أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - المحتلون الصغار بين الحرب الطائفية والصراع على السلطة














المزيد.....

المحتلون الصغار بين الحرب الطائفية والصراع على السلطة


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمخض عن الاحتلال الأنكلو-الأمريكي للعراق ميلاد مناخات احتلالية من نوع خاص تبنتها مع الأسف مجموعات عراقية وضعت نفسها في موقع يساهم في دعم الغازي, ولا يمكن اعتبار أصحابها إلا محتلين صغار أساءوا للوطن بموازاة ما أساء الاحتلال الأجنبي له بل وزيادة وذلك من خلال : أولا احتلال السلطة باسم الدين من قبل أناس ليست لهم علاقة بالسياسة, وصلتهم بالدين الحقيقي سلفية ذات صبغة رجعية لاهوتية تحنيطية جامدة وبعيدة عن جوهر الاسلام, فقد وزعوا المناصب والوزارات والوظائف على أساس طائفي بعيدا عن الكفاءات والمهنية, وثانيا احتلال المال العام والسيطرة عليه بطرق غير مشروعة واستغلالها لصالح طوائف أخرى, وثالثا احتلال النفوس العراقية البريئة ومصادرة أرواحها ورمي جثثها في الشوارع من أجل خلق الرعب وبث الخوف بين المواطنين, ورابعا احتلال راحة الناس واستقرارها وأمنها عبر تفجير البنى التحتية للوطن و أخيرا وليس آخرا احتلال المساكن والبيوت وهو أقسى أنواع الغزو والاحتلال الذي لم نسمع عنه من قبل إنه أقرب إلى السطو والسرقة منه الى أي شيئ اخر بل هي عمليات سطو بعينها ولا تتحمل صفات أخرى.
إن السطو الطائفي من قبل السنة والشيعة ضد مناطق بعضهما البعض أصبح ظاهرة خطيرة في المجتمع العراقي فالاحياء المدنية والسكنية الشيعية مستهدفة من قبل بعض المتعصبين من السنة وذات الحالة نرى بالمقابل تهجير السنة من بيوتهم ومقرات استقرارهم من قبل بعض المتطرفين من الشيعة ومصادرة كل الأثاث والممتلكات التي تعود لكل طرف من الاطراف المنكوبة بهدف تحويل بغداد الى منطقتين إحداهما شيعية والأخرى سنية ويفرقهما نهر التعصب الطائفي بعد أن كان يجمعهما نهر دجلة الذي ارتوى منه العراقيون كافة, وهي خطوة أولى على طريق تمزيق الوطن .
إنها الوحشية في زمن انقرضت فيه الوحوش الكاسرة ودجنت فيه الحيوانات المفترسة, إنها الهمجية في زمن يفصلنا عن غزو المغول لبغداد بألف عام, إنها الفوضى في زمن أصبح فيه تطبيق النظام وسيادة القانون والعدالة رموزا للشعوب المتحضرة والمتمدنة وباتت فيه السياسة دراسة وخبرة وكفاءة وتجربة وعبرة .
أي دين ذلك الذي يجيز لمعتنقيه باسمه ارتكاب جرائم بحق الانسانية ؟ وأية آلهة تسمح لعبادها العبث بأرواح البشر والسطو على ممتلكاتها ؟ ولا أعتقد بأن التأريخ شهد انقساما مذهبيا وحربا طائفية وخرابا وطنيا كالذي نشهده اليوم في العراق, لاشك أن الاحتلال الامريكي له اليد الطولى في زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وهو أمر غير مستغرب منه ذلك لأن له مصالحه وحساباته لخدمة أهدافه وإلا لما أقدم على احتلال العراق الغني بالثروات, ولكن الغريب في الأمر أن يساهم بعض قادة الوطن وسوقته بشكل مباشر وغير مباشر في دعم المحتلين الأجانب وتمكينهم من الوصول إلى غاياتهم المستترة والمعلنة, فمنهم من يغازل المحتل ويدعي بانه يعمل من أجل مصلحة الوطن ومنهم من يدعي مقاومة المحتل وهو يفتك بأخوته من أبناء شعبه, ويظل الشعب العراقي المغلوب على أمره محاصرا بين ميليشيات المحتلين الصغار من داخل الوطن وبين جيوش المحتلين الكبار من خارج الوطن تكتنفه الحيرة متسائلا : من هم الاعداء الحقيقيون ؟ يحدوه الأمل بالخلاص من كليهما ولكن كيف يتحقق ذلك إذا كان أبناء الوطن منقسمين على أنفسهم متوزعين فرقا وعصابات ضد بعضهم البعض ؟ من أجل ماذا كل هذا الموت ؟ فالمعلن انها حرب طائفية بين الشيعة والسنة وليس إنصافا اعتبار ان تلك الحرب هي إحدى التركات التي خلفها النظام البعثي وإنما هي نتيجة تراكمات قرون من الجهل والتخلف, أما المستتر فهو صراع حول السلطة والسيطرة عليها بقوة السلاح وهذا ما يحيلنا إلى عهد الانقلابات بعيدا عن الانتخابات وأجواء الديمقراطية, ولكن كيف يتسنى للديمقراطية أن تزدهر في ظل الاحتلال الاجنبي؟ وفي ذات الوقت كيف سيتم التوفيق بين أبناء الوطن الواحد على طرد المحتل في ظل الحرب الاهلية و الانقسامات الطائفية؟ انها المعادلة الصعبة وهنا بيت الداء, ولابد من أن تلعب الحكمة دورها, ويحتل المنطق مكانته, ويتدخل العقل بدل الانفعال والتعصب في معالجة الموقف الحرج الذي يعاني منه الوطن قبل استفحال الأمور الى ما لا تحمد عقباه، فالحرب الوطنية الثانية قادمة لا محالة وتباشيرها تلوح في الأفق العراقي ووطيس الحرب الطائفية لم ينته بعد ودماؤها لم تجف, انها الحرب العنصرية بين العرب والأكراد؛ فهل سيتعظ العراقيون من أخطائهم ويتجاوزونها, أم أن الأزمات ستستمر؟
وهل استمرارها يكمن في غياب العقل العراقي أم في غياب عقلاء الوطن؟



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق :الوطن المقتول على يد أبنائه
- أيها الرجل -إخلع حجابك- أولا
- عاشوراء بين معينين
- الإنسان أولا ... الإسلام ثانيا
- الميليشيات في العراق: مسلمون بالولادة مجرمون بالفطرة
- جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء
- بأمر الوطن أنا عراقي
- المأساة العراقية ملهاة للاحتلال
- رحيل عازف سيمفونية الألوان الفنان خضر جرجس
- المواطنة وأزمة الولاء للوطن في العراق
- التقسيم بات وشيكا .... فأين عقلاء الأمة من كل ما يعصف بالوطن ...
- الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - المحتلون الصغار بين الحرب الطائفية والصراع على السلطة