أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - المقاهي والأدباء














المزيد.....

المقاهي والأدباء


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 05:15
المحور: الادب والفن
    


المجالس مدارس.... هذا ما يشير إليه المثل الشائع والمجالس اضرب عدة منها المجالس الأدبية إذ تضرب جذور هذه المجالس إلى العصر الجاهلي والعصور التي بعده ولقد اشتهرت المجالس التي كانت تقام في الأسواق مثل سوق عكاظ والمربد وغيرها والتي كان الشعراء يذرعون البوادي ويضربون آباط الإبل كي يصلوا إليها ليسمع بعضهم بعضا ويحكم بعضهم على بعض وبتقادم السنين تحولت هذه المجالس إلى الديارات( جمع دير) والحانات ذلك في العصر العباسي أما بمجيء العهد العثماني حين اتخذ الناس يشربون ما جادت به سفن البحار من مشروبات جديدة كالشاي والقهوة والقرفة ( الدارسين ) والحامض وغيرها فضلا عن شيوع ظاهرة التدخين بنوعيه (السجائر) و( النارجيلة ) احتاج الناس لتعاطيها إلى المجالس المخصصة لها فافتتح أول مقهى في بغداد في العهد العثماني وسمي هذا المقهى بــ ( خان جغان ) وتتالت بعدها افتتاح المقاهي بصور تترى ( متتابعة ) من اجل شرب الشاي والسجائر والنارجيلة والاستراحة من تعب الطريق والتحدث إلى الأقران والخلان ومما يروى إن احد الزائرين للعراق سئل عند عودته عما رآه في العراق فقال: ( لقد رأيت بين كل مقهى ومقهى مقهى !!!) يشير بذلك إلى كثرة المقاهي في العراق ولقد اختص كل مقهى بنوعية زبائنه ومريديه فهذا مقهى للبنائين وعمال البناء وذاك مقهى ( المطيرجية ) وهكذا.. أما ابرز المقاهي التي برزت على الساحة فهي مقاهي الأدباء والمفكرين والتي بزت بقية المقاهي وفازت بالقدح المعلى.. أما القهوة لغة الخمر ولقد استعملت هذه الكلمة ــ قهوة ـــ لتطلق على البن المغلي لأن البن والخمر يقهيان ( يذهبان ) بشهوة الطعام والرجل القاهي أي الرجل القوي ذو القلب المستطار قال الشاعر: راحت كما راح أبو رئال / قاهي الفؤاد دئب الإجفال اتخذت المقاهي الأدبية في القرن العشرين طابعا مميزا لأن بعض مريديها وزبائنها يكتبون نتاجاتهم من شعر ونثر على كنبات هذه المقاهي وطاولاتها ومن اشهر المقاهي الأدبية في العراق وبغداد خصوصا مقهى ( الزهاوي ) وكانت تسمى بالأمين واكتسبت اسم الشاعر لكثرة جلوسه فيها وكذلك مقهى ( البرازيلية, البرلمان, البلدية, السويسرية, المعقدين, الشابندر, حسن عجمي, الخ ) فقد فضل المثقفون ارتياد المقاهي لأن المقهى بمساحته الصغيرة وكنباته المتقابلة والمتعاكسة تتيح لهم رؤيا واسعة للمجتمع وأخباره وهمومه وبالتالي المعرفة بهذه الأمور تؤدي إلى المعرفة بالحياة فضلا عن ذلك فإن الجلوس في المقهى ورؤية الخارج من شارع ممتد مترام الأطراف بتفرعاته الكثيرة وحركة الناس فيه جيئة وذهابا ــ بل مجرد مراقبة هذه المناظر ـــ تجعل الإنسان مشحوذ العقل كثير التأمل والتفكير في أحوال هؤلاء المارة ومن يطلع على نتاجات أدباء المقاهي ـــ إن صح المصطلح ــ يجد في شعرهم ونثرهم ما هو يومي ومتداول على السنة الناس بصورة واضحة وفي مقهى الزهاوي نفسه كان الزهاوي يرد على مقالات عباس محمود العقاد وفي هذا المقهى أيضا اشتعلت الفتنة والخصومة التي طالت الزهاوي والرصافي التي أذكى جذتها أحمد حامد الصراف التي ترك على إثرها الرصافي الجلوس في هذا المقهى بل إن المقاهي الأدبية لتزدهر بالزائرين لوجود الشخصيات الأدبية فيها لاسيما المشهورة منها فالمقهى يلبي حاجة روحية للإنسان للتداول والمباحثة حول أمور الحياة المتعبة من هموم سياسية وأدبية واقتصادية واجتماعية وغيرها ومن أبرز رواد المقاهي من الأدباء والمفكرين على سبيل المثال لا الحصر نذكر ( حسين مردان, بلند الحيدري, السياب, زهير احمد القيسي, غائب طعمة فرمان, رشدي العامل ) وغيرهم ممن تطول القائمة بذكرهم ومع شرب الشاي وتدخين السجائر تبلورت الحركة الأدبية والفنية في العراق واصدرت منها المجلات الأدبية والصحف وفيها كانت تكتب مسودات القصص والروايات من قبل أدباء العراق ومفكريه الذين جلسوا في هذه المقاهي ليستريحوا من تعب العمل أو الدراسة أو السفر وغيره فوجدوا في المقهى خير ملاذ كي ينفقوا فيه أفكارهم لتتلاقح مع أفكار أقرانهم فإلى أدباء المقاهي وفنانيها تحية وسلام.



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - المقاهي والأدباء