أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - (3-6) مشكلة المغيّبات ..؟














المزيد.....

(3-6) مشكلة المغيّبات ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


والعين البصيرة الناقدة التي تقرأ بوعي والتي نزعت عنها القداسات الزيوف – التي عادة ما تصاحب القارىء لهذه الكتب –هذه العين تستطيع بقدر من التمحيص أن تكشف تلك التبريرات والتلفيقات والتزاويق وتنحّيها جانباً وتعكف على الوقائع نفسها تدرسها دراسة موضوعية وتبحثها بحثاً علمياً مجرداً وتحللها تحليلاً دقيقاً ، كما فعلنا – على قدر جهدنا وطا قتنا – في هذا البحث .
فالأخبار والنوازل والوقائع والأحداث التي أوردناها معجونة – في مصادرها الأصلية – عجناً بالتبريرات والتسويغات والتلفيقات والتزاويق والتجميلات ....إلخ وبعيون ناقدة متحررة من غبش التقديس الزائف أن تنفض عنها كل ذلك ونعيد قراءتها قراءة جديدة نحّت جانباً هالات التبجيل المصطنعة وحللناها وعرضناها بموضوعية لعل القاريء قد أدركها .
ومن المهم بمكان أن نذكر أن هالات التفخيم والتعظيم بدأت في تلك المؤلفات مبكرة للغاية ربما منذ ( عصر التدوين 9 لأن كاتبيها أو مؤلفيها أو جامعيها يكتبون عن أناس لهم في نظرهم قدرٌ وفيرٌ من القداسة ، وليس صحيحاً أن التفخيم والتبجيل والتعظيم لم تعرفها إلا كتابات ما يسمى بكل مجانية وخفة بـ ( عصور الانحطاط ) وإن كانت النبرة زادت زيادة واضحة والعبارات تضاعفت والنهج نفسه تضخم أو لنقل إنه تورّم في هذه العصور ولكن الذي لاشك فيه أن البذرة كانت موجودة منذ البدايات الأولى وهذا أمر طبيعي .
وعجبي يتزايد يوماً بعد يوم من كليات العلوم الإنسانية في الجامعات المصرية والعربية والإسلامية التي لم تلتفت منذ نشاتها إلى تلك الدواوين والكتب والمؤلفات ...إلخ كمصدر رئيسي للتاريخ والتقييم للحقبة المحمدية على وجه خاص ثم من بعدها للحقبة الخليفية ، واعتمادها فقط على كتب التاريخ ، وحتى لا يساء فهمنا نكرر العبارة السابقة ( مع تقديرنا لها ولواضعيها ) .
وكم أسفت بل تألمت وتوجعت وأنا اطالع – مؤخراً – كتاباً ألفه أستاذ كبير مقاماً وسناً – في إحدى كليات العلوم الإنسانية بجامعة مصرية وصاحب اسم لامع في سماء الفكر في العالم العربي لا في مصر وحدها ، وهو يصف تلك المؤلفات التي ذكرناها بـ ( الكتب الصفراء ) وتحدث عنها بسخرية مريرة واستهزاء شديد واستكبار واضح ، وإني على ثقة كاملة أنه لم يفتح كتاباً واحداً منها بل ولم يقرأ سطراً يتيماً فيها ، وكيف يُصدر عالم حكماً على شيء لم يطّلع عليه ، ومن المحزن أن المادة التي يدرسها ويؤلف فيها وثيقة الصلة بهذه ( الكتب الصفراء ) .
إن ما تحتويه هذه الذخائر يهمّ دون استثناء كل العلماء في : -
علم الاجتماع – في سائر فروعه – والأنثروبولوجيا وخاصة الدينية والاقتصاد والسياسة والتاريخ والتربية والإعلام والأدب واللغة بل والعلوم العسكرية ، وتحتاج إلى كتائب – ولا أقول كتيبةً واحدة – من الدارسين والباحثين والعلماء لدراستها وبحثها وتمحيصها وتبويبها وتصنيفها وتحليلها وغربلتها ....إلخ .
ولا صلة لهذه الدعوة التي أطلقها وأنادي بها بأعلى صوتي بما يسمى بـ ( معركة الأصالة والحداثة ) أو ( معركة التراث والتجديد ) التي أصبحت الكتابة فيها ممجوجة ومُملة ومستهلكة وبائخة (125) . بعد أن أهرقت فيها بحور من الحبر ، ولا يشكّل ذلك تعصباً مني لـ (التراث) ولا انبهاراً به ، فليس إلى شيء من هذا قصدت بل ربما يكون العكس تماماً هو الصحيح :
إن هذا الضرب من الدراسات والبحوث الذي ندعو إليه بكل ما نملك من قوة سوف يؤدي بطريق الحتم واللزوم إلى تفكيك ( القباب المقدسة ) قداسات زيوف والتي تخيّم على العقل العربي ( بما فيه المصري ) منذ قرون فتحجب عنه الهواء النقي والشمس الساطعة وإلى كسر القيود التي تكبله وتمنعه من الانطلاق إلى الآفاق الرحيبة والفضاءات غير المحدودة التي تسبح فيها عقول الآخرين وإلى تسليط الأنوار الكاشفة على ( النصوص) لتُعرف على حقيقتها ، وساعتها ينعتق المخاطبون بها من هيمنتها وتسلطها عليهم في كل مناحي حياتهم حتى عندما يدخلون أماكن قضاء الحاجة !!!
وإلى تعرية رموز كبيرة الشأن رفيعة المقام ونزع الهالات المصطنعة التي أحاطوها بها وعرْضِها بالصورة الحقيقية الواقعية بلا رتوش كما هي مرسومة في كتب التراث بعد إقصاء التزويقات والتجميلات التي أشرنا إليها فيما سلف ، وساعتها سوف يصيح من ( يعاينها على الطبيعة ) : كم كنا مخدوعين !!!
وسوف يؤدي إلى تحطيم ( الأساطير ) التي يؤمن بها حتى حملة الإجازات العلمية الجامعية الرنانة وبعضهم أحضرها من بلاد ( الفرنجة ) !!!
***
ولكن ما الهدف من وراء ذلك كله ؟
والجواب : إن تحرير العقل العربي ( وطبعاً المصري ) من القيود التي تكبله والفكر العربي ( وطبعاً المصري ) و ( الأساطير ) التي تشلّ حركته ، من أهم الدوافع إن لم تكن أهمها جميعاً والتي ستساهم في انتشال مجتمعاتنا من وهدة التخلف التي تتردى فيها منذ قرون .
والسؤال الخاتم الذي حيّرني وأقضّ مضجعي منذ أعوام طوال : متى ننجز تلك الدراسات والبحوث ؟
بل : من يجرؤ على مجرّد الاقتراب منها الآن ؟
( من كتاب مجتمع يثرب بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفي – الكاتب خليل عبد الكريم – سينا للنشر القاهره .)
النهــــــــــــــــــــــــاية
125- بائخة أي فاترة ، ساكنة ، منطفئة ، وفي المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية الجزء الثاني حرف الباء الطبعة
الأولى 1402 هـ 1982 م الهيئة المصرية العامة للكتاب بمصر – باخت النار سكنت ، فترت ، انطفأت .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (2-6) مشكلة المغيّبات ...؟
- غزّستان تحرّرت .. ألله أكبر .. هلهلوا يا عربان ..؟
- سلعة الديمقراطية الرائجة ...؟
- (6-1) مشكلة المغيّبات ...؟
- (5-2) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟
- (5-1) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- (5-4) مجتمع الذكور والإناث ..؟
- أردوغان ... أخاك مكره لابطل ، والترابي قدوة ..؟
- (4-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- الإعلان العامي لحقوق الإنسان مابين العلمانية والدين ..؟
- مجتمع الذكور والإناث...؟ 4-3
- (2-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (3-2) المرأة في مجتمع يثرب ...؟
- المُفتَرِسون والمُفتَرَسون ولله في خلقه شؤون ...؟!
- 1-( 3) المرأة في مجتمع يثرب ..؟
- (2) مجتمع الصحابة ..؟
- يشترط لإباحة الخلوة الشرعية في دوائر الدولة إرضاع الموظفة زم ...
- (1) مجتمع يثرب قبل الإسلام ..؟


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - (3-6) مشكلة المغيّبات ..؟