أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش















المزيد.....

سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سارع بول وولفويتز مدير البنك الدولي الي تقديم استقالته، بمجرد أن وجهت له تهم وأخطاء تتعلق في سوء ادارته للبنك، دون أن يراوغ أو يناور كعادته التي امتاز بها سابقاً، بل فضّل أن يمنح براءة ذمة من ادارة مجلس البنك علّها تشفع له أمام ملايين الفقراء في شتي أنحاء العالم.
لأمدٍ بعيد ظل وولفويتز تلميذاً وفياً لتعاليم أستاذه ليو شتراوس، ونهل من أفكاره الكثير بما مكنه أن يصبح أحد أهم صقور المحافظين الجدد في البيت الأبيض، وساهم في وضع استراتيجياته في مناطق عديدة، خصوصاً في قارة آسيا.
استقالة وولفويتز في هذا الوقت تحديداً، تمثل انتكاسة حقيقية لادارة جورج بوش التي خسرت الكثير حتى الآن، فبالأمس خسرت الانتخابات التشريعية ومعها خسرت وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، اضافةً الي خسارتها الكبيرة في العراق التي أعلن عنها هاري ريد زعيم الأغلبية الديموقراطية في الكونغرس.
على أي حال قد يتأثر بوش نفسياً ازاء سقوط وولفويتز ورامسفيلد، ومع ذلك يحاول تعويض الأضرار أمام الجمهور الأمريكي بتعيين مسؤول من هنا وآخر من هناك، لكنه يعلم في قرارة نفسه أنه لولا طاقمه المتشدد لما استطاع أن يتخذ قراراً واحداً أو أن يحرك ساكناً. جميع الأدوار التي لعبها وولفويتز لم تكن بمعزل عن ديك تشيني نائب الرئيس ورامسفيلد، فهؤلاء الثلاثة كانوا العصب الرئيس لادارة ريغان وبوش الأب، اليوم هم الأرضية التي استند اليها بوش في بناء استراتيجيته التائهة، في محاربة ما يسمي الارهاب حيناً والتبشير بالديموقراطية حيناً آخر، ولأجل ذلك بدأوا يتساقطون واحداً تلو الآخر.
فماذا بقي من هذه الاستراتيجية؟ اذا كانت مبنية علي ثلاثية القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، فان الثلاثي المقابل لها أفل نجمه، وبانتظار أفول متبنيها الذي قارب موعد رحيله، وهو غارق في رمال العراق المتحركة، فقد حاول هذا الثلاثي اغراق الرئيس السابق بيل كلينتون في وحل العراق عام 1994، وحثوه علي غزوه، فأول من روج لمبدأ الحرب الاستباقية وولفويتز نفسه، عندما كان عميداً لكلية جون هوبكنز للدراسات الدولية الحديثة، وتوقع أن الرئيس العراقي صدام حسين سيهدد العالم برمته لامتلاكه مصادر النفط وأسلحة الدمار الشامل، عاد واعترف أن هذا النوع من الحروب يعد عملاً غير بناء لكنه الخيار الأفضل.
الملفات التي عمل وولفويتز علي ادارتها قبل ادارة البنك، شابتها تلاعبات خطيرة ونقاط سوداء تتعدي المصالح الأمريكية، وأهمها اقتراحه المتعلق باحكام السيطرة على نفط الخليج العربي، فقد وضع أثناء حرب الخليج الثانية وبالتعاون مع تشيني وزير الدفاع آنذاك، أولوية أساسية لحماية نفط الخليج من أي قوة تسعي لمقاسمتهم اياه.
ففي مطلع عقد التسعينات الذي شهد سقوط الاتحاد السوفييتي، واعلان الرئيس بوش الأب ولادة ما اسماه بالنظام العالمي الجديد، شرع وولفويتز يفصّل معالم هذا النظام ويكشف عنه، بالقول ان هدف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا هو بقاؤها القوة السائدة المسيطرة خارج حدودها، للحفاظ علي حريتها وحرية الغرب في الوصول الي نفط المنطقة.
الى جانب ذلك، استمر في انتقاد الشركات النفطية الأوروبية العاملة في العراق قبل الحرب، كما انتقد الحكومات الأوروبية التي عارضت شن الحرب، واشترط عليها الغاء جميع ديونها المستحقة على العراق، لتتمكن من الاستثمار فيه والحصول على عقود اعادة الاعمار، لكن هذه العقود تبين أنها عقود لسلب العراق، لأن حصة الأسد فيها من نصيب الشركات الأمريكية فقط، وبالأخص شركة هاليبرتون التي يرأسها تشيني.
وفي اطار الاعداد للحرب تولي وولفويتز الاشراف على ملف المعارضة العراقية المتواجدة في واشنطن ولندن، والتنسيق مع قادتها ومنهم أحمد الجلبي، وذلك لاقناعهم بجدوي الحرب التي ستشنها أمريكا، ولتهيئتهم لاستلام الحكم من بعد اسقاط صدام شرط تأمينهم للأتباع الداخليين.
أمّا ملفاته في جنوب شرق آسيا، فانها سوداء بالكامل، بدءاً من عمله سفيراً في اندونيسيا عام 1986، فلم يقتصر نشاطه الديبلوماسي في جاكرتا وحدها، بل تعداه الى دول آسيوية أخرى، كنشاطه في كوريا الجنوبية وانقاذه لرئيس وزرائها تشون من المحاكمة التي نادت بها الجماهير الكورية الغاضبة رداً علي انتهاكه لحقوق الانسان، خشيةً من فضح الممارسات الأمريكية الشائنة في كوريا، اضافة لذلك فشل في انقاذ وحماية النظام الديكتاتوري للرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس من الحشود الشعبية المطالبة باسقاطه.
في حين أن دوره الأخير الذي تولي بموجبه ادارة منظمة البنك الدولي، التي تتمتع بها أمريكا بحق النقض علي أي قرار، فالواضح أن بوش الابن حينما اختار وولفويتز لهذا المنصب ارتكز الي سجله الحافل بالتدخل في قضايا النفط، وطالما حددت أهداف البنك الدولي بالدعوة الي الانماء الدولي وفق الشروط الأمريكية، فان وولفويتز في نظر بوش الشخص الوحيد القادر علي تمرير المصالح الأمريكية وتوسيعها تحت غطاء البنك الدولي.
واللافت أن وولفوويتز أراد اخفاء نواياه النفطية وراء دفاعه عن مسائل الفقر، فقد اعتبر نفسه في حديث ألقاه أمام هيئة البنك في آذار (مارس) 2005، المناضل المتعاطف ضد الفقر وليس ضد الديكتاتوريين، وأن تخليص الناس من الفقر مهمة نبيلة وليس هناك ما هو أعظم منها.
بيد أن واقع عمله لم يشر الي مساعدة الفقراء كما يدعي، بقدر ما يشير الي مساعدة صديقته شاها رضا خبيرة شؤون الشرق الأوسط بالبنك، واصداره توجيهاً مخالفاً للوائح البنك يقضي بزيادة قدرها ستون ألف دولار علي مرتب رضا.
بالرغم من تذمر الأوروبيين من تعيين بوش لوولفويتز، فانهم لا يخفون تذمرهم أيضاً من تعيينه لروبرت زوليك، بصفتهم شركاء أساسيين في البنك، على ما يبدو أن بوش يريد تبييض ما سوده وولفويتز، باستقدامه زوليك بصفته أكبر مسؤولي التجارة في ادارته.
في سياق ذلك، لا بد من تذكر ان الرسالة التي طالب بها زوليك مع رامسفيلد وريتشارد بيرل ووليام كريستول الرئيس كلينتون بابعاد صدام حسين عن الحكم في اشارة واضحة الى شن الحرب على العراق، هي ذات الرسالة التي دعا فيها وولفويتز لغزو العراق، ما يعني أن جميع خيارات ادارة بوش محكوم عليها بالفشل مسبقاً.





#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش