أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة















المزيد.....

حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس رجما بالغيب أن يتوقع المتتبع ـ منذ الإعلان عن فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2006 ـ انزلاق الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية إلى هاوية الاقتتال الداخلي بين حركتي "حماس" و" فتح" . فالأمور تحكمها مقدماتها . ومقدمات الاقتتال هي نوعية المشروعين اللذين تتبناهما الحركتان . ذلك أن حركة حماس تحمل مشروع دولة دينية لا مكان فيه للاختلاف السياسي والمذهبي ولا فرصة فيه للتوافق مع الحركات العلمانية /الديمقراطية . لهذا ستظل أسباب الاقتتال قائمة ما ظلت "حماس" وفية لميثاقها التأسيسي الذي يحدد الأهداف التي من أجلها تأسست الحركة كالتالي : (أمّا الأهداف: فهي منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح ). من أجل ذلك تخوض "حماس" الصراع بكل أشكاله ، بل تجعله "فريضة" دينية لا تخضع للحوار أو النقاش . أما منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة "فتح" ، فهي تناضل من أجل تحقيق مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية التي تتسع لكل الفلسطينيين على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم . ومن ثم ترى حركة "حماس" أن مشروعها مناقض لمشروع "فتح" ومعها منظمة التحرير . وهذا واضح في المادة السابعة والعشرين من ميثاق "حماس" كالتالي: ( تبنت المنظمة فكرة الدولة العلمانية وهكذا نحسبها. والفكرة العلمانية مناقضة للفكرة الدينية مناقضة تامة، وعلى الأفكار تُبنى المواقف والتصرفات، وتتخذ القرارات. ومن هنا .. لا يمكننا أن نستبدل إسلامية فلسطين الحالية والمستقبلية لنتبنى الفكرة العلمانية ) . وخطورة هذا الميثاق تزداد حينما يصير عقيدة يؤمن بها الأتباع ويتعصبون لها ، بل ويمارسونها ببشاعة ووحشية كما يصف بيان جمعية "راصد" الفلسطينية ( قامت عناصر من ما تسمى " القوة التنفيذية " في تمام الساعة 12 ظهراً من اليوم الأحد الموافق 9/6/2007 م باختطاف مواطنين يعملان في قوات 17 وأثناء قيامهما بتوزيع وجبة الغذاء على مقرات وأفراد حرس الرئاسة الفلسطينية بالقرب من مسجد الكتيبة في مدينة غزة تم خطفهما و اقتيادهما باتجاه برج الغفري غرب مدينة غزة وهما (المواطنين محمد السويركي "20 عاما" و زميله إبراهيم جواد الحتو) .وعقب اختطاف السويركي والحتو توجهت قوات حرس الرئاسة باتجاه البرج لتحرير الرهائن ودارت اشتباكات عنيفة وبعد تدخل الوفد الأمني المصري في وساطة بين الجانبين وانسحب حرس الرئاسة من محيط البرج بعد تطمينات بإطلاق سراح المختطفين ولكن فوجئ الجميع بعد لحظات من الوساطة بخبر إلقاء المواطن السويركي من الطابق الثامن عشر من برج الغفري بعد تقييده من اليدين والقدمين وإلقاءه حيا على الطريق العام ليفارق الحياة ) . إن هذه الممارسة الوحشية جعلتها حماس عقيدة/فريضة تجاه الخصوم السياسيين الفتحاويين دون الصهاينة المحتلين . وما يدل على أنها عقيدة ، هو من جهة ، نوع التعاليق التي نشرها موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" على بيان حركة "حماس" . ومن جهة ثانية طبيعة الجرائم ووحشيتها التي ارتكبتها القوات الحمساوية ضد الخصوم وعموم المواطنين . فبخصوص التعاليق يمكن لاقتصار على النماذج التالية :
ـ ( اللهم فتحك ونصرك ونورك وهداك وبركتك لرجالك رجال حماس والقسام والقوة التنفيذية وكل من يحبهم ويدعو لهم وينصرهم ولو بكلمة .. اللهم انصرهم .. اللهم انصرهم على القوم الظالمين يا ذا القوة المتين يالله .... اللهم إنهم جندك وأحباؤك لا تخيب رجاء المسلمين فيهم يارب العزة العظيم )...
ـ ( بوركت أيادي القسام على ما يقومون من احتلال مواقع الذل والاذلال وهذا يدل على أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنون).
ـ ( نصركو الله يا ابناء القسام وحماكم و ايدكم الي الامام يا ايها القسامين الطاهرين المتوضئين قاتلو الفئة المجرمة الضالة العميلة المتصهينة ولا ترحمو فيها احدا ....) .
أما الجرائم فيمكن التذكير بما نشره " مركز الميزان لحقوق الإنسان" ومنها (تقييد حركة الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وتكرار الاعتداء على المستشفيات والطواقم الطبية العاملة فيها، بل وإطلاق النار داخلها. وما جرى اليوم في مستشفى الشفاء من اعتداءات على الأطباء والممرضين، دفعهم إلى الهرب من المستشفى، يعزز مخاوف المركز، لاسيما وأن العديد من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى ظهر اليوم لم يجدوا من يقدم لهم خدمات الإسعاف، وهو سيناريو مرشح للتكرار في مشافي أخرى ما يشكل عاملاً يرفع من أعداد القتلى) . لكن الأفظع الذي لم يرتكبه حتى جيش الصهاينة هو إقدام ميليشيات حماس على قطع رؤوس عناصر الأمن الوقائي وقتل الجرحى بالمستشفيات .
الآن وقد "حررت" حماس قطاع غزة من يد السلطة الفلسطينية ، وانفردت بـ"الحكم" بعد أن أعلنت رفضها قرارت الرئيس محمود عباس بإقالة هنية وإعلان حالة الطوارئ وتكليف حكومة إنفاذ قرارت الطوارئ ، فإنها ـ حماس ـ ستدير القطاع كإمارة حمساوية مستقلة عن حكومة عباس . وقد فعلت ( تغيير أسماء المناطق : تل الهوا إلى تل الإسلام ـ كتابة عبارة لا إله إلا الله على العلم الفلسطيني ) . وهي ، بهذا القرار ، تقسم أراضي السلطة الفلسطينية إلى كانتونات معزولة تنعدم فيها شروط قيام دولة ومقومات استمراريتها . وبهذا تكون حماس قد نفذت ما عجزت عنه إسرائيل من حيث فصل القطاع عن الضفة ، تشتيت الصف الفلسطيني ، خلق حالة الاقتتال الداخلي ، إثبات أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام الخ . وإذا أصرت حماس على استمرار حكومة هنية ضدا على قرار الإقالة ، فإنها حتما توفر كل المبررات لتشديد سياسة الحصار والتجويع التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين . بل إنها ستحمل الدول العربية على مقاطعة حكومة غزة ، الأمر الذي سيزيد من معاناة الفلسطينيين ـ داخل القطاع ـ ويدفعهم إلى التمرد والعصيان . وهذا ما تراهن عليه حكومة الرئيس أبو مازن . فهل ستفلح حماس في توفير الدعم الشعبي والدولي لإمارة " غزنستان / حمسستان" ؟ الأكيد أن إسرائيل لن تزعجها بعد اليوم صواريخ القسام بفضل العقيدة "الجهادية التكفيرية" التي تجعل "الجهاد" ضد العدو القريب مقدَّما على مواجهة العدو البعيد . ألا بئس العقيدة والسلطة اللتان تجعلان العيش في ظل الاحتلال أرحم وآمن من العيش في ظل "الاستقلال" .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئات العلماء ومسئولية الانخراط في حركة الإصلاح الشامل .
- مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.
- العيب في ثقافة البداوة وليس في بول الإبل
- الجزائر نيوز تحاور الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلا ...
- المراجعة فضيلة لم تنضج بعد شروطها لدى شيوخ التطرف
- أحداث 16ماي الإرهابية بين النجاح الأمني والفشل الثقافي
- حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا
- هل سيفلح تنظيم القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا ؟
- لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنو ...
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/2
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/1
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/3
- حوار مع سعيد الكحل
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/2
- الإرهاب قبل أن يصير عبوات متفجرة كان معتقدات متطرفة 1 .
- سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .
- الملك أكبر سند لمطالب النساء
- هل تفجيرات الجزائر تنذر باتسونامي الإرهاب ؟
- !!بئس الكرسي لما يصير هو العقيدة والقضية
- جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة