كارلسن الفاسد ، و - فوكس نيوز - الفاشيّة و بثّ تفوّق البيض


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 15:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

بوب أفاكيان – جريدة " الثورة " عدد 651 ، 8 جوان 2020
https://revcom.us/a/651/bob-avakian-fucker-carlson-fascist-fox-news-en.html

وسط زخم الإحتجاجات ضد قتل جورج فلويد بدم بارد ، يوظّف توكر كارلسن المنبر الذى توفّره له الشبكة الفاشيّة التي تطلق على نفسها إسم " فوكس نيوز " ليتهكّم على المحتجّين و لينكر حقيقة أنّ هناك إنتشار واسعالنطاق و منهجيّ للإرهاب الموجّه ضد السود في هذه البلاد ، وهو يرتقى إلى إبادة جماعيّة بصدد التكريس. و قد يرتدى كارلسن كذلك ثياب الكلو كلوكس كلان و قناعهم وهو يبثّ برنامجه. و من اليسير كذلك تصوّر كارلسن ، أيّام العبوديّة ، وهو يعبّر عن إعجابه بملاّكي العبيد الجالسين في شرفات منازلهم ليشربوا مشروبا بالنعناع و يتباهون بينما يجرى جلد عبيدهم . و بوسعنا أيضا تصوّره بيسر أيّام جيم كرو للميز العنصريّ و إرهاب الكلو كلوكس كلان ، وهو يهرول ليشارك مع الحشود المتغامزة و الصارخة فرحا وهي تشاهد قتل رجل أسود بوقا . و اليوم ، هو يقوم بمساعى خسيسة للإستهانة بالجرائم المتواصلة للشرطة ضد السود و ليبرّرها .
إنّه يدّعى أنّ الإحصائيّات تبيّن أنّه من ضمن مائة أسود تقتلهم سنويّا الشرطة ، كان معظمهم يحملون سلاحا . إلاّ أنّ الواقع هو أنّه ، المرّة تلو المرّة ، كانت الشرطة تقتل أناسا سودا غير مسلّحين – في الشوارع و حتّى داخل منازلهم الخاصّة ! أمّا بالنسبة إلى قتل " المسلّحين "، فنعلم أنّ الشرطة غالبا ما تزعم أنّ الشخص الذى قتلته كان " يحمل مسدّسا " في حين أنّه لم يكن يفعل ذلك ( و من هو افنسان الشريف الذى يتابع الأخبار و لا يعرف كيف أنّ الشرطة تضع عادة سلاحا بيد الضحيّة بعد قتلها ؟ ) . و فضلا عن هذا ، ببساطة ، الواقع هو أنّ حمل السلاح لا يبرّر في حدّ ذاته القتل – و عادة ما يكون الذين تقول الشرطة إنّهم يحملون سلاحا قد تلقّوا طلقات ناريّة في الظهر و هم يفرّون من الشرطة . و مع ذلك ، حتّى و إن كان العدد " فقط" مائة أسود هم من يقتلون سنويّا على يد الشرطة في ظروف غير مبرّرة تماما ، فإنّ هذا يساوى ألف أسود خلال كلّ عقد . و حتّى هذا الحساب المنقوص يبرز الحقيقة التالية :
" منذ ستّينات القرن العشرين ، قُتل عدد أكبر من السود على يد الشرطة من عدد جميع الذين قتلوا بوقا خلال كامل فترة التمييز العنصري ، فترة جيم كرو ، و إرهاب الكلو كلوكس كلان . و تقريبا لا تتمّ محاسبة الشرطة على ذلك : تقريبا لم يقع أبدا توجيه الإتّهام لرجال الشرطة و لم تقع محاكمتهم ؛ و حين يُحاكمون ، نادرا جدّا ما يصدر ضدّهم حكم إدانة يتماشى و خطورة الجرم المقترف – القتل . " (1)
و مثلما تحدّثت عن ذلك قبلا ، إنّها لحقيقة مريرة – و موقف إدانة للطبيعة الحقيقيّة للنظام في هذه البلاد – أنّ " كلّ أسود ذكر نشأ في الجنوب خلال فترة جيم كرو كان يسكنه الخوف من التعرّض للقتل بوقا "(2). و قد بلغ عمليّا عدد الذين وقع قتلهم بوقا " فقط " حوالي 5000(!) – لكن واقع أنّ أي شخص أسود يمكن أن يقتل بوقا في أي وقت كان لأيّة سبب كان ( و بلا سبب أبدا ) أرسى رعبا قائما على الدوام في صفوف السود ككلّ .
و واقع اليوم هو :
" بالمئات هم السود ( و غيرهم من المضطهَدين ) الذين تقتلهم الشرطة كلّ سنة ، و على السود ككلّ يمارس إرهاب منهجي عبر أشياء مثل " أوقف و جمّد " ، و صحيح كذلك أنّ كافة السود الذكور ( و هذا ينسحب بصفة متصاعدة على الإناث أيضا ) مجبرين على العيش في هذه البلاد بخوف مستمرّ من التعرّض للهرسلة و العنف و حتّى القتل تماما على يد الشرطة . " (3)
لهذا على الأولياء أن ينظّموا " جلسات نقاش " مع أبنائهم بخاصة ، مقدّمين لهم تعليمات يأملون من ورائها حفظهم من القتل على يد الشرطة ز لهذا ، عندما تقتل الشرطة بخبث شخصا كجورج فلويد، يصرخ عديد السود ، حتّى من صفوف الأكثر برجوازيّة : " كان يمكن أن أكون أنا المقتول ! " . في الذهن المنحرف لتوكار كارلسن جميع هؤلاء السود يجب أن يكونوا جهلة و مهووسين – فيما في الواقع ما كان ردّ فعلهم إلاّ ردّ فعل عفويّ إزاء إرهاب حقيقي جدّا مترسّخ في الواقع.
و زد على ذلك ، واقع أنّه من خلال سير هذا النظام – الذى إستعبد السود لقرون ، ثمّ إستغلّهم بعنف لأجيال عقب الحرب الأهليّة ، وهو يواصل الميز العنصري الممنهج ضدّهم في كلّ مجال من مجالات الحياة – هناك الآن ملايين السود الذين تمّ الزجّ بهم في السجون أو هم في قبضة قسم العدالة المخصّص للإجرام وهو غير العادل ( إذ هو يمارس التمييز العنصري بصفة منهجيّة ضد السود ) و بالتالى لدينا أجل ، ما يساوى ، إبادة جماعيّة جارى تنفيذها .
و يجب أن يصدر حكم على توكر كارلسن بأن يكون أسودا يعيش في أمريكا . و لئن نجح في البقاء على قيد الحياة لمدّة أسبوع ، فلن يستطيع أحد وضع حدّ لنواحه و عويله بشأن كيف أنّه لا يصدّق أنّه يتعرَض بلا هوادة إلى معاملة غير منصفة و غير عادلة و قاسية و خبيثة .
هوامش المقال :
1. Lynching, Murder By Police—Damn This Whole System! We Don’t Have To Live This Way! This article by Bob Avakian is available at revcom.us. [back]
2. This refers to a 2003 speech by Bob Avakian: Revolution: Why It’s Necessary, Why It’s Possible, What It’s All About. The film of this speech is available in BA’s Collected Works at revcom.us. [back]
3. Lynching, Murder By Police—Damn This Whole System! We Don’t Have To Live This Way! [back]