أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية














المزيد.....

جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



إن ما حدث في الشطر الجنوبي من محافظات الوطن لم يحدث لان فئة قليلة تريده، وإنما حدث لان الأغلبية الصامتة لاذت بالصمت عنه دون محاولة إلقاء القبض عليه، ونشير هنا عن قصد ودون مواربة إلى فصائل وقوى العمل الوطني مجتمعة.. وحتى لا نتحدث بصيغة فعل الماضي جدير بنا أن نمسك بخيوط الحاضر للخروج من تلك النكبة إقليمية المصدر وفلسطينية الفعل، بعد تفحص واستبيان أخطائنا وتداركها قدر المستطاع.
فالكل الفلسطيني اليوم ومن كافة الشرائح والمستويات، مطالب بعدم الوقوف موقف المتفرج على تلك المسرحية المبكية المضحكة إلى حد السخرية، في مشهد أبعد ما يكون عن الوطن وتناقضه الاساسي مع المحتل، تحت يافطة بعض المفاهيم الخاطئة ومنها مصطلحات الحيادية، والاقتتال بين الإخوة، والصراع على سلطة متهالكة.
ففي تفاصيل تلك المفاهيم يكمن العديد من الأخطاء الشائعة، اولها تلك التي تشير إلى مفردة الحيادية التي يرفعها البعض هروبا من مسؤولياته أو رضوخا لرقيب ذاتي كثيرا ما يصبح ملكيا أكثر من الملكيين.. فلا شيء يسمى الحيادية في القضايا الوطنية وما حدث يمس أولا وأخيرا القضية الوطنية، فضلا عن وجود بعض وسائل الإعلام الحزبي المحض التي تعمل وفق مبدأ أن لا حيادية في القضايا الحزبية، ولا يخفى على أحد كيف تناولت بعض تلك الوسائل ما حدث من انقلاب عسكري في محافظات غزة، فهذا منبر فضائية الأقصى وهو يتعاطى مع قضية داخلية وكأن الآخر المختلف سياسيا عدو خارجي يجب إقصاؤه ولو عسكريا، ويصف الأخ والشقيق الفلسطيني المسلم بأنه عدو لحدي حاقد، والأمثلة لا تعد ولا تحصى من فئة هذه المنابر الحزبية وأخواتها العربية غير الوطنية بأي حال من الأحوال.
هكذا يتعاطى البعض مع القضية الفلسطينية بشكل حزبي، والبون شاسع ما بين مفهوم أن لا حيادية في القضايا الحزبية وبين الوطنية ـ فالأولى فئوية ضيقة لا تراعي إلا مصالحها الذاتية، والثانية شمولية لا تنظر إلا للكل الوطني، والفرق بينهما كالفرق بين الليل والنهار.
أما فيما يخص توصيف أو تشخيص البعض لما حدث في محافظات غزة على أنه صراع بين فصيلين، ففي ذلك أيضا خطأ فادح ، إذ أن واقع ما حدث يدلل بما لا يدع مكانا للشك أنه انقلاب طرف حزبي على شرعية سلطة هو بشكل أو بأخر كان جزء منها.
وإن أخذنا محاولة ترويج البعض لتعريف السلطة على أنها سلطة متهالكة يتصارع عليها المتصارعون ففي ذلك المفهوم أيضا الكثير من الشرك الذي يقع فيه البعض ونحن منهم، والدليل أن كلا الطرفين ومعهما كافة الأطر والفصائل الوطنية والإسلامية باستثناء " الجهاد الإسلامي " دخل في إطار انتخابات تشريعية ورئاسية تحت سقف هذه السلطة، بل ومازال البعض يتمسك بحقه الذي كان مشروعا في قيادة الذراع التنفيذي لهذا النظام الدستوري ألا وهو الحكومة، فكيف بهم اليوم يروجونها على أنها سلطة " دايتون " كما يحلو لبعض المحرضين القول.. فضلا عن كون السلطة وبالرغم من عدم امتلاكها للمقومات الفعلية لفرض هيمنتها على الوطن جغرافيا وسياسيا واقتصاديا، إلا أنها ومنذ البدء أُنشئت على قاعدة أنها بذرة مشروع وطني متعدد المراحل وموحد الهدف وهو إقامة الدولة بعاصمتها القدس الشريف.
هذه المفاهيم وغيرها يحاول البعض اللعب بها مرة معها وأخرى ضدها في محاولة منهم لتجاهل الواقع والقفز عن الحقائق ، لحساب أهوائهم ومصلحتهم الفئوية الخاصة ، ومتطلبات داعمهم الإقليمي واحتياجاته السياسية لتغيير موازين القوى في هذه البقعة من العالم ، وصولا إلى هدف مشترك لا علاقة له بالمشروع الوطني وإنما هدفه الأول والأخير هو مشروع أيديولوجي محض.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق
- الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2
- الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
- ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
- إحتراف الصمت
- على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية