أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدى بندق - ساعات بين الكتب















المزيد.....



ساعات بين الكتب


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 05:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ثلاثة كتب يجمع بينهما خيط واحد لا يكاد يرى، لأنه خيط للنفى وليس للإثبات. فبينما تعود العقل العربى على البحث عن مطالعات تثبت له ما استقر لديه من أفكار عن نفسه وعن العالم؛ فإن هذه الكتب الثلاثة لقمينة بخلخلة تلك القناعة الموروثة، والتى تزعم أننا مركز الوجود، وسقف معرفته. ولأن تلك الخلخلة تنبنى - كما سنرى - على أسس معرفية موضوعية، لا سبيل الى إنكارها، فمن المؤكد، أو بالأقل من المرجح، أن يكتسب العقل العربى بفضلها مزية التواضع، وربما يعمل من ثم صادقاً على الانعتاق مما يعرف فى علم النفس الاجتماعى الحديث بمركزية الذات القومية Ego-National Centrism المفضية بالضرورة الى الشوفينية السياسية، من باب التمجيد المرضى للنفس، وكراهية واحتقار الآخر المختلف، مما يؤدى فى النهاية الى الصدام والحروب وتكريس الفرقة بين البشر، وهو اتجاه يسير عكس اتجاه ركب الحضارة والحياة نفسها، اتجاه مدمر ليس حسب للآخرين ، بل وللذات أيضاً فى نهاية المطاف.

فإلى هذه الكتب إذن، لعلنا نطالع فيها ما يحرضنا على تقليص تلك النزعة المدمرة .


· البوشيدو
المكونات التقليدية للثقافة اليابانية
تأليف : إينازو نيتوبى
ترجمة : د. نصر حامد أبو زيد
الناشر : دار سعاد الصباح – القاهرة / الكويت 1963 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ

يذكر مترجم هذا الكتاب. فى مقدمته الضافية، أنه عثر على ترجمة سابقة له عام 1938قدمها مختار جمعه نقلا عن الفرنسية، شاكياً فيها من غياب أية مصادر للثقافة اليابانية، تساعد الباحثين على فهم معتقدات ومناهج الأمة اليابانية فى التعامل مع الذات ومع الآخرين ويستدل نصر أبو زيد من مرور ترجمة مختار جمعه هذه مرور الكرام طوال هذا الوقت، على استمرار هذا الغياب، بالرغم من وجود الدوافع الملحة لتجاوزه، وعلى رأسها تشابه المكونات العميقة للعقلين العربى واليابانى فيما يتعلق بالتمسك الشديد بالتقاليد، إضافة الى تساوق الفترتين الزمنيتين اللتين بدأت فيهما النهضة لدينا ولديهم، مستثيراً – هذا التساوق – سؤالاً مؤلماً بالنسبة لنا : لماذا نجحت النهضة فى اليابان وأخفقت لدينا؟

والحق أن مقدمة المترجم نصر أبو زيد، والتى تجاوزت الخمسين صفحة، حاولت أن تجيب على هذا السؤال الهام والمؤلم، مستخدمةً فى ذلك منهج النقد الذاتى لثقافتنا العربية، جنباً الى جنب المنهج السوسيولوجى، الرابط بين الثقافة والاقتصاد والسياسة، فى تحليل ما أصبح معروفاً باسم المعجزة اليابانية.

فى هذا السياق يقارن أبو زيد مفهوم "الخصوصية" المزعوم عندنا، بمقابله لدى اليابانيين، ويضرب مثلا على ذلك باللغة. إن يوماً تقضيه مع التليفزيون اليابانى ليجبرك على تعلم اللغة اليابانية (ومن هنا جاءت الترجمة الأخيرة من جانب نصر أبو زيد عن اليابانية، وليس عن الفرنسية أو الإنجليزية) فاليابانيون يدبلجون الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الأجنبية ليربطوا الأذن الوطنية بلسانها الوطنى طوال الوقت، فى حين يسعى العرب الى اللغة الإنجليزية فى لهجتها الأمريكية، بكتابة حتى أسماء شركاتهم ومحلاتهم بالأحرف الأجنبية متوهمين أنهم بذلك يركبون فى نفس قطار الغرب السريع! وبينما تقود الخصوصية اليابانية إلى تكريس مفهوم "العائلة" بمعنى التأليف الاجتماعى على أسس الأنثربولوجيا الثقافية الذى يميل الى تكوين مجتمع لا طبقى، فإن ذات المفهوم لدى العرب ُيبنى على مبدأ أيديولوجي مضلل، خذ مثلا ما طرحه السادات من أن "العائلة" المصرية ينبغي عليها أن تنبذ الحقد الطبقى، وأن تقبل بالتصاعدات الرهيبة فى دخول الأغنياء مقابل التآكل المرعب فى أرزاق الفقراء، ما دام المليونيرات الجدد يرصعون عمائرهم الشاهقة بالآية الكريمة : هذا من فضل ربى. وبمثل هذا التضليل الأيديولوجى استطاعت طبقة الانفتاحيين أن تباعد بين الدين ومقاصده وغاياته ، ومثله العليا ، وبين المسيرة الثقافية الشعبية ، حيث انجرفت هذه الأخيرة الى تيار يكتفى من الدين بالطقوس الشكلية ، ترصيعاً للجباه بعلامات، وتغطية للرؤوس بأقمشة ذات دلالات محض سياسية.

مبدأ العائلة لدى اليابانيين مسألة مختلفة. يقول المفكر اليابانى يوكاوا هايديكى فى كتابه "نزعة الحداثة فى الحضارة الغربية وخصوصية الثقافة اليابانية".
"أن نجاح أى دولة فى زرع المعتقدات، يعتمد على درجة استعداد الناس لقبول هذه المعتقدات دون مناقشة لأنهم بمثابة الأرض التى يراد زرع هذه المعتقدات فيها".

فما الذى جعل الشعب اليابانى يتقبل – دون مناقشة – أيديولوجية دولة العائلة ؟
للإجابة عن هذا السؤال، فإن المترجم/ المفكر يستبعد فكرة العزلة الجغرافية، التى تؤدى الى التجانس الثقافى، فاليابان مثلها مثل الصين تعرضت لموجات من الهجرة عديدة، فضلا عن التأثيرات الثقافية الوافدة كالكونفوشيوسية الصينية والبوذية الهندية. وكذلك يستبعد فكرة المعتقد اليابانى الأصلي ذاته "الشنتو" لأنه عقيدة مفتوحة، وليست عقيدة منغلقة كاليهودية. ومن ناحية رابعة فإنه لا يكتفى بتفسير المستشرقين الذى يركز على انطوائية الشخصية اليابانية إزاء الغرباء، باعتبار أن هذه النزعة تصدق على كل الأجناس، بيد أنها لا تصلح لإجراء الفصل "بين تلك الأجناس، وتلك الفكرة الأخيرة التى ركز عليها سيد قطب ليدعو الى رفض الغرب جملة وتفصيلا.

غير أن المترجم يعود فيقرر أن كل تلك العوامل مجتمعة قد أنجزت - بفضل الجهد الإنسانى الثقافى – نسقاً فسيحاً متسامحاً من العقائد، نسقاً أشبه بمثلث أضلاعه الشنتوية، والكونفوشية، والبوذية، وهى معاً تشكل مفاهيم "البوشيدو" تلك التى يشرحها د.نيتوبى فى كتابه الذى نعرض له الآن.

فما هو البوشيدو هذا ؟ إنه القانون غير المدون الذى حكم حياة نبلاء اليابان فى العصر الإقطاعى. وهو بذلك يشبه عرف الفروسية الأوربية. فهو مجموعة الأعراف التى آمن بها فرسان اليابان (المساموراى) وأورثوها الشعب من خلال وسائط القدوة والإعجاب والاحترام. أما مصادر هذه الأعراف، فيقول المؤلف إنها البوذية التى تبث أحاسيس الوداعة والثقة بخيرية الأقدار، وخلقت فى النفوس مشاعر الاستهانة بالموت. ذلك هو المصدر الأول للبوشيدو، أما المصدر الثانى فهو تعاليم الحكيم الصينى كونفوشيوس التى تقر بالعلاقات الوديعة الحسنة بين الحاكم والمحكوم، وبين الأب وأبنائه، والزوج وزوجه، والأخ بأخيه، وهى مبادئ لم ُتخلق من عدم، بل هى أكدت أوضاعاً كانت مقررة فعلاً عند اليابان، إنما للكونفوشيوسية الفضل فى رفعها الى مستوى القانون غير المكتوب، والذى يعاقب من يجترحه بالازدراء والنبذ من سائر أعضاء الجماعة.

أما المصدر الثالث – والأحق بأن يكون الأول – فهو عقيدة الشنتو اليابانية الأصل. فهى التى قدمت لليابانيين ما لم تقدمه البوذية أو الكونفوشية، من حيث التركيز على علاقة المرء بالطبيعة الحية، والإخلاص التام لذكرى الأسلاف، والتضامن الأسرىّ بغير حدود، أضف الى ذلك الإيمان بفطرة خيّرة يولد بها البشر. وعلى عكس المسيحية، فالشنتو لا تؤمن بالخطيئة الأولى التى هبطت بالبشر من الفردوس الى الأرض، فالروح الإنسانية تقترب فى طهارتها من روح الآلهة. ومن هنا تنظر تلك العقيدة نظرة الاحترام والتقديس لروح الإنسان، إذ الفضائل جميعاً تنبع منه. وهو بالتالي ليس في حاجة الى تعاليم تأتيه من خارجه لكى يتعرف على الأخلاق الحميدة. يقارن المؤلف بين الإغريق الذين يرفعون عيونهم الى السماء حين يتعبدون، وبين اليابانى الذى ينظر الى أعماقه هو ليتأمل، يبحث فيها عن الخير ليفعله، متجنباً الشر الذى يأتيها من خارج. ويقارن المؤلف ثانية ما بين العاطفة النابعة من الذات تجاه الوطن والدولة، وبين الأدب العبرى الذى يصعب على المرء أن يلحظ فيه الفرق بين إيمان اليهود بالإله وبين فكرة المصالح المشتركة. حب اليابانى لوطنه ودولته أساسه "رواقىّ" اما اليهود فعقيدتهم براجماتية نفعية بحتة، لدرجة أنهم مستعدون للتخلى عن إلههم ذاته، إذا كان فى ذلك نفع لهم. وبالنسبة لليابانيين فانهم لا يفكرون مجرد تفكير فى فرض عقيدتهم على غيرهم كما تفعل المسيحية (هكذا يقول المؤلف، وربما هو يعنى بذلك مبدأ التبشير المسيحى) وإنما هم بموجب عقيدة الشنتو معنيون بالدرجة الأولى والثانية والعاشرة، بالتزود ببرنامج للحياة يعتمد على الاستقامة والبساطة والتسامح الحقيقى، وليس التسامح المُدَّعَى.

ويواصل المؤلف عرضه لمبادئ البوشيدو التى يتمحور حولها العدل والاستقامة، وتتصل بها قيم الشجاعة وروح الجسارة، والقدرة على تحمل المكاره دون تذمر ولا شكوى، مستعيراً قول نيتشه الذى تصوره يخاطب فؤاد الساموراى المحارب "عليك أن تحترم عدوك. فيكون نجاحه وانتصاره نجاحاً لك أيضاً" فهل يفسر هذا ما صنعته اليابان حين هُزمت أمام أمريكا، فلم تتذمر وإنما انطلقت بجانب المنتصر لتحقق انتصارها الخاص فى الميدان الاقتصادى. بما جعل الأمريكيين يقفون مشدوهين، يكادون ألا يصدقوا ما يشاهدونه؟ لعل ذاك الذى جرى إن هو إلا نتاج إيمان هذا الشعب بمنظومته القيمية والأخلاقية إيماناً لا غش فيه.

يروى المؤلف – فى هذا السياق – قصة أبوين قبلا أن يفتديا طفلاً كان رأسه مطلوباً لحاكم ظالم، فقبلا افتداءه بطفلهما دون تذمر. وقد تبدو هذه القصة شبيهة بقصة فداء إسماعيل. والفارق أن النبى إبراهيم عمد الى ذبح فتاه امتثالاً لأمر الرب، أما الأبوان اليابانيان فقد فعلاها استجابة لنداء الواجب الإنسانى الذى حتم عليهما إنقاذ طفل من براثن طاغية أراد له ألا يكبر فيقتص لشعبه المظلوم. والمغزى هنا واضح فخير الجماعة مقدم على خير الفرد، دون انتظار لشكر أو مثوبة.

وعلى هذا النحو يمضى د.إينازو نيتوبى شارحاً ومفصلاً عناصر تلك العقيدة "الإنسانية" التى التزم بها أصحابها، متمثلين فضائلها – بما فيها اللجوء إلى الانتحار حال الهزيمة، أو خشية ضياع الشرف – إلى درجة التطابق بين الأقوال والأفعال. وليس ببعيد عنا ما قرأناه مراراً وتكراراً عن أنباء انتحار وزراء ومسئولين كبار، استنقاذاً لشرفهم من السقوط فى هوة العار والمذلة نتيجة أخطاء ارتكبوها، وسببت أضراراً للشعب.

والحق أن هذا كله جميل، ومفهوم، يبد أن المؤلف – وهو فيما يبدو لا يرى فى الشخصية اليابانية إلا ما هو إيجابي – تراه يطالب المرأة اليابانية بأن تتمسك بالتقاليد التى تجعل منها شبه تابع للرجل، بزعم أنها ُخلقت هكذا وان رقتها "الطبيعة" تحتم عليها طاعة الرجال داخل البيت وخارجه، وهى حجج تشبه الحجج التى يروج لها أصحاب الأيديولوجيات المرتكزة على قيم المجتمعات الذكورية. وليس هذا بغريب على مؤلف غارق الى أذنيه فى غرام شعبه، إلى درجة ألا يرى فيه عيباً. فهو يضرب صفحاً على الفترة التى ظهرت فيها الفاشية العسكرية اليابانية فى الثلث الأول من القرن العشرين، بالتوازي مع ظهور الرأسمالية الصناعية، مما وسع من نطاق الحرب العالمية الثانية، لتنتهى هذه الحرب بالقنابل الذرية تسقط على رؤوس المدنيين من شيوخ وأطفال ونساء فتبيدهم بمئات الألوف.

ورغم هذا النقص الواضح فى رؤية المؤلف السياسية، فإن الكتاب جدير بأن ُيقرأ، لما يقدمه لنا من صورة بانورامية حية لثقافة شعب عظيم، وددنا لو أحرزنا بعض نجاحاته فى الميادين الاقتصادية والسياسية والعلمية والفنية.



· العرق والتاريخ
المؤلف : كلود ليفى شتراوس
ترجمة : د . سليم حداد
الناشر : المؤسسة الجامعية للدراسات – بيروت 1982
ــــــــــــــــــــــــــــــ


يقول المفكر الفرنسى جان بويون فى دراسته المنشورة بمجلة الأزمنة الحديثةTemps Moderns العدد 126 تموز 1956 – وقد خصصها لنتاج كلود ليفى شتراوس – " إن اكتشاف الغير هو اكتشاف علاقة وليس حاجزاً، وقد يشوش هذا الاكتشاف الرؤية، لكنه يوسع الآفاق".

ذلك بالضبط ما يمكن أن تستبينه من قراءتنا لكتاب ليفى شتراوس صغير الحجم، خطير الأثر هذا. ولأن الكاتب واحد من آباء البنيوية، ورائدها فى مجال الأنثروبولوجى، فلقد كان معنياً بتحليل البنية، لا باعتبارها واقعاً تجريبياً ملموساً، بل بحسبانها واقعاً كلياً يقبع وراء المعطيات المباشرة، ومن هنا كان عليه أن يوضح – علمياً – الخطأ الذى وقع فيه جوبينو Gopineau وهو من جعل التاريخ أباً للنظريات العرقية، ومن ثم انتهى – ولو بحسن نية – الى التبرير غير الإرادى لكل محاولات التمييز والاستغلال.
وعليه فلقد أخذ ليفى شتراوس على عاتقه أن يوضح الكيفية الثقافية التى بها تنشأ الخصوصيات القومية، مؤكداً أن هذه الخصوصيات لا تعود الى تكوينات تشريحية أو فيسيولوجية، وإنما لظروف جغرافية واجتماعية لا تتصل بما يدعوه البعض بـ "الثوابت". إن التاريخ وحده – حتى وإن امتد الى الماضى السحيق – ليس هو صانع الخصوصيات، وبالتالى ليس هو ما يبقى عليها فى وضعها الراهن. وهنا يطرح شتراوس سؤاله المراوغ : إذا لم يكن هناك قابليات عرقية غريزية، تفسر فكيف نفسر التقدم الحضارى للرجل الأبيض مقارنةً بالشعوب الملونة ؟
بيد أن الإجابة عن هذا السؤال تقتضى – لا غرو – البحث فيما ندعو بالتنوع الثقافى، وهو بحث ذو فروع، يتصل بعضها بالعادات والتقاليد والأعراف وأنماط الإنتاج، ويتصل بعضها بتنوع اللغات (حتى وإن كانت من عائلة واحدة أو من جذر واحد) ويرتبط بعضها ثالثاً بالتشابه والاختلاف لدى الفئات والطبقات والأوساط المهنية، وبالطوائف ... الخ وقد يتحقق التشابه – حسب نظرية
ماكس فيبر – بين هذه النماذج الاجتماعية وبين نظائرها فى مجتمعات أخرى بأكثر مما يتحقق بينها وبين غيرها فى المجتمع الواحد. فأرباب العبيد فى مختلف المجتمعات أقرب إلى بعضهم البعض، منهم إلى عبيدهم. وكذلك الإقطاعيون والرأسماليون. وأما عن عامل العزلة فهو ليس بالعامل الحاسم فى تكوين السمات الثقافية، فالعزلة التامة ليس لها وجود. وآية ذلك أن ثقافات الأمريكتين، وإن انقطعت عن العالم لعشرين ألف سنة، إلا أنها لم تعدم الاتصال فيما بينها خلال هذه الفترة والنتيجة أن تنوع الثقافات الإنسانية إنما هو انعكاس للتواصل وليس للقطيعة أو الانعزال. بيد أن انبثاق التمايزات العرقية أو المركزية الاثنية إنما جاء تعبيراً عن نزعة طفولية، عرفتها المجتمعات القديمة، وأورثتها الأخلاف الى يومنا هذا، تلك هى نزعة التمركز على الذات Ego-Centrism التى تؤدى إلى اعتبار الأغيار "متوحشين" أو "برابرة" لا شئ إلا لكونهم مختلفين عنا. وسوف نلاحظ أن قبائل وجماعات عديدة تشير إلى نفسها باسم "الناس" مما يعنى ضمنياً أن الآخرين ليسوا بشراً، أو هم بالأقل بشر إلا قليلاً : لكن شتراوس يتوصل الى المغزى الكامن خلف هذه النزعة. ذلك أن البربرى حقاً هو من يعتقد بوجود البربرية. ويقرر شتراوس أن المنظومات الإنسانية الكبرى. سواء كانت فلسفة كالرواقية، والكانطية (نسبة الى كانط) وكالماركسية، أو دينية كالبوذية والمسيحية والإسلام، قد وقفت جميعاً ضد هذا الضلال، معتبرة أن البشر بشر فى كل الأحوال، لا فرق بين شخص وشخص أو بين قوم وقوم من ناحية الجوهر. كذلك الإعلانات الكبرى مثل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. غير أن المشكلة تبدأ حينما يدخل المرء فى التفاصيل، حينما تتدخل الفلسفة فى مجريات العلم، فيصبح كتاب "أصل الأنواع " لداروين مبرراً للقول بأن ثمة أقواماً منحطة، لم تستطع أن تصعد سلم الارتقاء كغيرها فصار واجباً أن تعامل معاملة المنحطين. غير أن تلك الفلسفات إنما كانت تخدم الاتجاهات السياسية الاستعمارية. وليس العلم بمعناه النزيه والمجرد.
يقتضى العلم وضع معايير موضوعية تقاس بها الحضارات والثقافات المختلفة، وفى هذا السياق يقترح شتراوس أن نجرب معيار قابلية الحضارة المعينة للانتصار على البيئات القاسية جغرافياً. وبناء على هذا التحديد سنكتشف أن الإسكيمو، وبدو الصحارى هم الفائزون . أما إذا اتخذنا معيار القدرة على تحجيم نتائج اختلال التوازن الديموجرافى فسوف تفوز الصين بالتأكيد. وحين نعتمد معيار القدرة على صياغة نظرية متكاملة لتضامن جميع أشكال الحياة الإنسانية فالإسلام لا غرو سيحرر قصب الفوز. وإن الذى يزعم تفوقه على غيره فى شتى مجالات الفكر، لابد له أن يعترف بأن الإسلام قد سبقه بثلاثة عشر قرناً فى هذا الكشف، ولولا الماركسية – بالتضامن مع علم السلالات الحديث – ما كان للغرب أن يتوصل الى ما توصل اليه العرب حضارياً وثقافياً فى هذا السياق، بفضل سمو الرؤية الإنسانية السامية، والتى أسس لها دين الإسلام أما إذا طبقنا معيار القدرة على وضع الوسائل الآلية تحت تصرف البشر فإن الحضارة الغربية الحالية تتفوق بامتياز.
والمغزى من وجهة نظر العلم، أن الحضارات ليست مما تقاس على خلفية المطلق، أو بناء على إعمال معيار وحيد. دعنا نسأل أنفسنا عن أى من الحيوانات أو الحشرات أجدر بالعيش من غيره. الجواب: الكل جدير بنفس الدرجة. الأسد أقوى، ولكن الغزال أسرع. الذباب يفر طائراً إذا حاولت أن تلطمه، غير أنه لا يستطيع الاختباء فى الشقوق مثل النمل ... وهكذا. وفيما يتعلق بتنظيم العائلة وتنسيق العلاقات بين المجموعة العائلية وسائر المجموعات المجتمعية فان الإستراليين المتخلفين؟! يحتلون مكاناً أرفع من غيرهم على صعيد الاقتصاد، ولعل معرفة بأنساقهم الرياضية فى تنظيم اقتصادهم الوطنى؛ أن تؤدى الى الاعتراف بأنهم المؤسسون الحقيقيون لعلم الاجتماع من ألفه حتى يائه! فهل هم بهذا أجدر بالعيش من الأفارقة الذين لعبوا دور بوتقة الانصهار Melling Pot بالنسبة لثقافات العالم القديم؟ لقد اخترع الفينيق الكتابة، واخترع الصينيون البوصلة وصنعوا الورق والبارود. وصنعت الهند الزجاج والفولاذ. بيد أن هؤلاء جميعاً يشتركون مع غيرهم من أجناس البشر فى أنهم يمتلكون اللغة وانهم قادرون على خلق تقنيات تتلائم والاحتياجات الفعلية لعيشهم، فإذا تطورت أساليب العيش بأكثر مما تطورت التقنيات فلا تثريب عليهم أن هم لجأوا الى استيرادها من مجتمعات شقيقة، ذلك لأنهم – سابقاً أو لا حقاً – يؤدون نفس الخدمة لتلك المجتمعات الشقيقة. فأى معنى للزهو أو للكبر؟! وبالمقابل أى داع للإتضاع أو الخجل؟! مسعى شتراوس أن نفكر جيداً في أننا حين نهتم بنمط معين من التقدم نحتفظ بالتقدير للثقافة التى تحققه فى أعلى مستوى، ونبقى غير مبالين بغيرها من الثقافات، دون التفات منا الى أن التقدم هذا ليس إلا تقدساً فى جانب معين، بينما الحياة بالطبع ليست هذا الجانب وحده مسعى شتراوس إذن أن نتجاوز هذا التفكير العقيم مستبدلين به التفكير العلمىّ المثمر.
صدر هذا الكتاب – فى لغته الأصلية الفرنسية – عام 1952، أى قبل صدور كتاب صمويل هنتنجتون الشهير "صدام الحضارات" بأكثر من أربع وأربعين عاماً، ومع ذلك فقد بدا وكأن السابق قد أخذ على عاتقه أن يرد على اللاحق، إذ بينما يتوهم هنتنجتون استمرارية الزمن ، فإن شتراوس – كبنيوى أصيل – يركز على المكان، محاولاً لم شتاته المبعثرة على أيدي الأيديولوجيات، والرؤى الفكرية ذات البعد السياسى، والمصالح الطبقية والدولية، مؤكداً أن الفلسفة – خاصة السياسية – المعاصرة "إنما ترتكب خطأ ابستمولوجيا (معرفياً) حين توحد بين الإنسانية والتاريخ جراء الخداع البصرى الذى وقع فيه الوعى الغربى حين اعتبر نفسه المرحلة النهائية الضرورية لكل مسار الحضارات الأخرى" (راجع زكريا إبراهيم - مشكلة البنية) ومن هنا فإن تطبيق المنهج البنيوى فى مجال الأنثروبولوجيا خليق بان يحيل كتاب هنتنجتون الى المعاش المبكر - رغم الشواهد الحالية النابعة من السياسة الأمريكية الخرقاء – وآية ذلك كما يقول شتراوس فإنه إذا كان للحضارة العالمية
(= العولمة) أن تكون شيئاً، فإنها لن تكون سوى تحالف الثقافات التى تحتفظ كل واحدة فيها بخصوصيتها.
ولا شك انه لا يعنى هنا بالخصوصية الانكفاء على الذات أو الشعور القومى بالاستعلاء عن الآخرين، بل يشير إلى الخصوصية التى تحترم ذوات الآخرين وثقافاتهم بقدر ما تحترم ذاتها وثقافتها.
فمن هذا الاحترام العام تنبثق مشاعر الاخوة الإنسانية، وتتألق مبادئ الدعم البشرى للحياة ذاتها، وتزداد قيمة الاعتماد المتبادل بين الأمم والجماعات، فالخصوصية بهذا المعنى الأخير شرط ضرورى لتقدم ثقافتها بقدر ما هو شرط لتقدم كل الثقافات الأخرى.


نشرت هذه الدراسة بجريدة القاهرة المصرية – بتاريخ19 / 6 / 2007


· الفضائل والقيم
لدى الشعوب القديمة ذوات الأديان الإنسانية
د. جلال شمس الدين
الناشر : مؤسسة الثقافة الجامعية بالإسكندرية




يعتقد بعض ذوى الديانات الإلهية التى جاء بها الوحى من السماء ، أن مصدر الفضائل والقيم هو الدين الإلهى ، وأنه لولا هذا الدين المنزل من السماء لكى يرشد الناس للفضائل والقيم ، لبقينا نعيش فى ظلامٍ أخلاقىٍّ دامس ، وما عرفنا إلى الفضائل والقيم سبيلا ، وأن الشعوب القديمة التى حُرِمت من الأديان الإلهية ، كانت محرومة من الحياة الخلقية ، وأن أديانهم الوثنية لم تكن تميز بين الخير والشر ، والجميع يعيشون فى حياة بهيمية ، ولا يحيون إلا من أجل اللذات ، أو من أجل الإغارة على غيرهم من الشعوب لسبيهم وسبى نسائهم ، واستحلال ممتلكاتهم ، وأنهم كانوا - فى أحسن أحوالهم – عاكفين على عبادة الأوثان .

والكتاب الذى نقدمه للقراء اليوم ، وهو من تأليف د .جلال شمس ، قد أُلِّف لمعالجة هذه القضية ، فى تمفصل مع ليفى ستراوس ( التاريخ والأعراق) والذى أكد قدرة الأقوام البدائية على خلق أنسقة أخلاقية وجمالية جديرة بالتوقير، وكذلك فى توازٍ مع جيمس هنرى برستيد فى كتابه " فجر الضمير" ، والذى برهن على أن بداية نشأة الضمير - ومن ثم الأخلاق بما تحتوى عليه من فضائل وقيم – كان على أيدى المصريين القدماء هم وفراعنتهم ، وبالتحديد منذ حوالى 4000 عام قبل الميلاد ، وألفى عامٍ قبل التوراة ، أول الكتب الإلهية التى جاء فيها ذكر للفضائل والقيم . غير أن مؤلف الكتاب الذى نقدمه وسَّع من دراسة بريستيد ، فلم يجعلها منحصرة فى ديانات الشعوب المجاورة للمصريين فقط ، بل أضاف إليها أيضا بعض الديانات الإنسانية القديمة مثل الزرادشتية والبوذية ، وديانات اليونان والرومان والعرب قبل الإسلام .

لقد بدا واضحا فى التمهيد ، انحياز مؤلف الكتاب الذى نقدمه إلى رأى المدرسة الاجتماعية الفرنسية القائل بأن " مصدر الأخلاق هو المجتمع ، أى أن الأخلاق اجتماعية ، ومن ثم نسبية ، ولم تأت إلينا من مصدر خارجى " ، وهو انحياز كنت أفضل أن نكتشفه نحن فى نهاية الكتاب بعد قراءتنا لدراسته التى قد تثبت هذا الرأى وقد تنفيه . ولكن يبدو أن المؤلف قد ارتأى – طبقا لتوجه حديث فى الكتابة – أنه من الأفضل أن يعلن الكاتب عن نظريته للقارئ حتى يصبح هذا القارئ على وعى تام بما يقدم له من حجج .

ننتقل إلى متن الكتاب حيث بدأ بعرض الفضائل والقيم عند المصريين القدماء هم وفراعنتهم ، فنراه يبرهن – بالأدلة التاريخية – على أنهم حقاً أول من توصل فى التاريخ إلى مفهوم "الضمير" وهو المحرك الأساسى للأخلاق ، فقد اهتموا – فى وقت مبكر - اهتماما شديدا بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع الناس أمام الله والقانون . فها هو الفرعون يحذر الوزير – ويقابل رئيس الوزراء عندنا – من الطغيان قائلا : " واعلم أن الوزارة ليست حلوة المذاق ...واعلم أنها ( يعنى الوزارة) لا تعنى إظهار احترام أشخاص الوزراء والمستشارين ، وليس الغرض منها أن يتخذ منها الوزير لنفسه عبيدا من الشعب " ، ثم يحذره من الطغيان قائلا :" فلا تنس أن تحكم بالعدل لأن التحيز يُعَد طغيانا على الإله ...وعامل من تعرفه معاملة من لا تعرفه ، والمقرب من الملك كالبعيد عنه ". ومن تعاليم أمين موبى – وهو أحد الحكماء المصرين : " ولا توجهن كل التفاتك إلى فرد قد لبس ملابس بيضاء ، بل اقبله فى خرقه البالية . ولا تقبلن هدية رجل قوى ،ولا تظلمن الضعيف من أجله ، لأن العدل هبة عظيمة من الله " . كما اهتم المصريون اهتماما خاصا بتحريم الغش فى الموازين والمكاييل "فإن المكيال الذى يعطيك الله خير من خمسة آلاف تكسبها بالبغى". كما حثوا على الطهر والعفة والابتعاد عن الزنا الذى هو "أكبر الكبائر". ودعوا إلى التعاطف مع الفقير "فلا تمنعن أناسا من عبور النهر، وخذ الأجرَ من الرجل صاحب الثروة، ورحب بمن لا يملك شيئا".و عطفوا على الأم وكبار السن وذوى العاهات " ضاعف مقدار الخبز الذى تعطيه لوالدتك ... ولا تهزأن من قزم ولا تفسدن قصد رجل أعرج".

ثم يعرض المؤلف للشعوب المجاورة للمصريين مثل الكنعانيين والآشوريين والبابليين ، فيثبت لهم كذلك قيمهم وفضائلهم ، فقد أدرك البابليون- قبل نزول التوراة- الرحمة والشفقة والصدق، كما كان الإله شماس- وهو إله العدل عندهم- يبغض الشرير، وأما "من يحنث بيمينه، فإن شماس يعجل له نهايته هو ومن يرفع بصره إلى زوجة رفيقه" ، وحتى الآشوريون رغم اتصافهم بالقسوة التى قد لا نجد لها فى التاريخ مثيلا ، لم يكونوا محرومين تماما من كل فضيلة ، فكانت ديانتهم تهتم بمشكلة الخير والشر ، إذ كانوا يؤمنون بأن هناك إلها للخير وإلها للشر، وهناك معركة بينهما، حيث ينتصر "مردك" إله الخير على "نيامات" الخبيث إله الفوضى.

وأما المجوس أو الزرادشتيون، فقد كان لهم كتاب اسمه " زند أستا" كما يقول الشهرستانى، ونستطيع أن نلمح الاشتقاق اللغوى فى وصفهم "بالزنادقة" ، أى أصحاب كتاب الزند ،فلم تكن كلمة "الزنادقة" شتما ًفى أول الأمر ثم أصبحت كذلك . ولننظر الآن فى بعض ابتهالات زرادشت: " دعوا روح الشر تخمد ، واقضوا على الفساد ، أنتم يا من تصونون أنفسكم بواسطة الاستقامة،.جائزة العقل الخيِّر، الذى رفيقه المقدس من سيكون مسكنه فى منزلك أيها الرب ".

أما الهندوس فقد اهتموا بالفكر الصالح والعمل الصالح والوفاء، كما اهتموا بالتسامح مع أصحاب العقائد الأخرى ، فيصدر ملكهم أشوكا فارذانا مرسوماً ملكياً يحض فيه رعاياه على أن "يحسنوا إلى كهنة البراهمة (أى الهندوس)، كما يحسنوا إلى كهنة البوذيين سواء بسواء" ، أما بالنسبة للنساء ، فلهن مكانة خاصة عند الهندوس ، فقد قررت شريعة مانو أنه " لا يجوز ضربهن حتى بزهرة" ، وهو تشريع بلغ درجة عالية فى رقته ونبله .

أما البوذيون فقد ضربوا بسهم وافر فى فضائلهم وقيمهم ،ومن أهمها كبح الجماح ووأد الشهوات ، والطهارة التى هى عند بوذا أن لا تؤذىَ مخلوقاً قط ، ولا نمارس الحرام بأيدينا أو حواسنا " فالعين التى تُصان عن الحرام فاضلة ،وهكذا الأذن التى تصان والأنف الذى يصان كلها فاضلة " .

لا شك أن القارئ سيلاحظ بعد أن يفرغ من قراءة الكتاب، أن كافة الفضائل والقيم التى عُرِضت فيه تكاد تكون متطابقة مع ما جاء به الوحى إلا قليلا جدا مثل القسوة عند الآشورين الذين كانوا يمجدونها ، والكذب والخداع والقسوة عند اليونانيين فى عصر الآخيين ، فقد كانوا يمجدونها أيضا ، وبعض القيم عند اليابانيين مثل الانتحار عند موت أمرائهم ، فقد كانوا يعتبرون ذلك نوعا من الوفاء، غير أن هذه الفضائل- كما يقول برستيد- ماتلبث أن تتغير فى العصور التالية وتصبح من الرذائل بعد أن تكون قد أدت وظيفتها .

ويلاحظ القارئ أيضا أن هناك قيما وفضائل فريدة ؛ فمن ضمن آيات البرهمانى مثلا عند بوذا " أن تكون معانيه واضحة" ، " كما أن الرجل الفاضل عند كونفوشيوس " هو الذى يتحلى بالثقافة".

وهكذا يؤكد الكتاب أن ذوى الأديان الإنسانية كانت لهم فضائلهم وقيمهم الجديرة بالاحترام . وهنا يصل مؤلف الكتاب إلى هدفه الأساسى فيقول " فلو تبين ذلك لبعض أصحاب الديانات الإلهية ، الذين يعتقدون أنهم فحسب أصحاب الفضائل والقيم والتى لا توجد إلا فى أديانهم باعتبارها إملاءا من الوحى الإلهى، وأنها لا يمكن أن توجد خارج الوحى، ولو تبين لهم ذلك لقَلَّ رفضهم لأصحاب الديانات الإنسانية، وأصبحوا أكثر قبولا لهم باعتبارهم شركاء لهم فى حبهم للفضيلة والخير ، وكراهيتهم للرذيلة والشر ".

وكان من الطبيعى أن ينتهىَ المؤلف إلى بعض النتائج التى يراها ضرورية ، فمثلا " ما دام الإنسان ذو الدين الإنسانى قد عرف الفضائل والقيم دون أن يتاح له الالتقاء بدين إلهى، فالفضائل والقيم إذن إنسانية واجتماعية " ، أى أنه أثبت المصادرة التى أشرنا إليها فى المقدمة.

ومن النتائج أيضا أن الفضائل والقيم " قد تكون أحيانا "انبثاقية" ، بمعنى أن بعضها بالذات يظهر فجأة عند شعب من الشعوب ، ولا يظهر عند غيرها ، فقد ظهرت "الثقافة" و "وضوح المعانى " –كما رأينا- عند البوذيين والكونفوشيوسيين ولم نلاحظهما عند غيرهم من الشعوب .

إن الذى يسلك سلوكاً طيباً طبقاً لتعاليم الوحى – كما يقول المؤلف فى نهاية كتابه- إنسانٌ فاضل يستحق التقدير والاحترام ، فلقد صنع فضائله وقيمه بنفسه فيما لم يُتَح له الالتقاء بدين سماوى .



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احسان عبد القدوس وشمس اللبرالية الغاربة
- التراث المجهول
- حوارات مهدي بندق – 7 - مع أدونيس
- في رماد المحو
- استقالة من ديوان العرب
- مواسم الجفاف
- حوارات مهدي بندق - 6 - مع قطب اليسار أبو العز الحريري
- حوارات مهدى بندق - 5 - مع الدكتور مجدى يوسف
- حوارات مهدى بندق -4 -مع الناقد د.صلاح فضل - القسم الثاني
- حوارات مهدى بندق - 3 - مع الناقد الأدبىّ د. صلاح فضل
- حوارات مهدى بندق -2 - مع السيد ياسين
- والدولة أيضاً محاصرة في مصر
- حوارات مهدي بندق - 1 - مع جابر عصفور
- البلطة والسنبلة -5- المصريون واشارات الخروج من الحصار
- ريا وسكينة بين صلاح عيسى وميشيل فوكوه
- البرهان الثقافي على المسألة الإقتصادية
- قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها
- تفسير غير تآمري للتعديلات الدستورية المصرية
- إضراب عن الماء
- الإخوان -المسلمين- وغيرهم ثقافة مُحاصَرة ومحاصِرة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدى بندق - ساعات بين الكتب