أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - الباحث والحقوقي عبد السلام أديب يتحدث عن رؤية المغاربة لمسلسل الانتخابات الفرنسية














المزيد.....

الباحث والحقوقي عبد السلام أديب يتحدث عن رؤية المغاربة لمسلسل الانتخابات الفرنسية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:55
المحور: مقابلات و حوارات
    


ـ في رأيكم كيف قرأ المغاربة نتائج المسلسل الانتخابي الذي شهدته فرنسا في الأيام الأخيرة؟

هناك إحساس واسع ينتاب المغاربة كلما تتبعوا الانتخابات الفرنسية، ويتلخص هذا الإحساس في نوع من الأسف أو الغيرة في أن المغرب لم يقطع تلك المراحل الديموقراطية التي قطعتها فرنسا، فقد شاهد المغاربة كيف يحدث الصراع السياسي الشريف بين المرشحين للرئاسة الفرنسية، فيبدل كل طرف قصارى جهده لإقناع الشعب الفرنسي بنجاعة برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، وأن تلك البرامج هي التي ستخدم المواطن أكثر، وبعد انتهاء الانتخابات يصبح المرشح المنتصر رئيسا لكافة الفرنسيين بمختلف تلاوينهم. ويعلم المغاربة أن الانتخابات في المغرب رغم التطبيل والدعاية الفجة، لا تكون لها نتائج ملموسة على الوضع المعيشي للمواطن، بل أصبح من المؤكد أن المواطن سواء أدلى بصوته لما يسمى باليمين أو لما يسمى باليسار أو الوسط أو للأحزاب التي تخلط ما بين الدين والسياسة فإن نتائج السياسات المعتمدة تكون كارثية على حياته، فالمرافق العمومية تتفكك عبر تفويتها للشركات متعددة الاستيطان، والخدمات في تدهور مستمر أو في غلاء مستمر، والبطالة في ازدياد وكل المظاهر السلبية الأخرى من أمية ورشوة وفساد ونهب المال العام. وفي مقابل كل ذلك يتم التضييق أكثر فأكثر على حرية الرأي والاعتقاد وممارسة الحريات العامة، وتفاحش موجات الغلاء. فالانتخابات لا علاقة لها بكل هذه الأشياء بل لربما تعمل على تكريسها. فانتخابات السابقة عرفت مقاطعة عارمة للمواطنين، أما حاليا في ظل التراجع الخطير للحريات العامة ولمستوى المعيشة وانتشار البطالة، فيمكننا أن ننتظر مقاطعة أوسع للانتخابات بجميع أشكالها، فستقاطع الجماهير الشعبية الانتخابات من تلقاء ذاتها ودون أن تحتاج إلى وساطة، وهذا هو الرد الجماهيري التلقائي على غياب الديموقراطية في بلادنا.


ـ هل تعتقدون أن العلاقات المغربية الفرنسية ستعرف تطورات بعد هيمنة "اليمين السياسي" على مؤسسات الحكم؟
تعلم أن الكثير من المسؤولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين السياسي في فرنسا بقيادة ساركوزي، نظرا لأن هذا الفوز سيخدم توجهاتهم ومصالحهم أكثر. فالمغرب تحكمه علاقات كومبرادورية بين الرأسماليين المغاربة والرأسمال الفرنسي حيث تتميز المبادلات بين البلدين بارتفاع معدلها مقارنة مع البلدان الأخرى، فبينما تجد الرأسمالية الفرنسية في المغرب سوقا للمنتوجات فرنسية الصنع ومستهلكا للقروض ورؤوس الأموال والاستثمارات الفرنسية التي تحقق فوائد وأرباح خيالية خصوصا بالنسبة لاستغلال الأيدي العاملة الرخيصة، نجد الكمبرادورية المغربية تمتهن الوساطات والمناولة وتصدير بعض المنتوجات الفلاحية والمنسوجات وبعض الصناعات التحويلية. هذا على مستوى المصالح الاقتصادية والمالية والتي تتحكم أكثر في صنع القرارات السياسية، أما بالنسبة للعلاقات الدولية فيجد المسؤولون المغاربة في اليمين السياسي الفرنسي حليفا طبيعيا على عدة مستويات، خصوصا وأن من مصلحة فرنسا استمرار أسلوب الحكم القائم في المغرب واستقراره، وأن أي انحراف نحو "ديموقراطية أكثر" قد يهدد مصالح فرنسا في المستقبل. إذن فاليمين السياسي الفرنسي صمام أمان للحكم القائم في المغرب.


ـ لكن ماذا لو فاز اليسار الفرنسي في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟
يحمل اليسار الفرنسي تاريخا من المطالب الاجتماعية والحقوقية تجعله يبلور سياسات قائمة على المبادئ الكونية لحقوق الانسان ذلك على عكس اليمين السياسي الفرنسي الذي يرجح الهوية والمصلحة الفرنسيتين. من هنا فإن تجربة العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال عهد ميتران كانت تمر بين الشد والجذب خصوصا في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان واحترام مبادئ الديموقراطية والكشف عن ماضي الانتهاكات الجسيمة. لذلك فإن فوز اليسار الفرنسي لن يرتاح لها المسؤولون المغاربة بل وتسير عكس مصالحهم، لأنهم قد يضطرون تحت ضغط المصالح الرأسمالية القائمة، إلى التنازل شيئا ما في مجال الحقوق السياسية والمدنية وكذا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي نلاحظ كيف تعرضت هذه السنة للمزيد من الخروقات نتيجة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية.

ـ في نظركم هل من شأن وجود فرنسيين من أصول مغـاربية في مواقع القرار السياسي أن يساعد على تطوير العلاقات بين فرنسا ودول المنطقة المغاربية؟

قد يلعب هذا المعطى دورا في تطوير العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وكذا على تسهيل التواصل وإبرام بعض الصفقات، ومحاولة تقريب وجهات النظر في عدد من النقاط الخلافية. لكن الكثير من التقارب وإن كان يخدم بعض المصالح الاقتصادية للرأسمالية فإنه يكون وبالا على المشهد الحقوقي ومبادئ الديموقراطية. فيصعب على نشطاء حقوق الإنسان في المغرب مثلا أن يجدوا دعما كبيرا لهم في إطار الحكومة الفرنسية.

ـ هل تعتقدون أن موقف ساركوزري من قضية "الوحدة الترابية" سيكون مشابها للموقف الفريد الذي ميز شيراك؟
سيجد الموقف المغربي بدون شك دعما من طرف ساركوزي كاستمرار لموقف جاك شيراك مع استعمال هذا الدعم في ابتزاز بعض المواقف والقرارات السياسية التي تكرس هيمنة الإمبريالية الفرنسية في المغرب. فالسياسة تبقى فن إدارة الممكن لخدمة المصالح، وشخص في مثل دهاء ساركوزي لن يفوت الفرصة في استغلال كل إمكانياته لخدمة المركزية الفرنسية ولو على حساب شعب مقهور كالمغرب. لذا فإن المخرج السليم سواء على مستوى العلاقات الدولية أو على مستوى السياسة الداخلية هي الديموقراطية الحقيقية أولا وأخيرا، أي الديموقراطية كما يفهمها الجميع وهي حكم الشعب بالشعب من أجل الشعب، وليس حكم الشعب بواسطة الفرد أو بواسطة جزء من الشعب. لأن مثل هذا المنظور الذي لم يتحقق بعد في بلادنا أن يرجح اختيارات الشعب المغربي على باقي المصالح الشخصية، سواء عند بلورة السياسات الاقتصادية والاجتماعية أو عند الدخول في علاقات دولية مع قوى إمبريالية تتحين فقط فرص الاستغلال والهيمنة.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى عنترة باحث جامعي مهتم بشؤون الحركة الأمازيغية في حوار ...
- مصطفى عنترة يتحدث في حوار لأسبوعية -المشعل- المغربية عن اللو ...
- فعاليات مدنية وسياسية تؤسس مبادرة الاختيار الأمازيغي
- أحمد الدغرني الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي ...
- الناشط المدني محمد المساوي يتحدث عن شروط المشاركة في المجلس ...
- المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومطلب احترام المعايير الملكية
- المدافعون عن الحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية يردون على ا ...
- تأسيس لجنة دولية لمساندة أمازيغ ليبيا والصحراء الكبرى
- -حميد باجو عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي يتحدث عن تيار ...
- موريتانيا تدخل نادي الدول الديمقراطية
- حث والصحفي مصطفى عنترة يتحدث في حوار لأسبوعية -المشعل- عن ال ...
- القذافي يهدد الوجود الأمازيغي بشمال إفريقيا ويبعث برسائل مشف ...
- الناشط السياسي جوزيف ليفي يتحدث عن المشاركة السياسية، أحداث ...
- أحمد الحارثي باحث جامعي يتحدث عن الحل الديمقراطي والوطني لقض ...
- الإشتراكيون الجدد بالمغرب أمام تحدي انتزاع الشرعية
- الدكتور محمد كلاوي يتحدث عن كتابه -المغرب السياسي على مشارف ...
- القوى المحافظة بالمغرب تنجح مرحليا في تشديد الخناق على الصحا ...
- محمد زياد، المنسق العام لمؤسسة 12 مارس بهولندا يتحدث عن الره ...
- التجاني بولعوالي فاعل مدني بهولندا يتحدث عن واقع الحركة الأم ...
- متى تعتذر الدولة للفنان الساخر أحمد السنوسي ؟


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - الباحث والحقوقي عبد السلام أديب يتحدث عن رؤية المغاربة لمسلسل الانتخابات الفرنسية