أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم سبتي - إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش














المزيد.....

إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


في وقت تثابر فيه بعض الفضائيات وتنتعش ، لتقدم على طبق شهي ، كل جديد ومثير ومؤثر في أحداث العراق ، تغط بعض وسائل الإعلام في نومة ثقيلة وهي على تماس مباشر مع الوضع العراقي بل تسقط في غيبوبة مفرطة أحيانا ..
ومن المضحك ، ان نجد ان فضائيات تهمل عن عمد او بغيره ! الأحداث الساخنة اليومية او العاجلة وتنفق وقتها في عرض المسلسلات العربية الساذجة وافلام المغامرات الهابطة ونقل اخبار زواج الكركدن في احدى المحميات !
بينما يتقافز مراسلو الفضائيات الاخرى بخفة مطلقة للحاق بكل ما هو ساخن وكأنهم يتسابقون في ميدان للركض . ينقلون ما شاء لهم من اخبار محمصة وطازجة ومطعمة بالمقبلات والمشهيات ، لتدخل معلبة أنيقة الى رأس المواطن المثقل بالكوابيس والمآزق والانكسارات . فتبدو كأنها اعدت في مطبخ متكامل على ايدي اساتذة محترفين يجيدون فن التلاعب بالأذواق والعقول وبالتالي فهم يجيدون فن الوقيعة !
هنا تروح الفضائيات المعاكسة ـ فضائيات اهل الدار ـ في غيبوبة وكأن الأمر لايعنيها البتة . في وقت تجند قنوات مهمتها اثارة الفوضى الإعلامية ، وتستنفر كل طاقاتها من تدليس ورياء وابتسامات يابسة فجة وأموال لاحساب ولا عد لها ومراسلين يجيدون فن التلاعب بالأجوبة ، لأجل إضاعة فرصة النجاة من صدمة الاخبار والتحليلات والآراء المشاغبة المستفزة للأغلبية في الشارع العراقي . فتطلق الصدمة والرعب والدهشة بصياغة قنبلة في كل مرة يريد العراقيون التوصل الى فهم وتقبل الإطراف لبعضها لنزع فتيل البارود المستعر ..
حتى إنها باتت لاتعرف الخطوط الحمر في التعامل مع الحدث العراقي ولا تعي خطورة ما تفعل ، بل انها تزيد الآخر تعصبا وتزيد المواطن استفزازا وقهرا .. وتعمل على اثارة مشاعر الملايين بمساسها برموزها الدينية والسياسية دون ان نرى رادعا إعلاميا من قنواتنا الرسمية و البعض غير الرسمية والتي تنحصر مهمتها في تتناول ردود أفعال المواطنين والمنظمات والمسؤولين ، دون ان يكون لها رأيا مستقلا معبرا عن وجهة نظرها الإعلامية والتي هي بالضرورة الوجهة الشعبية لكل الرأي العام .. وتفتح بعضها خطوط الاتصال المباشر مع المشاهد ليقول رأيه وكأنها تنأى بنفسها عن إبداء الرأي في قضية هي خطيرة وربما في حسابات التخطيط الستراتيجي لإثارة الفوضى في العراق ، هي اخطر من الإرهاب الفكري والطائفي والثقافي .. فإثارة حفيظة الملايين من العراقيين عبر تحليلات مدروسة ومعدة بعناية ومطروحة داخل خطاب إعلامي مروع من قبل قناة تهدف الى بلوغ الفتك الذهني للعراقيين وإيقاف الهم الوطني ، قد ينتج عنها الردود العفوية والعنيفة ردا للاعتبار فتكون رسالة القناة التي أثارت الزوبعة قد بلغت اهدافها في إدامة زخم الطائفية وإضعاف الروح الوطنية وفتح جبهات اخرى لم تكن موجودة .
هذا هو حال الإعلام الكاسد الذي للأسف يسمى عراقيا او وطنيا .. فقناة تبث من الداخل العراقي تدافع بقوة وبصوت لا ينقطع عن رأي الأغلبية التي انتهكت حرمتها الدينية وجندت ساعات بثها للدفاع والتصدي وقناة عراقية أصيلة أخرى كان همها الوطني معروفا وكانت تبث من الخارج ، دفعت ثمن موقفها فأجبرت على النزوح من بيوت الأشقاء الكرماء ! إلى ارض البلاد العامرة غير مأسوف على ترحليها بل كانت أكثر شجاعة من غيرها ممن حسبت نفسها عراقية ووطنية والتي ننتظر منها ان تتخذ موقفا او تبدي رأيا في اخطر طعنة توجه للوطنية العراقية بقصد سافر يراد به شحن جسد الإرهاب بحقنة منعشة وإدامة حياته الظلامية للقتل والترويع وصناعة مخيمات جديدة للمهجرين و جمعيات اخرى للأرامل ودورا للأيتام تضاف الى الدور الموجودة جراء الحروب التي انتصرنا فيها جميعا !



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع !
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع
- خير الإعلام ما قل ودل
- في ذكرى كمال سبتي ..احتفاء بهيبة الشعر
- من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر كمال سبتي
- ست قصص قصيرة جدا
- الاعلام وهمومنا المؤبدة
- فضاء متوهج
- مجلة ( ثقافتنا ) وقفة شجاعة في زمن المحنة
- قانون هيئة الاعلام العراقية واعادة تأهيل الذائقة العراقية
- هل ينبغي إحراق العراق ؟
- نخلة في نهر
- درس في السومريات
- لقاء خاص وصريح مع الأديب احمد ألباقري
- طيور العتمة
- الحوار المتمدن ، حزمة ضوء في عتمة
- !! صدّق .. صدّق .. حتى تُكذب نَفسَك
- الابداع وهموم اخرى
- فصل في هذيان القاص خارج المتن


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم سبتي - إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش