أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهمي الكتوت - ما بعد الحسم الحمساوي














المزيد.....

ما بعد الحسم الحمساوي


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد ان اقدمت حماس على حسم الصراع عسكريا مع السلطة واجهزتها الامنية, تكون فقدت اهم المزايا التي تمتعت بها فلسطينيا »التأييد الشعبي« وعرضت شرعيتها التي حصلت عليها عبر صناديق الاقتراع للمجهول, هذه الشرعية التي اكتسبتها نتيجة حالة الاحباط لفشل اتفاقية اوسلو وتفشي مظاهر الفساد في السلطة, عندما صوت المواطن الغزي لحماس, صوت آخر الى قوى وطنية فلسطينية سواء كانت فتحاوية او من تيارات سياسية اخرى. لم يطلب المواطن الغزي من حماس بأن تقوم بتصفية الاخر والتفرد بالسلطة اما وقد اقدمت على ذلك فتكون استغلت هذه الشرعية الديمقراطية لاهداف غير ديمقراطية, ولم يقف الامر عند هذا الحد, فهي بهذه الخطوة احدثت انقساما خطيرا في المجتمع الفلسطيني, وهيئت فرصة تاريخية للكيان الصهيوني للتخلص من اي التزام بتأمين الوحدة الجغرافية للاراضي الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
لا شك ان التعقيدات الناشئة عن التدخل الامريكي والاسرائيلي في الشؤون الفلسطينية ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات التشريعية, والحصار الظالم على الشعب الفلسطيني كان له اكبر الاثر لما وصل اليه الشعب الفلسطيني, الا ان ذلك لا يبرر بحال من الاحوال الانتحار السياسي الذي اقدمت عليه حماس.
سعت اسرائيل منذ زمن لاقامة دويلة فلسطينية في قطاع غزة, فلم ترغب بضم القطاع او الاحتفاظ به كونه شريطا ضيقا لا تتجاوز مساحته 378 كيلو مترا مربعا ويشكل قنبلة سكانية, يقطنه حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني منهم حوالي مليون لاجىء, لا تتوفر له مقومات الحياة بمعزل عن عمقه الفلسطيني ومحيطه العربي, بذلك تكون حماس قدمت هدية ثمينة للعدو الصهيوني سوف يستثمرها ابشع استثمار ضد الشعب الفلسطيني, سوف يعيش القطاع تحت رحمة اسرائيل, ربما قائل يقول الم يكن كذلك, نعم ولكن القطاع كان تحت ادارة السلطة التي جاءت بموجب اتفاقية اوسلو, صحيح ان اسرائيل تنصلت من معظم بنود هذه الاتفاقية المشؤومة, مع ذلك الموقف على المستويين الاقليمي والدولي يتعامل بهذا الشكل او ذاك مع هذه الاتفاقيات, اما حماس لا تعترف بهذه الاتفاقيات وبتفردها بالسلطة في القطاع, وضعت نفسها امام خيارات صعبة.
الخيار الاول: الوصول لتفاهمات مع اسرائيل لاعتراف متبادل غير رسمي وغير معلن تتولى بموجبه سلطة حماس منع اي طلقة تصدر من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الاسرائيلية, مقابل مواصلة اسرائيل تزويد القطاع بالماء والكهرباء والمحروقات والسماح بمرور الغذاء والدواء الى القطاع, وفي حال موافقتها على هذا الشرط تكون فقدت اخر مزاياها وهي مقاومة الاحتلال, وبالتالي لم يعد ما يميزها عن الحركات التي وافقت على اتفاقية اوسلو, كما انها لا تستطيع توفير المال لتمويل كلفة السلطة في قطاع غزة, بالاضافة الى كل ذلك كرست تقسيم ما تبقى من ارض فلسطين والقضاء نهائيا على الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية.
الخيار الثاني: التمسك بموقف رافض لأي تفاهمات مع اسرائيل ومواصلة اعمال المقاومة ضد الاحتلال بما في ذلك القصف الصاروخي ضد المستوطنات الاسرائيلية, وعلى الرغم من ان هذا الخيار هو الاصوب الا ان ثمنه باهظ جدا لا يستطيع احد تحمله لفقدان القطاع الغطاء الفلسطيني سلطويا وشعبيا, وفقدانه غطاء عربيا, الامر الذي سيؤدي الى رد اسرائيلي شرس سيدفع الشعب الفلسطيني ثمنه غاليا بحرمانه من كافة مقومات الحياة, وتحويل القطاع الى سجن كبير, بالاضافة الى استخدام كافة وسائل القتل والتدمير والتهجير.
الخيار الثالث: التراجع الكامل عن كافة الإجراءات التي نفذتها حماس خلال الاسبوع الماضي, والتخلي عن النزعات الحزبية الضيقة لصالح مصير القضية الفلسطينية المهدد بالتصفية, اعتقد خطوة كهذه قد لا تقدم عليها حماس لحسابات ضيقة على امل تحقيق مكاسب نتيجة »الانتصار« مع ذلك لا بد من العودة الى الحوار الوطني الفلسطيني باعتباره الخيار الوحيد الأوحد الذي يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية, والاتفاق على برنامج وطني عام شامل كافة نواحي الحياة للمجتمع الفلسطيني, بدءا من توفير الامن والاستقرار وانهاء كافة اشكال الفلتان الامني وتحريم وجود اي شكل من اشكال المليشيات المسلحة والمقنعين في الشوارع, ومرورا بالاهتمام بالقضايا المعيشية للمواطنين من توفير مناخ مناسب لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني, وانتهاء باتخاذ كافة الترتيبات لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومقاومته بكافة السبل والوسائل المتاحة ضمن مشروع وطني موحد لارغامه على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية, واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل مستمر حول سياسة التخاصية
- أربعون عاما على هزيمة حزيران
- اصلاح النظام الانتخابي قبل الانتخابات
- في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
- الاتجاهات العامة للنمو الاقتصادي
- الحرب السادسة هزيمة أم انتصار..؟
- التعليم حق للجميع
- كيف تستقبل الطبقة العاملة في الوطن العربي الاول من ايار
- كيف استثمرت المبادرة العربية
- الاصلاح السياسي والحياة الحزبية
- كيسنجر يتنبأ بهزيمة الجيش الأمريكي
- الحركة الوطنية الأردنية واقع وأفاق
- سوق العمل يحتاج الى اصلاح ايضا
- أموال الضمان الاجتماعي
- اين الاصلاح السياسي المنشود؟
- لمصلحة من الاقتتال الفلسطيني ؟
- مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي
- اهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 2
- أهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 1
- المرتكزات الاساسية لخطاب الموازنة الاردنية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهمي الكتوت - ما بعد الحسم الحمساوي