أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سمير طبلة - لمحات من تاريخ حركة أنصار الحزب الشيوعي العراقي(*)















المزيد.....

لمحات من تاريخ حركة أنصار الحزب الشيوعي العراقي(*)


سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 14:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إثر الجرائم البشعة، التي ارتكبها انقلابيو 8 شباط 1963 الأسود، ضد أبناء وبنات الشعب العراقي، بادر أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي الى الالتحاق بحركة التحرّر الكردية في جبال كردستان. وحملوا السلاح تصدياً للنهج الفاشي للسلطة، معتمدين على امكانياتهم الذاتية بالتعاون مع "بيشمه ركَه" الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وسجّل أولئك الرواد ملاحم من البطولة والتصدي، اثناء قتالهم في صفوف الحركة الكردية، ضد اعتداءات السلطات الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق. ووثقت معركة جبل هندرين في عام 1966 صفحة مشرفة للأنصار الشيوعيين، مما أهلهم لشغل مراكز هامة في حركة التحرّر الكردية.
ارتبط تواجد الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان العراق، أساساً، بالقرارات السياسية للحزب الشيوعي العراقي، انطلاقاً من الايمان المبدئي للحزب بالحقوق العادلة لشعب كردستان، ولتوفير تلك الجبال الشماء ملجاً أمناً للعديد من كوادر الحزب وأعضائه. فالحزب كان من أوائل من طالب بالحقوق المشروعة العادلة للشعب الكردي، انطلاقاً من مبدأ حق الشعوب بتقرير مصيرها. وكان المبادر لرفع شعار "السلم في كردستان" في عام 1961، إثر انفجار العنف آنذاك. وقبلها طالب بالحكم الذاتي لكردستان في كونفرنسه الثاني عام 1956. وكان أيضاً أول قوة سياسية عراقية تطرح، عام 1989، فكرة الفيديرالية لكردستان العراق.
ومع اشتداد حملة السلطة الدكتاتورية المقبورة، في عام 1978، ضد الحزب الشيوعي وكوادره وأعضائه ومؤازريه، بادرت أعداد غير قليلة منهم للالتحاق، بشكل فردي وجماعي، بقواعد بيشمه ركَه الحركة التحررية الكردستانية. وعملت على تشكيل نواتات لحركة أنصار الحزب، ابتدأت في تموز من العام نفسه في نوزنك، وهي قرية في أقصى شرق السليمانية، على الحدود العراقية – الايرانية.
وسرعان ما إلتحق بالحركة المئات من الشيوعيين وأصدقائهم، ومن كل بقاع الوطن، ومن خارجه أيضاً. وتحدّوا الصعوبات الجمّة، ناشرين قواعدهم في كل ربوع كردستان. فتأسّست قواعد حلبجة وبهدينان وهركي وكَوسته عام 1979، وأرتبط ذلك بتحول الحزب الشيوعي الى معارضة النظام البعث المقبور، بعد تنصل الاخير من ميثاق الجبهة الوطنية، الذي وقّع في 16 تموز 1973، وشنّه الحملة الفاشية لتصفية الحزب الشيوعي منذ عام 1977، وربما أبكر حسب الوثائق المكتشفة بعد انهيار النظام.
ورفع قرار لجنة الحزب المركزية، وبتأثير ضغط قاعدته، بتبني الكفاح المسلح في عام 1980، حماسة آلاف الشيوعيين وأصدقائهم للالتحاق في كردستان.
ولم تخلُ بقعة في كردستان من تواجد الأنصار الشيوعيين، بل ومشاركتهم الفعالة في عمليات عسكرية نوعية امتدت من جنوب خانقين، مروراً بكَرميان فالسليمانية وأربيل والعمادية ودهوك وزاخو في أقصى شمال الوطن.
خاض الأنصار الشيوعيون، منفردين او متعاونين مع بيشمه ركَه القوى الكردستانية الأخرى، المئات من المعارك البطولية. وتصدّوا بشجاعة مشهودة لاعتداءات قوات السلطة الغاشمة على القرى الكردستانية، وأنزلوا القصاص العادل بالعديد من مجرمي ذلك النظام، ممن أوغلوا بدماء الشعب العراقي. اضافة لحملات التوعية السياسية وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والمشورة لسكان المناطق، التي كانوا يتجولون بها. فيما احتضن الأهالي أنصارهم وأكرموهم. وكانوا عوناً لهم في التصدي للمعتدين. فشهدت الحركة إلتحاق المئات من ابناء المنطقة.
لتتحول الحركة، في ثمانينات القرن الماضي، الى قوة أعادت مكانة الحزب، ليس فقط عند أصدقائه وأشقائه، بل أيضاً لدى الاحزاب والقوى المعارضة الأخرى، التي تعاملت مع الحزب، الى حد بعيد، من خلال تلمس قوة حركته الأنصارية المسلحة. كما عزّزت هيبة الحزب لدى جماهير الشعب، ورفعت من معنويات رفاقه وجماهيره وبدّدت مشاعر خيبة الأمل والاحباط ومخاطرهما.
وقدّم مئات الأنصار والنصيرات الأبطال، وهم من خيرة أبناء وبنات الشعب العراقي، بكل تلاوينه: أثنية ودينية وطائفية ومناطقية، حياتهم الغالية، غير هيّابين، فداءً لما عاهدوا أنفسهم وشعبهم عليه، في الدفاع عن مصالح العراق وأهله، ضد الدكتاتورية وكل من يعادي مطامحه المشروعة، وتحقيقاً لهدفهم السامي في "وطن حر وشعب سعيد".
ولم يتوانَ أنصار الحزب الشيوعي في دعم انتفاضات شعب كردستان ضد الحكم الشوفيني، بل كانوا، أحياناً، المبادرين لتلك الانتفاضات المجيدة، كما حصل في الاعوام 1982 و1984 و1987 وغيرها.
وكانت قواعدهم نقاط انطلاق للعديد من المناضلين والمناضلات الى عمق الوطن، إسهاماً في مقارعة جرائم المقبور صدام وطغمته. وكانت ملجأ آمناً لجنود ومراتب في الجيش العراقي، ممن رفضوا حروب النظام العبثية. اضافة لكونها مراكز خدمات هامة لأهالي القرى المحيطة بهم، خصوصاً بالجانب الطبي المشهود، عدا الحماية، وقيامهم بالعديد من النشاطات الثقافية والفنية والرياضية، لتنوع اختصاصات الانصار. إذ كان بينهم العامل والفلاح والطبيب والمهندس والمحامي والمعلم والعسكري والرياضي والاعلامي والكاتب والفنان والطالب، مشكلين نماذج لجميع شرائح المجتمع العراق.
وشهدت الحركة الأنصارية تواجداً متميزاً للمرأة العراقية المقاتلة، ممثلة بالنصيرة الشيوعية، التي كانت بواكير مشاركتها في الحركة منذ عام 1963. وساهمت النصيرة بالعديد من المعارك البطولية، ومنها معركة بامرني في عام 1982. وأستشهد العديد منهن، إبان تصديهن البطولي لأزلام النظام المقبور. وبلغ عدّد النصيرات الشيوعيات المشاركات في الحركة اكثر من مائة مقاتلة، من كل القوميات والأديان والطوائف العراقية. وسجّلن بذلك مكانة مرموقة للمرأة العراقية الباسلة.
وإثر جرائم الضربات الكيماوية المتلاحقة، التي اقترفها النظام المنهار، عامي 1987 و1988 تقلص تواجد الأنصار الشيوعيين ونشاطهم، خصوصاً بعد قصف المئات من القرى الكردستانية وافراغها من سكانها، باجبارهم على النزوح الى خارج الأراضي العراقية، هرباً من الموت المحقّق، مما أضطر عدداً من الأنصار الى النزوح خارج الوطن. فحاضنتهم الأساسية في نضالهم المشرف كانت جماهير المناطق، التي تواجدوا فيها، استناداً لحقيقة دفاعهم المستميت عن مصالح كل الشعب العراقي، خصوصاً الطبقات والفئات الكادحة منه.
إلا ان دور الأنصار الشيوعيين سرعان ما عاد بارزاً بمشاركتهم فصائل بيشمه ركَه القوى الكردستانية، في تحرير أراضي كردستان العراق من رجس النظام المنهار إبان انتفاضة ربيع 1991 الشجاعة، بل ووصلوا الى مشارف محافظة ديالى. وبرز في هذا الجانب الدور القيادي للجبهة الكردستانية، التي تأسست في عام 1988 من جميع القوى السياسية الكردستانية، إضافة الى الحزب الشيوعي العراقي، عبر منظمة أقليم كردستان، قبل تشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني – العراق في عام 1993، والتي وقع ميثاقها في مقر الحزب الشيوعي في خواكورك، في الأراضي العراقية قرب المثلث العراقي – التركي – الايراني. ومما له دلالة كبيرة، اليوم، ان تلك الجبهة الكردستانية اختارت أول منسق لنشاطها الفقيد الدكتور رحيم عجينة، عضو اللجنة المركزية للحزب، حينها، وهو العربي القومية.
ومنذ منتصف تسعينات القرن الماضي بذلت مساعٍ غير قليلة لتنسيق جهود الأنصار الشيوعيين العراقيين القدامى، الذين اُضطر أغلبهم الى اللجوء في عدة قارات من العالم. وتكلّلت تلك المساعي بالنجاح، لتنبثق رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين اثناء عقد مؤتمرها الأول في آب 2004، في جنوب السويد، لتساهم في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية موحدة ولتدافع عن مصالح اعضائها، وتتواصل مع نضالهم المشرف بالدفاع عن مصالح الوطن والشعب. لحقه 6 مؤتمرات، عُقد أربعة منها في أربيل، وواحد في بغداد، وآخر في السويد. فيما اقامت الرابطة ثلاثة مهرجانات ثقافية – فنية، اثنان منها في أربيل وآخر في بغداد.
وأتخذ المؤتمر السابع والأخير، الذي حضره اكثر من 120 نصيراً ونصيرة، قرارات عدة، كان من أهمها اعتبار المهمة الأساسية اللاحقة، المطروحة امام الرابطة وجميع أنصارها، دعم واسناد مرشحي قوائم التيار المدني الديمقراطي في الانتخابات النيابية القادمة، والمطالبة باعتبار نضالات الأنصار الشيوعيين العراقيين، جزءاً من نضالات شعبنا ضد الدكتاتورية، واعتبار شهداء الحركة شهداءً للوطن والشعب، ومواصلة البحث عن قبور الشهداء المفقودة، ونقل رفاتهم الى مقبرة الحزب في أربيل او تسليمها الى أقاربهم، وبناء نصب رمزي في مقبرة شهداء الحزب، تُكتب فيه أسماء جميع شهداء الحركة الأنصارية المجهولة أماكن قبورهم الزكيّة.
وللرابطة، اليوم، غرفة محادثة على برنامج بالتوك الانترنيت، باسم "ينابيع العراق"، بدأت منذ عام 2005، ويحضرها العشرات، من الوطن وكل بقاع العالم، مساء كل يوم. وتشهد مناقشاتها حواراً ديمقراطياً حضارياً، يطرح فيه الرأي والرأي الآخر، وهدفه الأول الدفاع عن مصالح الشعب العراقي، بكل أطيافه، إضافة لتقديمها عشرات الأماسي السياسية والثقافية والفنية والأدبية لأسماء لامعة من خيرة مبدعي العراق. فيما بدأت منذ عام 2007 صفحتها الالكترونية على الانترنيت بالاسم نفسه. واشترك في فيسبوك "الأنصار"، منذ تأسيسه ربيع العام الماضي اكثر من ألفي عضو.
وإذ تؤرق الكارثة الحالية، التي يمر بها العراق وشعبه الأبي، قدامى الأنصار الشيوعيين العراقيين، فهم يواصلون نضالهم، وكل من موقعه، سوية مع القوى السياسية المخلصة، من أجل تحقيق مطامح الشعب في عراق حر آمن ديمقراطي فيديرالي موحد، تُعلى فيه قيم الانسان وتُحترم حياته وكرامته، وتطبق العدالة والقانون، وتتحقق فيه المطامح العادلة لكل أطيافه السياسية والقومية والدينية. ولهذا الهدف النبيل ينبغي ان تتوحد جهود كل المخلصين، ممن يضعون مصلحة العراق وكل شعبه فوق أي اعتبار آخر.

سمير طبلة
30/12/2013
ملاحظة: لمزيد من المعلومات يمكن قراءة وثيقة تقييم حركة الانصار، التي أقرها المؤتمر الوطني السادس للحزب الشيوعي العراقي (عُقد في عام 1997) على الرابط التالي:
http://al-nnas.com/BIBLTEK/ANSAR.htm

(*) نُشرت هذه اللمحات عام 2007، توسعة لورقة تعريفية بالرابطة وأنصارها اُعدت ووزّعت عام 2006 اثناء المؤتمر الثالث للرابطة في أربيل. وبطلب العديد من الرفاق حُدّثت معلوماتها. وتبقى الحاجة قائمة لمزيد من التعريف بهذه الحركة الباسلة وتضحياتها الجليلة.



#سمير_طبلة (هاشتاغ)       Samir_Tabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي وحركة أنصاره، أحد مفاخر شعبنا
- المؤتمر الثامن: للديمقراطية والتجديد و...الانفتاح
- اتهام باطل للحزب الشيوعي العراقي
- كفى قتلاً
- فليطمئن العراقيون... قواتنا تسيطر على الوضع!!!!!!!!!!!!!!!!!
- لنشيّع الارهاب والقتل والدمار بدل تشيّيع اخلص محاربيه: الحزب ...
- معاداة الشيوعيين العراقيين لن تشرف احدا
- النسيج العراقي اقوى من ارهابهم


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سمير طبلة - لمحات من تاريخ حركة أنصار الحزب الشيوعي العراقي(*)