الأمل في الحزب الثوري، أمل في حياة مستقبلية كريمة.....6


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 11:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

إلــــــــــــــــــــى:

كل من اختار الانتماء إلى الحزب الثوري، باعتباره حزبا للطبقة العاملة.

كل من اختار التضحية من أجل بناء حزب الطبقة العاملة، كحزب ثوري.

إلى روح الشهيد عمر بنجلون، الذي أسس لدور أيديولوجية الكادحين في الحركة الاتحادية الأصيلة، قبل اغتياله من قبل أعداء التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

روح الفقيد أحمد بنجلون، والرفيق عبد الرحمن بنعمرو، لقيادتهما، وبنجاح باهر، حركة ما بعد 08 مايو 1983، في أفق إعادة تسمية الحركة ب: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، وكحزب ثوري.

كل المعتقلين في محطة 08 مايو 1983، الذين يعود لهم الفضل في التخلص من الانتهازية الحزبية.

من أجل الاستمرار حتى تحقيق الاشتراكية، بعد القضاء على الرأسمالية التابعة، بكل ذيولها.

محمد الحنفي

تعاطي الجماهير الشعبية الكادحة مع الحزب الثوري، ومع الصحافة الثورية، في أفق التغيير المنشود:

والجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، عندما تتفاعل مع تنظيم الحزب الثوري، وتقتنع به، وتعمل على الانتظام في إطاره، وتسعى إلى جعله يقود نضالاتها المطلبية، بمبدئية، وبمبادئية، وبإخلاص، في أفق انتزاع البرامج المرحلية القريبة، أو المتوسطة، في أفق الرضوخ إلى تحقيق البرنامج المطلبي إلى فرض التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في نهاية المطاف، ليقوم الحزب الثوري: إما بمفرده، أو في إطار تحالف معين، أو في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، أو بواسطة الجزب الاشتراكي الكبير، أو في إطار الجبهة اليسارية، أو الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية.

وارتباط الجماهير الشعبية، وطليعتها الطبقة العاملة، بالحزب الثوري، كان يهدف إلى:

ـ دراسة برامجه المرحلية / الإستراتيجية، من أجل استيعابها، والمساهمة في تطورها، وتطويرها، انطلاقا من الشروط الجديدة، التي يجب أن ينسجم معها البرنامج، حتى يصير أكثر تأثيرا في الواقع، وفي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن تزداد الجماهير الشعبية المعنية تمسكا بالحزب الثوري، وارتباطا ببرنامج الحزب، وبأيديولوجيته، وبالانتظام فيه، والسعي إلى تحقيقه اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

ـ التشبع بأيديولو جية الحزب الثوري، والتعمق في دراستها، واستيعابها، مع الاهتمام بدراسة الاشتراكية العلمية كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، قاد الحزب الثوري إلى بناء ايديولوجية الطبقة العاملة، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، والعمل على تفعيل تلك الأيديولوجية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الشعب المغربي، بتوظيف كل الوسائل التعليمية، والإعلامية، لجعل الشعب المغربي يحتضن أيديولوجية الطبقة العاملة، بدل أيديولوجية الظلاميين، التي لا تنتج إلا التخلف المستقبلي، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ـ التشبع بالإعلام الحزبي الثوري، أو بالصحافة الثورية، التي يصدرها الحزب الثوري، حتى تصير الجماهير الشعبية الكادحة، متتبعة لحياة الحزب الثوري النضالية، وما يقوم به من أجلها، في أفق انعتاقها من الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، ومن أجل أن تنخرط، وبطريقة عفوية، في النضال الذي يقوده الحزب الثوري، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والشروع مباشرة في بناء الدولة الاشتراكية، كإطار لتفعيل مكتسبات الثورة، التي تحقق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية الثورية.

ـ المساهمة الجماهيرية الفعلية، في جعل الحزب الثوري يتجذر في صفوف الشعب المغربي، حتى يصبح الحزب الثوري، والشعب المغربي شيئا واحدا، بالنسبة للمستقبل، الذي يصير لصالح الكادحين، ولصالح الشعب المغربي.

ومعلوم أن الجماهير الشعبية الكادحة، عندما تقتنع بضرورة التغيير، الذي يصير لصالحها، وبقيادة الحزب الثوري، فإنها تنحرط، ومن الباب الواسع، في العمل على تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، التي ستعمل، وحدها، على تحقيق التغيير لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، حتى يصير ذلك التغيير، من أجل الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وبالجماهير التي تتحمل مسؤولية حماية المكتسبات الثورية.

الواقع الجديد الذي تحققه الثورة، لا يكون إلا لصالح الكادحين:

عندما حرص الشهيد عمر بنجلون، على اعتبار أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للكادحين، كان يدرك، جيدا، أن الطبقة العاملة هي الطبقة التي لا تناضل من أجل تحقيق مصلحتها الطبقية، من منطلق أن مصلحتها، هي مصلحة المجتمع ككل، بنسائه، ورجاله، بكادحاته، وكادحيه، في إطار تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؛ لأن هذه الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، عندما تتحقق بنضالات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبقيادة الحزب الثوري، وبتوجيه الصحافة الثورية، المقروءة، والمسموعة، والمسموعة / المرئية، والإليكترونية، المتتبعة للنشاط الحزبي، وعلاقته بالنشاط الجماهيري، وتعمل على أن يكون النشاط الحزبي الثوري، في متناول الشعب، وأن يكون الوعي الشعبي بأهداف الحزب الثوري، المرحلية الإستراتيجية، في خدمة الجزب الثوري؛ لأن ذلك الوعي الشعبي، يقلص المسافة بين الجزب الثوري، الذي يقود العمل الثوري، وبين تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، التي لا تكون إلا في خدمة الشعب ككل.

وإذا كانت طبقة الأسياد، لا تخدم إلا مصلحة الأسياد، في امتلاكهم للعبيد، وكانت طبقة الإقطاع، لا تخدم إلا مصلحة الإقطاعيين، من خلال سياسة الدولة الإقطاعية، وكانت طبقة البورجوازية، تحرص، من خلال سياسة الدولة البورجوازية، على خدمة مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإن الطبقة البورجوازية الصغرى، تحرص على أن تكون السياسة الحكومية، في خدمة تحقيق تطلعاته الطبقية، موظفة كل الوسائل التي تمكنها من ذلك، بما في ذلك أدلجة الدين الإسلامي، التي تتحول إلى دين جديد، يصير في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية، وبما في ذلك أيضا التحايل على قيادة حزب الطبقة العاملة، من أجل توظيف التواجد في القيادة، في المساومة التي تمارسها، عادة، القيادات التي تدعي أنها تناضل من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال قيادتها للأحزاب التي تقتنع بالاشتراكية العلمية، ولكنها، في نهاية المطاف، لا تسعى إلا لتحقيق التطلعات الطبقية الخاصة بها، لتنفضح بذلك، كما حصل في الحركة الاتحادية الأصيلة، في 8 مايو 1983، حيث نجد أن المكتب السياسي، في ذلك الوقت، قاد عملية الانشقاق من الأعلى. وهو ما يثبت أن الطبقة العاملة، التي قاد نضالاتها الحزب الثوري، هي وحدها التي تقوم بعملية إنجاز ثورة، لصالح مجموع أفراد الشعب المغربي، بعد القضاء على كل الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبعد اجتثاث جذور الفساد من المجتمع، ومن الإدارة، ومن الممارسة السياسية.

وهكذا، تصير الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هي المستفيدة، بالدرجة الأولى، من العمل الثوري، الذي يقوده حزب الطبقة العاملة، الذي هو الحزب الثوري، في نفس الوقت، وبعد تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية؛ لأن جزب الطبقة العاملة، أو الحزب الثوري، يختلف عن كل الأحزاب، التي لا تخدم بسياستها إلا الطبقات المستغلة، بما فيها أحزاب البورجوازية الصغرى، التي لا تسعى إلا لتحقيق تطلعاتها الطبقية.

وهذا الاختلاف، بين الحزب الثوري، وباقي الأحزاب، يتمثل في كون تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، من أجل مجموع أفراد المجتمع الخالي من كل الأمراض: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن الفساد الإداري، والسياسي، ومن الريع المخزني، ومن الاتجار في الممنوعات، ومن التهريب من وإلى المغرب؛ لأن الأمراض المختلفة، عندما تنتشر في المجتمع، ولأن الفساد عندما يسود، في واقع ما، يصير غير قادر على الاستمرار، في قبول القيام بثورة ما، بقيادة الحزب الثوري، وبتوجيه من الصحافة الثورية، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

ولكن عندما يتم التخلص من الأمراض المختلفة، وعندما يتم اجتثاث الفساد، تصبح إمكانية تحقيق أهداف الثورة المرحلية / الإستراتيجية ممكنة.

عندما تتعامل الجماهير الشعبية، بشكل سلبي، مع الحزب الثوري:

إن المفروض في الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، أن تمتلك وعيها الطبقي، ووعيها بذاتها، في نفس الوقت، وبموقعها من علاقات الإنتاج، وبفائض القيمة، وبوقوفه وراء تراكم الثروات الهائلة لدى الطبقة البورجوازية المالكة لوسائل الإنتاج، وبضرورة الانتظام في النقابات، وفي الجمعيات، من أجل فرض التخفيف من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي، والعمل على امتلاك الوعي الطبقي، الدافع، أو الموحي بضرورة الانتظام في الحزب الثوري، الذي يقود نضالات الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أفق تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، لتحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والمرور إلى بناء الدولة الاشتراكية، التي تأخذ على عاتقها: حماية نتائج الثورة من أي تحريف، وأي ردة، وأي هجوم رأسمالي / رجعي / ظلامي، على ما تحقق لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

غير أن العكس، هو الذي يحصل في هذا الوطن الفاسد، وفي هذه الدولة الفاسدة.

فالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعتقدون أن استغلالهم في عملية الإنتاج، وفي مجال الخدمات، هو نعمة من الباطرونا، التي تهدد بالطرد، أو بالفصل من العمل، كل من امتلك ذرة من الوعي الطبقي، وطالب بحق من حقوقه، يكون نصيبه الفصل من العمل، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا ينتظمون إلا بنسبة قليلة في النقابات، وفي الجمعيات، مما لا يتجاوز حسب بعض الإحصائيات 15 في المائة.

أما الانتظام في الحزب الثوري، وفي أحزاب اليسار بصفة عامة، قد يقل كثيرا عن 05 في المائة، من العاملين في قطاعات الإنتاج، وفي قطاعات الخدمات، وقد يبقى في حدود نسبة محددة، الأمر الذي يترتب عنه، أن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقبلون بممارسة الفساد السياسي. وهو يجعل الفساد، في مستوياته المختلفة، وخاصة، منه، الفساد السياسي، والإداري، يزداد استشراء، ليفتك بمستقبل الشعب المغربي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لتصير الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، قابلين حميعا لما يمارس عليهم من الاستغلال.

فما هي مهمة الحزب الثوري، في مثل هذه الحالة، التي تجعله لا يستطيع تجاوز انكماشه؟

هل يعمل هذا الحزب الثوري على حل نفسه؟

هل يغير برنامجه المرحلي / الإستراتيجي؟

إن الحزب الثوري الذي نتكلم عنه، هنا، في المغرب، هو حزب، تضرب جذوره في عمق تاريخ حركة التحرر الوطني، في أوائل القرن العشرين، ومرورا بالعمل على امتلاك الوعي في مستوياته الطبقية / الوطنية، منذ ثلاثينيات القرن العشرين، والأربعينيات منه، ومرورا بحركة التحرر الوطني، وبجيش التحرير في جنوب المغرب، وفي شماله، وشرقه، وغربه، وبحركة المقاومة، وبخوض تجربة المفاوضات، من أجل استقلال المغرب، وبتأسيس الحركة الاتحادية الأصيلة، التي تجمع بين جيش التحرير، والمقاومة، والطبقة العاملة، والطلبة، والتلاميذ، وغير ذلك، في أفق خوض الصراع، من أجل تحرير الإنسان. وظهرت في هذه المرحلة قيادات، لعبت دورا رائدا في تاريخ المغرب، من أمثال الشهيد المهدي بنبركة، ليتدخل الحكم في تشويه التاريخ، عن طريق توظيف الريع المخزني، وبعد القضاء النهائي على جيش التحرير في الشمال، وفي الجنوب، وصولا إلى جعل امتيازات الريع المخزني، هي الوسيلة لخلق جيش من العملاء، ليعضد كل ذلك بدعم التجمعات الظلامية، التي ساهمت، وتساهم في التراجعات الخطيرة، التي يعرفها المغرب، ليبني أجهزته القمعية، التي يبعد منها، كل من يشتم منه رائحة الانتماء إلى الحركة الاتحادية الأصيلة، مما يجعلها قادرة على التحكم في ممارسة الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تحافظ على عمالتها للمخزن.
المرحلي / الإستراتيجي البعيد المدى، سعيا