اريد ان انتحر - رسالة من السودان


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 10:45
المحور: مقابلات و حوارات     

بعد نشري مقالي السابق وشريطي المعنونين: أريد ان أنتحر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682320
https://youtu.be/XhAtxpR_GJM
وصلتني الرسالة التالية من متابعة من السودان انقلها لكم دون ذكر اسم كاتبتها

--------

مسا الحرية نبينا العزيز
في البداية خالص الحب والاحترام لشخصك المتواضع ولكل ما تقدمه من محاضرات صوتية وما تكتبه من مقالات.
استمعت اليوم لفيدو لك بعنوان اريد ان انتحر؟! وكان رائعا برغم قصره

في الحقيقة أنا أيضاً مثل هذا الشاب اعاني من هذه الفكرة ولكنها ليست وليدة اللحظة إنها تنتابني بين الحين والآخر تمغص على حياتي أصبحت ابكي دونما سبب وفي أحيان آخر أشعر بأن كل شئ علي ما يرام وبأن الحياة تسير بخير وما أن تمر ايام أخرى حتى أعود إلى مكعب الحزن مجددا

لجأت إلى القراءة والكتابة كعلاج لكنهما كانا حلين مؤقتين ليس إلا
جربت عدد من محاولات الانتحار ولكنها فشلت جميعها مسببة لي اذي نفسي وجسدي.
وبعد أن شعرت بأنني على وشك الانهيار التام قررت أن اتصل بطبيب نفسي مع أنني في قرارة نفسي لا أؤمن بالطب النفسي؟؟؟
وقد صدقت فما أن تحدثت مع هذا الطبيب وشرحت له معاناتي مع مشاعري المتقلبة حتى جاء رده مفجعا لي ولكني أيضا توقعته
طلب مني أن ألجأ إلى الله وان اصلي وان اقرا القرآن وقد قال بكل عنجهية وثقة بأن هذا كفيل بأن يشفيني؟؟
أغلقت الهاتف وضحكت وقررت أن أواجه معانتي وحدي بعيدا عن الله وما زلت اعاني واتمزق واحترق وما زالت رغبتي في الإنتحار قوية

انا لست كذاك الشاب دفعتني العاطفة للتفكير بالانتحار ولكن بسبب التناقض الذي اعيشه بسبب الحرب التي اخوضها يومياً مع المجتمع واسرتي
ما اعانيه انا بسبب أنني اخترت الحرية ورفضت ان انصاع للمجتمع الأبوي العنصري
ما اعانيه يا نبينا هو احساس الغربة والعزلة والوحدة بالرغم من أنني مع أسرتي ولكني اتمزق يومياً
صدقني اكتب إليك الان وانا اشعر بغصة في حلقي ودموع التي اعتدتها تنزل ساخنة على خدي تؤرق نومي وتمنعني من الكتابة
فقدت رغبتي في كل شيء بت أشعر بالم داخلي فظيع لا أعرف مصدره اه يا نبينا ثمن الحرية غالي وسيكون مضاعفا إذا كان من اختارته امرأة في ظل مجتمع يرفض الحرية ويطبق الوصاية
انا اعيش التناقض بصورة يومية صدقني وهذا الأمر سبب لي ما اعانيه الان

كتبت إليك هذه الرسالة كطلب مساعدة أن تتحدث عن ظاهرة الإنتحار بصورة أكبر بالأخص للعقليات المتحررة التناقض الذي يعيشه المثقف المتحرر في مجتمعاتنا قاتل
(قبل يومين قرأت خبر انتحار سارة ولكم تألمت لرحيلها وفهمت معاناتها كامراة حرة؟؟)

اعتذر لك بشدة عن الإطالة نبينا ودمت بخير ودمت مصدراً للتنوير والفكر والمعرفة ليلة سعيدة
تحياتي .... من السودان

--------
انتهت هنا رسالة المتابعة من السودان
وسوف اعود اليها لاحقا بعد ان افكر في مضمونها لمحاولة الرد عليها.
وحقيقة هي ليست الرسالة الوحيدة التي وصلتني من متابعي
مما يبين ضرورة البحث عن علاج لهذا الوضع

--------
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books