قراءة في نتائج التشريح الاجتماعي للشخصية العراقية ح11


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 09:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

البداوة وعقدة أوباما
لعل العرب كهوية وثقافة وشخصية هم من أكثر الشعوب جلدا للنفس وتأنيبا داخليا يأكلهم حسرة ويذهب بوجودهم حسرات، والعلة في ذلك حسب ما استنتجت من دراسة تأريخهم منذ أن تبلور مفهوم (العرب) وفرزه عن القاعدة الأساسية التي جاؤوا معها وهم (الأعراب) ودخول العنصر المنافس لهم في حلقة التاريخ في ظل مسمى واحد، قد أعطى للأعراب قيمة وامتياز قد لا يحسن الطرف المنافس أن يتقبله القبول الطبيعي، كما أن البيئة التي خرج منها العرب وهب بيئة حضرية (مدنية) بالغالب رأت في هذا الغطاء التكريمي للأعراب وبيئتهم الغالبة (البدوية) تنقيصا وتهديدا لهم بل وذما لوجودها، فالعرب مثلا من سكان الحواضر كمكة والمدينة ويثرب والأنبار والحيرة ودمشق وتدمر وتبوك هم غير الأعراب من سكان البوادي والقفار العربية، وإن أختلط بعض النسب والتزاوج بينهم بمرور الزمن.
الحقيقة الأخرى المغيبة في تاريخ الدراسات الأجتماعية هي إهمالها عنصر مهم في المشكل الأجتماعي للمجتمع العربي عامة والعراقي خاصة، وهو تغييب الصراع الأكبر والأكثر تأثيرا في تاريخهم العام والخاص، كان العرب والأعراب والأعاجم هي كل مفردات وشخوص الصراع الذي دار في تأريخ الإسلام وتحت ظل راية أرادت أن تحقق الوحدة بين الجنس البشري وخلق المواطن العالمي، الإنسان الذي لا تحده حدود إلا حدود الإيمان (كلكم من آدم وآدم من تراب) و (أن أكرمكم عند الله أتقاكم)، هذه الهوية التي استهدفتها الرسالة الإسلامية بالصياغة لم تتحقق فعليا إلا في فترة وجيزة فقط من حياة العرب وتاريخ المسلمين، بل في هذه الفترة لم تختف الصراعات بل سكنت تحت نظرة وملاحقة النبي لها وخوفا من عوامل الغيب التي تعمل كرادار يتعقب الخطايا.
الصراع في هذه الفترة كان صراع متعدد الأوجه ومتعدد التحالفات ومتعدد النتائج والنوايا أيضا، فهو فضلا عن كونه صراع ديني بين الإيمان بالتوحيد وتعدد الأله في مكة أنتقل إلى المدينة مع الهجرة ليتخذ طابع أخر، طابع التعدد في أوجه الصراع وليضاف له عنصر جديد هم النصارى بدرجة أقل واليهود بدرجة أكبرـ ليكون هناك تحالف ليس مبنيا على القبائلية كما في مكة وبيوتاتها في أول عهدة، لقد تحول إلى صراع عقائد أكثر منه صراع أديان وبنيت العقيدة الصراعية على مبدأ الاستيعاب والإحاطة والاحتواء والمدارات انتظارا للانقضاض النهائي ضد الدين الجديد من جهة وضد طائفة العرب خاصة، كان بطلها وزعيمها هو قائد الأعراب أبو سفيان.
لم يكن الصراع هنا بين البداوة والحضارة ولا بين الجديد والقديم، إنه صراع نوعي قيمي بين قيم الجاهلية التي ما زالت تستوعب وتهضم الهزيمة الوجودية الساحقة في فتح مكة وعلى يد دين الإسلام، فهو صراع بين العرب من جهة متسلحين بالدين الجديد وبين الأعراب وحلفهم المدعوم من أهل الحضارة وحملة العلم الديني القديم، لم يشهد الصراع سكون ولا انقطاع بل تعدد وتقلب في أستخدام الأسلحة والوسائل والسبل لتنتهي بالدم غالبا، كان السلاح الأمضى في هذه المعركة المستمرة هو العلم (بمفهومه الديني) الذي يسخر ضد الرمز المقابل (النبي ومنهجه الإصلاحي) ليمثل العرب الذين خرجوا للتو خليط من القاعدة الأولى مكة (المدنية) والأعراب (عنصر ثقافي) وليس من الصحراء ومن عنصر طارئ مهجن أو وافد، فقد كان الصحابة وحملة راية العرب الأولى في أغلبهم من أهل مكة ومن الطبقة التي لها أمتداد من خارج الصحراء أو من قوميات أخرى، وهذا ما شكل للأعراب موضوع أستفزاز رئيسي يناقض روح شخصيتهم وهويتهم الجاهلية وليست البدوية.
لقد شكلت هذه الحقيقة أول ملامح العقدة العربانية الثقافية ذات التوجهات الأشبه بمحاولة تدجين وترويض الميل نحو رفض المدنية الحضارية العربية، هذه العقدة التي نشأت في ظل هزيمة الطرف المعادي للإسلام والعربية أي هزيمة وأنتقام من الدين الجديد ورموزه الناهضة التي مرت بتجارب تحدي كبرى قادها النبي والصحابة الخلصاء والمخلصين، للتخلص من عقدة التفوق بل ومن عقدة الفضل التي عززها منهج الدين لصالح العرب والمسلمين، لتزيدها أوارا انتصارات المسلمين المتلاحقة وامتدادهم خارج الجزيرة العربية وعلى أطرافها، التي كانت في غالبيتها هم شعوب من أصحاب الحضارات القديمة وأصحاب الشخصية المميزة تأريخيا وأجتماعيا.
هذا الفعل الحضاري الجديد مهد لقيام صراع أوسع وأكثر في ضراوته ولأختراقه حدود الجغرافية والتاريخ، وليشهد أيضا ضمورا في قوة الأعراب المادية وليست الفكرية، وتدخل عنصر دعم لا يروقه ما أستجد من تهديد على أطرافه وخاصة من القوتين العظميين في وقته الروم وفارس، فخاضت تلك القوى المتحالفة كخليط عنصري وديني واجتماعي وثقافي المعركة إلى جنب ضد العرب وضد الإسلام العربي بوسائل تمتد من ساحات القتال إلى الدسائس والمؤامرات الداخلية، لتنتهي دوما بقتل بشع لأبرز رجالات العرب وقادتهم من النبي إلى ألمع القادة لتستهدف ليس الدين وحده كفكر بل العنصر الفاعل في الدين وهو العنصر العربي الحق الذي يدافع عن الدين.
السبب الرئيسي في الصراع وتأجيجه ليس سلطويا بحتا ولم يكن هدفه فرض أمتداد لقوة العرب والمسلمين، لقد كان صراع قيم جديدة لم يفهمها لعالم القديم بكل رموزه ولن يتقبلها لأنها هي التي تمهد وتهدد الفكر السلطوي للمقابل، تجلت تلك الحقيقة في موقف فارس والروم من دعوة الإسلام، وهذا السبب ليس نفس السبب الذي دفع الأعراب لمحاربة الدين الجديد والشخصية العربية التي تقود الإسلام، ولكن كانت الدوافع وإن اختلفت في أسبابها فهي قادرة على تجييش المتخاصمين جميعهم ضد الإسلام وضد العرب الجدد.
كلما كسب الفكر الجديد موقع وانضمت أعداد من البشر كمؤمنين بالدين الجديد تتجدد الدوافع وتتضخم لتشكل مادة للصراع المحتدم وجوديا بين الطرفين، لتنتهي أطراف فارس والروم وحلفاء الأعراب تحت مظلة الإسلام بكل ما يعني كسب من العرب ورسالتهم القابلة للحياة مقابل ضمور نسبي للطرف الأخر، ليسلم العنصر الأعرابي بالهزيمة التأريخية لمنهج التصدي المباشر والمقابل وليبحث عن أسلوب أكثر فاعلية في المهاجمة والتخريب، فدخل أبو سفيان مجبرا وكل أعمدة المدرسة العربانية الدين الإسلامي محملين بكل ما تحمله الجاهلية من أمراض وحقد ومرارة الهزيمة.
كان لدخول أبو سفيان بما يمثله من شخصية لها أبعادها وحدودها ومنهجيتها المضمرة، وتحالف البعض من أصحاب الديانات الأخرى من اليهود والنصارى في مواجهة الدين الجديد بظهور مصطلح ومفردة فكرية ودينية اسمها المنافقون، الذين كما قال النص القرآني فيهم أجدر أن لا يدخلوا دين الله {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة97، لأنهم يمثلوا الفيروس الفكري الذي سيصيب الإسلام والعرب بداء قاتل لا يمكن أن يشفى الجسد الجديد من أثاره المباشرة والجانبية أيضا، لأن الهدف كان ليس الإيمان بالله بل تثبيت عودة حكم الجاهلية التي تمزقت أركانها تحت وطأة التعاليم الرسالية {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}المائدة50.
لقد كان المنافقون مع إظهارهم الإسلام علنا إلا أنهم مصابون بعقدة التزييف الباطني التي لا يستطيعون إخفاءها، ولأنهم مكشوفون بما كانوا يظهرون من عداء خفي وتدين غير حقيقي{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}المنافقون4، لذا كان تمسكهم بالشكلية التي تجعل من وجودهم المزيف من الداخل وجودا حقيقيا في الخارج المرئي للنجاة من الرفض والتصدي لهم، ولكن الدين الجديد ليس دين مظاهر بل دين يؤمن بالقيم والعمل الناتج من القيم وليس من الممارسات الخالية من روحه.
لقد حرص المنافقون على اظهار تعبدهم وتمسكهم الأعمى بالمظاهر الدينية مقابل البساطة والتلقائية الصادقة التي يفترضها الدين، لذا كانوا يخشون من كل أشاره تأتي من السماء لتعري منهجهم، ولكن الحقيقة المرة أنهم نجحوا في التغلغل في مفاصل المجتمع العربي بما يملكون من قوة مادية استفادت من تغييب الوعي الناشئ جديدا وسخروا كل أدبيات الدين الإسلامي الذي يؤمن بشكل عام بالديانات التي سبقتهم وأشار لهم كما يقولون بأحترام من خلال مفهوم أهل الذكر وأهل الكتاب، ومع مظهرية تعبدية أغرت الكثير من الناس بتدينهم لينقلوا الصراع إلى داخل المجتمع الجديد بالتوازي مع الصراع الخارجي المحتدم، والذي منح بعض رموزها قوة من خلال دورهم في تحويل حق الدفاع عن الإسلام إلى واقع فتح وغزوات بدفع من تفسيرات أهل الكتاب والذين يضمرون نية التخريب والدس، ليمهدوا للسلطان وللسلطة فكرة تتناسب مع ميلهم الطبيعي للغزو والاستحواذ على الأخر المضاد، أو حتى المسالم وليقلبوا معنى الجهاد في سبيل الله إلى معركة كسب وغنائم وسبيل الملك، إنهم ينقلون عربانيتهم المعتمدة على الغزو والإستلاب والتمدد من واقعها القديم إلى شعار يمضي تحت راية الله هذه المرة.
من أوجه النفاق الذي ذكرها التأريخ والتي تمثل المظهر الجديد للأعراب هو ما جاء به أبو سفيان بعد واقعة السقيفة المشؤمة، ولأن نص الرواية يؤكد أن تغيير المنهج لم يكن تلقائيا بل كان ذا اهداف معلومة ومخطط لها تستهدف وحدة الكيان الجديد، فقد ذكر الطبري (أن أبا سفيان قال للإمام {علي والبقية التي لم تبايع نتائج السقيفة ولم تنظم لها}ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وأقلها، والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا) وكان جواب الإمام ما زلت عدوا للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا، والله ما أريد أن تملأها عليه خيلا ورجالا ولو رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها، يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحه بعضهم لبعض متوادون، وإن بعدت ديارهم وأبدانهم وأن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض).
لقد أدرك العرب أصحاب الرسالة مضمونية الهدف وغاياته البعيدة والقريبة التي لا تسهم في بناء المجتمع الجديد، بقدر ما تحاول إعادة الخط الجاهلي العرباني لها، هذه العقدة بقيت تعشعش في ضمير المدرسة المحافظة إلى هذا اليوم، والتي يمكن تشبيهها كواقع حال في ما يمكن أن نسميها عقدة أوباما التي تمثل في سعي الفرد الأسود الأمريكي للخلاص من هويته الأصلية، التي تمثل في واقعها غربة الزنجي الأمريكي في مجتمع أمريكا الخارج لتوه من نظام عنصري، نظام كان يقوم على الفصل الجنسي ويضطهد الأسود ويعتبره عنصر غير لائق أمريكيا، لذا فعلى الأمريكي الزنجي أن يتحول بقوة سلوكيا وثقافيا تحولا جذريا ليماشي هذا الأبيض في مفرداته السلوكية أيضا ومفاهيمه أيضا، مما يعني له أن يكون أبيضا أكثر من الأبيض ليحصل على جدارة العيش في المجتمع الأمريكي المعاصر.
لقد حمل أوباما مشروع الرجل الأبيض وحلمه ولم يكن أكثر من أداة له دون أن يحمل مشروع الزنجي الأمريكي وهمومه وأحلامه ليكون جزء من المجتمع الأبيض لأنه نتاجه وصنعه، وليس نتاج الهوية والحركة الزنجية الأمريكية التي تناضل لأسترداد إنسانيتها بشكل طبيعي جوهري وليس من خلال الصورة الخارجية فقط، عكس ما نراه في أوربا حين يصعد المواطن المهاجر والمختلف عنها تكوينيا إلى السلطة إنما من خلال ألية أجتماعية تشاركية قاعدتها التسامح والاختلاط الطبيعي، ولم يكن صعود مثل هؤلاء يمثل ظاهرة دعائية لها أهداف كالظاهرة الأمريكية التي تريد أن تثبت تسامحيته من خلال الأنتقاء الشكلي دون الولوج في تثبيت قيمة التسامح حقيقة بما تفرضه من أشتراطات.
والدليل أن أوباما هو صنيعة التيار الديمقراطي المحافظ على روحية أمريكا البيضاء بعد سلسلة من هذه التصرفات بدأها الجمهوريون المنافسون من قبل، إنها عملية مزايدة ونفاق ولو كان أوباما جاء عن مشروع ذو شخصية غير تقليدية في الحياة الأمريكية لم يكن بالإمكان أن نطرحها كإشكالية لأوباما كعقدة نقص، ولا للمجتمع الأبيض كعقدة الخلاص من الذنب
هكذا كان الأعراب يسلكون في تعاملهم مع المجتمع الجديد فكانوا ملوكا أكثر من الملكيين وعربا أكثر من العرب، وحتى أصحاب الديانات الذين دخلوا الإسلام لغايات أصبحوا إسلاميين أكثر من المسلمين أنفسهم، لذا فلا عجب أن تراهم يتسيدوا العلم الديني ويحاولوا عبره ومن خلاله إعادة المفاهيم التي صارعها الإسلام إلى الواقع بجوهرها ولكن بثوب إسلامي متشدد، هذا الفعل لم يكن فعل البدو ولم يكن ناتجا عن بدوية المجتمع لما تتميز به البدوية من البساطة والتسطيح، عكس العمق والفلسفة البعيدة التي جاء بها المنافقون.
كان من نتائج هذا التدخل ضياع العرب بين صراعات إقليمية وعرقية وعقيدية ساقتهم لأن يصبحوا مهمشين ووقودا لحقد الجاهلية الجديدة والنفاق الديني الذي أستشرى في الفكر الإسلامي وتجلياته، وظهر الفكر السياديني القائم على مفهوم السلطة كهدف بدل مفهوم الوعي والهوية الأسية له، ومفهوم الغلبة بدل مفهوم الهدى ولتتحول دولة الإسلام إلى عصابة إرهاب وفتح وغزوات، وليصطبغ تاريخ المسلمين بالدم بدل الحسنى والكمة الطيبة التي أسست لظهور الدين الجديد كفكر منقذ للإنسانية {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.
كل التحديات التي تواجه العرب انعكست اجتماعيا وبنيويا في رسم صورة الشخصية العربية التي ظهرت مستلبة غير قادرة على التوفيق بين واقع عرباني جاهلي متعصب أناني وأنانوي، وقيم الدين التي تنكر جاهلية الأعراب كما تدعوا للتسامح والتأخي، فهي من جهة منحازة بالكلية للدعاية العربانية التي تمجد العرب بعنوان والحقيقة هي تمجد وجه العربانية الاجتماعية وتدعو لتفضيل العرب كونهم جمجمة الإسلام، وترمي بكامل أسباب التأخر والفشل على الأعاجم الذين من جانب أخر يعلنون تمسكهم بالدين وذمهم للعرب ذما للعربانية، وكل منهم له دليل مصطنع يدافع عنه ليخرجوا جميعا من الإسلام المحمدي الى الإسلام السياسي العنصري.
كلا الطرفين يشعر بعقدة أوباما للتخلص من مركب النقص التأريخي، فلا الأعاجم هم كانوا أحق بالإسلام من العرب ولا العربان أحق بالإسلام من الأعاجم، لأن قاعدة الإسلام الأساسية والتي صنعت مفهوم العرب هي قاعدة (خير الناس من نفع الناس)، قاعدة الخيرية هذه هي ما عجز عنها المسلمون اليوم من تجسيدها فتحول المجتمع كله إلى مجتمع نفاق بعناوين شتى، طبعا إلا ما رحم ربي وهي القلة التي فهمت المشروع الإسلامي وحرصت على إعادة تفعيل الفهم العربي الإسلامي للدين ودوره في الحياة الأجتماعية.