أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيلفان سايدو - الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية














المزيد.....

الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 10:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


بغض النظر عما سيتمخض عنه الاستقطاب المتفاعل في غزة، فلا يوجد في نهاية المطاف منتصر بعد أن تطور الصراع بين الحركتين من مرحلة تبادل الاتهامات، إلى مرحلة الخطف، ومن ثم انتهى بمرحلة القتل الجاري. والأسوأ من هذا كله، وصول الحرب الدائرة في غزة إلى مستو خطير، هي أولى مستويات الحرب الأهلية (الغير مبررة)، وهي في حقيقة الأمر ليست حرباً على الحكم والقيادة فحسب، لا بل هي حرب حول هوية الدولة الفلسطينية المستقلة المقررة إقامتها.
فحركة الفتح المدعومة غربياً على وجه العموم واسرائيلياً، وكذلك من الدول العربية القربية من توجهاتها، تريد إقامة دولة ذات هوية وطنية، تحمل في ثناياها مضامين سمات دولة علمانية، في حين تنحصر سعي حركة الحماس إلى إقامة دولة تتدثر بهوية اسلامية، تحكمها الشريعة، وتعاليم القرآن. وهذا التباين في الآديولوجيتين، في الواقع خلف تطوراً خطيراً في نسيج المجتمع الفلسطيني، بالاختلاف الديني والاقتصادي والسياسي بين الجزئين المنفصلين من الأراضي الفلسطينية، (حماسستان و فتحلاند). بعد أن أصبح الآن العدو من الداخل، وتم نسيان وتجاهل العدو الأول الخارجي..
باختصار هي حرب بين قيم الغرب العلماني، وأخرى الاسلام الرديكالي. ومادة الاختبار هي بالطبع المؤسسات الديمقراطية التي تباهينا بها، والتي كانت نتاج الانتخابات الديمقراطية الأولى كمنوذج تحتذى في المنطقة،من جهة ومن الأخرى سكان (قطاع البؤس) غزة البالغ عددهم مليون ونصف مليون نسمة، حيث يفتك بهم الفقر والعوز، لأنّ ثمة في هذه المنطقة المنفجرة سكانياً، جيل كامل، أغلبيته الكاسحة بين أواخر عقدهم الثاني وأوائل الثالث، حيث تربي بلا مستقبل، وهذا الجيل لا يثق إلا في بندقيته، التي هي مصدر رزقه ومعيشته.
وبالتالي هناك مخاوف حادة ليس فقط من سيطرة حماس على غزة كلها، وإنما أيضا من احتمال أن تنتشر الفوضى، والتي من شأنها أن تهيئ أرض خصبة لدخول أفكار جهادية (على الطريقة العراقية) التي تأكل الأخضر واليابس.. سيما وأنّ حركة الحماس الإسلامية تمتلك القوة بمقومات الجيش النظامي الحديث، فعلى سبيل المثال تعداده يناهز (15) ألف مسلح، مكون من (4) ألوية، وكل منها مُقسمة إلى (3) كتائب التي تتفرع منها سرايا وفصائل وصفوف، على التوالي.
والأفظع من ذلك، أنّ لهذا الجيش الصغير وحدات كثيرة ومنظمة، بين المراقبة، والراجمات، والصواريخ والدوريات، وأخرى للمتفجرات، ووحدات مضادة للدبابات، وحتى أن له وحدات اعلامية وتوثيقية في الميدان، تعمل جميعها في غاية من التنظيم والتناسق. فضلاً عن أمتلاكه لسيارات حديثة، وأجهزة اتصالات عصرية، ومناظير وأجهزة رؤية ليلية، وستر واقية وأحزمة، لا بل وأكثر من ذلك أنهم مزودون أيضاً بحواسيب نقالة مع قوائم تحمل أسماء مطلوبين من أنصار غريمهم الفتح..
طبعاً كل هذا بفضل الأموال المتدفقة إليها من ايران وسوريا، فلو صرفت (الحماس) هذه الأموال التي تنفق على الاسلحة وتمنح للمسلحين المؤجرين، على لموظفين البسطاء لانتفت معاناتهم على الأقل، ولبحبحت معيشتهم، (الذين لطالما انتخبوها ليكونوا على الأقل حالهم على حال مما عليهم اخوانهم في الضفة). ولا يمكننا في عين الوقت وبأي حال، نفي الآثار العكسية للعقوبات الدولية عليها، بمنع التدفق الأموال والمساعدات إليها، والتي أتت بعواقب بغير ما أريد منها، حيث أدت إلى شلل ما تبقى من مؤسسات السلطة الفلسطينية الديمقراطية، وإلى معاقبة وتهميش الغير مقصودين بها، وهم السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني، وهم للأسف، تحملوا القسط الأكبر من تبعات تلك العقوبات الجائرة، من قبل الدول الغربية والعربية على حد سواء..
وأخيراً يبدو أن لا مؤشرات حسب معطيات الواقع، تشير إلى إمكانية إنهاء الاقتتال الداخلي الفلسطيني في وقت قريب، وإنه رغم انتصار (حماس) في معركة غزة، فمستقبلاً سيثبت بأنه عديم الأهمية والقيمة، نظراً لما يشكل اعتماد (سكان القطاع) وبشكل كبير جداً على المساعدات الخارجية التي تأتي من بعض الدول المانحة، والتي يرفضون في عين الوقت أي اتصال بحماس. سيما وأنها باتت تسيطر على الحدود مع إسرائيل التي رفضت الاعتراف بوجودها، لهذا من الصعب أن ترضى اسرائيل بوجود حماستان على بوابتها الخلفية مقابل حزب الله على بوابتها الأمامية.






#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيلفان سايدو - الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية