قصص قصيرة جداً ......المجموعة السابعة

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 06:24
المحور: الادب والفن
    

--- 1 ---
مـــَن ؟
بعدعودته الى بلده الأم أوكلت له مهمة بعث الروح في مسرح المديـــنة المتهالك , إعتكف و أعتزل الناس وأطفاله وزوجته شهورا ً , ثم خرج الى الشارع يحدث نفسه في هلوسةٍ فاضحة ٍ: حُكي أو قـِيلَ , صِدقا ً أو إفتراء ً , تعصبا ً لهذا أوتحزباُ لذاك , نكاية بالعُنصر ِ او إنتصارا لمنهج ِ , إنتماء عن عاطــفة أو إلتزاما ً عن درايــة و وعــي فهذا ليس مهما ًفلقد أدخلونا عنوة ً في السقيفة وهددونـا بيوم الحشر ( القيامـة ) رغم أنوفنا , وإختلاف لساننا ومعتقداتنا ودون ان يعلن صاحب القيامة ساعة الحساب ومكانها , ولكن الأهمية تكمنُ فـي الإجابة على سؤال الواقعة التأريخية ِ وانت في القرن الحادي والعشرين , حيث تفصلك عما حدث آلافاً مؤلفة من الأيام المخضبةِ بدماء النـــاس , مـــَـن أذكى مـِـن مــَن ؟ ولـــماذا ؟ وكيف ؟ ها... جاوبوني * ملتفتاً للمارة من الناس ,,,,,,
الهوامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جاوبوني باللهجة العراقية وتعني أجيبونـــي , وها : اداة إستفهام وتعجب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 2 ---
قـدوة
إمتلأت جيوبه بالدولارات , بعد ان كانت تبحث جاهدة عن درهيمات , لجأ الى مكتبة الإمام الغائب , لصاحبها الشيخ ( س ) بعد ان كان لأيام خلت الرفيق ( ص ) تتصدرها صورة آية الله بعد أن أنتزعت صورة عبد الله , وقبل ان يوجه سؤاله , ناوله كتابا ًموجزا لأبن الأثير ( الكامل في التأريخ ..) ونصحه بمطالعته جيدا .. قرأ في أحد أجزائه : كان الوليد بن عبد الملك بن مروان صاحب بناء وإتخاذ المصانع والضياع فكان الناس يلتقون في زمانه فيسألون بعضهم بعضا ً عن البناء . وكان سليمان بن عبد الملك صاحب طعام ونكاح فكان الناس يسأل بعضهم بعضا عن النكاح والطعام ,, توقف عن القراءة باكيا ً ومستعيذا ً من الشيطان الرجيم ومعلنا ً امام الله استغفاره ورجاه حسن العاقبة وأن لايجعله لصا ًيقلد الآخرين , وأن يتعفف, ولا يصبح نهازا ًيميلُ كالريح حيث تميل وأن تـكون قدوته فئة تصون المال العام وتحافظ على الأمانة . ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 3 ---
سبب
في كل ليلة يقص على صغاره ما حفظه من الف ليلة وليلة ’ بعد أن بعدت المسافة بينه وبين بغداد , وبهمسٍ قال : فليغفر لي الأمين , وليسامحني المأمون وليعفني هرون الرشيد من تلفيق الحكاية : حيث طلب من ولديه إحضار 20 ثور معمم كإختبار لذكائهما وذلك في خلال ثلاثة أيام , وبعد إنقضاء المدة جاءت النتائج كالتالي , فلقد أحضر أحدهم 20 ثوراً لف رؤوسها بعمائم من القماش. في حين أحضر الثاني 20 رجلا ًمعمماً بحق وعن سبب إختيارهم كـ ( ثيران معممة ) , أعلن الثاني ان هؤلاء يجهلوا إسم اليوم والشهر وإسم الخليفة واسماء الأمصار وأسماء الخلفاء الراشدين والشعراء والمحدثين والمؤرخين وفلاسفة الفلك والعلماء والاطباء وعاصمة الدولة وإسمها وعدد الأديان السماوية وأنبيائها وحقوق الناس وواجباتها وأهمية الموسيقى ومعنى الحرية وحب الآخـر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 4 ---
مـُـــــر
أٌقام ( حجي قُـُلي ) حفلا ً كبيرا ً ومبهجا ًلمقدمهم بعد طول غياب , وأعد لهم مالذ وطاب , وبذل جهدا ً في إعداد الزاد و أقسم بالعباس بانهم سوف لن ينسو هذه الوليمة وخصوصا ً ( الزلاطة ) وقد قـُطعت ناعماً و تعددت محتوياتها من طماطم وخس وخيار وكرفس ونعناع وفجل وشونذر وبصل وثوم وريحان وبطنج وزيتون وشلغم وثوم عجم وقرنابيط وفلفل أحمر وأصفر وأخضر ولم ينسى خلطها ببعضها كما انه لم ينسى خل التفاح وزيت الزيتون والمــــلح , وعندما هـَمَ الجميع بأكلها شعروا بإمتعاضٍ شديد وتوقفوا عن الأكل منذ أول ملعقة حيارى فلقد كان أحد أكثر وأهم عناصر الزلاطة مـــُرا ً علقما ً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 5 ---
سلام
تعوذ وتحوقل وتبسمل ثم تسوك ومشط لحيته وتعطر بماء الورد وعدل من هندامه ومن جبته وجيوبها ونظر في المرآة الى عمامته مبتسما لها , وقف امام داره ِ الواقعـة فــــــي شارع عام ملئ بالناس مؤديا ً التحية على الجهات ألأربع واحدة للكعبة وأخرى للمدينة المنورة والثالثة لأبي الشهداء ورابعها للحجة الغائب واعقبها النظر الى السماء وتحية الى الأرض غير انه لم يسلم على زوجاته عند خروجه من البيت بل كان قد صفع الأولى بالنعال وألأخرى بالمداس والثالثة بالكلاش والرابعة بالقبقاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20 حزيران 2007 السويد رشيد كَرمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات