الثورة التكنولوجية والسياسة الإعلامية للحزب الشيوعي


لطفي حاتم
الحوار المتمدن - العدد: 6626 - 2020 / 7 / 24 - 16:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

ا

--بات معروفا ترابط الفكر الاشتراكي العلمي وتعميم الخط السياسي للحزب الشيوعي على الجماهير الشعبية عبر توظيف الثورة العلمية التكنولوجية التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة وبهذا السياق تشير التجربة التاريخية المنصرمة الى ان تجاهل استخدام النشر الإلكتروني وعدم استثمار مواقع التواصل الاجتماعي يعرض الخط السياسي للحزب الشيوعي الى خلل في تعميم مشروعه الكفاحي.
ان نشر وتعميم الخط السياسي للحزب الشيوعي المعتمد في المرحلة التاريخية المحددة من خلال استخدام وسائل الثورة العلمية التكنولوجية ينتج عنه كثرة من الإيجابيات الكفاحية يمكن تحديد أبرزها بالمحددات التالية-
- تعريف الكتل الشعبية الواسعة ببرنامج الحزب الشيوعي ونشر مسانده الفكرية – السياسية - الأيديولوجية.
– تعريف أوسع طبقات وفئات تشكيلة البلاد الاجتماعية على برامج الحزب الشيوعي الكفاحية ورؤيته الفكرية لمضامين السلطة السياسية وموقفه من الاجراءات السياسية – الاقتصادية.
– تحديد ونشر المهام السياسية للحزب الشيوعي ورؤيته الفكرية لطبيعة الفعاليات الكفاحية الجماهيرية التي تفرزها الحركات الشعبية المختلفة بهدف ايصالها الى أوسع الفئات الشعبية.
أولا – الحزب الشيوعي ونشر برامجه السياسية - الفكرية.
- تعرض الفكر الاشتراكي الى هزة برنامجيه بسبب انهيار نموذج الدولة الاشتراكية وما نتج عنه من تفكيك وحدة فصائل حركة التحرر العالمية وتغير مهامها الكفاحية.
- التغيرات المشار اليها أفضت الى ظهور مهام فكرية - سياسية جديدة امام الأحزاب الشيوعية أهمها-
- تطوير دورها الأيديولوجي الهادف الى دحض أفكار الليبرالية الجديدة الساعية الى ارجاع فشل نموذج الخيار الاشتراكي الى مناهضته الديمقراطية السياسية وسيادة الأنظمة الديكتاتورية في بناء أجهزة الدولة الأمنية.
-ان فشل نموذج التطور الاشتراكي يمكن ارجاعه الى أسباب كثيرة منها –
1 -سعي الدول الرأسمالية الكبرى الى تسريع سباق التسلح وما انتجه ذلك من اختلال في استثمار الثروات الوطنية للدول الاشتراكية بسبب تمتع الميزانية العسكرية- الدفاعية بالأفضلية على حساب القطاعات الإنتاجية -والخدمية.
2 – سيادة البيروقراطية الحزبية في الهرم القيادي لسلطات الدولة الاشتراكية وتبلور ما يمكن تسميته ب- (طبقة) اجتماعية تمتع بامتيازات ومخصصات مالية كبيرة على حساب تنمية رفاهية الطبقات الاجتماعية الأخرى.
3 – حيازة الشرائح البيروقراطية الحزبية الحاكمة على امتيازات كبيرة وتحويل مواقعها السياسية الى (طبقة) مدنية – عسكرية حاكمة.
4 – عدم استثمار قدرات الشريحة العلمية المثقفة المنتجة لكثرة من الإنجازات الفكرية - العلمية لغرض تطوير رفاهية الطبقات الاجتماعية المنتجة.
5- تقليص الديمقراطية السياسية وحصر الشرعية السياسية بالمنظمات الحزبية المؤيدة للنظام الاشتراكي وما انتجه ذلك من ركود فكري في البنية السياسية للدولة الاشتراكية.
ان الموضوعات المشار اليها تتطلب البحث والتدقيق من قبل النخب العلمية المثقفة لمواجه الحملة الفكرية المضادة للاشتراكية والأحزاب الشيوعية على ان يجري التركيز كما أرى على الموضوعات التالية -
- انهيار النموذج الاشتراكي للتطور لا يعني فشل الفكر الاشتراكي وما يشترطه ذلك من ضرورة بناء نموذج اشتراكي -- ديمقراطي تعتمده الإنسانية في المستقبل.
- أسلوب الإنتاج الاشتراكي لازال خيارا اجتماعيا وطبقيا قابلاً للتحقيق عبر الكفاح الطبقي المناهض لخيار التنمية الرأسمالية المرتكز على استغلال الانسان لأخيه الانسان.
-- ارتباط فشل البناء الاشتراكي بالممارسات البيروقراطية التي انتجتها القيادات الحزبية والنخب الإدارية التابعة لها.
--استنادا الى ذلك يتوجب على الحزب الشيوعي نشر أيديولوجيته الاشتراكية والتصدي للفكر الليبرالي المبشر بانهيار الفكر السياسي الاشتراكي وما يتطلبه ذلك من اتساع ونشر الفكر الثوري المرتكز على استثمار وسائل الثورة العلمية- التكنولوجية.
ثانيا – الحزب الشيوعي واستثمار الثورة العلمية التكنولوجية
يتعين على الحزب الثوري استثمار التكنولوجيا الحديثة لنشر رؤيته السياسية في عالمنا الرأسمالي المضطرب والتي اجدها في الدالات التالية -
-- استخدام الغرف الالكترونية ومدها بمحاضرات فكرية متنوعة وآراء سياسية – اقتصادية شاملة.
-- اقامة ندوات فكرية جماهيرية عامة عبر استثمار الغرف الالكترونية تتولى الاشراف عليها المنظمات الحزبية.
- اصدار مجلات فكرية – سياسية الكترونية وتعزيزها بدراسات فكرية تعني بالاشتراكية وانجازاتها الاقتصادية – السياسية الفعلية.
- ان الانسان المثقف أصبح مهتما باستخدام الثورة العلمية التكنولوجية وبهذا المعنى باتت النظم السياسية واجراءاتها الهادفة الى تطوير تشكيلاتها الاجتماعية مكشوفة امام النقد العلني رغم ان الكثير من القوى الطبقية الكادحة لم تستطع امتلاك هذه الامكانية العلمية بسبب عدم قدرتها على حيازتها بسبب الظروف السياسية - الاجتماعية في هذا البلد او ذلك.
--ان انتشار الامية في الدولة الوطنية لم يمنع الحزب الشيوعي من تعميم وجهات نظره الفكرية - السياسية على أساس تفسير الوقائع الاقتصادية – الاجتماعية علمياً وايصالها بطرق مختلفة الى أوساط جماهيرية واسعة.
ثالثاً –كفاح الحزب الشيوعي المناهض للطائفية السياسية
-- قدمت الانتفاضة الشعبية في العراق انماطا متنوعة من الكفاح السلمي المطالب بالأمن والخبز والعمل وبهذا الاتجاه وظف الحزب الشيوعي طاقته الفكرية - السياسية لمشاركة ومواكبة المعارضة الشعبية في كفاحها البطولي عبر كثرة من القرارات السياسية التي لقيت تأييدا من الحركات الشعبية في الشارع العراقي وبهذا المسار لابد من التفريق بين مفهومين معتمدين في برنامج الحزب الشيوعي السياسي ونشاطه الجماهيري --
المفهوم الأول -- الخط السياسي المعتمد في المرحلة التاريخية المعاشة الذي يتماشى وأهداف الحركة الشعبية.
المفهوم الثاني—برنامج الحزب السياسي المتمثل في بناء نظام وطني - ديمقراطي تفرزه الشرعية الديمقراطية للحكم مستنداً الى المصالح الفعلية لطبقات تشكيلته الاجتماعية.
ان الموضوعات المشار اليها تتطلب استغلال وسائل النشر الجماهيري ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي انتجتها الثورة العلمية- التكنولوجية من خلال —
أولا- تضمين موقع الحزب الالكتروني مقالات فكرية تحت عناوين مختلفة منها-
1- التركيز على الأسباب الواقعية لانهيار التجارب الاشتراكية.
2- تناول مشروع الوطنية الديمقراطية المعتمد في كفاح الحزب الوطني - الديمقراطي.
3- اختيار ملفات فكرية - نظرية تكون اساساً لحوارات فكرية.
ثانياً – فتح غرف الكترونية للمحاضرات العامة الفكرية- السياسية ودعوة الباحثين القادرين على تغطية الجوانب الأساسية من النشاط الفكري.
ثالثاً – تشكيل لجان فكرية- سياسية تشرف على تنشيط وإدارة الغرف الالكترونية.
خلاصة القول ان نشر رؤية الحزب الشيوعي السياسية – الفكرية تستدعي استثمار مختلف وسائل النشر العلني الالكتروني -- والتقليدي من بيانات -غرف صوتية - الى إصدار الكراريس الفكرية الهادفة الى إيضاح طبيعة الصراع الاجتماعي الجاري في بلادنا
رابعاً-موضوعات حول أساليب الحزب الشيوعي الكفاحية.
أشر تاريخ الحزب الشيوعي العراقي كثرة من السمات والدروس الكفاحية لابد من دراستها في الظروف السياسية الراهنة يتقدمها --
1 –تعدد أشكال الكفاح الذي خاضته وتخوضه جماهير شعبنا باعتبارها امتداداً لكفاح الحزب الشيوعي المناهض للأنظمة الاستبدادية.
2 –كفاح الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية أكد وجود صراعاً تاريخيا محتدماً في تشكيلة العراق السياسية بين تيارين سياسيين –
- الأول تيار الوطنية -الديمقراطية الذي يتزعمه الحزب الشيوعي المطالب بدولة عراقية ديمقراطية فدرالية.
- والثاني تيار القوى والطبقات الفرعية التي تسعى الى تأبيد هيمنتها الطبقية على للدولة العراقية.
3 – شكل تاريخ الحزب الشيوعي العراقي معيناً سياسياً - فكرياً للقوى الوطنية في الكفاح المناهض للتواجد الأجنبي على أراضي الدولة العراقة عبر ادانته للتدخلات العسكرية الامريكية.
4- رفض الحزب الشيوعي المتواصل للتدخلات السياسية -المذهبية لدولة الفقيه الإسلامية وشجب التدخلات التركية في أراضي الدولة العراقية المعادية للحقوق القومية للشعب الكردي.
5 – قدرة الحزب الشيوعي على قيادة وتوجيه الهبات الشعبية اشترط مشاركته مع الطواقم القيادية للانتفاضة الشعبية بهدف ترصين توجهاتها السياسية.
أخيرا لابد من التأكيد على ان المعارضة الجماهيرية الشاملة للمحاصصة الطائفية تمنح الحزب الشيوعي افاق جديدة لتطوير كفاحه الوطني الديمقراطي المستند الى-
أولا- إقامة دولة العدالة الاجتماعية الهادفة الى توفير الخبز والعمل والضمان الاجتماعي للقوى العاملة.
ثانياً- بناء الدولة العراقية على أساس المواطنة والديمقراطية بعيدا عن المحاصصة الطائفية.
ثالثا- حل المليشيات المسلحة وتحريم زجها في النزاعات الوطنية ناهيك عن تقوية المؤسسة العسكرية الضامنة لأمن البلاد من التدخلات الخارجية.
ان الآراء المارة الذكر قابلة للتطوير والاضافة تبعا لحاجات الحركة الثورية وارتبطا بكفاحها الهادف الى بناء دولة العدالة الاجتماعية .