الأمل في الحزب الثوري، أمل في حياة مستقبلية كريمة.....7


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 18:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

إلــــــــــــــــــــى:

كل من اختار الانتماء إلى الحزب الثوري، باعتباره حزبا للطبقة العاملة.

كل من اختار التضحية من أجل بناء حزب الطبقة العاملة، كحزب ثوري.

إلى روح الشهيد عمر بنجلون، الذي أسس لدور أيديولوجية الكادحين في الحركة الاتحادية الأصيلة، قبل اغتياله من قبل أعداء التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

روح الفقيد أحمد بنجلون، والرفيق عبد الرحمن بنعمرو، لقيادتهما، وبنجاح باهر، حركة ما بعد 08 مايو 1983، في أفق إعادة تسمية الحركة ب: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، وكحزب ثوري.

كل المعتقلين في محطة 08 مايو 1983، الذين يعود لهم الفضل في التخلص من الانتهازية الحزبية.

من أجل الاستمرار حتى تحقيق الاشتراكية، بعد القضاء على الرأسمالية التابعة، بكل ذيولها.

محمد الحنفي


الحزب الثوري لا يكون إلا بأفق مستقبلي:

وإذا كان الحكم، ومعه الرجعية الإقطاعية، والبورجوازية، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، قد استطاع تقديم امتيازات الريع إلى عملائه، الذين يتكاثرون حوله، ليزداد عددهم مع مرور الأيام، وليصير المجتمع المغربي مجتمعا يعيش على الريع المخزني، الذي تحول إلى أساس لكل أشكال الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، إلى درجة وقوف الدولة المخزنية وراء انتشار الفساد، عن طريق وقوفها وراء تقديم المزيد من امتيازات الريع إلى العملاء شمالا، وجنوبا، وشرقا، وغربا، وفي أي اتجاه، حيثما تواجدوا، ليقف هؤلاء المتمتعون بامتيازات الريع المخزني، وراء انبعاث كافة أشكال الفساد الأخرى، التي تخرب المجتمع المغربي، الذي صارت فيه الدولة فاسدة، والسياسة فاسدة، ووسائل العيش، في معظمها، فاسدة، ليصير الفساد، الذي يعم كل البلاد، هو المبتدأ، وهو المنتهى.

ولذلك، نجد أن من المهام المرحلية، التي على الحزب الثوري أن ينجزها، في مرحلة معينة، كجزء مكمل للنضال، من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل الاشتراكية.

فالفساد القائم، في كل مناحي الحياة، وفي الإدارة المغربية، وفي الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي الثقافة، وفي السياسة، يتناقض تناقضا مطلقا مع التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

ولذلك، نجد أن التحرر من كل أشكال الفساد، تحرر من الفساد، كشرط لتحرير الأرض، والإنسان، وتحرر من الانشداد إلى هضم حقوق الآخر، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومساهمة أساسية في العمل من أجل الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وهي، في نفس الوقت، تمهد الطريق أمام تحقق الاشتراكية، التي لا تعني إلا الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج المادي، والمعنوي، والتوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وجعل الملكية الفردية محدودة، والحرص على إمكانية جعل تلك الملكية، قابلة لأن تتحول إلى ملكية عامة.

ومعلوم، أن العلاقة بين التحرير،، والديمقراطية، والاشتراكية، بقدر ما هي علاقة عضوية، فهي كذلك علاقة جدلية، فهي ترتبط ارتباطا عضويا، وجدليا، في نفس الوقت, وهو ما يترتب عنه أن النضال ضد الاستعباد والاستبداد والاستغلال هو نضال ضد الفساد في نفس الوقت، باعتباره منتوجا للعبودية، والاستبداد، والاستغلال، وعلى رأس كل أشكال الفساد: الريع المخزني، الذي يقف وراء كل أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والإداري، والسياسي.

ومحاربة الفساد، دون محاربة المفسدين، يعتبر مسألة غير مقبولة منطقيا، ومعرفيا. ولذلك، فمحاربة الفساد، يجب أن ترتبط، عضويا، بمحاربة الفاسدين، والمفسدين، في أفق إخلاء المجال، من كل من يقف وراء إنتاج الفساد، سواء كان راسبا، أو مترسبا في أي إدارة، وفي السلطة، أو كان ممارسا للسياسة، أو عضوا جماعيا، أو برلمانيا، أو تاجرا في الممنوعات، أو مهربا للبضائع، من، وإلى المغرب؛ لأن خلو المجال من الفساد، والمفسدين، شرط الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة الحق، كما تفهمه الاشتراكية، والقانون، كما هو متلائم مع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق العمال، مع وضع حد لاستنبات البورجوازية، والإقطاع، والإقطاع الجديد، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف.

وعندما يصير المجتمع خاليا من كل أشكال الفساد، يصير معدا، فعلا، إلى العمل الدؤوب، من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، باعتبارها أهدافا مستقبلية، مما يجعل الحزب الثوري، حزبا مستقبليا، وأفقه مستقبلي، وأهدافه مستقبلية، وعمله مستقبلي، باعتبار الأهداف التي يناضل من أجلها، تشكل أمل الإنسانية، باعتبارها أهدافا مرحلية / استراتيجية.

تحرر الكادحين من الاستعباد، والاستبداد، عمل مستقبلي:

فإذا كان الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، يشكل ثلاثية مسؤولة، عن تردي الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليبقى التخلف متراكما منذ القدم، إما على يد الدول القائمة، أو في عهد الاحتلال الفرنسي، والإسباني، الذي عرفه المغرب، منذ قيام دولة الأدارسة، على الأقل، إن لم يكن ذلك قد حصل من قبل.

فالعبودية فعل ماضوي، لا زال الشعب التواق إلى التحرر منه، يعاني منه حتى الآن. والتحرر من العبودية، لا يمكن أن يعمل على تحقيقه، إلا حزب ثوري.

والاستبداد، كذلك، فعل ماضوي قائم في واقع الشعب المغربي، التواق إلى التحرر من الاستبداد، الذي لا يمكن، كذلك، أن يعمل على تحقيقه، إلا الحزب الثوري.

والاستغلال، كذلك، فعل ماضوي، يقود إلى تراكم الثروات الطبقية، أو الطبقات الممارسة للاستغلال المادي، والمعنوي، الذي يعاني منه الشعب المغربي، منذ قيام الدولة المغربية، أو منذ تسلط الأجانب على المغرب، ولا يمكن التحرر من الاستغلال، إلا بالقيام بدور رائد، يقوده الحزب الثوري، الذي يسعى إلى تحرر الشعب المغربي، من الاستغلال المادي، والمعنوي، بصيرورة ملكية وسائل الإنتاج، ملكية جماعية، تقود إلى التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وإذا كانت العلاقة القائمة بين الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، هي علاقة عضوية / جدلية، إلى درجة أن العبودية، لا تتكرس إلا بالاستبداد، وأن الاستبداد لا يتم إلا من أجل الاستغلال، الذي يمارس على الشعب ككل، وأن الاستغلال لا يستمر إلا بدوام العبودية، والاستبداد، وأن العبودية لا تستمر إلا بتأكيد الاستبداد، وتعميق الاستغلال، وأن الاستبداد لا يتأكد إلا بتكريس العبودية، وتعميق الاستغلال.

إن هذه العلاقة العضوية / الجدلية، لا يمكن التأثير فيها، والعمل على تفكيكها جزئيا، أو كليا، إلا بالنضال المستمر البعيد المدى، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والعمل على بث الوعي الطبقي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذي يكون مصحوبا بالدور الذي تلعبه البورجوازية الصغرى، المريضة بتحقيق تطلعاتها الطبقية، لصالح الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، كما يكون مصحوبا بالوعي بالدور الذي يقوم به الظلاميون، المؤدلجون للدين الإسلامي، لصالح تأبيد الاستبداد القائم، الذي يترتب عنه تعميق الاستعباد، والاستغلال، أو العمل على فرض استبداد بديل.

وإذا لم يتم اعتماد النضال المستمر، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، فإن الحاجة إلى الحزب الثوري، باعتباره حزبا للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ستنعدم في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ستنعدم في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويصبح الحزب الثوري حزبا أجوف، لا قيمة له، ومن ينتمون إليه، لا يرتبطون لا بالعمال، ولا بباقي الأجراء، ولا بسائر الكادحين. والحزب الصوري، الذي لا يمكن أن يكون في مستوى الحزب الفاعل، والمفعل، في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى لا يضطر إلى الاستقواء بأطراف من خارجه؛ لأن قوة الحزب في قوته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، وفي امتداداته الجماهيرية، عبر التنظيمات النقابية، والحقوقية، والثقافية، والتربوية، التي يعمل فيها مناضلو الحزب الثوري، وعبر وسائل إعلامه الورقية، والسمعية، والسمعية / البصرية، والإليكترونية، وغيرها من الوسائل، التي يمكن أن تكون في متناول الحزب الثوري، من أجل العمل على تحرير الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، من أجل إعدادها، إعدادا جيدا، في أفق العمل على فرض تحريرها، من الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وتحقيق الديمقراطية، والاشتراكية، التي بدون الحزب الثوري، لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع.

قيام الحزب الثوري بتحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، لا يكون إلا لصالح الكادحين:

وعادة ما يكون الحزب، أي حزب، طبقيا، فإن معنى ذلك: أن الحزب لا يكون إلا معبرا أيديولوجيا، وسياسيا، عن مصالح طبقة اجتماعية معينة، عن طريق الاقتناع بأيديولوجيتها، وبسياسة حماية المصالح الطبقية، كما هو الشأن بالنسبة للحزب الإقطاعي، والحزب البورجوازي، وأحزاب البورجوازية الصغرى، بما فيها أحزاب، وتوجهات مؤدلجي الدين الإسلامي، باعتبار أحزاب البورجوازية الصغرى، مضللة للجماهير الشعبية الكادحة، وعاملة على استغلالها، في تحقيق أهدافها الدنيئة، والمنحطة.

فحزب الطبقة العاملة، أو الحزب الثوري، لا يشذ عن هذه القاعدة. فهو معبر أيديولوجيا، وسياسيا، عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كحلفاء طبيعيين للطبقة العاملة، بالإضافة إلى المثقفين الثوريين، الذين اختاروا الانحياز إلى الكادحين، كغالبية للشعب المغربي. وهو، لذلك، يقتنع بالاشتراكية العلمية، ويبني، على أساس هذا الاقتناع، أيديولوجية الطبقة العاملة، كمعبر عن مصالح كل الكادحين/ أو أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون.

غير أن الاختلاف بين حزب الطبقة العاملة، وكل الكادحين، الذي يعتبر الطبقة العاملة كطبقة مشغلة لوسائل الإنتاج، وكمنتجة، عن طريق ذلك التشغيل، للخيرات المادية، التي توضع رهن إشارة المجتمع، يختلف عن الأحزاب الطبقية الأخرى، من خلال:

1) جعل أيديولوجية الكادحين، باعتبارها موجها لخوض الصراع الطبقي، أيديولوجيا، وسياسيا، سعيا إلى العمل على مواجهة الحكم، باعتباره مشرعا، ومنفذا لصالح الطبقة الممارسة للاستغلال المادي، والمعنوي، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سواء كانوا إقطاعيين، أو بورجوازيين، أو بورجوازية صغرى، أو تحالف بورجوازي إقطاعي، بهدف العمل على حماية الطبقة العاملة، والوصول بها إلى امتلاك وعيها الطبقي، وتحريرها من قيود الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وتحقيق الديمقراطية، والاشتراكية.

2) الدفاع عن مصالح الشعب المغربي، في التمتع بحقوقه في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؛ لأن مصالح الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هي نفسها مصالح الشعب المغربي، التواق إلى الانعتاق من الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال المادي، والمعنوين والتمتع بالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، حتى يساهم، بدوره، في بناء الحضارة الإنسانية، التي لا يمكن اعتبارها إلا حقوقا إنسانية.

3) بناء الدولة الاشتراكية، التي تكون مهمتها الأساسية، هي حماية مصالح الشعب، التي تعتبر امتدادا لمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومنع استنبات، أي شكل، من أشكال الاستغلال في المجتمع، والعمل على منع ظهور أي شكل من أشكال الفساد، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يستمر المجتمع الاشتراكي، خاليا من مظاهر الفساد، والاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.

والأحزاب الطبقية الأخرى، تنحصر مهمتها في إشاعة أيديولوجية الطبقة التي تعبر عن مصالحها، انطلاقا من أيديولوجية تلك الطبقة، التي تتكون من الإقطاعيين، أو البورجوازيين، أو من التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، أو من البورجوازية الصغرى، بتوجهاتها المختلفة، بما فيها التوجه المؤدلج للدين الإسلامي، وهذه الأحزاب، تقف إلى جانب تكريس الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، ولا تدافع عن مصالح الشعب أبدا.