أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي الجبوري - لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر














المزيد.....

لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الاعتدال والوسطية في المواقف من مختلف القضايا التي تواجه الإنسان في حياته كفرد أو ضمن أية دائرة من الدوائر الأكبر التي ينتمي إليها تعتبر خيارا مثاليا من بين الخيارات العديدة المختلفة ليس بنظر العقل فحسب بل بنظر العلم الإلهي ايظا يؤيد ذلك قول الله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(سورة الفرقان) " و" ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا(سورة الإسراء- 29) "صدق الله العظيم ، كما ورد في حديث للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"خير الأمور أوسطها".
ورغم كل ذلك نجد أن العرب أكثر الناس تناقضا في مواقفهم مع بعضهم البعض وابتعادا عن الاعتدال منذ القدم وحتى يومنا هذا باستثناء الفترة التي خضعوا فيها لدين الإسلام خلال حياة الرسول الأكرم محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات والسلام مما الحق بهم افدح الأضرار والخسائر البشرية والمادية لأنها أوجدت جرحا نازفا مزمنا في قلب الأمة وثغرة كبيرة في جدار الأمن الوطني والقومي لتسلل الأعداء الحاقدين على العرب والطامعين بأرضهم وثرواتهم إلى أن وصلنا لما وصلنا إليه من تمزق وتخلف وضعف بسبب هيمنة العاطفة على العقل وانحسار دور الدين في تهذيبها.واليوم نجد ذلك متجسدا باسوء صوره حيث الفتن تنخر بجسد الأمة والأعداء الأجانب يحتلون أجزاء كبيرة من الوطن العربي ويذيقون أبناءه مر العذاب والهوان من قتل وتجويع وتشريد وانتهاك للحقوق والحريات والأعراض فيما هم مشتتون في المواقف ومنقسمون على أنفسهم ويتبنون مواقف متناقضة تناقضا حادا يبدأ من التفريط بالحقوق والحريات لدرجة العمالة وبيع الأرض والشرف وينتهي في الإفراط بالتصلب والتعصب الأعمى في المواقف لدرجة الانتحار مما سهل للأعداء مستغلين هذا التباين الصارخ ليس في استخدام سلاح "فرق تسد" أفضل استخدام فحسب بل وبذر ورعاية مثل هذه الاختلافات والتناقضات لان هذا السلاح القديم الجديد اثبت انه السلاح الأمضى بل يكاد أن يكون الوحيد الفاعل ضد الشعوب المستضعفة وخاصة العرب . ولذلك فان على القوى العربية النافذة على مختلف الساحات الساخنة أن تقترب من بعض وتلتقي عند مواقف وسطية وستكتشف كم ستتضاعف بذلك محصلة قوتها جميعا بدلا من تبذيرها في التصادم السياسي الذي يتطور أحيانا كثيرة إلى تصادم مسلح فيما بينها وهذا يصب كله في مصلحة العدو المشترك فيما لا يكون نصيبنا سوى المزيد من الأضرار والخسائر الكبيرة. وهذه الظاهرة ليست حكرا على القوى السياسية بل نجدها حتى بين الآخرين حيث نلاحظ عند تصفح مواقع الانترنيت أن كتابات وتعليقات اغلب الكتاب والقراء موزعة على جبهتين متناقضتين: جبهة الإطراء المبالغ فيه وجبهة الذم الحاد . فلو أخذنا موقف فتح وحماس على سبيل المثال لوجدنا أن موقف فتح المتعاطي مع الحلول العربية الرسمية والدولية المطروحة مع استعداد لأكبر قدر من المرونة إزاء تمادي وغطرسة العدو المدعوم من قبل المجتمع الدولي يقابله موقف حماس الأكثر تصلبا وتمسكا بالثوابت المبدأية السياسية والدينية. ولكي يعمل هذان الفصيلان معا يجب أن يتفهم كل واحد منهم موقف الآخر ووجهة نظره في التعامل مع القضية الفلسطينية ولذلك فان على فتح ان تقطع نصف المسافة باتجاه حماس على ان تفعل حماس الشيء نفسه في الوقت ذاته والباديء بالخير أفضل . وبذلك يكون الفصيلان في خندق واحد وتكون قوة كل واحد قوة للآخر بدلا من أن يستخدمها العدو المشترك ضد بعضهما البعض كما فعلت حماس في الأيام الأخيرة بدعم ودفع وتوريط من جهة أجنبية حسب بعض المراقبين تمهيدا للقضاء عليها وإزاحتها عن الساحة حيث وضعت نفسها فعلا في زاوية ضيقة لا تحسد عليها أو كما قال البعض دقت أول مسمار في نعشها لأنها ستحاصر محليا ودوليا أكثر من قبل فيما سيتم دعم فتح دعما غير مسبوق وقد شكل هذا التصرف مصدر فرح وابتهاج للأعداء لأنه مؤشر على تصدع جديد في الصف العربي الفلسطيني ما يعني مزيد من الانتصارات على طريق تنفيذ كامل المخطط المعد للمنطقة .وهذا الكلام ينسحب على لبنان والعراق وكل أرجاء الوطن العربي لان العدو الذي يلعب بمقدرات هذه الدول هو واحد وان المزايدات الفارغة على بعضنا البعض لا تخدم سواه وإننا نعتقد جازمين أن كل من يتمسك بموقفه مهما ظن انه صحيحا دون أن تشاركه به القوى الأخرى فانه هو العدو الحقيقي للعرب وهو العميل الأول للأجنبي لان الاختلاف يؤدي إلى الضعف والانهيار وسهولة وسرعة انتصار الأعداء في حين يؤدي الاتفاق عند نقطة وسطية إلى بناء جبهة وطنية صلبة يستحيل على الأعداء اختراقها بسهولة دون تقديم خسائر باهضة . ولذلك لم يقل الحكماء حكمتهم الشهيرة "لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر" عبثا ،لان اللين أكثر من الحدود المعقولة يعكس موقفا ضعيفا يستغله الأشرار لاستمرار ابتزاز صاحبه والضغط عليه لدرجة عصره كما تعصر الفواكه كما أن الصلابة أكثر من الحدود تجعل الإنسان قابلا للكسر عند اقل الضغوط وكلا الحالتين اللين والصلابة على الدوام موقف غير سليم وغير صحيح لأننا نعلم أن الموقف الصحيح هو اتخاذ موقف معتدل ومتوازن يمتاز بمرونة عالية حيث يمكن الميل نحو الصلابة أو الليونة في الوقت المناسب وحسب متطلبات الموقف لان الانحناء عند حدوث العاصفة لايعني الركوع بأي حال من الأحوال. ولذلك فإننا نعتقد أن استمرار القوى العربية في الساحات الساخنة على مواقفها المعتادة سيؤدي إلى غرق الجميع لأنهم في سفينة واحدة وسوف لن ينجو منهم احد بما في ذلك الذين قدموا خدمات للمعتدين ظانين إنهم في أسوأ الأحوال سيضعونهم في قارب النجاة مقابل تلك الخدمات.



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كل مايعرف يقال
- ماهي أسباب تعثر المصالحة الوطنية في العراق؟
- كيف نساوي المراة مع الرجل في المجتمعات العربية والاسلامية ؟
- لكي لا تتكرر مأساة بغداد في كركوك
- كيف يبنى المجتمع الديمقراطي و ماهي سماته ؟
- حجاب المراة بين الواجب الشرعي والحاجة الوقائيه
- مخاطر اقحام الدين في السياسه
- ما يحدث في العراق لمصلحة من؟
- هل القتل على الهوية والفدرالية مقدمه للشرق الأوسط الجديد
- هل تعود بغداد مرة اخرى مدينة للسلام؟؟؟إإإ


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي الجبوري - لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر