أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟














المزيد.....

البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مخاض عسير يعيشه العرب اليوم ، وفي غمرة التردّي يتساءل الناس : اين هو البرلمان العربي ؟ اين هو من قضايانا ومشاكلنا ومقاتلنا وصراعاتنا ؟ اين هو من اوضاعنا السياسية في كل من العراق ولبنان وفلسطين والسودان .. ؟؟؟ اين هو من كل ما قيل عنه من مزايا وما سيلعبه من ادوار ؟ اين موقعه في صنع استراتيجيات عربية من نوع جديد ؟ اين هو من تقديم اي مشروع قومي او المشاركة في اي برنامج دولي للتنمية ؟ اين هو من التأثير الدولي خصوصا ونحن نعلم كم المقارنة صعبة ومستحيلة بين البرلمانين الاوروبي والعربي ؟
كنت قد انتقدت منذ سنتين تأسيس هكذا " برلمان عربي " ، وذلك بتاريخ 28 يناير 2005 ، وقلت بأن لا فائدة من هكذا مؤسسات وستزيد من عبء التاريخ واثقاله ، فاجابني الاخ مستشار الامين العام للجامعة العربية بمقال يرّد ويوضح ضرورة البرلمان العربي ودوره التاريخي .. وها قد مضى على تأسيس البرلمان العربي زمنا ليس بالقصير ابدا .. فعلينا ان نسأل : ما دور هذه " المؤسسة " التي مقّرها دمشق وهي لا تؤدي اي دور حقيقي في حياتنا العربية ؟ وما الذي قدّمته حتى اليوم ؟
لقد اضفنا كيانا جديدا وهو راكد لا يقدم اي حراك ولا يشارك باي فعل ولا يصنع اي ارادة .. انه وهم كاذب صنعناه من دون اي نتائج مثمرة منذ تأسيسه حتى اليوم .. خصوصا ونحن نشهد انقسامات سياسية مريعة ، بل وصراعات بين فصائل وطنية واقتتال بين الاخوة .. ونحن نرى انتقال الفوضى الغادرة من مكان لآخر .. ونحن نشهد اشتداد قوى الارهاب والتفجير في منطقتنا .. ونحن نشهد انضواء ادوار دول معينة كان لها رصيدها وتأثيرها على الساحة العربية .. ونحن نتأسى على فقدان الارادة السياسية لصالح قوى واحزاب وميليشيات واوليغاريات خارجة عن القانون تمارس دور الدولة داخل الدولة من دون اي رادع .
لقد قلت في معرض انتقادي لمشروع البرلمان العربي قبل اكثر من سنتين ( النهار البيروتية ، 28 يناير 2005 ) : " فهل يمكننا ان نستفيد من تجارب غيرنا ولو قليلا ؟ الا يكفينا من (مؤسسات ) عربية هشة وضعيفة ومحتضرة ، لن تستطيع ابدا اتخاذ مواقف جماعية ولا قرارات موحدة ؟ الا يكفينا ( مؤسسات شكلية ) يصرف عليها الملايين ، وهي لن تقوى على مجابهة متغيرات الحياة المعاصرة ، كما وانها لا تقوى أيضا على مجابهة التحولات العربية الجديدة التي ستمس مصالح الاجيال الثلاثة الجديدة في القرن الواحد والعشرين ؟
الا تعتقدون بأن مؤسسات عربية جديدة بحاجة الى ظروف ملائمة وتوافقيات حضارية وشراكات اقتصادية والاهم من كل هذا وذاك انها بأمس الحاجة الى عقليات جديدة بمقدورها استيعابها والتعامل معها من اجل ان يكسب العرب ولو جولة واحدة لصالحهم ؟ ان المؤسسات الاتحادية او الكتلوية او البرلمانية في عالم اليوم قد انطلقت من قناعات تامة بما وصل اليه العالم المعاصر اليوم والتوافق مع حركته وتحولات عناصره وآليات تفكيره واستمراريته .. فهل يؤمن العرب كلهم بما هو عليه عالم اليوم وبما وصل اليه عالم اليوم وبما يمكن ان يلزم به العرب انفسهم في التعامل مع الاخر من اجل بناء مصالحهم العليا ومستقبل اجيالهم ؟ انني اعتقد ان العرب ما زالوا يختلفون في ما بينهم على مثل هذه ( الاسس والاعتبارات الاساسية والركائز الكبرى ) ، فكيف بهم يتقبلون حالات التعايش والاندماج والشراكة والانفتاح والتوافقية ؟؟ انهم ما زالوا يعتبرونها ( تبعية ) وخصوصا في الحالات الاقتصادية ؟ " !
انني أسأل اليوم : ما جدوى تأسيس هكذا برلمان عربي وحياتنا العربية تنحدر من سيئ الى أسوأ ؟ ما نفع اي مؤسسة عربية لا تجيد التعامل مع الاخر لمعرفة الرؤية الاخرى في قضايانا التي باتت تأكلنا واحدا بعد الاخر ,, وبات العرب لا يفكّرون ابدا بما يجري في العالم ، فما يجري في عالمهم لا يمكن ان يتقبله عاقل ابدا !
ان مشروع البرلمان العربي قد اثبت فشله الذريع ، وذلك باختفاء تطبيقاته وغيبوبة تأثيراته كونه لا يصلح والتنافر قائم والتباعد حاصل .. حتى غدا موضوع العمل العربي المشترك مجرد شعار وهمي لا يمكن العمل به ما دام هناك جامعة عربية لا صلاحيات قوية لها .. ان المخاطر والتحديات التي تواجهنا لابد من العمل على التصدي لها قبل استفحالها في عموم منطقتنا . وعليه ، ينبغي ان يكون البرلمان العربي مشروعا مؤجلا اليوم ، اذ لا يمكن ان يستمر في ظل اوضاع مزرية يعيشها العرب وهو لا يفعل شيئا .. انهم في بداية نفق طويل لابد من سحبهم منه قبل فوات الاوان .
انني اعيد دعوتي من جديد للعرب كلهم وهم يعيشون ويدركون اي منحدر سياسي باتوا فيه في عدد من البلدان العربية واي فقدان للامن والنظام فيها ؟ انني ادعوهم من خلال برلمانهم العربي ان يفعلوا شيئا ذا بال اتمنى ان ينجح اي " مشروع " استراتيجي حقيقي يمكنه ان يعيش بقوة فلسفته والاجماع على دوره .. وان يساهم في فعل اي شيئ من اجل مصالحنا في المنطقة والعالم . ان الضرورة باتت ماسة لكي تتشكل ارادة حقيقية من النخب السياسية والفكرية بالاعتماد على القوى الشعبية التي تمثل الشعب . ان مجتمعاتنا باتت اليوم منقسمة على نفسها .. وانها بحاجة الى انقاذ حقيقي من الهوة السحيقة التي تنتظرها . اتمنى على الاخوة في البرلمان العربي ان يساهموا بشكل حقيقي في الانقاذ او ليغلقوا ابوابهم ويقرروا الغاء مؤسستهم التي لا حول لها ولا قوة .. وهي صفر على الشمال منذ ولادتها القيصرية حتى يومنا هذا !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى: إنها بانوراما الشرق الأوسط...!
- معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟
- المجلس العراقي للثقافة : ملاحظات تأسيسية
- بعيدا عن الطائفية : منهج القطيعة ازاء المستقبل
- جوردن براون المؤرخ الذي سيحكم بريطانيا
- صمت مجتمعاتنا رهين سياسات بشعة !!
- من اجل أخلاقيات رفيعة في الكتابة العراقية أولا القيم المفتقد ...
- وثيقة العهد الدولي : ليست هي الحل
- ماذا فعلت أمريكا بالعراق الجديد ؟؟ التجربة والذرائع الفاشلة
- عراقيون أم غير عراقيين؟!
- افاق ستراتيجية: نصوص من كتاب البنية التكوينية للمجتمع العراق ...
- نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!
- المفكّر العراقي الدكتور سّيار الجميل في حوار جديد حول الوضع ...
- هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟
- النواب العراقيون : مشروع طبقة متميزة !!
- مدخل لفهم الاقليات في الشرق الاوسط : رؤية مستقبلية
- كارثة العراق : الصراع الاهلي .. الاقليمي .. والدولي !!
- الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !
- متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة ؟
- الديمقراطية : مشروع حضاري ام شعار سياسي ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟