مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 1/7


ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن - العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

www.nasmaa.com
وجه إليّ الإعلامي مقدم البرامج في إذاعة المساواة أمير عبد مشكورا مجموعة أسئلة بخصوص العلمانية، وكانت اختياراته للأسئلة دقيقة ومهمة، أنشرها مع إجاباتي في خمس حلقات.
س/ في البدء نريد تعريفا موجزا عن العلمانية؟
ج/ العلمانية عندي هي الفصل بين الموقف الشخصي المكفولة حريته تجاه قضايا ما وراء الطبعية إيجابا وتنوعا أو سلبا من جهة، وبين كل من شؤون الدولة والسياسة، بل ويفضل إضافة الشأن العام من جهة أخرى.

س/ لماذا الدعوة للعلمانية؟
ج/ الاختلاف واقع يجب التعايش معه، والديمقراطية تمثل خيار العقلاء في التعاطي مع الاختلاف والتعددية، وثبت إن الديمقراطية تبقى مبتورة ومنقوصة من غير العلمانية، التي تحفظ للمؤمنين بالأديان، وللملتزمين بتعاليم تلك الأديان في حياتهم الخاصة، لكن تحول دون إقحام الدين، بل حتى الضد الديني كالإيمان اللاديني والإلحاد واللاأدرية، في شؤون السياسة والدولة، لأنه فيما يتعلق الأمر بالدين أكثر قراءات الدين رافضة للديمقراطية.

س/ البعض يعترض على تطبيق العلمانية في مجتمعنا، باعتبارها ذات جذر أوربي، والظروف في أوربا تختلف عن ظروفنا، وأي دعوة للعلمانية ما هي الا حرق للمراحل؟
ج/ بدأ تطبيق العلمانية في أورپا في نهاية القرن الثامن عشر، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين، وكما مرت أورپا بتجربة هيمنة الكنيسة على الشأن العام وعلى شؤون الدولة، فالإسلام السياسي، لاسيما منذ العقد الثامن للقرن العشرين قام بنفس الدور، في إيران وأفغانستان والسودان ومصر والعراق، وغيرها، فليس من فرق كبير بين التجربتين، ونفس الأسباب التي دعت إلى اعتماد العلمانية هناك تدعونا للدعوة لاعتمادها في الدول ذات الأكثرية المسلمة، التي تخلفت حتى الآن عن تطبيق الديمقراطية. لذا لا أعتبر الدعوة للعلمانية حرقا للمراحل، بل إننا قد تأخرنا فيها كثيرا جدا، حيث كان ينبغي أن يكون التحول للعلمانية كأقصى حد في منصف القرن الماضي.
س/ ثقافتنا العربية عامة والعراقية خاصة هل تحمل في طياتها بذورا ناضجة للفكر العلماني؟
ج/ نعم، تحمل بتقديري هذه البذور، وإن كانت تحمل بذور الضد النوعي للعلمانية، وقد نما التوجه نحو العلمانية أكثر من ذي قبل، لاسيما في أوساط شباب الوسط والجنوب، بسبب سوء أداء أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، وفي أوساط شباب المناطق المحررة، بسبب ما عانته هذه المناطق من داعش، أسوأ صور الإسلام السياسي.

س/ ماعلاقة الديمقراطة بالعلمانية وهل هما مفصولتان أم إحداهما تكمل الأخرى؟
ج/ الديمقراطية والعلمانية متلازمتان لا انفكاك بينهما، فالديمقراطية بدون العلمانية، ديمقراطية شكلا، باعتماد بعض آليات الديمقراطية حصرا، دون اعتماد جوهر الديمقراطية، ولذا تبقى ديمقراطية منقوصة ومشوهة، والعلمانية بدون الديمقراطية ديكتاتورية، مآلها الفشل والسقوط.