جائحات الوحش الرأسمالي


محمد بوجنال
الحوار المتمدن - العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 22:12
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     

التأسيس النظري خيار تدمير
جائحات الوحش الرأسمالي

الجائحات، التي منها على سبيل المثال لا الحصر كوفيد-19، تقتضي لإعادة النظر في بنياتنا الفكرية وبالتالي السياسية والاقتصادية. وهذا يوجب العمل على بناء النظرية التي لا نفهمها لبراليا أو نيو- لبراليا، بقدر ما أنها الإنتاج الفعلي للواقع .فهذا الأخير هو المختبر التجريبي، هومصدر ومرجعية بناء القانون أو قل إعادة تأسيس الواقع الحالي في بنية قانونية مجردة تضبط وتدقق وترسم المآل مشكِلة في تركيبها نظرية شاملة مجردة مفتوحة. فالوحش الرأسمالي له من الخبرة والحنكة ما يجعله قادرا على امتصاص غضب الشعوب وخلق فجوات للتنفيس وتجاوز للأزمات. فالإنشاءات اللغوية لن تهزم الوحش الرأسمالي، بقدر ما أنها الصرامة الفكرية التي هي، وبالكاد، الأشكال الحقيقية للعلاقات التي هي مطلب الواقع؛ الصرامة الفكرية الطامحة إلى التحرر من تزوير وتسليع الواقع وذلك بالانخراط والتشبث بالحاجيات الطبيعية والإنسانية وبالتالي تحريرهما من الإنشاءات اللغوية أو قل للدقة، من الملكية الخاصة.ولذلك، فمجمل الجائحات الطبيعية والإنسانية مصدرها الوحش الرأسمالي الذي يُعتبر وجوده مرتبطا بضرورة تحريف مسار التاريخ، وحقيقة الواقع معتمدا آليات القوة والمعرفة واحتكارهما.هكذا، فالشعوب تعاني الفقر، والجهل، وهضم الحقوق؛ والطبيعة تعاني التدمير والنهب؛ إنهما الملكية الخاصة للوحش الرأسمالي. وعليه، فهذا الوحش يتحمل مسئولية حصول مختلف الجائحات المجسدة في الوبائية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. فلا تحريف ولا تسليع لمكونات الواقع إلا من داخل الواقع الذي هو،ظلما، ملكية خاصة للوحش الرأسمالي معللا سلامة تصوره بمشروعيته البيولوجية والدينية.
إذن، فمواجهة الوحش الرأسمالي بعد انخفاض حدة الكوفيد-19 يمكن أن تتخذ إحدى هذه السيناريوهات الثلاث: أ- إما استمرار سيطرة الوحش الرأسمالي مع توظيف أسلوب المكر؛- ب – أو مناقشته سطحيا من داخل بنيته وهو السائد حاليا.- ج – وإما تدمير أسسه الفلسفية التي هي، وبالكاد، تدمير أسسه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية أو قل إنشاء النظرية البديل والتي نؤكد أنها الإفراز الجدلي لوحدة القوانين التي لا يمكن أن تُستمد من خارج الواقع؛ وهو ما يعني أن النظرية هي هي العلاقات الجدلية بين قوانين الواقع لا الوجود القبلي. بهكذا إنتاج، تبدأ الشعوب بالوعي بمعنى وجودها الذي يتلخص في العلاقات الراقية النقيض لمختلف جائحات الوحش الرأسمالي مصدر الجائحات السابقة والحالية والمقبلة في حال استمرار سيطرته والمحافظَة على الملكية الخاصة للعالم.