مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 4/7


ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن - العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 02:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

www.nasmaa.com
س/ خطوة الإصلاح الديني هل تتم قبل إحلال العلمانية أم بعدها أم هي أصلا لا فائدة مرجوة منها؟
ج/ لي رأي في مدى فائدة وجدوى الإصلاح الديني، أعتذر عن طرحه الآن، لأن ذلك يخرجنا عن الموضوع السياسي، لكن الإصلاح الديني، سواء آمنا بفائدته وجدواه أم لم نؤمن، حتما لا يخلو من فائدة، لذا فهو ينفع في كل المراحل، فهو ضروري في مرحلة تهيئة الأرضية الاجتماعية لقبول العلمانية، وما بعد ذلك، لأنه يمثل عملية طويلة لا تنجز تمام الإنجاز حتى على مدى قرن كامل. وقد طرحت في مؤتمر تناول الإصلاح الديني في بيروت قبل سنوات تسع عشرة شرطا للإصلاح الديني، ذكرت منها نقطة مهمة ألا هي قيام رجال الدين التنويريين الإصلاحيين من الطائفتين بترويض جمهورهم المتدين على قبول استقبال نقد الدين.

س/ لك عبارة هي (ياعلمانيي العالم اتحدوا)، ما المقصود بها؟
ج/ كتبتها على ما أتذكر أثناء انتفضات ما سمي بالربيع العربي، وكانت الدعوة بالضبط (يا علمانيي العالم الإسلامي اتحدوا)، ولو أني أرى خطأ مصطلح العالم الإسلامي، ووجهتها بشكل خاص إلى العلمانيين الديمقراطيين في بلدان الأكثرية المسلمة، وهو المصطلح الأصح عندي، وذكرت تحديدا علمانيي مصر والعراق وتونس وسوريا وليبيا ولبنان والكويت والبحرين والسعودية والمغرب والأردن، كمعارضين للإسلام السياسي، سواء الليبراليون منهم أو اليساريون أو الوطنيون أو حتى المحافظون أو المتدينون غير المتأسلمين سياسيا. لأني شخصت إن أحد أهم أسباب فشل العلمانيين في هذه البلدان، هو تشتتهم، وعدم تحليهم بالقدر الكافي بالمسؤولية التاريخية الملقاة عليهم، مما يمكن الإسلاميين واللاديمقراطيين عليهم، وعدم إحساسهم بما يكفي بوجوب اتحادهم في هذه المرحلة، وعند انتهاء خطر الإسلام السياسي، عندها يمكن أن يتوزعوا في أحزاب متنافسة بين يسارية وليبرالية ووسطية.

س/ كتبت أيضا انتخاب الإسلامي من الكبائر، وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات، هل من الممكن توضيح هذا الكلام؟
ج/ نعم كتبت مقالة بهذا العنوان في 04/04/2014، ذلك ردا على فتاوى صدرت حينها بحرمة انتخاب العلمانيين. لم يكن ذلك من المرجعية العليا، بل من معممين وصفتهم بأنهم يدّعون الاجتهاد، ويتبوؤون موقع المرجعية والإفتاء، وهم قاصرون، لا يتأهلون لتولي أمورهم الشخصية، فكيف بهم أن يتولوا شؤون الأمم والشعوب، ويحددوا مصائرنا ومستقبلنا؟ كما وصفتهم بأنهم ذوو إدراكات ذهنية محدودة، وملكات عقلية قاصرة، ثم كونهم من ناحية تركيبتهم النفسية، لا يستطيعون تبوؤ موقع اجتماعي، لما يحملون من تعقيدات نفسية، وكراهة لمعاني الجمال، وحقد على من يخالفهم في الرأي، ثم هم لا ينتسبون إلى عصرنا الذي نعيشه؛ كل هذا مما يعني أنهم لا يتحلَّون بالحد الأدنى من الحكمة، التي هي الشرط الأول والأساسي لتبوؤ أي دور اجتماعي. ثم قلت من هنا فتقليدهم، واتباع فتاواهم، لمن الكبائر، وإن كان الجاهل معذورا عند الله، لسقوط التكليف عنه، بسبب جهله، ولكنه من حيث لا يشعر، غفر الله له، يسيء للمجتمع، ويضر بالمصالح العليا للوطن، ويضيّع على الشعوب فرصهم، ويدمر أحلامهم، ويؤخر تقدمهم، مما لا يرضاه الله. هذا بالرغم من أني منذ تحولت إلى العلمانية لا أتناول في مقالاتي السياسية الجانب الديني، أو ما أعتمد من عقيدة، لكني أردت أن أخاطبهم بلغة هي الأقرب إلى ثقافتهم، لأن الذين أفتوا بهذه الفتاوى أصلا غير معترف بهم كمراجع دين، بل هم معممون من الطبقة الثالثة. واعتبرت في مقالتي تلك انتخاب العلماني ذي الروح الوطنية، الملتزم بالمثل الإنسانية، والصدق والنزاهة والأمانة، والتوجه العقلاني، المؤمن بكل متطلبات الديمقراطية، لهو للمؤمن من أحب الطاعات لله. بينما انتخاب الإسلامي المنغلق، المتعصب، المتخلف، السارق للمال العام، المؤسس للكراهة بين أبناء المجتمع الواحد، بسبب تعميقه للخنادق، الدينية منها، والمذهبية الطائفية، والعرقية، والقبلية، والمناطقية، وغيرها، لمن أشد ما يمقته الله. وختمت بقولي: كبر مقتا عند الله أن ننتخب الإسلاميين، وكبر حبا عند الله أن ننتخب العلمانيين. والمقالة موجودة كاملة على صفحتي على موقع الحوار المتمدن وعلى موقعي الشخصي (نسماء).