أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - بين مربدين















المزيد.....

بين مربدين


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:11
المحور: الادب والفن
    



إن ديمومة الفعل الثقافي هدف لكل المبدعين من شعراء و كتاب و مثقفين فضلا ً عن المسؤولين في الدولة و متابعي الشأن الثقافي من أبناء الشعب. و لعلنا لا نختلف في أن المربد فعل ثقافي مهم. لذلك يأتي انعقاد المربد الرابع، و لنسمه مربد ما بعد الاحتلال بالمقارنة بمربد ما قبل الاحتلال، في إطار هذا الفهم لأهمية اجتماع الشعراء و أهل الكلمة في مهرجان مكرس للإبداع و أهله. و حين تلقيت دعوة لحضور المربد سررت كثيرا ً خصوصا ً و أنني قد عدت للوطن منذ أقل من عام. فكم هو جميل أن يلتقي أهل الكلمة الطيبة بعد فراق طويل. و لكن هل حقق مربد ما بعد الاحتلال المأمول منه؟
كان جهد القائمين على المربد و اتحاد أدباء البصرة واضحا ً في الإعداد للمهرجان و استقبال الوفود من المحافظات، و السهر على تذليل ما قد ينشأ من صعوبات. و كان هناك احتفاء بالأديب الكبير محمود عبد الوهاب الذي سمي رئيسا ً فخريا ً للمهرجان في دورته الرابعة، و كان هناك تكريم للشاعرين الكبيرين كاظم الحجاج و موفق محمد، كما وزعت الهيئة المشرفة على المهرجان شهادات على من حضروا فعاليات المهرجان. و كل هذه جهود مشكورة، و لكن ما هي السلبيات التي اكتنفت دورة المربد الرابعة؟ و ما هي العلاجات المقترحة لتجاوزها؟
أولا ً: في الجانب التنظيمي كانت هناك أخطاء نلخصها في الآتي:
1. إن توقيت إقامة المهرجان في الثاني من الشهر السادس غير مناسب مطلقا ً لأن الطقس يكون حارا ً في البصرة في مثل هذه الأوقات، فضلا ً عن أن بداية الشهر السادس تشهد فترة الامتحانات النهائية لجامعة البصرة. و نظرا ً للثقل العلمي و الإبداعي الكبير لشعراء و مثقفي جامعة البصرة من الأساتذة و الطلبة، فقد حرم هؤلاء من المشاركة في فعاليات المهرجان على النحو الذي يدعم صورة النشاط الثقافي في البصرة. و نقترح بأن يكون انعقاد المهرجان في شهر آذار بحيث يكن الطقس ملائما ً و تكون الفرصة متاحة أمام شعراء و مثقفي الجامعة في رفد الفعاليات بنتاجاتهم العلمية و الإبداعية. كما يمكن أن تجري بعض الفعاليات في القاعات الخاصة بجامعة البصرة. و نرى بأن مثل هذا التعاون بين الهيئة المنظمة للمهرجان و جامعة البصرة في كلياتها الاختصاصية سيسهم في تأصيل و دعم الأداء الرصين للمهرجان.
2. كانت مدة انعقاد المهرجان لثلاثة أيام فقط. و هي مدة قصيرة جدا ً، و دفعت القائمين على تنظيم الفعاليات إلى جعل الجلسات الصباحية و المسائية مزدحمة بشكل يقلل من الفائدة المرجوة من كل فعالية. ففي الصباح، مثلا ً، كنا نشهد جلسة نقدية مستعجلة، تعقبها فعالية فنية، و ثم تأتي القراءات الشعرية لحوالي عشرين شاعرا ً بعد أن تكون القدرة على الانتباه والسماع في الحضيض. و قل مثل ذلك عن الجلسة المسائية التي قد تستمر حتى الحادية عشرة مساء ً. و كانت نتيجة ذلك أن حدثت قطيعة بين المنصة و الحضور. و لعل خير مثال على ذلك اضطرار الأستاذ جميل الشبيبي، أثناء إدارته للندوة المكرسة للحديث عن إبداع محمود عبد الوهاب، إلى أن يكرر و بإلحاح الطلب من الجمهور الصمت دون أن يلقى استجابة.
و نقترح بأن تكون مدة انعقاد المهرجان أربعة أو خمسة أيام بدلا ً من ثلاثة أيام. و أن توزع الفعاليات على قاعات مختلفة. فتعقد الفعاليات النقاشية في مكان و تعقد القراءات الشعرية في مكان آخر. كما أن من شأن زيادة أيام المربد إعطاء المشاركين فرصة للراحة و للاطلاع على معالم مدينة البصرة.
3. غاب عن المهرجان شعراء و مثقفو نينوى و ديالى و مناطق أخرى من العراق فضلا ً عن غياب الشعراء و المثقفين الكرد. و لعل هذا الأمر من أخطر السلبيات التي لاحظناها. و بالمقابل، فقد كان مربد ما قبل الاحتلال يضم أغلب إن لم نقل كل مبدعي العراق فضلا ً عن بعض الشعراء العرب. و نقترح أن تدرس أسباب هذا الغياب و تعالج معالجة جذرية حتى يكون المربد مهرجانا ً حقيقيا ً لكل الشعراء و المبدعين العراقيين.
4. , إذا كان بعض كبار الشعراء قد صعدوا منصة المربد، و قدموا قراءات شعرية ممتازة ، فإن من الملاحظ أنه صعد إلى منصة المربد البعض ممن لم تنضج تجربتهم الشعرية أو البحثية بعد. و كان ذلك مؤشرا ً على انحدار مستوى المشاركات الذي ربما كان ناتجا ً عن غياب مبدعي بعض المحافظات فضلا ً عن غياب بعض مبدعي بغداد.
ونقترح لمعالجة هذه المسألة أن يجرى تمحيص و تدقيق في الأسماء المقترحة للقراءات الشعرية و النقدية من خلال لجنة متخصصة، وأن تجري توصية المدعوين من الشعراء المعروفين بأن تكون قصائدهم مما لم يقرأ أو ينشر سابقا ً.
5. جرى تقديم ندوة قصيرة حول موضوعة الهوية الوطنية. و على الرغم من أهمية هذه الموضوعة و خطورتها في وضع العراق الراهن، فإن الندوة استغرقت 55 دقيقة فقط. و تولى الكلام فيها أربعة من المتحدثين الأفاضل بملاحظات سريعة مبتسرة. و لم يسمح بمحاورة المتحدثين بسبب ضغط عامل الوقت و زحمة البرنامج بعاليات أخرى.
و لمعالجة هذه المسألة نقترح تخصيص ندوات مكرسة لمعالجة المسائل السياسية خارج المربد، لأننا مع الموقف القائل بإبعاد المربد عن السياسة. و مع ضرورة قصر الحديث فيه حول الشعر و المشكلات و القضايا الفكرية و الإبداعية الخاصة به.
ثانيا ً: في الجانب الإبداعي و العلمي حدثت الأخطاء الآتية:
1. لم تكن هناك حلقة دراسية حول ظاهرة أو قضية من الظواهر الإبداعية في الشعر العربي و العراقي في بدايات القرن الحادي و العشرين. و إنما جرى الاكتفاء بمقالات حول الأدباء المكرمين لا ترقى أبدا ً إلى مستوى الحلقة الدراسيةو لا إلأى ما يستحقه هؤلاء من جهد نقدي. مما دفع البعض إلى القول بأن محمود عبد الوهاب يستحق أكثر مما قيل فيه. و كان ذلك نتيجة غياب التخطيط العلمي الدقيق و الاستفادة من تجارب مربد ما قبل الاحتلال الذي أفرز بعض التقاليد العلمية المهمة التي نرى ضرورة الأخذ بها.
و لمعالجة مثل هذا الخلل الخطير و سواه، نقترح بأن يشرع فورا ً بتشكيل هيئة تحضيرية دائمة للمربد. و تتألف هذه الهيئة من شعراء و نقاد و أكاديميين. و تكون مهمات هذه الهيئة الدائمة:
أ. أن تحدد أسماء الشعراء و المثقفين المدعوين.
ب. و أن تقوم هذه اللجنة بتحديد محور أو محاور الحلقة الدراسية في المربد القادم.
ت. و تحديد أسماء الباحثين و النقاد الذين سيسهمون في الحلقة الدراسية. و تحديد سقف زمني لتلقي المشاركات بغية تهيئتها و طبعها حتى تكون في متناول الباحثين و المناقشين.
ث. و تتولى الهيئة المذكورة أعلاه، و بعد انفضاض دورة انعقاد المربد مباشرة، إعداد كتاب يتضمن توثيقا ً لكل الفعاليات و القصائد و البحوث التي ألقيت في تلك الدورة.
إن إدارة العملية الثقافية، مثلها في ذلك مثل أي مشروع ناجح، تتطلب تخطيطا ً علميا ً دقيقا ً و احتراما ً للوقت و المال. و إيكال الأمور إلى من يحسنون إدارتها. و لقد كتبنا هذه المقالة التي نأمل أن تجد آذانا ً صاغية من القائمين على المربد لا لشيء سوى خدمة هذا بعراقنا الجريح. و إذا ما احتاجوا العون، و عسى أن لا يحتاجوه، فسوف يجدون أيدينا ممدودة من أجل أن نشهد مربدا ً حقيقيا ً يليق ببلد المتنبي و السياب و الجواهري. أليس كذلك؟



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان شامخا ً مثل نخلة عراقية
- أدلجة سوسور: قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لمحاضرات سوسور
- ما تستحقه الكلمات
- نظرية النشوء: نحو منهج مادي تاريخي في تأريخ اللسانيات
- هدف الرغبة الغامض البعيد: علم اللغة
- نزع الميثولوجيا عن اللسانيات الاجتماعية
- من الذي سيكون سيدا ً تأسيس السلطة العلمية في علم اللغة
- الأيديولوجيا و العلم و اللغة
- أبواب
- محو الغربة و تدوين الاغتراب
- مسألة السلطة السياسية هي جوهر الخلاف بين العلمانيين و القائل ...
- جدل الشكل و لامحتوى في السرد الوائي: ( حديث الصبح و المساء إ ...
- العلمانية و الدين و المجتمع
- لحية كارل ماركس
- في أخلاقيات الحوار و شروطه المعرفية
- حول اللغة و سوء التفاهم
- مفهوم الهوية الوطنية: محاولة في التعريف الوظيفي
- مرة أخرى، حول وجود قوانين للتطور الاجتماعي
- حول احتمال وجود قوانين للتطور الاجتماعي
- تعاريف ليست سياسية


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - بين مربدين