أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!














المزيد.....

تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


حكومة سلام فياض، التي في صفتها الفلسطينية "الرسمية" ليست بـ "حكومة طوارئ" وإنْ أصرَّت حركة "حماس" على وصفها بهذه الصفة للطعن في شرعيتها الدستورية، تستطيع الاستمرار والبقاء ما استمرت وبقيت "حالة الطوارئ" عَبْر "التمديد" لهذه الحالة، والذي هو، دستورياً، مهمة "المجلس التشريعي"؛ ولكن، هل يتمكَّن هذا المجلس من عقد جلسة له للنظر في أمر التمديد؟ إنَّ احتمال حدوث ذلك، أي عقد تلك الجلسة، هو احتمال متضاءل، إنْ لم يكن في منتهى الضآلة اليوم وغدا، فثمة 42 نائبا تعتقلهم إسرائيل، منهم 39 نائبا من حركة "حماس". الدعوة إلى عقد جلسة (بعد انقضاء المدة القانونية (نحو 30 يوما) لعمل حكومة فياض) قد تُوجَّه؛ ولكن نوَّاب حركة "فتح"، والنوَّاب المتضامنون معها، قد يمتنعون عن الحضور، فتَفْقِد تلك الجلسة نصابها القانوني، وتنشأ، بالتالي، أزمة دستورية ليس من حلِّ لها في "نصِّ" ما يُعَدُّ "دستورا فلسطينيا".

هذا "الدستور" منح رئيس السلطة الفلسطينية الحق في إعلان "حالة الطوارئ" مدَّة شهر واحد، جاعلاً أمر تمديدها من صلاحيات وسلطات "المجلس التشريعي". وكانت "الفرضية" عند "المشرِّع الفلسطيني" هي أنَّ "النصاب القانوني" لعقد جلسة لـ "المجلس" في الحفظ والصون.

إنَّ واقعا دستوريا "شاذا" يوشك أن ينشأ؛ ولن تكون مواجهته ممكنة واقعيا (ودستوريا أيضا) إلا بـ "العودة إلى الشعب"، أي إلى صناديق الاقتراع، على أن يكون "موعد" تلك العودة مستوفيا لشروط لم تُسْتَوفَ بعد؛ لأنَّ "الواقع" لم يتغيَّر بعد بما يُقْنِع صاحب الحق في الدعوة إلى "العودة إلى الشعب" بأنَّ الأوان قد آن.

وهذا إنَّما يعني واقعيا أنَّ حكومة سلام فياض ستبقى وتستمر إلى أن تصبح "العودة إلى الشعب" خيارا ممكنا عمليا، وستبقى وتستمر، أيضا، حكومة هنية التي تصف نفسها، إظهارا وتأكيدا لشرعيتها الدستورية، بأنَّها "حكومة تسيير أعمال".

"الواقع" يتحدَّى.. إنَّه يتحدَّى حكومة فياض والرئاسة الفلسطينية (ومعهما "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية) في "الأمن" و"الاقتصاد" والسياسة"، فالضفة الغربية يجب أن يتغيَّر واقعها الأمني بما يُقْنِع المواطنين هناك بأنَّ ما حدث في قطاع غزة لن يحدث هنا؛ لأنَّ أسباب حدوثه قد انتفت وأُزيلت. وواقعها الاقتصادي يجب أن يتغيَّر، بعد رفع الحصار المالي والاقتصادي الدولي، بما يُقْنِع المواطن بأنَّ مستوى عيشه اليومي قد تحسَّن. أمَّا في "السياسة"، التي هي موضع الاختبار الأهم، فعلى الولايات المتحدة وإسرائيل أن تأتيا بما يشبه المعجزة وهو إقناع الشعب الفلسطيني بأنًَّ خيار "الحل عبر التفاوض السياسي" هو خيار ينتمي إلى العالم الواقعي للسياسة.

وعلى الحكومة، أي حكومة فياض، أن تُثْبِت قولا وفعلا للفلسطينيين كافة أنَّها تقف ضد كل سياسة تتَّخِذ إفقار وتجويع المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة وسيلة لبلوغ أهدافها، وضد كل محاولة وسعي لإلغاء، أو إضعاف، "التعددية الحزبية والسياسية والفكرية" في الضفة الغربية، فإعلان "القوَّة التنفيذية" وميليشيا "حماس" خارجتين عن (وعلى) القانون يجب ألا يَقْتَرِن، لا اليوم ولا غدا، بحظر الوجود أو النشاط السياسي لحركة "حماس".

وأحسب أنَّ الضفة الغربية يمكن ويجب أن تكون من الآن وصاعدا مثالا جيِّدا في "المقاومة المُجْدية" التي نرى فيها "الشعب"، ولا نرى من السلاح إلا ما يُشْعِر المواطنين بأنْ لا عصابات مسلَّحة تتحكَّم فيهم بعد اليوم. وغني عن البيان أنَّ الفلسطينيين هم الآن في أمسِّ الحاجة إلى أن يروا سلطتهم تَنْبُذ كل من كان له يد، أو حتى إصبع، في ارتكاب جريمة "الاقتتال الفلسطيني".

أمَّا الواقع هناك، أي في قطاع غزة، فيتحدَّى "حماس"، التي حاربت خصومها بما أظْهَرها على أنَّها تحارب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه ومصالحه القومية، على أن تُثْبِت أنَّ ما خلقته بيديها من وقائع وحقائق جديدة هو "التحرير الثاني" الذي خدم على خير وجه "التحرير الأوَّل"، وأنَّ "الانتصار" الذي أحرزته كان انتصارا للشعب الفلسطيني وقضيته القومية، وليس انتصارا عليه وعليها.

يتحدَّاها أن تُرينا شيئا من الأعمال، عدا عمل شرطي في داخل سجن أو على بوَّاباته، تقوم حكومة هنية بتسييره، فـ "حماس" لم تَقُم بـ "التحرير الثاني" للقطاع إلا لتكف عن كونها "مقاومة"، وعن كونها "حكومة"، وعن كونها قوَّة سياسية تضرب جذورها عميقا في الشعب الذي انْتَخَب فانْتَحَب.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعضٌ من ملامح المستقبل القريب
- هذا -النصر- اللعين!
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!