أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح














المزيد.....

السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اثارت الدعوات الى تسليح العشائر العراقية نقاشا محتدما، ليس حول الجهة المخولة بقرارت التسليح وحسب، بل حول صحة هذه الوجهة في ظل أوضاع أمنية يعيشها البلد توصف أنها في غاية الخطورة، وكذلك حول الجهة المخولة بالاتصال مع العشائر العراقية، هل هي الحكومة العراقية ام القوات الامريكية؟
الجانب الامريكي يصر على تسليح بعض العشائر في مناطق غرب العراق، وينطلق في ذلك من تجربة "صحوة الانبار"، لكن الدفع في هذا الاتجاه قد يسهم في خلق ميليشيات جديدة في الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة لحلها، بعد ان اصبحت عامل توتر في الجانب السياسي كما هو في الجانب الامني.
أكدت احداث هذا الاسبوع، وما شهد من صدامات مسلحة في اكثر من محافظة ان الخطوات التي تسير عليها الحكومة باتجاه حل المليشيات لا زالت في بداية الطريق، وربما تكتنفها صعوبات كبيرة، ليس بمقدور الحكومة، في وضعها الحالي، اتخاذ قرارات مناسبة لمعالجة هذا الملف الشائك. لكن اذا ما عجزت الحكومة عن معالجة هذا الملف الان، وكما يجب، فانه لا ينبغي غض النظر عنه، أو التفكير بتسليح الاهالي والعشائر وبطرق غير مدروسة، بما يخلق المزيد من التوتر. ومن هنا فأن التحذير من تسليح بعض العشائر يبدو مفهوماًُ ومبرراً، خصوصاً اذا اقترن بالعزم على المضي قدماً في حل كافة التشكيلات المسلحة غير الرسمية، وتعزيز القوات الوطنية المسلحة والتأكيد على حيادتها واحترامها للقانون والدستور ولحقوق الانسان، أي انسان.
ان اخطر ما يرد من تحفظات واعتراضات على وجهة تسليح العشائر هو الاتصال المباشر بين رؤساء العشائر والقادة الامريكان الميدانيين، والتنسيق والتخطيط معهم. ان مهمة التنسيق هي للحكومة وحدها اذ لا ينبغي الاتصال بالقوات الاجنبية، من قبل اي كان، بمن فيهم رؤساء العشائر. وان كان - لابد – للعشائر من دور في دعم الخطط الامنية فلا يتم الا بالتنسيق مع الحكومة العراقية ومؤسساتها الدستورية لا غيرها، فهي من يمثل العراقيين، وليس لاي شخص الحق في التطوع للاتصال والتنسيق مع القوات الاجنبية، فاستسهال ذلك هو امر في غاية الخطورة.
ان العراق يعاني من انتشار السلاح، واتساع استعماله، وعدم السيطرة عليه، ولا حاجة لنشر المزيد منه. كما ان مسؤولية الأمن هي مسؤولية الحكومة، ومؤسساتها العكسرية بشكل مباشر، وحين نتحدث عن المسؤولية الوطنية في هذا الجانب، ينبغي لكل مواطن ان يؤديها عبر مؤسسات الدولة، وهناك أطر يمكن النشاط من خلالها، منها على سبيل المثال : لجان الدعم الجماهيري لخطة فرض القانون. وليس عبر التعاقد مع القوات الاجنبية واخذ السلاح منها والتعامل معها.
هناك مخاوف جدية من التسليح بهذه الطريقة التي لا تنسجم مع وجهة تعزيز استقلال الدولة وسيادتها، وكذلك تتقاطع مع كل الدعوات التي تؤكد على بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية، وإشاعة ثقافة السلم ونبذ العنف. كما ان هناك مخاوف غير قليلة من ان التسليح بهذه الطريقة قد يفتح الطريق الى مليشيات جديدة، يستهدف من انشائها مواجهة مليشيات اخرى لم تتمكن القوات الحكومة من حلها ولا القوات الامريكية من التعامل معها، وهذا ما يدفع البلد الى مشاكل جديدة.
ان انتشار السلاح الى هذه الحدود الخطرة بعيدا عن اجهزة الدولة يهدد مستقبل البلد، وينذر بمخاطر مستقبلية، ستكون اكبر، بالتأكيد، من المخاطر الحالية التي تدفع الى تسليح العشائر، كما ان خطره ليس على الحكومة وحدها بل ربما يؤسس لتهديد اقليمي يصعب السيطرة عليه.
كما ينبغي، في الوقت نفسه، العمل على ترسيخ الوجهة التي تؤكد: لا سلاح بيد المليشيات والاهالي، بل يجب ان يكون بيد مؤسسات الحكومة، العسكرية والبوليسية والامنية، وان ما يحتاجه شعبنا هو نبذ العنف واشاعة ثقافة السلم والتسامح، والمضي قدماً وبشكل ملموس، في تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية، الذي، اذ ينهي كافة اشكال الوجود المسلح غير الشرعي، فأنه يرسي الاسس لتوافق وطني يوفر الاجواء المناسبة لاشاعة الامن والاستقرار واعادة البناء واستكمال الاستقلال والسيادة الوطنيين.
ليس بالسلاح وحده يبنى الامن، كما انه ليس بالتهديد تستقر النفوس، والشعب العراقي ضجر من قعقعة السلاح ويتطلع الى السلم والاستقرار، وكل ما يحتاجه هو دولة آمنة وفرص عمل وتوفير الخدمات وتأمين الارزاق... فهل من مجيب؟



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!
- حراك سياسي... لتأمين الخبز والعمل!
- التيار الديمقراطي والتحديات التي تواجهه
- سؤال حول المؤتمر الثامن إبان انعقادة
- اشارة أمل!
- راية أيار ترفف مجددا
- التوافق والمصالحة الوطنية هما الجدار الآمن
- تحية ل - طريق الشعب- التي فازت
- فرض القانون ... ثغرات ينبغي تلافيها
- إستنهاض قوى التيار الديمقراطي.. مسؤولية وطنية
- على شرف الذكرى.... واحنة دربنا معروف
- درب القوى الديمقراطية
- اي تحالف يتطلع اليه شعبنا ؟
- الخبز مع الامان
- التقارب العراقي السوري
- المشترك بين لبنان وفلسطين والعراق
- وحدة قوى الخير
- البطاقة التموينة... تحسين مفرداتها أم شطبها؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح