دون ليمون و مارتن لوثر كينغ و الثورة التي نحتاج


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 00:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 652 ، 15 جوان 2020
: https://revcom.us/a/652/bob-avakian_don-lemon-martin-luther-king-and-the-revolution-we-need-en.html

في المدّة الأخيرة ، تحدّث مقدّم برامج بقناة السى أن أن ، دون ليمون ، عن قراءة جديدة قام بها لخطاب مارتن لوثر كينغ لسنة 1963، " لديّ حلم " . و نبّه ليمون إلى جزء الخطاب الذى يقول فيه لوثر كينغ إنّه حان وقت وضع نهاية للظلم العنصري . و كرّر ليمون ذلك متحدّثا عن الحاضر : الآن حان الوقت . و مهما كانت نوايا ليمون ، فإنّ هذا يثر سؤالا كبيرا جدّا ألا وهو :
لماذا ، بعد 57 سنة من خطاب مارتن لوثر كينغ ، يتعيّن على أحد أن يقول مجدّدا : حان الوقت لوضع نهاية للظلم العنصري؟ إن كان وقت حدوث ذلك قد حان قبل 57 سنة ، فلماذا لم يحدث ، عقب كلّ هذه السنوات ؟!
هل يعزى ذلك إلى أنّ الناس قبل الآن لم يناضلوا بشدّة ضد الظلم العنصري ؟ لا . فعبر تاريخهم في أمريكا ، قد إنتفض السود مرارا و تكرارا و قاتلوا ببطولة هذا الإضطهاد . و قد شهدت ستّينات القرن الماضي على وجه التحديد حدوث نضالات جماهيريّة و مستمرّة ضد هذا الإضطهاد و قد شارك الملايين من الناس – و ليس من جماهير السود فحسب بل من " الأجناس " و القوميّات الأخرى أيضا ، بمن فيهم أعداد كبيرة من شباب البيض – شاركوا بنشاط فى تلك النضالات و قدّموا التضحيات في خضم النضال لوضع نهاية لذلك الإضطهاد.
و الآن ليست هذه هي المرّة ألولى التي أُجبرت فيها السلطات القائمة على أفقرار بوجود مشكل جدّي من الظلم العنصريّ في هذه البلاد و على الحديث عن إدخال تغييرات حقيقيّة . فقبل أكثر من خمسين سنة ، في أوج تمرّد ستّينات القرن العشرين ، قام تقرير لجنة كرنار بكلّ هذا .
هناك سبب أساسي واحد يفسّر عدم وضع نهاية لهذا الإضطهاد : النظام الذى نعيش في ظلّه ، نظام الراسماليّة – الإمبرياليّة ، فهذا الإضطهاد مبنيّ في أسسه و ليس بوسعه أن يوجد أو يسير دونه. و طالما بقي هذا النظام في السلطة ، مهما كان السياسيّون الذين يجلسون في مراكز السلطة ، و بغضّ النظر عن أيّة وعود يطلقونها ، فإنّ هذا الإضطهاد سيستمرّ ... و يستمرّ.
و الإستنتاج جليّ : لا يمكن إصلاح هذا النظام ، يجب أن نطيح به !
و كما قلت قبلا : بالمعنى الجوهري ، أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه، أو أسوأ منه ، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة !
و للقيام بذلك نحتاج : ثورة – لا شيء أقلّ من ذلك !
---------------------------------------------------------------------------------