أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بدر عبدالملك - فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!















المزيد.....

فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كثرت في‮ ‬المرات السابقة وخلال ستة أعوام مسألة التجنيس،‮ ‬وكلما هدأ الوضع قليلا طفت جذوة ذلك الملف بعد أن تم ادخاله في‮ ‬الدرج في‮ ‬قسم الملفات المعلقة أو المؤجلة،‮ ‬فقد باتت حساسية شعب البحرين من موضوع التجنيس تثير أعصاب الكثيرين،‮ ‬فاختلط الموضوعان التجنيس كحق طبيعي‮ ‬يمر بقنوات وشروط للحصول عليها وتلك شرعية دولية مع احتفاظ كل بلد بشروطه وظروفه،‮ ‬ولكن في‮ ‬نهاية المطاف‮ ‬يصبح موضوع التجنيس حق للأفراد الذين‮ ‬يعيشون في‮ ‬بلد ما ولفترة محددة ويعطونها من حياتهم وإنتاجهم الشيء الكثير،‮ ‬وللشيء الكثير معان مختلفة‮! ‬

غير أن التجنيس السياسي‮ ‬وهو المصطلح الذي‮ ‬درجنا على سماعه واستيعاب أبعاده‮ ‬يعود ويستيقظ مرة أخرى في‮ ‬صورة ذلك الداعية‮ »‬العالم العلامة والفهيم الفهامة‮« ‬وجدي‮ ‬غنيم،‮ ‬فهو نمط من التجنيس السياسي‮ ‬دينيا ومذهبيا،‮ ‬ليحتل صدارة مسألة التجنيس ليثير‮ ‬غبارا طائفيا لا‮ ‬يرى أخطاره إلا من‮ »‬ملكت إيمانهم‮« ‬وبمعنى آخر أن تمنح السكين للجزار لكي‮ ‬يعيث سلخا في‮ ‬شعبنا باسم الإسلام،‮ ‬وكأنما البحرين بذلك التجنيس حلت الناقص من تعدادنا السكاني‮ ‬لكي‮ ‬نقبل في‮ ‬الأمم المتحدة وقد كان من شروط عضويتها أن‮ ‬يكون داعية لا‮ ‬يشق له‮ ‬غبار في‮ ‬الفتنة والحرائق وشق الصفوف ونثر الويلات من عظائم الأمور لمجرد انه‮ ‬يحمل وساما عالميا حصل عليه من منظمة المؤتمر الإسلامي‮ ‬برتبة‮ »‬داعية خدم الأمة‮«. ‬

هذا الخادم الجديد فاق خدمته للحرمين بل وفاق أولئك الأنصار الذين خرجوا مع الرسول‮ ‬ينشرون دعوتهم ويقاتلون في‮ ‬صفوفه مهما كانت الظروف قاهرة والبلدان والتضاريس وعرة،‮ ‬فهم لا‮ ‬يخافون الطامة الكبرى من اجل الحق والرسالة،‮ ‬بينما رأينا الداعية الجديدة تفضل مدن هوليود وضواحي‮ ‬بركلي‮ ‬هيلز ولوس انجلوس وشواطئ ميامي،‮ ‬فهناك ليس الدولارات ابنة العم سام وحدها تنضح فرحا في‮ ‬الجيوب وإنما عبيد هارلم الفقراء‮ ‬يركضون خلفه من مدينة الى مدينة للاستزادة من نصوصه وأحاديثه المكررة التي‮ ‬اعتاد الصبية حفظها صما بكما وهم لا‮ ‬يفقهون بل وسيحل مسلمو أمريكا بؤسهم الاجتماعي‮ ‬بحفظ أفكاره‮!‬،‮ ‬لهذا وجدنا أنفسنا في‮ ‬بحرين التآخي‮ ‬كلما رفعنا بنيانا للتوافق الاجتماعي‮ ‬وتحريك سفينتنا نحو الانسجام‮ ‬يخرج لنا المصنوع من نار الوسواس الخناس،‮ ‬حيث‮ ‬يطير من مكان إلى مكان ومن محطة إلى محطة ومن مدرسة إلى مدرسة باعثا ونافخا في‮ ‬جذوة الكراهية والاختلاف‮. ‬

ما‮ ‬يفعله الأخوة في‮ ‬منبرهم وتوجهاتهم نسوا أن دولارات النفط هي‮ ‬وحدها الخدمة للأمة ونسوا أننا بعد‮ »‬محنة التجنيس‮« ‬بمثل هؤلاء الدعاة ندخل بعد التيمم نحو التدنيس‮ - ‬بدلا من التطهر بماء دلمون الزلال في‮ ‬دعاته النيّرين من الطائفتين‮ - ‬من أدران مصيبة الشقاق الطائفي‮ ‬والتوجهات الاجتماعية والدينية القائمة على الحقد‮. ‬فهل البحرين بحاجة لداعية خلت من بعده الدعاة ؟‮!! ‬

لماذا التدليس والتجنيس ونحن ختمنا صغارا وعرفنا أن بعد العسر‮ ‬يسرا،‮ ‬وهانحن نترك خلفنا استبداد ثلاثة عقود وندخل في‮ ‬مشروع إصلاحي‮ ‬أنقذنا من محنة الصدام والعنفوان،‮ ‬ولكننا بسلوكنا هذا ندفن أدوات وأسلحة الفتك في‮ ‬عقول الناشئة بطريقة اخطر من الرصاص والقنابل المدوية والمفخخات،‮ ‬ففي‮ ‬كل كلمة‮ ‬ينفثها الداعية نغذي‮ ‬الأبناء والبنات بمفاهيم خاطئة،‮ ‬وبذلك الوهم نغرق في‮ ‬مستنقع الخطيئة السياسية قبل الخطيئة الدينية والأخلاقية‮. ‬إن من‮ ‬يمجدون الداعية بتعبيرات ونعوت جوفاء كان بإمكانهم أن‮ ‬يمنعوا عنه دولارات النفط ويقولوا له‮ »‬يا أخينا المسلم والداعية،‮ ‬إن إخوتنا في‮ ‬بنغلاديش والصومال هم أحوج منا لك،‮ ‬فهناك أيضا الأمة بحاجة لخدمتك،‮ ‬هناك في‮ ‬الصومال‮ ‬يشتعل القتال ونحتاج لمن‮ ‬يطفئها وهناك في‮ ‬بنغلاديش تكاثر وفقر متواصل نرغب منك الذهاب للموعظة والحد من النسل فلعل الذين في‮ ‬تلك الأمكنة الفقيرة‮ ‬يكتشف أغنياؤها ضرورة الالتفات إلى مسألتين التناقض الحاد بالفقر الشديد والثراء الفاحش وسط محيط من البؤس،‮ ‬مثلما هناك تناقض حاد بين شدة الفقر وتزايد النفوس‮ »‬بدلا من تزايد الفلوس‮«. ‬

هناك الفقراء المسلمون في‮ ‬الصومال وبنغلاديش لا‮ ‬يملكون الدولارات ولا دخل‮ »‬النفط‮« ‬فاذهب وسنرسل لك مرتبك الشهري‮ ‬دعما لك ولكن ليس من صناديق سرية ولا جمعيات بغطاء معلن،‮ ‬وانما ستكون في‮ ‬غطاء مصرف شخصي‮. ‬
فهل نحن بحاجة لمعرفة من هي‮ ‬الفئة الضالة في‮ ‬بلدنا حتى وان تعطرت بالكرستيان ديور وتأنقت بربطة عنق وبدلة باريسية،‮ ‬فوحدها تدرك من أين تؤكل الكتف ومع من تبيع أوراقها الخفية‮. ‬مجتمعنا لا‮ ‬يحتاج لأسرار الكذب ولا للتلاعب بذكاء الناس،‮ ‬فهل نحن بحاجة لمرشد‮ ‬يغرقنا في‮ ‬أول الموج أم نتبع‮ ‬غرابا لا‮ ‬يدلنا إلا لدار الخراب فهو وحده رمز للموت والدفن؛ لهذا صار الشيطان والغراب بلونين في‮ ‬الخطاب الثقافي‮ ‬عند جميع الشعوب هو اللون الأسود‮. ‬
فلا تدخلونا في‮ ‬جنازات مستمرة بالحزن واللطم بدعاة من هذا النموذج عرفوا دورهم المطلوب ويغطون أهدافهم الخفية قبل حصولهم على جواز السفر وإذا ما امتلكه فانه سيكشر عن أنيابه الصفراء‮.‬
باركوا للداعية خدمته للأمة إذا ما ذهب للصومال وبنغلاديش فهي‮ ‬أكثر حاجة وضرورة من بلادنا الهادئة،‮ ‬والتي‮ ‬تنعم بخلافاتها واختلافاتها الودية ويكفيها من ملفات‮. ‬



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية
- تضخيم الصوت ومسألة الأحوال الشخصية
- لمن ينحاز الناخب عند صناديق الاقتراع
- الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان
- الإعــــــلام المعاصــــــر وخطاباتــــــــه الغريبـــــــــ ...
- في سبيل ائتلاف واسع للديمقراطيين


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بدر عبدالملك - فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!