعملون على خلق شكل المسرح العربي التراثي بعيدا عن المفهوم الغربي لظاهرة المسرح . اذاً يمكن النظر الى اشكال الفرجة في التراث العربي ومنها خيال الظل من خلال إمكانياتها الفنية المتواضعة قياسا الى التطورات الفنية في عصرنا.

خيال الظل والمسرح العربي المعاصر

لا يشكل خيال الظل جوهر تأصيل المسرح العربي المعاصر ولايخلق شكلا مسرحيا تعبيريا يتماشى مع روح العصر ويستلهم مشكلات حقيقية ومصيرية يعاني منها المجتمع العربي . لانه جزء من الماضي والتراث وان دعوة سعدالله ونوس في انشاء متحف لهذا الفن ، تقدم فيه باباته كما كانت تقدم في الماضي ، هي دعوة صائبة (وبهذا نحفظ فنا ، كما حفظت البابات مسرحها القديم ) او ان يقدم في المقاهي التراثية كشكل مسرحي تراثي . (5)
ان هذه الدعوة تضع خيال الظل في مساره الصحيح باعتباره شكلا لا يمكن ان يؤسس عليه مسرحا عربيا له هويته ومميزاته ومرتبطا بتطور المسرح العالمي المعاصرالذي اجتاز حدود التمني في استخدامه لامكانيات الفنون الاخرى اوتلك الاكتشافات التكنيكية والفكرية التي ادت الى تطوره الهائل .
فالتطور الذي حدث في الالفية الماضية في شتى الاصعدة العلمية والتكنولوجية والفكرية والثقافية والفنية تحتم علينا مواجهة عقدة النقص الحضارية بالاعتراف بعدم امتلاكنا مسرحا تراثيا شعبيا نابعا من هذا الغنى الفكري والثقافي في التراث الاسلامي ـ العربي ، كما هو الحال في مسرح النو الياباني او مسرح الكاتاكالي الهندي او الاغريقي القديم . ان مواجهة هذه الحقيقة اضافة الى النظر الى اكتشافات وتطور المسرح العالمي المعاصر بوعي ابداعي تكاملي وحرية الابداع بعقل عربي ديناميكي ، والعمل على خلق الوعي الجمالي كضرورة للتغيير الجوهري ، كل هذا يشكل الخطوة الجوهرية لخلق ديناميكية العرض التراثي الشعبي العربي ويمنح الاشكال التراثية قيمتها الابداعية بدون التعصب الاعمى للهوية والتفرد بمفهومه الانعزالي .
ان دعوة المؤلف المسرحي سعدالله ونوس في انشاء متحف لهذا الفن ، تقدم فيه باباته كما كانت تقدم في الماضي ، هي دعوة صائبة او ان يقدم في المقاهي التراثية كشكل مسرحي تراثي .

المصـــــادر
1) راجع دراستنا المطولة عن هذا الطقس والمنشورة في العدد الرابع من مجلة موسوبوتاميا 20005
¨ دراسات مخطوطة ومترجمة قي اللغة البلغارية
¨¨ المصدر السابق
¨¨¨ المصدر السابق
2يمكن الرجوع إلى كتاب الدكتور عبد الحميد يونس " مسرح خيال الظل " مصدر سابق. للاطلاع على تقنيات هذه البابات بشكل تفصيلي .
3ـ عبد الرزاق الذهبي " تجربة جديدة في إحياء خيال الظل" الحياة المسرحية . عدد 19ـ20.دمشق 1982.
( ¨¨¨ ) في هذه المناسبة يمكن ان ندعوا وزارة الثقافة العراقية ( عندما يعود العصل للعراقيين في يوم ما ) الى احترام جهود طبيب العيون العراقي المغترب الذي وبالرغم من تركه الموصل بسبب غزو التتر في القرن الثالث عشر الا انه استطاع ان يؤسس في مصر البداية الحقيقية لفن عربي متفرد هو فن خيال الظل ونقل ابداعه هذا الى الاستانة ، والشعوب الاخرى واصبح كل مجتمع يمنحة صفاته ومميزاته ويغير من اشكاله واسماء شخصياته . وان تكون هنالك مناسبة لإحياء ذكراه وذكرى مسرحه بحيث يمكن مشاهدته في المقاهي العراقية الشعبية و متحفه الخاص الذي نتمى على الوزارة ان تهتم بإقامته كاهتمام من جانبها بذكرى عقل وخيال عراقي مبدع ،وان تحلل وجودها ورواتب موضفيها .
4ـ مسرح خيال الظل مصدر سابق .
5ـ مقدمة سعد الله ونوس لكتاب خيال الظل وأصل المسرح العربي لحسين سليم حجازي



#فاضل_سوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدلالات السميولوجية في فضاء العرض المسرحي
- جلجامش …….. والبعد السميولوجيي للنص البصري المعاصر
- فان كوخ يعرض طقسا مسرحيا
- النقد المزدوج وغربة المسرح العربي
- الفنان العراقي عوني كرومي وبرتولد برخت
- العراق والسياسة والمنفى والغرب ومسرح الصورة
- جحيم الحرية والتباس الحقيقة الذاتية
- بصريات الجسد في الطقس المسرحي
- ذكرى عنادل العمارة ( ميسان) المهاجرة
- رسائل تشيخوف يقرأها المخرج بيتر بروك دراميا
- عروض مسرحية عن همس الحواس و ذاكرة الاشياء
- عرض مسرحية حدّ ث ودلالات الفكر الاخراجي في المسرح
- فن التشكيل البصري في زمن العولمة
- البعد الرابع لغة فن التشكيل البصري
- البعد الرابع لغة الفن البصري
- الممثل في مسرح البعد الرابع البصري
- هل مازال العراق يلتهم أبناؤه
- الموسيقى ومجزرة حلبجه
- زهور المدينة المدللة في الزمن الهني
- فان كوخ .... رحلة ضوئية باللون والجسد للتطهير من العنف


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاضل سوداني - خيال الظل العربي الاسلامي