التصنيف العالمي للجامعات الممتازة وجملة من التساؤلات

عادل سالم موسى معايعه

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

صدر مؤخرا التقرير السنوي حول أفضل 500 جامعة في العالم، وهذا التقرير يصدر سنويا من قبل معهد التعليم العالي التابع لجامعة شنغهاي( Shanghai Jiao Tong University) (1) الذي تشرف علية الحكومة الصينية. ويتم تصنيف الجامعات عالميا وذلك بالنظر إلى مجموعة من المعايير ومنها معايير تتعلق بجودة التعليم تتضمن عدد الطلبة الخريجين الحاصلين على الجوائز العالمية والأكاديمية مثل جائزة نوبل وغيرها من الجوائز، وكذلك عدد أعضاء الهيئات التدريسية الحاصلين على جوائز عالمية أيضا وهناك معايير تتعلق بإجراء الأبحاث العلمية وعددها ونوعيتها والحقول التي تتناولها وكذلك عدد الأبحاث المنشورة في دوريات محترمة، وكذلك عدد الاكتشافات أو الاختراعات العلمية التي تخرج من الجامعة سنويا، ومن الطلبة والخريجين؟ وحجم الجامعة وعدد الطلبة المقبولين والخريجين والتحصيل الأكاديمي للطلبة في الجامعة، وغيرها الكثير من المعايير(2).
ونعود إلى التقرير الذي نشر أسماء (500) جامعة ممتازة اعتبرت الأفضل في العالم ضمن مجموعة المعايير السابقة، حيث حصلت جامعة هارفارد على الترتيب الأول في العالم، تليها جامعة ستانفورد تليها جامعة كامبردج. وتشير الأرقام المنشورة إن قارة أمريكيا الشمالية واللاتينية قد حصدت (198) من المجموع العام كان لحصة الولايات المتحدة منها (168) جامعة وكندا (23)، أما أوروبا فقد كان نصيبها (205) جامعات احتلت بريطانيا والمانيا المركز الأول (40) جامعة لكل منهما، وايطاليا (23) جامعة وفرنسا (21) جامعة، وهولندا(12) جامعة، والسويد (11) جامعة، أسبانيا (9) جامعات، وسويسرا (8) جامعات، بلجيكيا (7) جامعات، النمسا (6) جامعات، فنلندا والدنمارك (5) جامعات لكل منهما، النرويج (4) جامعات والباقي موزع على بقية الدول الأوروبية، أما في قارة آسيا ومنطقة المحيط الهادي فقد احتلت (93) جامعة مراتب عالمية توزعت بين اليابان (34) جامعة والصين (18) جامعة، واستراليا (14) جامعة، وكوريا الجنوبية (8) جامعات وإسرائيل (7) جامعات, دون وجود أي دولة عربية أو أسلامية باستثناء تركيا التي كان لها (2) جامعتين من ضمن الجامعات في الفئة (400-500). أما أفريقيا فقد كان لها (4) جامعات كانت كلها من نصيب دولة جنوب أفريقيا. إن من يتابع التقرير يصاب بخيبة الأمل كونه لا يحتوي على أي جامعة عربية على الإطلاق علما بان عدد الجامعات العربية يزيد عن (210) جامعات وهناك أكثر من (600) معهد، رغم ما تنفقه الجامعات العربية من المليارات سنويا على الأبنية والأجهزة والبعثات والمياومات والعطاءات والرواتب والمكافآت والتعيينات التي تشترط معظمها على أن يكون عضو هيئة التدريس من خريجي من الجامعات الأمريكية.
وأمام هذه الأرقام يحق لنا أن نسأل: أين جامعاتنا الأردنية التي تزيد عن (25) جامعة من هذه الأرقام؟ ولماذا لم يكن من نصيب الأردن جامعة واحدة على الأقل من هذا التصنيف؟ وهل لو ارتفع هامش الجامعات في التصنيف إلى أفضل (1000) جامعة سيكون للجامعات الأردنية نصيب؟ وأمام هذه اللوعة العلمية المريرة يحق لنا نطرح العديد من التساؤلات التي ليس من الإنصاف الإجابة عنها في هذه العجالة ومنها:
هل البحث العلمي في جامعاتنا الأردنية عند المستوى المطلوب من حيث النوع والكم؟ وكم عدد الأبحاث العلمية التي تنشر سنويا من قبل أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية؟ وما الهدف منها؟ ما طبيعة العلاقة بين الجامعات الأردنية والمجتمع المحلي والمؤسسات الإنتاجية والخدمية؟ وما مدى انتشار هذه العلاقة ونوعها ومدخلاتها ومخرجاتها؟ هل هناك علاقة بين الجامعات الأردنية وسوق العمل والطلبة الخريجين؟ هل المخرجات التي تفرزها الجامعات عند مستوى الطموحات؟ وإذا كان الجواب لا فلماذا؟ هل البرامج التي تطرحها الجامعات والمعاهد عند المستوى المطلوب وما نوعية هذه البرامج؟ هل هناك توازن في البرامج المطروحة بين ما هو عملي تطبيقي وما هو نظري؟ ما هي مدخلات التعليم العالي وكيف يتم اختيارها؟ كيف يتم اختيار القيادات الأكاديمية للجامعات الأردنية؟ وكيف يتم اختيار أعضاء الهيئات التدريسية والعاملين في الجامعات؟ هل يتم وفق معايير مدروسة تراعي المصلحة العامة؟ أم إن اختيار الكفاءات للعمل في التعليم العالي يتم بطريقة مزاجية تحكمها المكاسب الشخصية والآنية والمحسوبية والواسطة والتنفيع؟ كيف تدار الجامعات؟ هل تدار الجامعات الأردنية وفق رؤية وطنية شاملة تستند إلى خطة واضحة وأهداف وسياسات واستراتيجيات معروفة؟ أم أن هذه الجامعات تدار على اعتبار أنها أصبحت مزارع خاصة لأصحابها؟ هل هناك هامش مناسب للحريات الأكاديمية يسمح للعلماء بالتفكير والإنتاج والاختراع؟ ما الذي يمنع العلماء في الجامعات الأردنية من تحقيق التميز والاتجاه نحو الاختراع والاكتشاف والإبداع؟ هل هناك علماء في الجامعات الأردنية؟ وإذا كان كذلك فأين هم؟ وأخيرا هل يحتاج الأردن إلى كل هذه الجامعات؟ وهل المستقبل القادم سيفتح المجال للمزيد منها؟
وعلى الصعيد العربي لماذا لم تحقق أي جامعة عربية أي ترتيب على هذا التصنيف العالمي؟ علما أن عدد سكان العالم العربي يزيد عن (250) مليون إنسان لا تنقصه الجامعات ولا الموارد المالية أو المادية أو البشرية. ولماذا حصلت (7) جامعات إسرائيلية على الترتيب العالمي؟ بينما لا يزيد عدد سكان هذه الدولة!!!! عن 4 ملايين؟ كم نحتاج من الوقت لكي يصبح للجامعات الأردنية والعربية اسم وترتيب؟؟ لن أكثر من الأسئلة بل ساترك الإجابة لمن يستطيع فهل هناك من يجرؤ على الإجابة؟ وللحديث بقية.....

#عادل_سالم_موسى_معايعه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات