وحشيّة مقزّزة و نفاق وقح - إلى الذين يتشبّثون بأسطورة - هذه الديمقراطية الأمريكيّة العظيمة - : أسئلة بسيطة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 13:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     


https://revcom.us/a/644/bob-avakian-revolting-barbarity-shameless-hypocrisy-simple-questions-en.html

بنزاهة من بوسعه أن يُنكر الحقيقة الجليّة التي تلخّصها الكلمات الجريئة التالية التي صدرت عن مناصر لإلغاء العبوديّة و مالك عبيد سابق ، فريديريك دوغلاس ، صرّح بها في الرابع من جويلية سنة 1852 ؟
" في ما يتّصل بالوحشيّة المقزّزة و النفاق الوقح ، تحتلّ أمريكا الصدارة بلا منازع ".
و هذا الموقف إمتدّ صداه عبر الزمن لأنّه إلى اليوم لا يزال يعبّر عن حقيقة عميقة .
و لئن راودكم شكّ أو إنقلبتم على هذا الموقف ، حالئذ فكّروا في الآتى ذكره : عقب وضع نهاية رسميّة للعبوديّة من خلال الحرب الأهليّة ، لم يقع مجدّدا إستعباد فعليّ للسود طوال سنوات الميز العنصري المعروفة بسنوات " جيم كرو " و حسب، بل كان الإرهاب المستمرّ الذى كانوا يتعرّضون له يتأكّد بصفة متكرّرة بآلاف حالات القتل بوقا ( دون محاكمة – و كان القتل بوقا مدعاة لإحتفالات عامة حيث كانت حشود كبيرة من البيض ، كهولا و أطفالا، تتجمّع لمشاهدة و تشجيع القتل بوقا و تطالب بأجزاء من الجسد المقطّع إربا للإنسان الأسود الذى تمّ قتله بوقا – و كانت بطاقات بريديّة لهذا القتل بوقا تطبع إنطلاقا من ما إقتنصه المصوّرون من صور و تباع عبر البلاد .
و لم يكن ذلك عربدة مرّة واحدة من العنف المنحرف الذى حصل مرّة واحدة – فقد جدّ مرارا و تكرارا ، جيلا بعد جيل . و ليس كذلك نوعا من " الإنحراف " عن طبيعة هذه البلاد " الطيّبة بوجه خاص ". و ليس ذلك مجرّد " تاريخ قديم "- فظاعات من هذا النوع ليست شيئا يوضع وراء الظهر بما أنّ هذه البلاد ماضية في مسيرتها نحو " وحدة مثاليّة أكثر ". و بالرغم من نهوض السود أثناء نضالات الحقوق المدنيّة و نضالات تحرير السود عقب الحرب العالميّة الثانية ، و التي بلغت أوجها أواخر ستّينات و بدايات سبعينات القرن العشرين و تواصلت بأشكال متنوّعة و على مستويات شتّى مذّاك ( و بالرغم من واقع أنّ أعدادا كبيرة من البيض لا سيما الشباب ، قاطعين مع التاريخ الخسيس لهذه البلاد ، قد ساندوا هذه النضالات ) الواقع هو أنّه منذ الستينات قتلت الشرطة عددا أكبر من السود من كافة الذين وقع قتلهم بوقا أيّام الميز العنصري ل " جيم كرو " و إرهاب الكلو كلوكس كلان ، و السود ككلّ يعيشون تحت التهديد القائم أبدا بالتعرّض للعنف أو القتل على يد الشرطة .
و كلّ هذا ، بدوره ، تعبير مركّز عن كلّ ما قامت عليه هذه البلاد ، من البداية إلى اليوم . هذا هو واقع كيف أنّ حكّام هذه البلاد ، بينما يزعمون أنّهم " قادة العالم الحرّ " ، قد راكموا ثرواتهم و سلطتهم بواسطة وحشيّة مروّعة و نهب و تدمير في كافة أنحاء العالم – وهو أمر تعرضه بشيء من التفصيل سلسلة مقالات " جرائم أمريكا " على موقع أنترنت revcom.us
وهي لا تترك أي ظلّ للشكّ في هول مدى هذه الجرائم و واقع أنّها " مبنيّة في أسس " ذات طبيعة و هيكلة نظام هذه البلاد. و لنكرّر كلمات فريدريك دوغلاس :
" في ما يتّصل بالوحشيّة المقزّزة و النفاق الوقح ، تحتلّ أمريكا الصدارة بلا منازع ".
و سؤال أخير : ألم يحن الوقت ، بعد زمن طويل ، لمواجهة كلّ هذا و التحرّك بتصميم لوضع حدّ له ، إلى جانب الإعتراف بأنّه بُغية تحويل ذلك إلى حقيقة ، ثمّة حاجة إلى إنشاء نظام مغاير جذريّا و نوع بلد مغاير جذريّا ؟ (*)
-----------------
(*) " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفه بوب أفاكيان ، يوفّر رؤية شاملة و مخطّط revcom.us ملموس ل " نظام مغاير جذريّا و لنوع بلد مغاير جذريّا ". و هذا الدستور متوفّر على موقع
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------