العربان ونظرية المؤامرة


ياسين المصري
الحوار المتمدن - العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الاعتقاد في نظرية المؤامرة يتفشَّى بمستويات مختلفة ولأسباب عديدة في مجتمعات كثيرة من العالم، ولكنه في مجتمعات العربان والمتأسلمين يشكل هاجسًا ثابتًا وأصيلا في ثقافتهم منذ زمن بعيد. في مقال سابق نشر في هذا الموقع قدمت مقارنة موجزة لهذه النظرية عند الآخرين وعندنا، على الرابط التالي:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=649602
لقد شاءت الأقدار المحتومة على مجتمعات العربان والمستعربين أن تتبنى ثقافتهم نظرية المؤامرة منذ نشأتها قبل ما يربو على 1400 عام، فيعيشون حياتهم مسكونين بهذه النظرية، وكلما واجهتم مشكلة يثبتون كل يوم أنهم مصابون بهوس المؤمرة، وليس عجيبًا أن تكون مصر (المستعربة، المتأسلمة) رائدة في هذا المضمار، لخضوعها منذ 68 عام لنظام عسكري سلطوي فاشي، يحتضن الأزهر بتأسلمه السلطوي الفاشي، والذي يطفح كل عام بآلاف المتأسلمين الفاشيين الذين لا حاجة لهم على الاطلاق، ومن ثم لا عمل لهم البتة سوى تقديم الهذيانات والهلوسات ليلًا ونهارًا، لدمغ الوعي الشعبي العام بالغباء.
نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory) تعبير لمحاولة شرح حدث أو موقف ما يعتمد على مؤامرة لا مبرر لها، تأخذ في مضمونها أفعالًا غير قانونية أو مؤذية يقوم بها على نحو سري شخص أو مجموعة ما من الأشخاص أو حتى حكومات، بغرض الوصول إلى السلطة أو الثروة أو النفوذ أو تحقيق فوائد أخرى، بحيث لا تتوفر إمكانية اقتفاء آثارهم ، فينتج عن ذلك نظريات إفتراضية تتناقض مع الفهم العلمي السائد للحقائق التاريخية البسيطة. وتكمن المشكلة في أن تلك النظريات تتحول لدي الشعوب المتخلِّفة حضاريًا إلى منظومة قناعات يتم إسقاطها على كل ما يحيط بالإنسان من أدق تفاصيل حياته اليومية بهدف التأثير على سلوكه، وقد تمت صياغتها في قوالب نمطية مبسّطة، تصلح لتفسير كل شيء تقريباً في حياتنا، مرتكزة على فكرة أن الشرور تحيط بنا والأسرار يسعون لتدمير حياتنا.
والأهم في ذلك هو تصوُّر الأشرار المتآمرين على أنهم أشخاص فوق الطبيعة، يتميزون بمهارات خارقة في نسج المؤامرات التي لا تتشابه مع تلك التي تحدث في سياق استخباراتي أو تجسسي متعارف عليه، فلا يتركون أي أدلة وراءهم، ومن ثم تكون أفعالهم عصية على التوضيح، إلَّا من أولئك ”المكشوف عنهم الحجاب“ الذين بدورهم يتفوقون على البشر في معرفة ما يدور في ذلك العالم الخفي. وما يقدمونه من توضيحات يستحيل دحضها أو حتى الاعتراض عليها.
نسمع حاليًا فى وسائل الإعلام التعبوي وما يتبعه من وسائل التواصل أن « فيروس كورونا» مؤامرة أمريكية أو صينية، تمت صناعته فى معامل عسكرية، ويتم خداع الناس بالفوتوشوب، أو بحجب المعلومات المهمة عنهم، مع غياب متعمَّد لصوت العلم، واستغلال مفرط لجهل الناس، وضعف ثقافتهم العلمية والاستهواء والإغواء الطبيعى لنظرية المؤامرة. فنجد مثلا أن المتآمرين قاموا باغتيال عالم تونسي، قيل أنه رئيس الفريق العلمي الذي يجري التجارب النهائية على اللقاح الخاص بالفايروس، ويتم تداول الخبر بكثافة على موقع التواصل الاجتماعي، مصحوبا بالتنديد والاستنكار من العربان.
يقول عالم السياسة مايكل باركون في كتابه "ثقافة المؤامرة: رؤى أبوكاليبسية (نهاية العالم) في أميركا المعاصرة": ”إن تلك النظريات تعتمد على اعتقاد بأن الكون محكوم بتصميم ما، يتجسد في ثلاث مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. أحد الصفات الشائعة هي تطور نظريات المؤامرة هذه لتدمج في تفاصيلها أي دليل موجود ضدهم، ليصبحوا بذلك جملة مغلقة غير قابلة للدحض وعليه تصبح نظرية المؤامرة مسألة إيمان بدلاً من دليل“.
Michael, Barkun: .(2003) A Culture of Conspiracy: Apocalyptic Visions in Contemporary America. Berkeley. University of California Press.
إن النظرة الواقعية للعلاقات الدولية تعتبر المصالح وليست الديانات أو حتى القيم والأخلاق هي التي تحدد قرارات الدول، وقد تلجأ دولة ما للمؤامرة في حال وقوع نزاعات بينها وبين دولة أخرى، وذلك لتحقيق مكاسب لا يستفيد منها سوى الحكام وحدهم، ولكن نظرية المؤامرة تقدم الوسيلة السهلة والمباشرة أكثر من غيرها للحكام العجزة والمستبدين في التوجه الى شعوبهم، والتأثير عليها، وذلك لأن أسوأ ما يتعلق بنظرية المؤامرة هو حقيقة أنها منغلقة على نفسها. فكل محاولة لدحضها أو نكرانها وكل دليل ضدها، ينظر إليه على أنه تضليلٌ للرأي العام، لغياب الدليل عليها، كما يصاحبها كم كبير من الأكاذيب التي يصعب محوها، وأن أية محاولة لدحضها أو إنكارها تأتي بنتائج عكسية. وكلما زاد تمسك المرء بها، كلما اهتزت ثقته في الحقائق العلمية، والأحداث السياسية، وربما يشعر بأن الشخص الذي يحاول إقناعه طرف من الأطراف المتورطة فيها!
في كل الأحوال، فإن نظرية المؤامرة ما زالت محل أبحاث واسعة، لا سيما وأن البشر يفقدون كل يوم ثقتهم في المنظومة العالمية كفكرة ونظام، نتيجة لازدياد الكذب السياسي ونشر الأخبار المزيفة، بالرغم من محاولات الباحثين المتكررة حول العالم التحذير منها وضرورة المحاسبة على نشرها.
الفيلسوف الأمريكي (افرام نعوم تشومسكي Avram Noam Chomsky) قدَّم مقارنة بين نظرية المؤامرة وتحليل المؤسسات الحكومية أو الأهلية للأحداث الغريبة، فقال إن جاذبية نظرية المؤامرة تتركز في أنها تدَّعي قدرتها على تحليل وتفسير ما لا يمكن للتحليل والتفسير المؤسساتي أن يقدمه، مما يجعلها (أي نظرية المؤامرة) تقدم شكلًا للعالم المرتبك أكثر ترتيبًا ومنطقية، وبأسلوب سلس وبسيط وجذّاب في نفس الوقت، خاصة عندما تقسِّم العالم إلى قوى الظلام وإلى قوى النور، وتعيد الشرور جميعها إلى مصدر واحد هم المتآمرون ووكلائهم. وعرضها على كونها معلومة معرفية سرية بشكل خاص غير معروفة للغير، والجماهير بالنسبة لمخترعي نظريات المؤامرة عبارة عن أناس قد تم غسل أدمغتهم فيتقبلون كل شيء يملى عليهم، وبالتالي يستطيع مخترع نظرية المؤامرة خداع واختراق المتآمر عليهم بسهولة.
ويقول المؤلف والكاتب الأمريكي (كريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens) بأن (نظرية المؤامرة) ما هي سوى نتاج ”أدخنة عوادم الديمقراطية“، بمعنى أنها تزدهر في الأنظمة السلطوية الفاشية والديكتاتورية، حيث تكون تلك النظريات مرضًا عاطفيًا لإلقاء اللوم على أشخاص أو مجموعات لا تنتمي إلى تلك الأنظمة وغير موالية لها، وبالتالي يعفيها ذلك من المسؤولية السياسية أو الأخلاقية في مجتمعاتها.
أن أنظمة الحكم في بلاد العربان والمتأسلمين جميعها أنظمة سلطوية أو ديكتاتورية فاشية تتبنى نظرية المؤامرة باستمرار، على أساس انها استراتيجية فعالة لتعلق عليها فشلها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والاستمرار في الحكم والهروب من تطبيق الديمقراطية، كما أن هذه النظرية تتيح لتلك الأنظمة قمع المعارضين واتهامهم بالخيانة وسجن رموزهم أو حتى إعدامهم بضمير مرتاح. وتستخدم الإعلام التعبوي من أجل تغذية هذه النظرية لدى شعوبها، كما إنها تستخدم أيضًا شبكات التواصل الاجتماعي من أجل هذا الغرض.
ترجع جذور نظرية المؤامرة إلى بداية نشأة الثقافة الدينية لدي العربان والمستعربين المتأسلمين، ففي كتبهم التراثية التي تناولت سيرة نبيهم بعد موته بأكثر من 200 عام، مثل «تاريخ الأمم والملوك» للطبري و«البداية والنهاية» لابن كثير وغيرهما، نجد واقعة صبيانية شهيرة يعرفها جميع المتأسلمين، عن تآمر كبار قريش على النبي، لتوجيه «ضربة رجل واحد» إليه. فاجتمعوا في «دار الندوة» واستقرت آراؤهم على إرسال مجموعة من الشباب المسلحين ينتمون إلى مختلف البيوت والقبائل لقتله والتخلص منه. علم النبي بالخطة، فجعل ابن عمه علي بن أبي طالب ينام في فراشه ويتغطى بغطائه حتى يبدو لهم أنه نائم في مكانه المعتاد، ثم تسلل مهاجرًا برفقة أبي بكر بن أبي قحافة، المعروف بأبي بكر الصديق. ومنذ ذلك الوقت توالت المؤامرات الخرافية من اليهود والنصارى والمنافقين والذين في قلوبهم مرض، مما صبغ الثقافة العامة بين تلك الشعوب بأن الجميع يناصبونهم العداء، وينسجون المؤامرات لتدميرهم أو القضاء على دينهم، العالم بأسره يقف ضدهم لأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن الله حباهم بدين الحق. إن هذا الزعم الديني المقدس يمنح تلك الشعوب إحساسًا جوهرياً خاصاً: “نحن الأخيار” و“هم الأشرار”. نحن الكرماء وهم اللؤماء. المشكلة في هذه الثقافة هي أن العداوات لم تعد تعبّر عن نفسها على مستوى الدول فحسب، بل تخطتها إلى الأفراد أنفسهم، فأصبح السياق الثقافي للمنطقة يجعلها أرضًا خصبة لهاجس المؤامرة، الذي يُصور الأبرياء بالملائكة والأعداء بالشياطين. ومع مرور الوقت تحول هاجس نظرية المؤامرة إلى تجارة لدي المتأسلمين، يقوم تجار الدين بإعادة استخدامها وتدويرها ليلًا ونهارًا، ويضعون لها فرضيات فريدة من نوعها وتفسيرات عبقرية تكمن في قدرتهم على اكتشاف الروابط المنطقية التي لا يراها الآخرون، ولا يمكنهم الاعتراض عليها.
وكما تدمن الشعوب على تعاطي المخدرات أو شرب الكحول أو حيازة الأسلحة أدمنت شعوب العربان على نظرية المؤامرة، حتى أصبحوا هم أنفسهم مؤامرة بالفعل على الإنسانية برمتها، فهم يتلقون أي شيء وكل شيء على أنه مؤامرة، وأفضل مثال على ذلك: (بروتوكولات أو قواعد حكماء صهيون) التي لا يعرف على وجه التحديد من هو كاتبها، ويعود ظهورها إلى أوائل القرن العشرين وقد نشرت بالكامل لأول مرة في كتاب ديني "عظيم في حقير: عودة عدو المسيح وحكم الشيطان للعالم" للكاتب الديني الروسي سيرجي نيلوس Sergei Nilus عام 1905. ومنذ ترجمتها إلى لغة العربان، أصبح الكثيرون يعتقدون بصحتها، ويعتبرونها دليلاً فعلياً على المؤامرة العالمية التي يقودها اليهود للسيطرة على العالم، رغم ثبوت انتحالها وتزويرها، وعدم إمكانية تطبيقها بعد أكثر من مئة عام على تلفيقها.
منذ موت نبيهم تحولت جميع الأحداث في حياة المتأسلمين إلى مؤامرة، كل ما يجري حولهم هو مؤامرة. إستعمال العقل، مؤامرة، التنفس مؤامرة، إبداء الرأي، مؤامرة، أن تقول "لا"، مؤامرة، أن تعترض على الخطأ أو الفساد أو الهراء، مؤامرة، أية محاولة لإسقاط الأنظمة المستبدة والفاسدة مؤامرة. أن يطالب المرء بالعيش بحرية وكرامة بعيداً عن الاستبداد والقهر والظلم، مؤامرة. نقد الهذيان الديني، مؤامرة. لا شيء في أذهان أسياد هذا الشرق وأتباعهم سوى المؤامرة. لا يريدون الحرية والكرامة الإنسانية والرفاهية سوى لهم وحدهم، لا شيء لديهم سوى تكميم الأفواه وتقييد الحريات. 
الآن تعيش منطقة العربات والمتأسلمين في أجواء ظلامية بامتياز. يقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي " دانيل بايبس – Daniel Pipes" في كتابه ”اليد الخفية.. مخاوف الشرق الأوسط من المؤامرات“ الصادر في عام 1996م: « إن العرب والإيرانيين في عالم اليوم أكثر شعوب العالم إيمانا بنظريات التآمر وأشدهم حماسا في نشرها، وإلى حد ما، يرجع هذا إلى ثقافة هذه الشعوب، فكلا الشعبين لهما تراث أدبي غني بالخرافات ذات المعاني العميقة، ونظرياتهم التآمرية مليئة بالخيال، وهناك سبب وجيه أيضا يساعد على خلق هذه النظريات التآمرية، فإيران وكل الدول العربية في قبضة قائد مطلق سواء كان علمانيا أو رجل دين، وهؤلاء يخضعون كل شيء لتحقيق أغراضهم وأهدافهم: التعليم، وسائل الإعلام، القانون، الجيش وغيرها من المؤسسات. وفي هذه المجتمعات لا يعلم بالحقائق الصحيحة إلا قلة صاحبة امتيازات، ويجعل الخوف والجهل الجماهير تحت رحمة الشائعات والخيالات، ولهذا يتخلى الناس عن مبادئ البحث العلمي المألوفة للتحقق من الأحداث ويلجؤون إلى فكرة أن هناك قوى تعمل في الخفاء مما يفتح المجال للأساطير والخرافات التي تنبع من خيال الإنسان الواسع».
العقل العروبي والمتأسلم يتَّسِم بالإيمان بنظرية المؤامرة التي تريحه من عناء البحث عن الأسباب، وتغني المراقب عن نقد الذات، وتغذي الشعور بأننا ضحايا لأعداء متآمرين، لولاهم لكان وضعنا أفضل بكثير. وهي أحد أسباب تخلف شعوب المنطقة والتي تبدأ من دعوة إلى العزوف عن التغيير وتنتهي بتفسير كل ما هو غير مألوف على أنه من صنع المؤامرة، فلا يوجد أي ذكاء سياسي ولا تخطيط استراتيجي ولا تطور تقني ولا حتى مشاريع مستقلة ذات أهداف مستقلة كل ما يدور في منطقتنا يصنف على أنه من صالح العدو الخفي الذي يترصد بنا مع إهمال كل مسببات الأحداث أو الجذور التاريخية للمشاكل. الإنسان الذي يؤمن بنظرية المؤامرة، لا يحتاج إلى البحث أو التحليل أو الحصول على معلومات جديدة
إن عدم إمكانية التوصل إلى الأسباب الحقيقية لكل ما يحدث في حياتنا من تغيرات راديكالية لا قبل لنا بمواجهتها، ويستحيل علينا معرفة من هم وراءها، يجعلنا نلصقها بمؤامرة. مما يعمل على كبح قدراتنا على التحليل العلمي لما يحدث في حياتنا ويمنعنا من التغيير أو الإصلاح الداخلي. من ناحية بث اليأس في نفوس العربان وإلصاق صورة العنصرية بهم. رغم ذلك، يرفض البعض أن من شرنقة المؤامرة التي تعيق التفكير الحر المبني على الحقائق، لأن هذا لن يمنحهم راحة الإحساس بأنهم ضحايا وبأنهم يستحقون الشفقة.
تتحكم نظرية المؤامرة بالعقل العربي، لأنها تريحه من عناء البحث عن أسباب الفشل، وتغني عن نقد الذات، وتغذّي الشعور بأن العربان ضحية لمتآمرين، لولاهم كان وضع العربان أفضل.
يقول الطبيب النفساني الدكتور المغربي جواد مبروكي « ينشأ الطفل العربي في جو يسوده فكر التآمر ضد شعبه ودينه وأمته، "ويُرسّخ هذا الفكر في ذهنه أن الغرب بكامله يتآمر ضد أمته، ويمنع أبناءها من التقدم والازدهار. واستنادًا إلى الفكر التآمري في ذهنية الطفل العربي، يتم تصوير الغرب على شكل كفار يحقدون على الإسلام ويحملون الشر والعداء لأمته، وهم بالتالي أعداء له يغزون عالمه بأفكارهم وفلسفاتهم المتقدمة ظاهريًا التي هدفها بحسب تصوره إبعاد العربي عن دينه، على اعتبار أن الإسلام أفضل دين، والعرب خير الأمم، وعالم الغرب يهابها ويسعى ليل نهار إلى القضاء عليها».
ويضيف مبروكي: « يتربى الطفل العربي المسلم في جوٍ حربي آخذًا حذره من أعدائه الغربيين الكافرين، وإذا تحدث معه ابن أمته ووطنه وقبيلته بفكرٍ متفتح وحكيم ومُنصف، تراه يتهمه بتحالفه مع الغرب ضده، وهذا هو الذي يجعل الفكر العربي والإسلامي المعاصر في قفص الانغلاق والتخوين والتكفير».
https://arabic.cnn.com/middleeast/2016/10/21/conspiracy-theory-arab-opinion
ومن ناحيتها تعمل النظم الاستبدادية المسيطرة على تنشر نظريات المؤامرة بواسطة وكلائها، وتمنع الصحفيين والمفكرين الجديين من تحديها، وهي بذلك تحقق أهدافًا متعددة. والهدف الأكثر بداهة يكمن في إلقاء اللوم على مؤامرة صهيونية أو أمريكية كبيرة لصرف الاهتمام عن أوجه القصور التي تعاني منها الأنظمة، مع العمل في الوقت عينه على تحويل المواطنين إلى قوميين متطرّفين سريعي الغضب..
لا ريب في أن إيمان العربان بفكرة المؤامرة في العلاقات الدولية جعلهم يحجمون عن التعاون البناء مع المجتمع الدولي، فالانفتاح والعولمة والديموقراطية وحقوق الإنسان.. الخ هي كلها أدوات للتآمر عليهم، ومن ثم وجبت مقاومتها، في حين أن الأمم التي أخذت بها ارتقت في سلم التقدم والرفاهية وتحقيق قدر كبير من الكرامة الإنسانية.