بمناسبة الذكرى ال75لانتصار الشعب السوفيتي على المانيا الفاشية 1945-2020. الحلقة السادسة عشر


نجم الدليمي
الحوار المتمدن - العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 21:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

من حقق الانتصار على المانيا الفاشية؟

اولا..لقد بدأت الحرب العالمية الثانية في عام1939وانتهت في عام 1945 وخلال هذه الفترة اعلنت المانيا الفاشية بقيادة هتلر الفاشي حربها غير العادلة على شعوب العالم من اجل السيطرة على ثرواته وقيادة العالم.

ثانياً.. اليوم، 22/6/1941، تمر الذكرى ال 79(1941-2020)لاعلان المانيا الفاشية حربها غير العادلة ضد الشعب السوفيتي بهدف تقويض النظام الاشتراكي والاستحواذ على ثرواته الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي والغابات والمياه وغير ذلك من الثروات الطبيعية الهامة.

ثالثاً.. ان الانتصار الكبير الذي حققه الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين على المانيا الفاشية خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) قد شكل اكبر امتحان عسكري واقتصادي وسياسي وايديولوجي بين النظام الاشتراكي الوليد في الاتحاد السوفيتي وبين الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي، علماً ان اغلب دول اوربا تم السيطرة عليها خلال فترة قصيرة من قبل المانيا الفاشية وبدأت تعمل لدعم المانيا الفاشية وحلفائها.

رابعاً.. يحاول ويسعى الاعلام البرجوازي اليوم في الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها في البلدان الرأسمالية وفي بعض البلدان النامية من تشويه التاريخ الحديث وخاصة حول الانتصار على المانيا الفاشية، وكأنما اميركا وبريطانيا هم من حقق الانتصار على المانيا الفاشية وليس الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين.

خامساً.. ان التاريخ لا يمكن تشويهه، او تزويره او التلاعب بالحقائق الموضوعية عبر ضخ الاموال القذرة وشراء الذمم وتحشيد وزج الاقلام الصفراء المأجورة بهدف تشويه الحقيقة الموضوعية، فالحقيقة الموضوعية تبقى حقيقة موضوعية رغم مرارتها لدى البعض،والحقيقة الموضوعية ساطعة كالشمس لا يمكن اخفائها بالغربال اصلاً، وكما يقال ان عمر الكذب والتزوير هو قصير،ولكن الاعلام البرجوازي في الغرب الامبريالي وفي بعض البلدان النامية حليفة الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية يسعون باستمرار الى تشويه الحقائق الموضوعية وهذا الموقف ينبع من المصالح السياسية والاقتصادية والايديولوجية للنظام الامبريالي العالمي وحلفائهم في البلدان النامية، لانه اعلام فاقد للموضوعية والمصداقية اتجاه شعوب العالم المحبة للسلام والحرية.

سادساً.. ان الحرب العالمية الثانية التي اعلنتها المانيا الفاشية ضد شعوب العالم جاءت بسبب تعمق الازمة العامة في النظام الامبريالي العالمي وبسبب هذه الازمة تم صعود هتلر الفاشي لسدة الحكم عبر ((الانتخابات الديمقراطية)) وتم تقديم الدعم والاسناد له من قبل الراسمال العالمي ومن قبل الحكومة العالمية والسبب يعود إلى وجود اهداف مشتركة بين الطرفين في البداية. ومن خلال ذلك اعلن هتلر الحرب العالمية الثانية عام1939 على شعوب العالم بشكل عام وعلى شعوب اوروبا بشكل خاص وبدعم من حلفائه وخاصة اسبانيا وايطاليا....، وبدات شعوب اوربا تعمل من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية لصالح المانيا الفاشية، وعندما شعرت الحكومة العالمية التي اوصلت هتلر للسلطة في الثلاثينيات من القرن الماضي وظهور خلافات بين الطرفين في بعض اهم الاهداف الرئيسية وهي : قيادة العالم والسيطرة والاستحواذ على ثروات شعوب العالم، فان هتلر قد تمرد على قيادة الحكومة العالمية، ومن هنا ظهر الخلاف بين المتحالفين حول الاهداف الرئيسية.

سابعاً.. لقد عملت الحكومة العالمية على دفع هتلر في الفخ المدروس وبشكل ذكي وهو دفعة باعلان الحرب ضد الاتحاد السوفيتي، وكان لدى الحكومة العالمية هدفين، الهدف الاول:هو تقويض الاتحاد السوفيتي من قبل المانيا الفاشية ان امكن ذلك،والهدف الثاني :في حالة فشل هتلر في تحقيق الهدف الاول اي تقويض الاتحاد السوفيتي، وهم كانوا يدركون جيداً انه لن يستطيع تحقيق ذلك،وبالتالي سوف يتم القضاء على هتلر الفاشي على يد الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين، وفعلاً تم تقويض المانيا الفاشية في عقر دارها من قبل الشعب السوفيتي.

ثامناً.. لقد لعبت كل من اميركا وبريطانيا دوراً مزدوجا خلال الحرب الوطنية العظمى 1941-1945 فتارة تقدم الدعم العسكري والاقتصادي..... لنظام هتلر الفاشي، عندما كان يحقق الجيش الاحمر انتصارات كبيرة على الجيش الفاشي الالماني، وتارة يتم تقديم بعض ((المساعدات)) العسكرية والاقتصادية من غذاء ودواء.... للاتحاد السوفيتي عندما تتغير موازين القوى احياناً لصالح هتلر الفاشي، وهذا النهج الاميركي اعلنه الرئيس الاميركي ترومان، اذ اكد نحن نريد اطالة الحرب بين البلدين، اي بين الاتحاد السوفيتي من جهة وبين المانيا وحلفائها من جهة اخرى، بهدف اضعاف الطرفين، وبسبب هذا النهج اللاانساني.....، استطاعت اميركا من جمع ذهب العالم لديها عبر بيع السلاح والسلع الغذائية والدوائية... مقابل دفع اسعارها بالذهب،لان ساحة الحرب لم تكن على الارض الاميركية، بل على ارض الاتحاد السوفيتي وفي اوربا.

تاسعا.. ان الواقع والحقيقة الموضوعية، تؤكد ان الاتحاد السوفيتي، الشعب السوفيتي. لم يبدأ الحرب ضد المانيا الفاشية كما يصور بعض الاعلام البرجوازي في الغرب الامبريالي وحلفائهم في بعض الدول النامية، ومما يثير الاستغراب حقا ان بعض من((الليبراليين -الإصلاحيين)) الروس من حلفاء واصدقاء اميركا يرددون ما يقوله الاعلام البرجوازي في الغرب الامبريالي وهؤلاء ليس الا فاقدي الضمير الحي والحس الوطني.

عاشرا.. ان ثمن الانتصار الذي حققه الشعب السوفيتي على المانيا الفاشية قد كلف الشعب السوفيتي ثمناً باهظا من الناحية البشرية والاقتصادية، فقدم الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين في حربه الوطنية العظمى ما بين 27-30 مليون شهيد وقدم الحزب الشيوعي السوفيتي اكثر من 3،5مليون شهيد من قيادته وكادره واعضاء حزبه بهدف تحرير الوطن الاشتراكي، الاتحاد السوفيتي، وكان الشعب السوفيتي لديه ايديولوجية انسانية يؤمن بها وقيادة سياسية وعسكرية كفؤة ومخلصة للشعب السوفيتي ومن اجل تحرير البلد تم تخريب اكثر من 30بالمئة من ثروته الوطنية،.

ان تحقيق النصر على المانيا الفاشية تم على يد الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين، وان سبب الانتصار ايضاً قد.كمن في وحدة الشعب السوفيتي ووحدة القيادة العسكرية للجيش الاحمر ووحدة الحزب الشيوعي السوفيتي تحت قيادة الرفيق ستالين، هذهِ هي الحقيقة الموضوعية، فالتاريخ لا يمكن تزويره بحفنة من المرتزقة والاقلام الصفراء عبر ضخ الاوراق الخضراء.

حزيران 22/6/2020