أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات















المزيد.....

الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 07:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الوحـدة الوطنيـة : حلم وطموح واهداف راسخـة فـي صدور بنات وابنـاء العـراق ... لم تتمكن دسائس الفتـن ومشاريـع الفرقـة ان تقتلع جذورهـا مـن ضميـر ووجـدان المجتـمع العراقي ’ ورغـم الأذى والدمار احيانـاً الذي الحقتـه سياسـة فـرق تسـد الدولبـة والأقليميـة والمحليـة والتي استطاعت واحياناً الى حـد بعيـد ان تشوه وتخـدش وجههـا ’ لكنهـا وعبر التاريخ تمكنت دائمـاً من تجاوز محنتهـا ومداوات جروحهـا والتغلب على نقاط ضعفهـا وسـد الثغرات التي ينفـذ منهـا المغرضون والطامعون والحالمون بعراق يمكن تجزاءتـه وتقاسمـه .
العراقيون بجميع مكوناتهـم يدركون الأهميـة المصيريـة لوحدتهـم الوطنيـة ’ ومن اجلهـا ضحـوا وتنازلوا احياناً عـن حقوق طبيعيـة ومكاسباً مشروعـة لهـم ’ وتحملوا مصائب التهميش والأذلال والألغاء والأستخفاف بشأنهـم مـن اجـل ان يبقـى العـراق موحـداً كاملاً لهـم والوحـدة الوطنيـة خيمـة مشتركة ’ وكابروا فـي اغلب الأحيــان وعضوا على جراحهـم وهـم يحترقون حطبـاً فـي محارق الشوفينيين والعنصريين والطائفيين ومنهـم بشكل خاص عـراقيي الجنوب والوسط بأغلبيتهـم الشيعيــة وشعب كردستان بأغلبيتهـم الكرديـة وكذلك المكونات الأخرى للشعب العراقي .
تعرضت الوحـدة الوطنيـة من جانب آخـر الى تفسير خاطـيء وفهماً مشوهـاً واستغلت ببشاعـة رافقتهـا ممارسات واساليب شاذة في همجيتهـا ’ خاصـة مـن قبل الأقليـة المذهبيـة فـي المناطق الغربيـة مـن العراق ( عرب السنـة ) ذات الأمتدادات والأرتباطات غيـر الوطنيـة بدول الجوار العربـي ’ فكانت الوحـدة الوطنيـة تفسـر على انهـا خضوع الأكثريـة المطلقـة للأقليـة والطاعـة التي لا تتقبل ردود الأفعال المشروعـة ’ وقبول قـدرهـا الذي تحدده لهـا الأقليـة .
ذهب ذلك التفسير الشاذ الذي استند فـي الأساس الى شهوة الأطماع والأنانيـة للأقليـة الى حـد الغـاء الحقيقــة العراقيـة بكاملهـا كمجتمـع يتكون مـن شعوب واديان ومذاهب مختلفـة الخصائص والعادات والتقاليـد واللغـات والمعتقدات ذات الجذور التاريخيـة الراسخـة فـي المجتمع العراقـي ’ واختزلتـه بهويـة عربيـة واحـدة وحجمتـه الى قطـر محكوم الأنتماء والأرتباط والمصيـر فـي امـة مفتعلـة تفتقـر اصلاً الى التجانس والهويـة ’ وجـزاءً منهـا لا يمكن ان يكون ذا شأن ومعنـى وقيمـة وخصوصيـة ومستقبل خارج اطار قدرهـا ’ فثروات العراق عربيـة ونفـط العراق عربي وكذلك حضارة وتاريخـه وجغرافيتـه ’ الا شعبـه فهـو الحطب والزيت الجاهـز لمعاركهـا على جبهـات هزائمهـا واندحاراتهـا وموتهـا السريـري ’ ومحارق الدسائس والفتـن والغـاء الهويـة عبـرالأجتثاث والتخريب والدمارداخل المجتمع العراقي .
الأقليـة المذهبيـة ( عرب السنـة ) مارست دور الوكيل والسمسار لتهريب ثروات غيرهـا واستيراد العمالات من محيطهـا العربي ومنهـا بشكل خاص المصريـة الى جانب العمل على افراغ الوطـن مـن اهلـه تفـجيراً واجتثاثاً وتعريباً بمنتهى القسوة والوحشيـة وعبرت من خلال ممارساتها عـن همجيـة عروبيـة جاهلية الطباع والأخلاق ’ فأصبحت الملايين مـن بنات وابناء العراق مهجرين مهاجرين مغيبين في المعتقلات والسجون تتم ابادتهـم جماعياً فـي اوكار التعذيب والتصفيات تشرف على اغلبهـا خبرات ومختصين تم استيرادهـم مـع الملايين من المستوطنين العرب ’ ممـا الحق دماراً شكانياً واخلاقياً ونفسياً وتشويـه التقاليد والأعراف التاريخيـة للمجتمع العراقـي .
اذا ما ظهرت حالات الرفض والتذمر والأستنكار وردود الأفعال المشروعـة عند اكثر من 65 % من عراقيي الجنوب والوسط بأغلبيتهـم الشيعيـة وعبرت عن حزنهـا ومآساتها وقسوة الفقر والجهل والأمراض والتخلف ودمار المدن وانعدام الخدمات الأوليـة وطالبت بأنصافهـا ضمـن اطار الوحـدة الوطنيـة والكف عن ان تكون مشروعاً للموت المنظم على جبهـات نزوات القائـد القومـي او ان يكونوا فـي وطنهـم غـرباء مـن الدرجـة الأقل من العاشرة حتى بالمقارنـة للمستورد مـن ارض العروبـة الواسعـة فقراً وجهلاً وحقداً ’ او ابدوا مجرد امتعاض مـن واقعهـم المآساوي’ فيصبحون في تلك الحالـة وبالنسبة للأقليـة المتسلطة من مواقـع القوة المركزة وامتدادها العروبي ’ شعوبيين وروافض وصفويين ومجوساً واجانب جاءوا مـن الهند او غيرها مشبوهي الأصل خونــة حاقدين على القوميـة العربيـة ومعاركهـا وصمودهـا ويجب تهجيرهـم وتصفيتهم فـي الحروب والأفقار والأوبئـة وملاء جغرافيتهـم بالمقابر الجماعيـة واستيراد احتياطي الدمار العروبي كقتلة ومفخخين ومفجرين وانتحاريين وارهابيين وتكفيريين وتعميم الموت اليومي والرعب والخوف واغتيال الأمـن والأستقرار وزرع الفوضى والدمار الشامـل .
واذا ما اعترض اكثـر من 20 % من الشعب الكردي على وضعهـم المأساوي وعبروا عن حقيقتهـم كونهم اكراد وليس عرب ’و لهم خصوصيتهـم وجذورهـم وانتماءهم ولغتهم وجغرافيتهم ’ وطالبوا بالحـد الأدنى مـن حقوقهـم واحترام ثقافتهـم وتقاليدهم واهدافهـم وتحسين حياتهم واوضاعهم الأجتماعيـة والأنسانيـة ضمـن اطار الوحـدة الوطنيـة ’ تستكثـر عليهم الأقليـة المتسلطـة تلك المطاليب المتواضعـة وتعتبرهـم متمردين انفصاليين وجيب عميل للأمبرياليـة والصهيونيـة ويجب التعامل معـهم بقسوة والتنكيل بهـم فتفرض عليهم القتال والأبادة الجماعيـة مصحوبـة بالأجتثاث والتهجير والتعريب وتشويـة البنيـة السكانيـة لمدنهم وقراهم .
الأمـر ينطبق على جميـع مكونات الشعب العراقي غير الأسلاميـة والعربيـة خارج مزاج مركز التسلط للأقليـة المذهبيـة ’ فقد تم تهجير وابادة واجتثاث الملايين من بنات وابناء العراق تركماناً وكـرداً فيليـة ومسيحيين وايزيديين وارمن ويهوداً وصابئـة مندائيين وكثير غيرهم .
هـل حقاً كان ذلك تعبيراً عـن وحـدة وطنيـة ... وهل كان فـي العراق وحدة وطنيـة اصلاً بمفهومهـا الأجتماعي الأنساني ... ؟
على الأطلاق ــ لا ــ كان الأمر يعني تسلط المركزالمغتصب وعلى رأسـه القائـد مدعوماً بحزبـه وعشيرته ومذهبـه ’ اذا ما نطق العراق ’ واذا اقرت مزاجيتـه واطماعـه ونواياه الخلفيـة ان يعلن الحرب فليحترق العراق ’ وبأمكانـه ان يهدي الوطن او يؤجـره او يبيعـه او يلغي هويتـه او يقرر موتـه متـى يشاء ... كانت حقاً حالـــة فرقـة وتمزق ماديـة ومعنويـة وانفصال روحـي ونفسي وكانت مكسباً لأشباع انانيـة الأقليـة واطماع امتدادهـا العنصري والطائفـي على حساب اكثـر مـن 90 % مـن شعب العراق ... كانت تشويهـاً لا يمكن احتماله للوحـدة الوطنيتة وتزييفاً لأهدافهـا وفناءً وموتـاً ودماراً للعراق واهلـه ويجب رفضـة والغاءه مـن الواقع العراقي .
فهـل بالأمكان اعادة صياغـة الوحـدة الوطنيـة على اسس اجتماعيـة وانسانيـة وحضاريـة ... وحـدة الضمائر والوجدان والوعـي المشترك والتلاحم الطوعـي المصيري ... ؟
نعـم بالتأكيـد ... بالتحرر والديمقراطيـة والتقدم والبناء المشترك ... بالعدل والمساوات والقانون ... بالنظام التعددي الفدرالـي والشراكة فـي المصير والمسؤوليـة تجاه الأنسان والوطـن... ان يمتلك ابناء الجنوب والوسط العراقـي بأغلبيتهم الشيعيـة كامل حرياتهـم وحقوقهـم وادميتهـم واسترجاع قيمتهـم وقيمهـم ’ ويعيشوا الأمن والأستقرار والأزدهار بما يليق وحجـم ثرواتهـم ’ وكذلك يمتلك الشعب الكردي كامل حقوقـه ويحقق طموحاتـه ويمتلك الأمـن والأستقرار والأطمئنان على مصيره وضمان مستقبلـه وحقـه فـي اختيار طبيعـة علاقاتـه مع اخوتـه فـي العراق ’ كذلك ينطبق الأمـر على جميع مكونات الشعب العراقي ’ فـي ان تتمتع بالحريـة والأمــن فـي اجواء الشراكـة والمساوات مـع المكونات الأخـرى ... وأن يعيش الجميع حالـة من السلم الأجتماعـي معززاً بالثقـة المتبادلـة وفهـم الآخـر وقبولـه انساناً واهـدافاً وقيماً وخصوصيات وطموحات ’ وتلغى نهاءياً الأستقطابات العنصريـة والطائفيـة والمذهبيـة والتفرد ومصادر التعصب والتكفيروالألغاء ’ وتستبدل بثقافـة التسامح والمحبـة والعلاقات الوطنيـة على اساس الكفاءة والنزاهـة والأخلاص والتفاني مـن اجـل الوطن والناس ... هنـا يمكن الحديث والقناعـة بالوحـدة الوطنيـة التي تستحق فعلاً التمسك بعروتهـا والفداء من اجلهـا وتدعيم بناءهـا والحفاظ على ديمومتهـا .
19 / 06 / 2007
[email protected]




#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يفجر ... ومن هذا الذي يستنكر ... ؟
- وفاءً لثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية
- عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
- انكم تعيدون قتل موتانا
- العن اللعبة ومن يلعبها ...
- د موع ولد الخا يبه
- هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟
- لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟
- كانت لي ام
- الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم
- مخاطر ازمة الوعي الشيعي
- ثلاثية المأزق الشيعي
- الشيعة : واقع وقيادات ... رموزهم الوجه الآخر لمآزقهم ...
- الفيحاء : لأنك منا
- چني اعرفچ ... ؟
- الهور مزروع بمهجتي
- ! فدراليات الزمن الأهوج ...
- وأخيراً اختلطت علينا الأمور
- علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
- الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات