أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - !!هنا ..غزستان















المزيد.....

!!هنا ..غزستان


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


الله أكبر..
أيها الأحباء في الله..
انظروا إلى راياتنا الخضراء تشق عنان السماء
لبيك اللهم لبيك..!!
أخيرا من الله علينا بفتح غزة والقضاء على الخونة المشركين ..!!
أخيرا.. حررنا غزة من التيار الخياني.. جيش لحد العميل!!

كان هذا صوت مذيع المرئية المنتصرة في غزة متهدجا ومبحوحا بعد أن صمتت الحرية و"الشباك "كما يحلو للحمساوية التندرعليها " ومن خلفه بث مباشر لصورالبشمرجة الفاتحين "كما يحلو للفتحاويين التندر عليهم بقاذفاتهم المشرئبة في ثغر تل الهوى يكبرون ويهللون وهم يسوقون اسرى الوقائي المنهزمين بفلالينهم الداخلية ولصور جمع الفيء والاسلاب والغنائم "ونحمد الله أن لم تكن هناك سبايا" كل ذلك مع صور حرق الرايات الصفراء و توزيع الحلوى بمناسبة هذاالانتصار العظيم ..!!

لقد خسرت فتح الحرب الإعلامية قبل ايام من خسارتها للحرب الميدانية عندما احرقت محطة إرسالها التلفزيوني بينما فشلت بالمساس بفضائية حماس المحصنة وذكرنا انهيار قلاعها الأمنية السريع بانهيار جيش عبد الحكيم عامر في نفس الشهر عام 67. وذكرنا الموقف كله بانفصال سوريا عام 61..!! وبالنظر الى التاريخ والذاكرة فعبد الناصر لايزال ملء الوجدان الشعبي بينما لا يكاد أحد يذكرشخصا أسمه أديب الشيككلي..!!

حقا لقد اطمأن قلبي الآن على أن تحرير القدس بات ممكنا بعد أن شاهدت وببث مباشر معركة تحرير تل الهوى المظفرة كبروفة حية .. وكيف تم بسرعة تطهير وتفكيك محررات المنتدى والسفينة ونهب وحرق بيتي عباس و عرفات و.. و.. !!
فيكفي أن نحفر مثلا نفقا من غزة الى القدس لتفجير أي مبنى عسكري أو قوة مؤللة تعترض سبيلنا مثل مافعلنا في خان يونس حيث سقط من ابناء جلدتنا الكفرة الملاحدة من سقط.. فلا يهم عدد الضحايا في سبيل الفتح والتحرير!!

لقد بات الانسان العادي يعيش تحت وسواس أن يكون ضحية نفق سري بين دورة المياه وغرفة الاستقبال من حماته أو ضحية أن تنقلب عليه زوجته المتحمسة فجأة اعتقادا منها أن زوجها قد تفتح أكثر مما يجب !!
وأنا رجل أحترم قدراتي جيدا فلا أنا قادرعلي تشكيل حكومة طوارىء كما فعل عباس ولا أنا قادر على فرض شرعيتي بالقوة كهنية حتى ولو أدى ذلك الى شق الطفل نصفين.. مع الاعتذار لدائرة الطباشير القوقازية..!!

أقول وأجري على الله أن لا فرق واقعيا بين حماس وفتح فيما فعلتا وتفعلا وحالهما يقول :" لاتعايرني ولا أعايرك العار طايلني وطايلك " وكلتيهما قدمتا للشعب الفلسطيني على مدى تاريخهما تشكيلة واسعة ومتبادلة من الخطف والحرق والقتل الميداني السريع بدون محاكمة مع تمثيل بالجثت والفيديوهات لا تزال شاهدة..!!
وأقول أن المفاضلة بينهما كالمفاضلة بين شقي الرحى..!!

فكرت وأنا اشاهد المشهد الاخير للصراع أن اتقمص دور الشيخ الذي وقف في وجه عتريس في فيلم شيء من الخوف وزعق بأعلى صوته مخترقا حاجز الخوف : " جواز عتريس من فؤاده باطل "..!! واقول بتصرف : جواز حماس من غزة باطل..!!
تماما كما قلتها للفتحاويين أيام أوسلو ولكن من يضمن أن يتسع صدر الحما مسة لي كما اتسع صدر الفتاتحة من قبل..!!

ومع ذلك فاني اكتب هذا المقال كعادتي واقدمه للقارىء بحريتي وسلاطة لساني التي عهدها مني قبل قبل انهيارمحمية عباس الجنوبية ليكون اختبارا حقيقيا لحرية الكلمة في ظل امارة غزستان الجديدة ومحكا حقيقيا لوعودها المتكررة بالامن والامان خصوصا أن مايشفع لى ايماني القوي بالله وفلسطينيتي الشديدة واينما تكونان أكون..دون أدنى اعتبار أو ضغط من هذه الجهة أو تلك!!.

ان مافعلته حماس لم يكن من باب رد الفعل على استفزازات فتح ولا بسبب نفاذ الصبر من مناكفاتها وانما هو نتاج عمل مبيت.. مخطط بعناية ودؤوب منذ سنوات لسحب البساط من تحت أقدام مماليكها الذين تكرشوا وبلهتو من أكل الدجاج المسحب وركوب الماغنومات السريعة الفارهة.. وارتكنوا تماما الى ماضيهم النضالي ومجدهم المتبخر في أروقة الفساد وخاصة بعد رحيل ابي عمار!!
نعم..وبالفم المليان
مافعلته حماس كان انقلابا على الشراكة واتفاق مكة بعض النظر عن كل الحجج البلاغية المنمقة من آية الله اسامة حمدان وغيره والمدعمة بشواهد انتقائية موظفةجيدا من الايات الكريمة والتي من الممكن ان تساق لكسب ود العامة البسطاء والمتدينين بطبعهم .ومن المفارقة أن حماس ظلت لشهور طويلة تتهم الفتحاويين النائمين في العسل بالانقلابيين..!!

أما حجاب عباس باعلان الطوارى ء في غزة والضفة فاني أرجوه أن يبله ويشرب ميته لانه قرار متأخر و لاجدوى منه فهو يزيد الطين بلة ..!! ومفتاح البيت أصبح في يد حماس واللي مش عاجبه يشرب مكة كولا أو قطر أب..!!

وأظن أن حماس الآن أشبه بقط شرس انتزع من نده نصف رغيف محشوا بالجبن..
فرح في البدء بانتزاعه وتلذذ بعد ذلك بالتهامه ولكن أدرك في النهاية
أن ما دخل جوفه أكبر من قدرته على الهضم..!!

نعم..
سيدرك المنتصرون بعد تبخر فرحة الانتصار أن مافعلوه وفرحوا به كثيرا سيضعهم لوحدهم أمام المشاكل اليومية لمليون ونصف مواطن من أمن وأمان وتوفير لقمة العيش وكذلك في مواجهة التحديات الوطنية والعربية والعالمية المتجددة حيث لاتنفع الناس بعد افاقتهم من صدمة ماحدث كل خطب الوعظ والتصميد وكل استعراضات القوة هذا عدا انفراد اسرائيل بنا وبهم في منطقة الجزاء..!!


قد يقول متحمس أن البحر سيقذف لنا بالاف الاطنان من السردينة.. أو يتحدث ثان عن كنوز سيكتشفها الواصلون في أفنية بيوتهم فجأة أو يقول ثالث أن بركات ودعاء التشريعيين ستسقط علينا مطرا من سمان مشوى ولا الكنتاكي..!!
ولا أملك الا أن أضحك ممن لايدركون ان زمن المعجزات قد ولى وان وجد فنحن لا نستحقه من فرط ما اقترفنا من خطايا بحق انفسنا ووطننا..!!
ان أحلام العصافير شيء والحقيقة المرة التي عشناها شهورا طويلة مع حكومة حماس الاولى وحكومة الوحدة الوطنية في زمن الحصار شيء آخر فما بالنا اذا عشنا وجها لوجه مع حكومة أخرى لحماس منزوعة الدسم..اللهم الا اذا ارتكنا الى كوبونات من ايران وقطر وماليزيا..!!
فالماء والكهرباء والوقود والمعابروالمواد الاستهلاكية في يد من لايرحم..و نحن في سجن غزة الخانق..المغلق والمحاصر من الجميع نجبرعلى مشاهدة مسلسل الصراع بين قادة أنانيين..متسولين..يخدمون اجندات خارجية..!!

قد تنجح حماس بفرض الامن والامان في غزة بمنطق "العب وحدك ترجع راضي " وتقضى على الفلتان..بعيدا عن المناكفات لكن هل يصمد ذلك طويلا ان لم تجد مخرجا من نفق الجوع وتوفر لقمة العيش للمواطن..!!
وقد تنجح حماس بتقديم عروض مجانية أو بنصف الثمن مثل الافراج عن الصحفي البريطاني وشاليط لاقناع اسرائيل وأمريكا والعالم بأنها العنوان الصحيح للتفاوض..ولكنها ستكتشف أن أحلام الصيف سرعان ما تتبخرفي الخريف ..!!

نحن الان امام حكومتين لدودتين..كل واحدة منهما تلغي قرارات الاخرى ..بشكل كاريكاتوري مبك
فما أحلى صلعة عريقات في ضفستان وماأبهى طلة "أبوهلال " في غزستان ..!! ولا أملك الا أن أقول هنيئا للشعب الفلسطيني بهاتين الحكومتين وليبارك الله فيهما لتصبحا ثلاث أو أربع أو خمس..في ظل حضور عربي باهت ورخو!!

ان ما يغيظ فعلا هو توجع حماس مما يحدث لانصارها في رام الله وغيرها ..رغم انه عمل مرفوض و مدان
والسؤال ألم يتبصر المنتصرون بما فعلوا في غزستان عواقب الردود الانفعالية في ضفستان..!!
ثم لماذا تعقد " محاكمات ريان " التي تذكرني بمحاكمات القاضى الكردي اياه.. خاصة بعد العفو العام الذي أعلنه ومن به المنتصرون على اسراهم..؟!!
هل يعيد هذا مثل التصرف بعض أهلنا الذين فروا الى معبر ايرزخوفا على أرواحهم..وقتل بعضهم وهم ينتظرون الرحمة من عدو دون الشقيق ..؟!!
هل يصب ذلك في اتجاه تهدئه الخواطر ومداواة الجراح..أم يصب مزيدا من الزيت على نار الكراهية والاقصاء..؟!!
وهل من العيب أن نلجم فتاوانا البغيضة وشعارات الكراهية ونتعالى على أحقادنا ونختصر فترة الألم والنقاهة مما ألم بنا..؟!!

ان احتمالات المستقبل مفتوحة على مصراعيها وبعد السكرة لابد أن تداهمنا الفكرة ففتح لن تسلم بنتائج مادبر بليل وخياراتها متعددة مستندة الى شرعية الرئيس وحماس كذلك مستندة الى شرعية الحكومة لن تسلم بما سيحدث حتى مع لي ذراعها في الضفة ولن تتخلى عن الحكم فهو في رأيها منحة ربانية قوامها أربع سنوات لن تدع كائنا من كان أن ينزع عنها ثوبا ألبسها اياه الله .

قد يدخل باراك على الخط أويدول الوضع على طريقة الجنوب اللبناني أوتبدأ المقاومة المسلحة للحالة الجديدةالقائمة في غزة أو تنجح وساطات سرية في الجمع بين الطرفين على غرار ماحدث في مكة وهذا لن يتحقق الا بنزول حماس عن الشجرة وتراجعها خطوة أو خطوتين الى الوراء..!!
ان الغطرسة والتلهي بنشوة انتصار زائف من جانب والارتماء في احضان العدو الرئيس ومجاراته من جانب آخرلن تخرجنا من النفق المظلم والكل يعرف السبيل الى الخروج من المحنة
اني كفلسطيني اشك في معظم النوايا المحيطة بنا ..اشك في ذلك الدعم الامريكي المفاجىء لعباس وحكومته واعتقد أنه ليس لسواد عيون رام الله..!! واشك كذلك وبنفس القدر في الدعم الايراني الواضح لمشعل واخوته وهو أيضا ليس لسواد عيون غزة..!!

كل ما أنا مقتنع به ان العالم كله بات على ثقة باننا لا نستحق بما فعلنا ولو ربع دولة واننا حققنا بايدينا ماتسعى اليه اسرائيل دوما من احداث شرخ عمودي في وجودنا اجهاض بعيد المدى لحلمنا..
من هنا فان معطيات الزمن القادم لا تبشر بخير وستكون أسوأ مما نحن فيه الآن ولا أدري كم من الوقت سيمر على قادة فتح ليدركوا ان انتصار حماس انما جاء ثمرة طبيعية للفساد والافساد عقودا طويلة وعلى قادة حماس ليدركوا انهم قد بلعو المنجل..!!
وأن الطرفين كليهما قد أورثا شعبنا المغيب عهدا جديدا من الضياع!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان براءة
- سقعان في حزيران..!!
- فلسكو..!!
- فوضى الفتاوى الخلاقة..!!
- أبو العبد وفتحية..!!
- سياحة قصيرة في قناة الجزيرة
- امبراطورية -عين-..!!
- من دلف الى مزراب..!!
- مائة يوم للحرب
- اللي مايشتري يتفرج..!!
- مقبرة الانجليز..!!
- حتى الفلافل..!!
- اسألوا أهل النشر..!!
- ستنا الشجرة..!!
- فتافيت أخبار بالشطة..
- صابرين
- هل الاماني ممكنة..؟!!
- انه زمن ال.. هوهو
- الأصل أم الشبيه
- ألف عيلة وعيلة..!!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - !!هنا ..غزستان