أول محاكمة جماعية من نوعها بقضية القتل بذريعة الشرف في الدانمرك


بيان صالح
الحوار المتمدن - العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:05
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف     

مرة أخرى جريمة قتل بشعة – تحت ذريعة الشرف ! - بحق فتاة في ربيع العمر وفي وسط عاصمة دولة أوربية حيث تعرضت شابة باكستانية في في الثامنة عشرة من العمر لقتل وحشي بيد شقيقها وبالتعاون مع إفراد آخرين من العائلة والأقارب في شهر أيلول العام الماضي في الدانمرك. كل ما فعلته الفتاة والتي كلفتها حياتها هو اختاريها للزواج من شاب أحبته و أرادت العيش معه بدون رغبة و موافقة أسرتها.
وقد بلغت الضحية الشرطة الدانمركية بالتهديدات التي تعرضت لها من قبل أسرتها قبل قتلها ولكن الشرطة الدانمركية لم تأخذ البلاغ بأهمية كبيرة , وألان بعد المحاكمة تعرضت الجهات المختصة في دائرة الشرطة الدانمركية لنقد كبير ,حيث تم مناقشة فتح دورات مختصة لتلك الجهات لمعالجة التهديدات التي تتعرض لها الفتيات ذات الأقليات الأجنبية واخذ الأمور بأهمية وخطورة كبيرة .
لقد قررت المحكمة يوم 28-06-06 بإثبات التهمة على تسعة أشخاص مشاركين في تدبير وتنفيذ قتل الشابة المسكينة. هذه أول محاكمة من نوعها في جميع الدول الأوربية حيث أثبتت المحكمة التهمة على عدد من إفراد الأسرة وإدانتهم بتهمة جريمة القتل تحت ذريعة الشرف.

القتل - بذريعة الشرف - من الظواهر الوحشية الموجودة بين الأقليات الأجنبية المسلمة في الدول الغربية و الأوربية بشكل عام .. تتعرض كثير من الفتيات داخل تلك الأسر الأجنبية المحافظة ذات التقاليد الذكورية البالية لضغوطات نفسية وجسدية بشعة , حيث تمنع الفتاة من ممارسة الحياة العادية وفرض شروط قاسية عليهم في اختار حياتهم وفرض الزواج ألقسري من أشخاص تختارها الأسرة وفي أكثر الأحوال الزواج من شاب من داخل بلد إلام والبعيد عن حياة وتقاليد تلك الدول الغربية . وكذلك ممارسة جميع أنواع العنف والتمييز في التربية بين الأولاد والبنات.
ومن الظواهر المتخلفة الأخرى والشائعة بين تلك الأسر الأجنبية هو إرسال الفتيات إلى بلد إلام لتعلم العادات والتقاليد السائدة هنالك و تربيتهم وفق تلك العادات و التقاليد المتخلفة والرجعية والتي تعزز دونية المرأة والبعيدة عن روح التمدن والتحرر. وكثير من الأطفال يغيبون عن المدرسة والتعليم وبدلا من ذلك يأخذون دروس تعليم عادات وتقاليد بلد إلام.
أغلبية نساء وفتاة تلك الأسر المحافظة يعشن حياة يرثى عليها بسبب تلك الضغوطات الاجتماعية عليهم من قبل الوسط الاجتماعي و العائلي. وكثيرات منهن يلجئن للهروب من الأسرة والعيش في مراكز حماية النساء وبعضهم يلجأ الى الانتحار والتخلص من تلك الحياة البائسة.

حتى ألان لم يشهد أي بلد أوربي محاكمة عدد كبير داخل الأسرة الواحدة المنخرطين في جريمة قتل بدافع الشرف.هذه المحاكمة خلقت ضجة إعلامية كبيرة داخل وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعالمية, حيث نشر الموضوع في أمريكا و كندا, واستراليا وجنوب إفريقيا وباكستان....الخ وبنظر كثير من المختصين بقضايا الجرائم وعدد من المنظمات النسائية و الاجتماعية بأنه إجراء ايجابي وذات أهمية كبيرة للدفاع عن حقوق المرأة الأجنبية والحد من القيام بتلك الجرائم البشعة من قبل إفراد الأسرة في الدول الغربية .

الأحكام المفروضة على المتهمين.

- الحكم بالسجن مدى الحياة على والد الشابة المسئول عن التخطيط للجريمة.
- الحكم بالسجن لمدة 16 سنة على شقيق الشابة القائم بقتلها.
-الحكم بالسجن لمدة 16 سنة على اثنين من أعمام الشابة.
-الحكم بالسجن لمدة 14 سنة على بقية إفراد الأسرة المشاركين في الجريمة.
-الحكم بالسجن لمدة 8-10 أعوام على ثلاثة من أقارب وأصدقاء الأسرة والمشاركين في الجريمة .
بالإضافة إلى ذلك طرد إفراد الأسرة (المشاركين في الجريمة) غير الحاصلين على الجنسية الدانماركية من البلد.
وكذلك فرض دفع غرامة مقدارها مليون كرونة دانمركية على هؤلاء التسعة المتهمين لزوج الشابة الباكستانية المقتولة والذي تعرض هو أيضا للهجوم بدافع القتل و لكن لم يفقد حياته.