الدكتاتوريّة و الشيوعيّة – الوقائع و الجنون


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 22:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

بوب أفاكيان – جريدة " الثورة " عدد 650 ، 1 جوان 2020
https://revcom.us/a/650/bob-avakian-dictatorship-and-communism-en.html

" الشيوعيّة دكتاتوريّة ، و أنا لا أرغب في الحياة في ظلّ دكتاتوريّة ".
أوّلا ، و قبل كلّ شي ، الذين يقولون هذا لا يعرفون حقّ المعرفة أي شيء عن الشيوعية . لكي نعرف حقّا أشياء عن شيء ما مهمّ ، علينا على الأقلّ أن نبحث قليل – و بالنسبة لشيء بأهمّية الشيوعيّة ، يكون الأمر حتّى أصحّ . فالواقع هو أنّ الشيوعيّة ليست إستعبادية بل هي تحريريّة – و عبر الأعمال التي أنجزتها طوال عقود لمزيد تطوير الشيوعيّة إلى الشيوعيّة الجديدة ، صارت الشيوعية حتّى أكثر تحريريّة و رقيّا .
ثانيا ، إنّكم تعيشون في ظلّ دكتاتوريّة الآن بالذات – دكتاتوريّة رأسماليّة . هذا النظام دكتاتوريّة تأسّست في المقام الأوّل على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة . و قد راكم ثروته وأقام سلطته و قدرته على فرض دكتاتوريّته على الشعب بالعنف و القتل ، و هو يستغلّ و يسحق الجماهير الشعبيّة هنا و مليارات البشر عبر العالم أيضا. و في الوقت نفسه ينهب البيئة و يهدّد الإنسانيّة في وجودها ذاته بهكذا أفعال و بذخائره للتدمير النووي. إن كنتم غير مطّلعين على هذه الحقيقة ، عليكم إجراء بحث و تبيّن ذلك ! و بوسعكم الحصول على معرفة بهذا المضمار من خلال سلسلة مقالات " الجرائم الأمريكيّة " و وقائع و تحاليل أخرى متوفّرة على موقع أنترنت http://www.revcom.us.
ثالثا ، ليست كلّ الدكتاتوريّات سيّئة . الدكتاتوريّة تعنى السلطة المؤسّساتيّة لجعل الأيشاء تحصل و لتجاوز مقاومة جعلها تحصل . و طالما أنّ البشر منقسمون إلى طبقات مختلفة ذات مصالح مختلفة جوهريّا ، ستوجد دكتاتوريّة . و أن تكون الديكتاتوريّة جيّدة أم العكس يرتهن ب : من يفرض الدكتاتوريّة و من أجل ماذا و بإتّجاه أي هدف و بأيّة طرق ؟ هل هي حفنة من مصّاصي الدماء الذين يمارسون السلطة على الجماهير الشعبيّة و يستولون على حياتها ، ببطئ أو بسرعة ، لأجل مراكمة الثروة و البقاء في السلطة ؟ أم هي دكتاتوريّة تمارسها الجماهير الشعبيّة ، بحكومة و قادة يمثّلون حقّا مصالحها الجوهريّة في التحرّك صوب تجاوز كلّ ذلك ؟ حكومة و قادة يمكّنونها من كسب و تكريس فهم علمي لما هي الظروف و العلاقات التي تتسبّب في إستغلال الناس و إضطهادهم ، و كيفيّة تغيير هذه الظروف و العلاقات و إنشاء مجتمع و عالم جديدين راديكاليّا ، ملحقين الهزيمة بمحاولات إعادته إلى الوراء ، إلى النظام القديم الإضطهادي ، و خائضين النضال في سبيل وضع نهاية لكافة الإستغلال و الإضطهاد ، لبلوغ نقطة لن تظلّ معها الإنسانيّة منقسمة إلى سادة و عبيد ، و حيث في النهاية لن توجد حاجة و لا أساس للدكتاتوريّة – لا أحد له مصالح و سلطة يمارس الدكتاتوريّة على الآخرين ، و لا أحد في موقع تُمارس عليه الدكتاتوريّة – و هذا على وجه التحديد هو هدف الشيوعيّة و غايتها .
تحتاجون على معرفة هذه الأمور – فلها صلة وثيقة بنوع المستقبل الذى سيُصنع ، هذا إذا ما سيوجد مستقبل أصلا ، ليس فحسب لكم بل للإنسانيّة قاطبة . و بوسعكم تحصيل المعرفة بهذا المضمار بالتوجّه إلى موقع أنترنت وwww.revcom.us
و تفحّص كتابات بوب أفاكيان و خطاباته و منها " دستور الجمهورية الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا "- فهو يمثّل نظرة شاملة و مخطّط ملموس لمجتمع و عالم مغايرين جذريّا و تحرّريّين – و ستعثرون كذلك على معارف هامة أخرى. و في غضون هذا ، بالنسبة إلى الذين يشتمون الشيوعيّة عن جهل : كفّوا عن جنون الحديث عن شيء بهذه الأهمّية و أنتم تجهلونه تمام الجهل نو لا تعرفون عنه غير ما لقّنكم إيّاه أولئك الذين يمارسون عليكم الدكتاتوريّة ، أولئك الرأسماليّون و المثقّفون كقوّة صداميّة تمثّلهم و تنطق بإسمهم .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------